وقفات قبل بداية شهر رمضان
فهد الجمعة
1438/08/27 - 2017/05/23 06:15AM
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي فرض علينا الصيام كما فرضه على الذين من قبلنا، أحمده حمد الشاكرين لنعمه، وأشكره شكر المعترفين لآلائه وفضله ومننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالصيام ووعدنا بالأجر العظيم والجنان، وأشهد أن نبينا محمداً عبده وروسله خير من صلى وصام وقام، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار والتابعين لهم بإحسان، أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا رحمني الله وإياكم أن أجسامنا على النار لا تقوى، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما).
عباد الله: نحن مقبلون على شهر عظيم ألا وهو شهر رمضان المبارك، وما أدرك ما شهر رمضان؟ شهر البر والإحسان، شهر التوبة والغفران والعتق من النيران، شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه، فقبل لقائه هو في شوق وحنين إلى لقائه، كيف وهو شهر الصبر والطاعة والذكر والإنابة! لذلك والله ما ودعه مؤمن إلاّ وقلبه يحترق لفراقه، وما انصرف شهر رمضان عن عبدٍ صالحٍ قام بحقه وقدره إلاّ كان انصرافه في قلبه حزناً شوقاً وحنيناً لا يعلمه إلا الله. كم دخله بعيد من الله فقربه الله؟ وكم دخله محروم فأعطاه الله؟ وكم دخله مسيء فتاب الله عليه؟ لذلك كان الأخيار من سلف هذه الأمة يتمنون لقاءه فيدعون الله وصوله وبلوغه. ولي معكم أيها المسلمون خمس وقفات عند حلول هذا الشهر العظيم، الوقفة الأولى: إذا قدم عليك -أيها المسلم- شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك، هذه النعمة أن بلغك الله شهر رمضان، هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة إلى بلوغ هذا الشهر، وأنت في صحة وعافية وأمن وأمان، كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر ولكن انقطع به الأثر فهم تحت الثرى في القبور؟، فإذا بلغت شهر رمضان فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ وقل بلسان الحال والمقال: (اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناءً عليك)، فإن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل، واللهِ ما شكر عبدٌ نعمةً من نعم الله إلا بارك الله له فيها. وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناساً حيل بينها وبين الصيام والقيام، رهناء الآلام والأمراض والأسقام، فهم على الأسرة البيضاء لا يستطيعون الصيام ولا القيام ولا قراءة القرآن، إذا تذكرت ذلك ورأيت الصحة والعافية في بدنك فاحمد الله على الوصول والبلوغ، واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته.
الوقفة الثانية: اعقد النية على صلاح القول والعمل، وليكن لديك منذ بداية هذا الشهر عزمٌ بينك وبين الله على المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعته وذكره وحسن عبادته. وهذا أمر ينبغي أن يُتذكر من بداية هذا الشهر بأن تعقد النية على صلاح القول والعمل، فكم من أناس أدركوا شهر رمضان وأدركوا يوماً أو يومين، ولكن اختارتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كاملاً، لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات، والله جل وعلا يقول: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
الوقفة الثالثة: وهي وصية نبوية، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ). رواه مسلم، فالصيام لا يقتصر على الإمساك عن الطعام والشراب فحسب، ولكن هناك صيام عن الإحجام عن الكلام الذي لا يرضي الله عز وجل، وهناك صيام عن الأفعال الذي تسخط الله عز وجل، لأن الصائم لا يليق به أن يرتكب لقط الكلام ورفثه، فاحفظ لسانك أيها الصائم ولا تتفوه إلا بما يرضي الله عز وجل، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)، وقال سبحانه: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه.
الوقفة الرابعة: هذا الشهر هو شهر التوبة والإنابة والمغفرة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)، فذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر، والله جل وعلا أمر عباده بالتوبة فقال: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)، وقال سبحانه: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، وقال تبارك وتعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)، فذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر (يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني غفرت لك ولا أبالي)، فمن لم يتب إلى الله في رمضان فمتى يتوب؟ ومن لم يعد إلى الله في رمضان فمتى يعود؟ فالبدار البدار أيها المسلمون بالتوبة قبل حلول الآجال.
اللهم بلغنا رمضان ونحن نرفل بثوب الصحة والعافية وأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله الجليل الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون.
عباد الله: الوقفة الخامسة: من الأمور المهمة التي ينبغي للشخص أن يفعلها قبل حلول رمضان أن يتفقه في أحكام الصيام وما يتعلق [بشروطه وآدابه وسننه وما يجب وما لا يجب إلى غير ذلك] حتى يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه، فمن لا يسأل عن أمور دينه ولا يتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خيرا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخيراً: هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر العظيم، فلنغتنم أيام هذا الشهر ولياليه وساعاته وجميع لحظاته في الاستزادة من الخير والإقبال، فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام، وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام، وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما *** فلا تصيره شهر تضييع وعصيان
واتلـوا القـرآن ورتل فيه مجتهـداً *** فإنه شـهر تسبيـح وقـرآن
كم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهل وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي *** فما أقرب القاصي إلى الداني
اللهم بلغنا شهر رمضان ... وأعنا فيه على الصيام والقيام .. واجعلنا فيه ووالدينا من عتقائك من النار.
الحمد لله الذي فرض علينا الصيام كما فرضه على الذين من قبلنا، أحمده حمد الشاكرين لنعمه، وأشكره شكر المعترفين لآلائه وفضله ومننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالصيام ووعدنا بالأجر العظيم والجنان، وأشهد أن نبينا محمداً عبده وروسله خير من صلى وصام وقام، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار والتابعين لهم بإحسان، أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا رحمني الله وإياكم أن أجسامنا على النار لا تقوى، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما).
عباد الله: نحن مقبلون على شهر عظيم ألا وهو شهر رمضان المبارك، وما أدرك ما شهر رمضان؟ شهر البر والإحسان، شهر التوبة والغفران والعتق من النيران، شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه، فقبل لقائه هو في شوق وحنين إلى لقائه، كيف وهو شهر الصبر والطاعة والذكر والإنابة! لذلك والله ما ودعه مؤمن إلاّ وقلبه يحترق لفراقه، وما انصرف شهر رمضان عن عبدٍ صالحٍ قام بحقه وقدره إلاّ كان انصرافه في قلبه حزناً شوقاً وحنيناً لا يعلمه إلا الله. كم دخله بعيد من الله فقربه الله؟ وكم دخله محروم فأعطاه الله؟ وكم دخله مسيء فتاب الله عليه؟ لذلك كان الأخيار من سلف هذه الأمة يتمنون لقاءه فيدعون الله وصوله وبلوغه. ولي معكم أيها المسلمون خمس وقفات عند حلول هذا الشهر العظيم، الوقفة الأولى: إذا قدم عليك -أيها المسلم- شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك، هذه النعمة أن بلغك الله شهر رمضان، هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة إلى بلوغ هذا الشهر، وأنت في صحة وعافية وأمن وأمان، كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر ولكن انقطع به الأثر فهم تحت الثرى في القبور؟، فإذا بلغت شهر رمضان فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ وقل بلسان الحال والمقال: (اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناءً عليك)، فإن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل، واللهِ ما شكر عبدٌ نعمةً من نعم الله إلا بارك الله له فيها. وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناساً حيل بينها وبين الصيام والقيام، رهناء الآلام والأمراض والأسقام، فهم على الأسرة البيضاء لا يستطيعون الصيام ولا القيام ولا قراءة القرآن، إذا تذكرت ذلك ورأيت الصحة والعافية في بدنك فاحمد الله على الوصول والبلوغ، واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته.
الوقفة الثانية: اعقد النية على صلاح القول والعمل، وليكن لديك منذ بداية هذا الشهر عزمٌ بينك وبين الله على المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعته وذكره وحسن عبادته. وهذا أمر ينبغي أن يُتذكر من بداية هذا الشهر بأن تعقد النية على صلاح القول والعمل، فكم من أناس أدركوا شهر رمضان وأدركوا يوماً أو يومين، ولكن اختارتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كاملاً، لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات، والله جل وعلا يقول: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
الوقفة الثالثة: وهي وصية نبوية، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ). رواه مسلم، فالصيام لا يقتصر على الإمساك عن الطعام والشراب فحسب، ولكن هناك صيام عن الإحجام عن الكلام الذي لا يرضي الله عز وجل، وهناك صيام عن الأفعال الذي تسخط الله عز وجل، لأن الصائم لا يليق به أن يرتكب لقط الكلام ورفثه، فاحفظ لسانك أيها الصائم ولا تتفوه إلا بما يرضي الله عز وجل، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)، وقال سبحانه: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه.
الوقفة الرابعة: هذا الشهر هو شهر التوبة والإنابة والمغفرة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)، فذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر، والله جل وعلا أمر عباده بالتوبة فقال: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)، وقال سبحانه: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، وقال تبارك وتعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)، فذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر (يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني غفرت لك ولا أبالي)، فمن لم يتب إلى الله في رمضان فمتى يتوب؟ ومن لم يعد إلى الله في رمضان فمتى يعود؟ فالبدار البدار أيها المسلمون بالتوبة قبل حلول الآجال.
اللهم بلغنا رمضان ونحن نرفل بثوب الصحة والعافية وأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله الجليل الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون.
عباد الله: الوقفة الخامسة: من الأمور المهمة التي ينبغي للشخص أن يفعلها قبل حلول رمضان أن يتفقه في أحكام الصيام وما يتعلق [بشروطه وآدابه وسننه وما يجب وما لا يجب إلى غير ذلك] حتى يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه، فمن لا يسأل عن أمور دينه ولا يتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خيرا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخيراً: هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر العظيم، فلنغتنم أيام هذا الشهر ولياليه وساعاته وجميع لحظاته في الاستزادة من الخير والإقبال، فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام، وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام، وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما *** فلا تصيره شهر تضييع وعصيان
واتلـوا القـرآن ورتل فيه مجتهـداً *** فإنه شـهر تسبيـح وقـرآن
كم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهل وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي *** فما أقرب القاصي إلى الداني
اللهم بلغنا شهر رمضان ... وأعنا فيه على الصيام والقيام .. واجعلنا فيه ووالدينا من عتقائك من النار.