(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
إبراهيم بن حمد العقيل
1440/06/30 - 2019/03/07 23:59PM
معاشِرَ المؤمنينَ: لقَدْ نَدَبَ سُبحانَهُ إلى التفكُّرِ في خَلْقِ الإنسانِ والنَّظرِ فيهِ في غَيْرِ ما مَوْضِعٍ مِنْ كتابِهِ؛ كقولِهِ تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ), وقولِهِ تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ). يَدْعُو اللهُ العبدَ إلى النَّظرِ والفِكْرِ في مَبدأِ خلقِهِ ووسطِهِ وآخرِهِ؛ إذْ نَفْسُهُ وخَلْقُهُ مِنْ أعظمِ الدَّلائلِ على خالقِهِ وفاطرِهِ، وأقربُ شيءٍ إلى الإنسانِ نفْسُهُ، وفيهِ مِنَ العجائِبِ الدَّالَّةِ على عَظمةِ اللهِ ما تَنْقَضِي الأعمارُ في الوُقوفِ على بعضِهِ؛ وهوَ غافلٌ عنهُ، مُعرِضٌ عَنِ التفكُّرِ فيهِ، ولوْ فكَّرَ في نفسِهِ لزَجَرَهُ ما يعلمُ مِنْ عجائبَ في خَلقِهِ عِنْ كُفْرِهِ أوْ معصِيَتِهِ.
قالَ اللهُ تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ؟! مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ).
فانظُرْ إلى النطفةِ بعينِ البصيرةِ؛ وهي قَطْرَةٌ مِن ماءٍ مَّهينٍ ضعيفٍ مُسْتَقْذرٍ، لوْ مرَّتْ بها ساعةٌ مِنَ الزمانِ فسَدَتْ وأنتنَتْ، كيفَ استخرَجَهَا ربُّ الأربابِ العليمُ القديرُ مِنْ بينِ الصُّلبِ والتَّرائبِ، منقادةً لقدرتِهِ، مطيعةً لمشيئَتِهِ، إلى أنْ ساقَهَا إلى مُستَقرِّها ومَجْمَعِها.
ثمَّ قَلَبَ تلكَ النطفةَ البيضاءَ المشرقِةَ علقةً حمراءَ، ثمَّ جَعَلَها مضغةَ لحمٍ، ثمَّ جعَلَها عظامًا مجرَّدةً لا كسوةَ عليها. ثمَّ قسَّمَ تلكَ الأجزاءَ المتساويةَ المتشابهةَ إلى الأعصابِ والعظامِ والعُروقِ والأوتارِ واليابسِ والليِّنِ، ثمَّ رَبَطَ بعضَها ببعضٍ أقْوَى رباطٍ وأشدَّهُ.
ثمَّ كَسَاها لحمًا ركَّبَهُ عليها، وجعَلَهُ وِعاءً لها وغشاءً وحافظًا.
وَتَحْسَبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيــــرٌ *** وَفِيكَ اِنْطَوى العَالَمُ الأَكْبَرُ
يقولُ تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ).
قالَ ابنُ كثيرٍ : وَمِنْ آيَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى عَظَمَتِهِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ أَنَّهُ خَلَقَ أَبَاكُمْ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، فَأَصْلُكُمْ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ تَصَوّر فَكَانَ عَلَقَةً، ثُمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ صَارَ عِظَامًا، شَكْلُهُ عَلَى شَكْلِ الْإِنْسَانِ، ثُمَّ كَسَا اللَّهُ تِلْكَ الْعِظَامَ لَحْمًا، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِذَا هُوَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: «إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِماتٍ، ويُقالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ».
عبدَ اللهِ: تأمَّلْ في كيفيَّةِ خَلْقِ الرَّأسِ، وكَثْرَةِ ما فيهِ مِنَ العظامِ، وكيفَ ركَّبهُ سبحانَهُ وتعالى على البَدَنِ، وجعَلَهُ عاليًا عليهِ عُلُوَّ الراكِبِ على مركوبِهِ؛ وجَعَلَ فيهِ الحواسَّ الخمسَ, وآلاتِ الإدراكِ كلَّها مِنَ السَّمْعِ والبَصَرِ والشَّمِّ والذَّوْقِ واللَّمْسِ. وجَعَلَ حاسَّةَ البصرِ في مُقَدَّمِهِ؛ ليكونَ كالطَّليعةِ والحَرَسِ والكاشفِ للبدنِ، (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
ثمَّ انظُرْ كيفَ حسَّنَ شكلَ العينينِ وهَيْأَتَهُمَا ومقدارَهُمَا، ثمَّ جمَّلَهُمَا بالأجفانِ غِطاءً لَهُما وسِترًا وحِفْظًا وزينةً؛ فهُما يَتَلقَيانِ عَنِ العينِ الأَذَى والقَذَى والغُبارَ، ثمَّ غَرَسَ في أطرافِ تلكَ الأجفانِ الأهدابَ جَمالًا وزينةً، ثمَّ أودَعَهُمَا ذلكَ النُّورَ الباصرَ والضوءَ الباهرَ.
وخلَقَ الأُذنَ أحسَنَ خِلقةٍ وأبلغَها في حُصولِ المقصودِ منها، فاقتَضَتْ حِكمةُ الربِّ الخالقِ سبحانَهُ أنْ جَعَلَ ماءَ الأُذُنِ مُرًّا يحفَظُها مِنَ الذُّبابِ والهَوامِّ والبعوضِ، وجَعَلَ ماءَ العَينِ مِلْحًا ليحفَظَها، وجَعَلَ ماءَ الفَمِ عَذبًا حُلوًا ليُدرِكَ بهِ طُعومَ الأشياءِ على ما هيَ عليهِ.
ونَصَبَ سبحانَهُ قَصَبةَ الأَنْفِ في وسَطِ الوَجْهِ، فأحسنَ شكلَهُ وهيئَتَهُ ووضْعَهُ، وفَتَحَ فيهِ المَنْخِرَينِ، وحَجَزَ بينَهُمَا بحاجزٍ، وأودَعَ فيهِمَا حاسَّةَ الشَّمِّ التي تُدرَكُ بها أنواعُ الرَّوائحِ الطَّيِّبَةِ والخبيثةِ والنافعةِ والضارَّةِ، وليستَنْشِقَ بهِ الهواءَ فيوصِلَهُ إلى القلْبِ فيتَروَّحَ بهِ ويتغذَّى بهِ. وجعَلَهُ سبحانَهُ مَصَبًّا تنحدِرُ إليهِ فَضَلاتُ الدِّماغِ فتجتمِعُ فيهِ ثمَّ تخرجُ منهُ. فاقتَضَتْ حكمَتُهُ أنْ جَعَلَ أعلاهُ أدقَّ مِنْ أسفلِهِ؛ لأنَّ أسفَلَهُ إذا كانَ واسعًا اجتمَعَتْ فيهِ تلكَ الفَضَلاتُ فخَرَجَتْ بسهولةٍ, (فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
وشقَّ سبحانَهُ للعبدِ الفَمَ في أحسنِ مَوْضعٍ وأَلْيَقِهِ بهِ؛ فأودَعَهُ اللِّسانَ الذي هوَ أحدُ آياتِهِ الدَّالَّةِ عليهِ، وجعَلَهُ تُرجُمانًا لمَلِكِ الأعضاءِ مُبِينًا مُؤَدِّيًا عنهُ.
ثمَّ زيَّنَ سبحانَهُ الفَمَ بالأسنانِ التي هي جمالٌ لهُ وزينةٌ، وبها قِوامُ العبدِ وغِذاؤُهُ، وجَعَلَ بعضَها للطَّحنِ، وبعضَها آلةً للقَطعِ، فأحكَمَ أُصولَها، وحَدَّدَ رُؤوسَها، وبيَّضَ لَوْنها، ورتَّبَ صُفوفَها، مُتساوِيةَ الرُّؤوسِ، متناسِقَةَ التَّرتيبِ، كأنَّها الدُّرُّ المنظومُ بياضًا وصفاءً وحُسْنًا.
وزيَّنَ سبحانَهُ الرأسَ بالشَّعرِ، وجَعَلهُ لباسًا لهُ، وزيَّن الوجهَ بما أنبَتَ فيهِ مِنَ الشُّعورِ المختلفةِ الأشكالَ والمقاديرَ؛ فزيَّنَهُ بالحاجِبينِ، وجعلَهُما وقايةً لما ينحدِرُ مِنْ بَشَرَةِ الرأسِ إلى العينينِ، وقَوَّسَهُما، وأحسنَ خطَّهُما، وزيَّنَ الوجهَ أيضًا باللِّحْيَةِ، وجعَلَها كمالًا ووَقارًا ومهابةً للرَّجُلِ، وزيَّنَ الشَّفتينِ بما أنبتَ فوقَهُما مِنَ الشاربِ وتَحْتَهُما مِنَ العَنْفَقَةِ.
وكذلِكَ خَلْقُهُ سبحانَهُ لليَدَيْنِ اللَّتينِ هُما آلةُ العبدِ وسِلاحُهُ ورأسُ مالِهِ ومعاشُهُ، فطَوَّلَهُما بحيثُ يَصِلانِ إلى ما شاءَ مِنْ بدنِهِ، وعرَّضَ الكفَّ ليتمكَّنَ بها مِنَ القَبْضِ والبَسْطِ، وقسَّمَ فيهِ الأصابعَ الخمسَ، وقسَّمَ كلَّ إصبعٍ بثلاثِ أنامِلَ والإبهامَ باثنتَينِ، ووضعَ الأصابعَ الأربعةَ في جانبٍ والإبهامَ في جانبٍ؛ لتدورَ الإبهامُ على الجميعِ؛ فجاءَتْ على أحسنِ وضعٍ صَلُحَتْ بهِ للقبضِ والبسطِ ومباشرةِ الأعمالِ، ولوِ اجتمعَ الأوَّلونَ والآخِرونَ على أنْ يستنبِطُوا بدقيقِ أفكارِهِمْ وَضْعًا آخرَ للأصابِعِ سِوى ما وُضِعَتْ عليهِ لمْ يَجِدُوا إليهِ سبيلًا.
قالَ الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ), قالَ قتادةُ ~: قادِرٌ واللهِ على أنْ يجعلَ بنانَهُ كحافرِ الدابةِ، أو كخفِّ البعيرِ، ولوْ شاءَ لجعلَهُ كذلِكَ، فإِنَّما يُنَقِّي طعامَهُ بفِيهِ.
عبدَ اللهِ: انظُرْ إلى الحكمةِ البالغةِ في جَعْلِ عظامِ أسفلِ البدنِ غليظةً قويَّةً؛ لأنَّها أساسٌ لهُ، وجَعْلِ عظامِ أعاليهِ دونَها في الثَّخانةِ والصَّلابةِ؛ لأنَّها محمولةٌ.
وانظُرْ كيفَ ركَّبَ جسمَهُ على ثلاثِ مئةٍ وستِّينَ عَظْمًا؛ لوْ زادَتْ عَظمًا واحدًا لكانَ مَضرَّةً على الإنسانِ يحتاجُ إلى قَلْعِهِ، ولوْ نَقُصَتْ عظمًا واحدًا كانَ نُقْصانًا يحتاجُ إلى جَبْرِهِ.
ثمَّ إِنَّه سبحانَهُ رَبَطَ تلكَ الأعضاءَ والأجزاءَ بالرِّباطاتِ، فشدَّ بها أسْرَها، وجعَلَها كالأوتادِ تُمْسِكُها وتحفظُهَا. قال تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ), أي: شَدَدْنَا مَفَاصِلَهُمْ وَأَوْصَالَهُمْ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بِالْعُرُوقِ وَالْعَصَبِ.
كلُّ هَذا صُنْعُ اللهِ أحسنِ الخالقينِ، في قَطْرةٍ مِنْ ماءٍ مهينٍ!.
لِلَّهِ فِي الآفَاقِ آيَاتٌ لَعَلْ
لَ أَقَلَّهَا هُوَ مَا إِلَيْهِ هَدَاكَ
وَلَعَلَّ مَا فِي النَّفْسِ مِنْ آيَاتِهِ
عَجَبٌ عُجَابٌ لَوْ تَرَى عَيْنَاكَ
الكَوْنُ مَشْحُونٌ بِأَسْرَارٍ إِذَا
حَاوَلْتَ تَفْسِيرًا لَهَا أَعْيَاكَ
(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
-----
معاشِرَ المؤمنينَ: يقول اللهُ تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)؛ فسُبحانَ مَنْ ألبَسَ الكرامةِ كلَّها لبني آدَمَ؛ مِنَ العقلِ، والعلمِ، والبيانِ، والنُّطقِ، والشَّكلِ، والصُّورةِ الحسنةِ، والهيئةِ الشريفةِ.
عباد الله: الدُّنيا قريةٌ، والمؤمنُ رئيسُها، والكلُّ مشغولٌ بهِ ساعٍ في مصالحِهِ تسخُّرًا وتذليلًا، وهو مشغولٌ بربِّهِ وخالِقِهِ، والكلُّ قدْ أُقِيم في خدمتِهِ وحوائجِهِ؛ فالملائكةُ الذينَ هُمْ حملةُ عرشِ الرحمنِ ومَنْ حولَهُ يستغفرونَ لهُ، والملائكةُ الموكَّلونَ بهِ يحفظونَهُ، والموكَّلونَ بالقَطرِ والنَّباتِ يسعَونَ في رزقِهِ ويعملونَ فيهِ، والأفلاكُ مسخَّرةٌ منقادةٌ دائرةٌ بما فيهِ مصالحُهُ، والشمسُ والقمرُ والنُّجومُ مسخَّراتٌ جارياتٌ بحسابِ أزمنتِهِ وأوقاتِهِ، وإصلاحِ رواتبِ أقواتِهِ، والعالمُ الجويُّ مسخَّرٌ لهُ برياحِهِ وهوائِهِ، وسحابِهِ وطيرِهِ، وما أُودِعَ فيهِ، والعالمُ السُّفليُّ كلُّهُ مسخَّرٌ لهُ مخلوقٌ لمصالِحِهِ؛ أرضُهُ وجبالُهُ، وبحارُهُ وأنهارُهُ، وأشجارُهُ وثمارُهُ، ونباتُهُ وحيوانُهُ، وكلُّ ما فيهِ.كما قالَ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وقالَ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). فسبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك, ولا عبدناك حق عبادتك ..