وقفات مع حديث البغي التي سقت كلبا ماءا
علي السالم
1434/04/11 - 2013/02/21 11:28AM
وقفات مع حديث البغي التي سقت كلبا ماء
دينُنا دينٌ عظيمٌ حثَّ على مكارمِ الأخلاقِ ومحاسنِ الأعمالِ ونهى عن سفا سفِ الأقوالِ وسيءِ الأعمالِ . وسأقفُ اليومَ معَ حديثِ [ المرأةِ البغي] التي سقتْ كلباً ماء قال النبيُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَّ :
بينَما كلبٌ يُطيفُ برَكيَّةٍ قد كادَ يقتُلُه العَطشُ إذْ رأتُه بغيُ مِن بغايا بني إسرائيلَ فنزعتْ مُوقَها فاستقتْ لهُ بهِ ، فسَقتُه فغُفرَ لها بهِ )
كلبٌ عطشانٌ جداً يدورُ على (بئرٍ) ليشربَ الماءَ ، لكنّهُ لا يستطيعُ الوصولَ إليهِ ، فرأتُه بغيٌ – وهي التي تفعلُ الفاحشةَ – فنزعتْ خُفَها وملأتُه ماءً وسَقتُه ، فَغَفَرَ اللهُ لها.
اللهُ أكبرُ يا عبادَ اللهِ - ما أكرمَ اللهَ وما أرحمَهُ وما ألطفَهُ وما أعظمَ فضلَهُ. زانيةٌ يُغفرُ لها ذنبُها العظيمُ لأنها سقتْ (إنساناً ) لا بلْ ( حيواناً ) كيفَ بمن يَسقي الُمسلمين العَطْشَى ؟ّ! أين الذينَ يَتهِمون دينَنا بِالقسوةِ والوحشيةِ والهمجيةِ ؟ أين هُم عن هذا الحديثِ وأمثالهِ ؟ في حديثٍ آخرَ قال الصحابةُ رضي اللهُ عنهم : يا رسولَ اللهِ إن لنا في البهائمِ أجراً ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( في كُلِ كبَدٍ رطِبةٍ أجرٌ) .
وحديثُ آخرَ في شأنِ الرحمةِ بالحيوانِ لكنَّه بالعكسِ ( دَخَلتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حَبَسَتها فلمْ تُطْعِمْها ولم تََدَعْها تأكُلُ من خشاشِ الأرضِ ) .
دينُنا يا عبادَ اللهِ دينُ الرحمةِ والشفقةِ ، يقولُ الرسولُ الكريمُ اللهم صلِّ وسلم عليه (الراحمونَ يرحُمُهم الرحمنُ ارحموا من في الأرضِ يرحمُكم من في السماء) فهذهِ المرأةُ البغيُ رحِمت الكلبَ فسقتُه فرحِمها اللهُ تعالى وغَفَرَ لها .
( فويل للقاسية قلوبهم ) ويلٌ للذينَ يظلِمون الناسَ .
إخوةَ الإسلامِ –
سقايةُ الماءِ عملُ صالحُ ، جاءَ سعدُ بنُ عبادةَ رضي اللهُ عنهُ فقالَ : يا رسولَ اللهِ – إن أُميْ ماتتْ أفأ تصدقُ عنها ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( نعم ) قال : أيُّ الصدقةِ أفضلُ ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( سقيُ الماءِ) .
قال أحدُ السلفِ : منْ كَثُرتْ ذنوبُهُ فلْيسقِ الماءَ .
عبادَ اللهِ – لا تحتقروا عملاً أيَّ عملٍ فالجنةُ كما ثبتْ في الحديثِ أقربُ إلى أحدِكم من شَراكِ نَعْلهِ والنارُ مثلُ ذلك .
قال أحدُ السلفِ : ( رُبَّ عملٍ صغيرٍ كبرتُهُ النيةُ ) يدُلُ على ذلكَ حديثُنا هذا .
ومن ذلك : حديثُ البطاقةِ المشهورِ – وحديثُ : الرجلِ الذي أزالَ شجرةً عن طريقِ المسلمينَ فدَخَلَ الجنةَ .
واحذرْ يا عبدَ اللهِ من احتقارِ الذنبِ – قال أحدُ السلفِ : لا تَنظُرْ إلى صِغَرِ المعصيةِ وانظُرْ إلى عظمةِ من عصيْت .
ومن فوائدِ الحديثِ : ألا نحتقرَ أحداً أبداً وإن كان ظاهرُه التقصيرَ والتفريطَ في جنبِ اللهِ تعالى ، فقد يكونُ لديهِ من الأعمالِ الصالحةِ ما ليسَ عندَ غيرهِ .
وفيهِ : بيانُ فضلِ الإخلاصِ وعظيمِ أجرهِ – فسقيُ الكلبِ ليسَ عملاً شاقاً ولا عسيراً ، لكنَّ المرأةَ كانتْ مُخْلِصةً للهِ تعالى لأنهُ لم يكُنْ لديْها أحدٌ يُشاهِدُها من الناسِ ، ثم تواضُعُها لهذا المخلوقِ الذي جرتْ عادةُ الناسِ بِضْربِه – ثُم مَلئُها خُفَها ، وقد تكُونُ فَعَلتْ ذلكَ أكثرَ من مرةٍ . ولمْ تكُنْ ترجو منْ أحدٍ جَزاءً ولا شُكُوراً ، فلم يكنْ أَنذَاك وسائلُ إعلامٍ ولا أجهزةُ تصويرٍ ولا جمعياتُ رِفْقٍ بالحيوانِ !
أما بعد –
فقدَ يجتمعُ في الشخصِ الواحدِ خصالُ خيرٍ و خصالُ شرٍ – فهذهِ المرأةُ كانتْ بغياً و عمِلتْ عَمَلاً صالحاً .
ومن ذلكَ قصةُ الرُّجلِ الذي كانَ يشربُ الخمرَ فيُؤتى بهِ إلى الرسولِ صلى اللهِ عليه وسلم فيَأَمُرُ بِجَلْدهِ – ومرةٍ جِيءَ بهِ لإقامةِ الحدِ عليهِ فقالَ رجلٌ من المسلمينَ : اللهمَّ العنه أو قال : لعنهُ اللهُ ، ما أكثرَ ما يُؤتى بهِ .فقالَ النبيُ صلى اللهُ عليهِ وسلم : [ لا تلعنُوه .. فإنهُ يُحِبُ اللهَ ورسولَه .. لا تُعينوا الشيطانَ على أخيكم ]
وفائدة ٌمن الحديثِ – وهو أن المرءَ وإن كانْ مُقصِراً فليسَ هذا حُجةً أو عُذراً في ترْكِ فِعْلِ الخيرِ أو نُصرةِ الدينِ أو الدعوةِ إلى اللهِ تعالى .
دينُنا دينٌ عظيمٌ حثَّ على مكارمِ الأخلاقِ ومحاسنِ الأعمالِ ونهى عن سفا سفِ الأقوالِ وسيءِ الأعمالِ . وسأقفُ اليومَ معَ حديثِ [ المرأةِ البغي] التي سقتْ كلباً ماء قال النبيُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَّ :
بينَما كلبٌ يُطيفُ برَكيَّةٍ قد كادَ يقتُلُه العَطشُ إذْ رأتُه بغيُ مِن بغايا بني إسرائيلَ فنزعتْ مُوقَها فاستقتْ لهُ بهِ ، فسَقتُه فغُفرَ لها بهِ )
كلبٌ عطشانٌ جداً يدورُ على (بئرٍ) ليشربَ الماءَ ، لكنّهُ لا يستطيعُ الوصولَ إليهِ ، فرأتُه بغيٌ – وهي التي تفعلُ الفاحشةَ – فنزعتْ خُفَها وملأتُه ماءً وسَقتُه ، فَغَفَرَ اللهُ لها.
اللهُ أكبرُ يا عبادَ اللهِ - ما أكرمَ اللهَ وما أرحمَهُ وما ألطفَهُ وما أعظمَ فضلَهُ. زانيةٌ يُغفرُ لها ذنبُها العظيمُ لأنها سقتْ (إنساناً ) لا بلْ ( حيواناً ) كيفَ بمن يَسقي الُمسلمين العَطْشَى ؟ّ! أين الذينَ يَتهِمون دينَنا بِالقسوةِ والوحشيةِ والهمجيةِ ؟ أين هُم عن هذا الحديثِ وأمثالهِ ؟ في حديثٍ آخرَ قال الصحابةُ رضي اللهُ عنهم : يا رسولَ اللهِ إن لنا في البهائمِ أجراً ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( في كُلِ كبَدٍ رطِبةٍ أجرٌ) .
وحديثُ آخرَ في شأنِ الرحمةِ بالحيوانِ لكنَّه بالعكسِ ( دَخَلتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حَبَسَتها فلمْ تُطْعِمْها ولم تََدَعْها تأكُلُ من خشاشِ الأرضِ ) .
دينُنا يا عبادَ اللهِ دينُ الرحمةِ والشفقةِ ، يقولُ الرسولُ الكريمُ اللهم صلِّ وسلم عليه (الراحمونَ يرحُمُهم الرحمنُ ارحموا من في الأرضِ يرحمُكم من في السماء) فهذهِ المرأةُ البغيُ رحِمت الكلبَ فسقتُه فرحِمها اللهُ تعالى وغَفَرَ لها .
( فويل للقاسية قلوبهم ) ويلٌ للذينَ يظلِمون الناسَ .
إخوةَ الإسلامِ –
سقايةُ الماءِ عملُ صالحُ ، جاءَ سعدُ بنُ عبادةَ رضي اللهُ عنهُ فقالَ : يا رسولَ اللهِ – إن أُميْ ماتتْ أفأ تصدقُ عنها ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( نعم ) قال : أيُّ الصدقةِ أفضلُ ؟ قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( سقيُ الماءِ) .
قال أحدُ السلفِ : منْ كَثُرتْ ذنوبُهُ فلْيسقِ الماءَ .
عبادَ اللهِ – لا تحتقروا عملاً أيَّ عملٍ فالجنةُ كما ثبتْ في الحديثِ أقربُ إلى أحدِكم من شَراكِ نَعْلهِ والنارُ مثلُ ذلك .
قال أحدُ السلفِ : ( رُبَّ عملٍ صغيرٍ كبرتُهُ النيةُ ) يدُلُ على ذلكَ حديثُنا هذا .
ومن ذلك : حديثُ البطاقةِ المشهورِ – وحديثُ : الرجلِ الذي أزالَ شجرةً عن طريقِ المسلمينَ فدَخَلَ الجنةَ .
واحذرْ يا عبدَ اللهِ من احتقارِ الذنبِ – قال أحدُ السلفِ : لا تَنظُرْ إلى صِغَرِ المعصيةِ وانظُرْ إلى عظمةِ من عصيْت .
ومن فوائدِ الحديثِ : ألا نحتقرَ أحداً أبداً وإن كان ظاهرُه التقصيرَ والتفريطَ في جنبِ اللهِ تعالى ، فقد يكونُ لديهِ من الأعمالِ الصالحةِ ما ليسَ عندَ غيرهِ .
وفيهِ : بيانُ فضلِ الإخلاصِ وعظيمِ أجرهِ – فسقيُ الكلبِ ليسَ عملاً شاقاً ولا عسيراً ، لكنَّ المرأةَ كانتْ مُخْلِصةً للهِ تعالى لأنهُ لم يكُنْ لديْها أحدٌ يُشاهِدُها من الناسِ ، ثم تواضُعُها لهذا المخلوقِ الذي جرتْ عادةُ الناسِ بِضْربِه – ثُم مَلئُها خُفَها ، وقد تكُونُ فَعَلتْ ذلكَ أكثرَ من مرةٍ . ولمْ تكُنْ ترجو منْ أحدٍ جَزاءً ولا شُكُوراً ، فلم يكنْ أَنذَاك وسائلُ إعلامٍ ولا أجهزةُ تصويرٍ ولا جمعياتُ رِفْقٍ بالحيوانِ !
أما بعد –
فقدَ يجتمعُ في الشخصِ الواحدِ خصالُ خيرٍ و خصالُ شرٍ – فهذهِ المرأةُ كانتْ بغياً و عمِلتْ عَمَلاً صالحاً .
ومن ذلكَ قصةُ الرُّجلِ الذي كانَ يشربُ الخمرَ فيُؤتى بهِ إلى الرسولِ صلى اللهِ عليه وسلم فيَأَمُرُ بِجَلْدهِ – ومرةٍ جِيءَ بهِ لإقامةِ الحدِ عليهِ فقالَ رجلٌ من المسلمينَ : اللهمَّ العنه أو قال : لعنهُ اللهُ ، ما أكثرَ ما يُؤتى بهِ .فقالَ النبيُ صلى اللهُ عليهِ وسلم : [ لا تلعنُوه .. فإنهُ يُحِبُ اللهَ ورسولَه .. لا تُعينوا الشيطانَ على أخيكم ]
وفائدة ٌمن الحديثِ – وهو أن المرءَ وإن كانْ مُقصِراً فليسَ هذا حُجةً أو عُذراً في ترْكِ فِعْلِ الخيرِ أو نُصرةِ الدينِ أو الدعوةِ إلى اللهِ تعالى .