وقفات قبل الامتحانات
مبارك العشوان
1436/07/25 - 2015/05/14 13:55PM
إن الحمد لله...أما بعد: فاتقوا ... مسلمون.
عباد الله: أيام قليلة ويحين موعد الامتحان الدراسي، وبمناسبته فهذه بعض الوقفات للطلابِ، وأولياءِ الأمور والمعلمين.
الوقفة الأولى: أخي الطالب: جُدَّ واجتهد، واصبر وصابر، ابذُلْ ما في وُسْعِكَ : ( احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَـــزْ ) رواه مسلم. ذاكر وركز، واختر الوقت المناسب والمكان الهادئ.
إياك والتوترَ والقلقَ فربما كانا سببا لتشتيت ذهنك وضياع معلوماتك، توكل على الله، واعتمد عليه:{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) الطلاق 3 أي كافيه.
سَلِ اللهَ تعالى التوفيق والسداد والنجاح، الجأ إليه تبارك وتعالى وأكْثِرْ من دُعائِه؛ يُجِبْ دعوتَك: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 لِيقوَى إيمانُك بقضاء الله وقدره، وَلْتعلم أن ما أصابكَ لم يكن ليخطئك، وما أخطأكَ لم يكن ليصيبك حينئذٍ ستطمئنُ نفسُك، وتزولُ همومُك.
وأنت أخي المعلم وولي الأمر اغرِسوا هذا في نفوسِ أبنائكم وربوهم عليه.
الوقفة الثانية: تجنبوا السهر؛ فإنه يفضي للإعياءِ والكسلِ وضعفِ التركيزِ أثناءَ الإجابة، ويؤدي إلى تضييعِ صلاةِ الفجر ولربما استيقظ الطالبُ متأخرًا فسارعَ إلى الامتحانِ ولم يُصَلِّ الفريضة بعدُ، فأيُّ خير يُرتجى، وأيُّ توفيق يرجو من هذه حاله، وفي الحديث: ( رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه مسلم هذا عباد الله؛ في النافلة فكيف به في الفريضة؛ من أراد التوفيق فليلزم طاعة ربه وليكثر من العمل الصالح له.
الوقفة الثالثة: يَعْمَدُ بعضُ الطلاب؛ وفي غفلةٍ من ولي الأمر وخداعٍ وتزيين من شياطين الجن والإنس وجلساءِ السوء يعمدون إلى تعاطي المخدرات خلال هذه الأيام، لدفع النوم كما خُدعوا، وجلبِ الحيويةِ والنشاط ومن ثم النجاح، وهي في الحقيقة مورثة الخلل في التفكير، وتعب الجسد فيما بعد، ومن ثم كثرة النوم وضياع أوقات مضاعفة، هي في الحقيقة مدمرة العقول، وهادمة الأسر، ومورثة العداوة والبغضاء، هي طريق الضياع والفشل والسجون؛ فإذا استُغل الشباب والفتيات في مثل هذه الأيام وأُوقعوا في هذا البلاء، وسُقوا من هذه السموم سقطوا في شباك المجرمين، وتلوثوا بأدوائهم، فعظمت عليهم الأخطار، واُستخدموا في تنفيذ الجرائم مقابل أن توفر لهم المخدرات، وقد يُراوَدُ المتعاطي عن نفسه، ويساوم على عرضه وعرض أهله وقد يفعل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلتتنبهوا لهذه المخاطر في بداياتها، ولاسيما في أيام الامتحانات كونوا قريبا من أولادكم؛ وقفوا معهم، وأدركوا ما يدور حولهم وما يحاك ضدهم.
تيقظوا لفلذات أكبادكم وتفطنوا؛ قبل أن يقع ما لا تَحْمَدُون وحينَ لا ينفعُ الندمُ تندمون.
الوقفة الرابعة: عندما يُنهي الطلابُ امتحانَهم وينتظرون عودتهم إلى منازلهم؛ قد يطول هذا الوقت أحيانا فيتعرضون لكثير من الأخطار، من حوادث سيارات، أو مشاجرات أو غيرها مما هو أخطر، منها لا سيما في عصر كثر فيه من لا خلاق له من أهل التفحيط ، والمعاكسات، والأخلاق الرذيلة، التي تربوا عليها من قنوات فضائية ساقطة. شباب بل ذئاب قل حياؤهم واستطار شرهم وجعلوا مهمتهم تَرَصُدَ خروج الطالبات والتحرشَ بهن ومضايقتهن، وكم خدع هؤلاء من فتاة بكلمة أو برسالة فكانت ضحية لهم، وجاءت إلى أهلها بالفضيحة والعار؛ كل هذا في غيبة من ولي الأمر، وغفلة من المدرسة؛ فتنبهوا أيها الأولياء وأيها المعلمون، وليتعاون الجميع، وليكونوا يدا واحدة في محاصرة الفساد، والتضييق على المفسدين:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } المائدة 2
معاشر الأولياء الأمر خطير، والمسؤولية عظمى، والوقاية خير من العلاج، والسعيد من وعظ بغيره.
إن على ولي أمر الطالب والطالبة أن يعرف موعد ابتداء الاختبار وانتهائه ويأتي إليهم في الوقت المحدد، وعليه أن يحذرهم جلساءَ السوء، من الركوب معهم، أو حتى الوقوف معهم، وأن يحذر بناته من الوقوف خارج المدرسة، لتبقى داخل مدرستها حتى يأتي وليها، وبه تسلم من تعريض نفسها لكلمة ساقطة، أو نظرة محرمة منها أو عليها، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها، وعلى كل مسؤول أن يتقي الله عز وجل فيمن تحت رعايته من الطلاب والطالبات، ويقوم على رعايتهم وأن لا يعرضهم لمثل هذه الأخطار.
حفظ الله الجميع من كل سوء.
وبارك الله لي ولكم … وأقول ما تسمعون …
الخطبة الثانية:
الحمد لله …أما بعد: الوقفة الخامسة: يمارِسُ الغشَ في الامتحانات بعضُ الطلاب وكأنهم لم يتربوا على الإحسان: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) رواه البخاري ومسلم أو كأنهم لم يتربوا على مراقبة الله والخوف منه سبحانه؛ لا يمنع بعضهم من الغش إلا عدم قدرته عليه، ومتى وجد فرصة غش.
الغش عباد الله أمر محرم، سواء كان في الاختبارات، أو في البيع والشراء، أو في أي معاملة من المعاملات، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وتبرأ من فاعله، فقال: (... وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ) رواه مسلم. وروى أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ). إن المتأمل في حال الناس اليوم ليرى التناقض والعجب، يشتاط أحدهم غضبا إذا اشترى سلعة فوجد أنه مغشوش بها؛ ويخبره ولده أنه لم يعرف الإجابة فغش من زميله أومن أوراق دخل بها الامتحان فلا يغضب الأب، ولا يحرك ساكنا، بل إن منهم من يمدح ابنه على هذا، وأنه من حسن التصرف في المواقف ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ .
الوقفة السادسة: امتلأت بعض البيوت بوسائل الإفساد من قناة مقيته، أو مجلة ساقطة، أو شريط ماجن، فإذا قربت الامتحانات أدرك الأولياء خطر هذه الوسائل على الأبناء والبنات فأغلقوها ومنعوا أولادهم منها حتى لا تؤثر على مذاكرتهم وتحصيلهم ونتائج امتحاناتهم، وهذا أمر يوافقون عليه، ولكن كيف يقتنع هؤلاء بضررها أيام الامتحانات دون غيرها من الأيام ؟ أوليس التأثير على المعتقد والدين، والخلق والحياء أولى بالعناية وأحوج إلى الاستمرار ؟ ! ثم ما حجتك أيها الولي إذا وُقِفت بين يدي الله وأنت مدرك لأضرار هذه الوسائل الهادمة ولكنك اكتفيت بوقايتهم منها لغرض من أغراض الدنيا، وأهملت وقايتهم منها سائر الأيام حتى لوثت أفكارهم وخدشت حياءهم؟ ! لقد حملت هذه الأمانة، واسترعاك الله عليهم، وهو سبحانه سائلك عنهم . ففي الحديث الصحيح: ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … ) رواه البخاري .
الوقفة السابعة: بعد خروج الطلاب من الامتحانات يهجم بعضهم على كتبه وكأنها عدوٌ له؛ فيمزقها، أو يرميها في الشوارع وتحت الأقدام أو في النفايات، وقد يحصل مثل هذا من عمال وعاملات النظافة في المدرسة؛ عملٌ مشين، وتصرف غريب يحرق القلوب، فما هكذا يحترم العلم ويجل ويقدر، ولا هكذا تشكر النعم.
من لم يكن في حاجة الكتاب فليسلمه إلى من هو في حاجته أو إلى إدارة مدرسته تتصرف فيه، أو على الأقل يضعه في الحاويات الخاصة بجمع الكتب.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمه، وقوموا بما حملتم من الأمانة حق القيام على حفظها ورعايتها، ثم صلوا وسلموا ...
عباد الله : اذكروا الله ...
عباد الله: أيام قليلة ويحين موعد الامتحان الدراسي، وبمناسبته فهذه بعض الوقفات للطلابِ، وأولياءِ الأمور والمعلمين.
الوقفة الأولى: أخي الطالب: جُدَّ واجتهد، واصبر وصابر، ابذُلْ ما في وُسْعِكَ : ( احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَـــزْ ) رواه مسلم. ذاكر وركز، واختر الوقت المناسب والمكان الهادئ.
إياك والتوترَ والقلقَ فربما كانا سببا لتشتيت ذهنك وضياع معلوماتك، توكل على الله، واعتمد عليه:{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) الطلاق 3 أي كافيه.
سَلِ اللهَ تعالى التوفيق والسداد والنجاح، الجأ إليه تبارك وتعالى وأكْثِرْ من دُعائِه؛ يُجِبْ دعوتَك: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 لِيقوَى إيمانُك بقضاء الله وقدره، وَلْتعلم أن ما أصابكَ لم يكن ليخطئك، وما أخطأكَ لم يكن ليصيبك حينئذٍ ستطمئنُ نفسُك، وتزولُ همومُك.
وأنت أخي المعلم وولي الأمر اغرِسوا هذا في نفوسِ أبنائكم وربوهم عليه.
الوقفة الثانية: تجنبوا السهر؛ فإنه يفضي للإعياءِ والكسلِ وضعفِ التركيزِ أثناءَ الإجابة، ويؤدي إلى تضييعِ صلاةِ الفجر ولربما استيقظ الطالبُ متأخرًا فسارعَ إلى الامتحانِ ولم يُصَلِّ الفريضة بعدُ، فأيُّ خير يُرتجى، وأيُّ توفيق يرجو من هذه حاله، وفي الحديث: ( رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه مسلم هذا عباد الله؛ في النافلة فكيف به في الفريضة؛ من أراد التوفيق فليلزم طاعة ربه وليكثر من العمل الصالح له.
الوقفة الثالثة: يَعْمَدُ بعضُ الطلاب؛ وفي غفلةٍ من ولي الأمر وخداعٍ وتزيين من شياطين الجن والإنس وجلساءِ السوء يعمدون إلى تعاطي المخدرات خلال هذه الأيام، لدفع النوم كما خُدعوا، وجلبِ الحيويةِ والنشاط ومن ثم النجاح، وهي في الحقيقة مورثة الخلل في التفكير، وتعب الجسد فيما بعد، ومن ثم كثرة النوم وضياع أوقات مضاعفة، هي في الحقيقة مدمرة العقول، وهادمة الأسر، ومورثة العداوة والبغضاء، هي طريق الضياع والفشل والسجون؛ فإذا استُغل الشباب والفتيات في مثل هذه الأيام وأُوقعوا في هذا البلاء، وسُقوا من هذه السموم سقطوا في شباك المجرمين، وتلوثوا بأدوائهم، فعظمت عليهم الأخطار، واُستخدموا في تنفيذ الجرائم مقابل أن توفر لهم المخدرات، وقد يُراوَدُ المتعاطي عن نفسه، ويساوم على عرضه وعرض أهله وقد يفعل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلتتنبهوا لهذه المخاطر في بداياتها، ولاسيما في أيام الامتحانات كونوا قريبا من أولادكم؛ وقفوا معهم، وأدركوا ما يدور حولهم وما يحاك ضدهم.
تيقظوا لفلذات أكبادكم وتفطنوا؛ قبل أن يقع ما لا تَحْمَدُون وحينَ لا ينفعُ الندمُ تندمون.
الوقفة الرابعة: عندما يُنهي الطلابُ امتحانَهم وينتظرون عودتهم إلى منازلهم؛ قد يطول هذا الوقت أحيانا فيتعرضون لكثير من الأخطار، من حوادث سيارات، أو مشاجرات أو غيرها مما هو أخطر، منها لا سيما في عصر كثر فيه من لا خلاق له من أهل التفحيط ، والمعاكسات، والأخلاق الرذيلة، التي تربوا عليها من قنوات فضائية ساقطة. شباب بل ذئاب قل حياؤهم واستطار شرهم وجعلوا مهمتهم تَرَصُدَ خروج الطالبات والتحرشَ بهن ومضايقتهن، وكم خدع هؤلاء من فتاة بكلمة أو برسالة فكانت ضحية لهم، وجاءت إلى أهلها بالفضيحة والعار؛ كل هذا في غيبة من ولي الأمر، وغفلة من المدرسة؛ فتنبهوا أيها الأولياء وأيها المعلمون، وليتعاون الجميع، وليكونوا يدا واحدة في محاصرة الفساد، والتضييق على المفسدين:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } المائدة 2
معاشر الأولياء الأمر خطير، والمسؤولية عظمى، والوقاية خير من العلاج، والسعيد من وعظ بغيره.
إن على ولي أمر الطالب والطالبة أن يعرف موعد ابتداء الاختبار وانتهائه ويأتي إليهم في الوقت المحدد، وعليه أن يحذرهم جلساءَ السوء، من الركوب معهم، أو حتى الوقوف معهم، وأن يحذر بناته من الوقوف خارج المدرسة، لتبقى داخل مدرستها حتى يأتي وليها، وبه تسلم من تعريض نفسها لكلمة ساقطة، أو نظرة محرمة منها أو عليها، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها، وعلى كل مسؤول أن يتقي الله عز وجل فيمن تحت رعايته من الطلاب والطالبات، ويقوم على رعايتهم وأن لا يعرضهم لمثل هذه الأخطار.
حفظ الله الجميع من كل سوء.
وبارك الله لي ولكم … وأقول ما تسمعون …
الخطبة الثانية:
الحمد لله …أما بعد: الوقفة الخامسة: يمارِسُ الغشَ في الامتحانات بعضُ الطلاب وكأنهم لم يتربوا على الإحسان: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) رواه البخاري ومسلم أو كأنهم لم يتربوا على مراقبة الله والخوف منه سبحانه؛ لا يمنع بعضهم من الغش إلا عدم قدرته عليه، ومتى وجد فرصة غش.
الغش عباد الله أمر محرم، سواء كان في الاختبارات، أو في البيع والشراء، أو في أي معاملة من المعاملات، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وتبرأ من فاعله، فقال: (... وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ) رواه مسلم. وروى أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ). إن المتأمل في حال الناس اليوم ليرى التناقض والعجب، يشتاط أحدهم غضبا إذا اشترى سلعة فوجد أنه مغشوش بها؛ ويخبره ولده أنه لم يعرف الإجابة فغش من زميله أومن أوراق دخل بها الامتحان فلا يغضب الأب، ولا يحرك ساكنا، بل إن منهم من يمدح ابنه على هذا، وأنه من حسن التصرف في المواقف ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ .
الوقفة السادسة: امتلأت بعض البيوت بوسائل الإفساد من قناة مقيته، أو مجلة ساقطة، أو شريط ماجن، فإذا قربت الامتحانات أدرك الأولياء خطر هذه الوسائل على الأبناء والبنات فأغلقوها ومنعوا أولادهم منها حتى لا تؤثر على مذاكرتهم وتحصيلهم ونتائج امتحاناتهم، وهذا أمر يوافقون عليه، ولكن كيف يقتنع هؤلاء بضررها أيام الامتحانات دون غيرها من الأيام ؟ أوليس التأثير على المعتقد والدين، والخلق والحياء أولى بالعناية وأحوج إلى الاستمرار ؟ ! ثم ما حجتك أيها الولي إذا وُقِفت بين يدي الله وأنت مدرك لأضرار هذه الوسائل الهادمة ولكنك اكتفيت بوقايتهم منها لغرض من أغراض الدنيا، وأهملت وقايتهم منها سائر الأيام حتى لوثت أفكارهم وخدشت حياءهم؟ ! لقد حملت هذه الأمانة، واسترعاك الله عليهم، وهو سبحانه سائلك عنهم . ففي الحديث الصحيح: ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … ) رواه البخاري .
الوقفة السابعة: بعد خروج الطلاب من الامتحانات يهجم بعضهم على كتبه وكأنها عدوٌ له؛ فيمزقها، أو يرميها في الشوارع وتحت الأقدام أو في النفايات، وقد يحصل مثل هذا من عمال وعاملات النظافة في المدرسة؛ عملٌ مشين، وتصرف غريب يحرق القلوب، فما هكذا يحترم العلم ويجل ويقدر، ولا هكذا تشكر النعم.
من لم يكن في حاجة الكتاب فليسلمه إلى من هو في حاجته أو إلى إدارة مدرسته تتصرف فيه، أو على الأقل يضعه في الحاويات الخاصة بجمع الكتب.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمه، وقوموا بما حملتم من الأمانة حق القيام على حفظها ورعايتها، ثم صلوا وسلموا ...
عباد الله : اذكروا الله ...
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق