وقفات : في سبيلِ حياةِ خُطبةِ الجُمعة 2 !

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/07/17 - 2013/05/27 05:54AM
[font="] أخي الخطيب :
[/font]
[font="] جعلوا لهم مُخرِجًا للأفلامِ و المسرحيّات والعمل الإذاعي والتلفزي فأثّروا و غيّروا سِلبًا . . فهلاَّ جعلتَ من نفسِكَ على نفسِكَ مُخرِجًا لخطبةِ الجمعة قبل إلقائها على النّاس .. ؟! [/font]
[font="] أخي الحبيب : [/font]
[font="] حاشا للهِ أن أقول لكَ أنت تُمَثّل على خشبة المنبر ! ، ولكن أقول لك : أنت تمثّل الإسلامَ العظيمَ على خشبة المنبر، وتدعو إليه بقولك و فعلِكَ و حركاتك و سكناتِك . . فوظّف ما استطعت من الإبداع في سبيل ذلك ! [/font]
[font="] المُخْرِجُ : هو مركزُ العمل و الطرف الأهمّ في العمل السينمائي ( العَرض ) ، لماذا ؟ : [/font]
[font="] لأنّهُ - من واقع خبرة وتكوين مُسبق - الفردُ الذي يتحكّم بكل شيء ، ويوجّهه نحو ما يريد بكثيرٍ من الدّقة والمهارة ، مستخدمًا أدق التفاصيل التي قد لا ينتبِهُ إليها غيرُه ، واضعًا كل شيء في محلّه الصحيح من حيثُ يُؤثّرُ وبالطريقة المناسبة ! : الأشخاص ، الأضواء ، اللقطات ، الحركات ، المكان ، تطبيق السيناريو ، تجسيد المشاعر في حركات . . ، في سبيل ماذا ؟ : [/font]
[font="] في سبيل أن يصبَّ كلُّ شيءٍ جهّزَهُ في تحقيق الهدف ، و في سبيل أن يمضيَ كلُّ شيءٍ في سياق الصورة الكبيرة التي أراد أن يخرج العمَلَ مطابقا لها . . ! [/font]
[font="] أليسَ أحقَّ النّاسِ و الأعمالِ بهذا أنتَ و عملكَ العظيم يوم الجمعة ؟! .
[/font]
[font="] اجعل من نفسِكَ على نفسِك رقيبًا في إخراجِ خُطبة الجمعة قبل إلقائِها على الناس . . . ! [/font]
[font="] هذا العمل كان مَلَكةً راسخةً عند المصاقِعِ من المتقدّمين ، ولكنّهُ اليومَ - و في ظلّ المتغيّرات و التحدّيات - يحتاجُ إلى تكوينٍ وتدريبٍ يمكّنُ الخطيبَ من قراءة الخطبة عشرين مرّة ، و إعادة رسمِ الأجواءِ في الذّهن عدّة مرّات أجواءِ الإلقاء ، استغلال المكان والصوت و الحركات والإيماءات وتوزيعها وفق ما تريد تحريكه في الجمهور ، اجعل له رموزًا في الذّهن إن كان خطبتُك ارتجالاً ، أو رموزًا على الورقة مع التدريب إن كانت خطبتُك مكتوبة . .
[/font]
[font="] وجرّب . . جرّب . . قبل الصعود على المنبر . . ومُخرِجُكَ يراقبك و يصحّحُ لك .. ويطوّر . . !
[/font]
[font="] الخطابة أخي الحبيب : فنُّ و علمٌ وموهبة ، وهي لا تقتصر على أئمّة المساجد ، فالسياسيّون خطباء ، والإداريّون خطباء ، المصلحون خطباء ، والمفسدون خطباء ، والفرقُ بين جميعهم - مع اعتبار الفرق في الشّرف - : [/font]
[font="]أنّ بعضهم آمنَ بالعفويّة والفوضويّة فلم يتغيّر ولم يُغيّر ، والبعض الآخرُ آمنَ بالتخطيط و التدريب والتطوير فحقّقَ و تطوّر وتغيّر وغيّر ! [/font]
[font="] ربّ يسّر وأعِن يا مُعين .! . [/font]
المشاهدات 1510 | التعليقات 0