وفتحت المساجد للشيخ عبدالشكور عصبان
ياسر دحيم
1441/11/08 - 2020/06/29 05:21AM
الخطبة الأولى:
الحمد لله حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان, والصلاة والسلام على النبي العدنان, الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمه, فصلوات الله وسلامه عليه, وعلى من استن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: اتقوا الله حق التقوى وتمسكوا من دينه بالعروة الوثيقى
فإن الايمان بالله عنوان السعاده, وشرط الرفعة والعزة؛ فالمؤمن يأنس بالله ويسعد بمولاه, ويجد من حلاوة ذلك ما تتضاءل دونه شهوات الدنيا. ومن ذاق عرف ومن عرف اغترف.
عباد الله: ابتلانا الله بوباء وبلاء وأذى ليمحص إيماننا ويرفع درجاتنا ويكفر سيئاتنا, عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال: يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ماذا لنا منها؟ فقال: (كفارات) فقال: وإن قلت, قال: (وإن شوكة وما فوقها).
عبد الله: هذه الحياة صراع, وهذه الدنيا كبد, كيف ننجح وكيف نفلح فيها وكيف نحسم ذلك الصراع لصالحنا؟.
أن ترضى بالله رباً وخالقاً وملكا ومتصرفا, لا معقب لحكمه، لا راد لقضائه له مقاليد السموات والارض على كل شي قدير له الامر من قبل ومن بعد {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وعندها تعلم وتوقن أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك وأن الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشي لم ينفعوك الا بشي قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشي لم يضروك الا بشي قد كتبه الله وعليك.
عباد الله: حياة بلا مساجد كأجسام بلا ارواح بيوت الله مأوى افئدتنا وراحةُ اجسامنا وملتقى ارواحنا, وعنوان اخوتنا ومحبتنا أيها الراكعون الساجدون إختصكم الله بنعمة السجود وفضلكم بالركوع والخشوع وميزكم بالمساجد تجتمعون في بيوت الله توحدونه وتركعون له وتسجدون طابت خطاكم وطاب ممشاكم, فمدخلكم نور وممشاكم نور ومساجدكم مكان النور {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
عباد الله: توقفت خطانا فترة لكن قلوبنا معلقه بالمساجد وارواحنا تعرج الى السماء, عمرت البيوت بالذكر وسعدت الاسر باللقاء على العبادة والطاعة, والمؤمن أينما اتجه ليس له فترة ولا استراحه من الايمان والطاعة, والأجور احتسبها الله كاملة كأنما كانت جماعة وفي المسجد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ».
أيها المصلون: أنتم اكثر الناس أمانا وطمأنينه {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ}.
أنتم أكثر الناس راحة وسعاده "ارحنا بها يابلال "
أنتم أكثر الناس نظافة وزينه {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}
والله امرنا ان نستعين بالصبر والصلاة على كل ما قد يصيبنا في هذه الحياة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
ولنلتمس الأمن من الإيمان والسلامة من الإسلام فإن الله عز وجل يقول: {لَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
اقول ما تسمعون واستغفرالله العظيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
إن الفرح والسرور بفتح المساجد لفرح بنعمة الله وبشاره بطاعته {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} حق لنا أن نفرح بالجمع والجماعات, برؤية الإخوة والأحبه بإقامة الشعائر وإعلان الطاعة والعبادة, ولكن لا يعني ذلك انتها الوباء وزوال الخطر فالوباء مازال موجودا والشرع جاء بحفظ النفوس ووقايتها ولإقامة الدين والعبادة, فمِن حفظ الدين حفظُ النفوس التى ستقيمه.
فالاحتراز لابد منه والوقاية واجبه, وجاء ديننا بالتوكل عليه والتماس الأسباب في ذلك فينبغي علينا:
اولا: أن ننضبط بالاحترازات الوقائيه التي اقترحها الأطباء وعلى أساسها فتحت المساجد, كإحضار السجادات أو فرش العمامة للسجود عليها, ولبس الكمامات فمن لم يستطع شراءها فليستعن بعمامته في تغطية أنفه وفمه, وعدم الجلوس في المسجد والاجتماع للقبل والقال, فإن أنتهت الصلاة فانطلق إلى بيتك.
ثانيا: عدم الخروج إلى الأسواق بكثرة لغير حاجة الالضرورة.
ثالثا: من كان عنده ضعف في الصحة والمناعة لشيخوخه أو مرض آخر فهو معذور من حضور الجماعات لانه يخشى عليه من الإصابة.
رابعا: عدم الاستهتار ومخالفة الاحترازات وتجاوزها وغلبة العاطفة ينبغي ترك المعانقات وكثرة التجمعات والجلسات, فبعض الناس إلى الآن يكذب بوجود الوباء رغم اتفاق الأطباء في مختلف دول العالم على وجوده وصحيح أنه خف وضعف وذلك من لطف الله بعباده لكن اللامبالاة قد تجعله يتفشى من جديد.
خامسا: من كان مصابا بشي من الأمراض فلا يخرج ولا يختلط بالناس لئلا يضر غيره من الأصحاء.
كل ذلك من أجل سلامة أنفسنا وحفظ مساجدنا أن لا تكون يوما من الايام سببا للإصابة أو مصدراً للعدوى, وكل ذلك معلوم في ديننا وشرعنا, ومقرر في كتب فقهئنا وعلمائنا.
هذا وصلوا وسلموا على خير البرية: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].