وعّاظ الأنترنت: اتقوا الله ولا تحدثوننا بالحكايات والرؤى والمنامات!! بقلم أم العنود

ناقلة خير
1431/12/29 - 2010/12/05 13:56PM
كلنا يذكر حديث الخمس عشرة عقوبة لتارك الصلاة أو المتهاون فيها وكيف كان بعض الوعاظ يصيح بهذا الحديث من على منبره ويخوف به،،،ثم اتضح بعد ذلك أنه حديث مكذوب!

ومثله حديث علقمة الذي روي إنه كثير الصيام والصلاة ولكنه كان يطيع زوجته ويعق أمه فعاقبه الله وتعثر لسانه في نطق الشهادة عند الموت ثم .. إلى آخر القصة.... وفيها أن طلب النبي صلى الله عليه وسلم الحطب ليوهم أم علقمة أنه سيحرق ابنها ليرق قلبها ومن ثم تعفو عنه.. وكيف كان يُروى هذا الحديث لنا بالنشيج والبكاء وتصوير المشهد على مسارح الوعظ والإرشاد وللأمهات ساعتها نحيب وبكاء.. وإذ به حديث مكذوب وحكايات من نسج خيال الوعاظ.



واليوم؟

اليوم نواجه وعّاظ الانترنت وقد تورع بعضهم وتحرزوا من رواية الأحاديث الموضوعة.. ولكنهم توجهوا إلى أساليب أخرى في وعظ الناس وحثهم على فعل الخيرات من خلال حكايات يروونها إما سمعوا عنها أو اجتهد خيالهم فألفها محتسبا أجر النصح والتذكير جاهلا بسلبياتها الكبيرة والتي من أخطرها:

ربط الناس بالحكايات أكثر من ربطهم بنصوص القرآن والسنة.

وأسوأ من هذا عندما تكون المواعظ والحث على فعل الخيرات وترك المنكرات مصدرها المنامات والأحلام:

فلان رأى فلان في منزلة في الجنة؟ لأنه بر بوالديه

فلان رأى فلان فوق جبل أخضر لأنه صبر على أذية جاره؟

وفلانة رؤيت في المنام أكثر من مرة وهي قصر من فضة لأنها صبرت على أذية زوجها

ورأوا في بيت الفلان عقرب لأنهم يأكلون حرام.... وهلم جرى؛ والناس تسمع وتأنس لهذا بل وتسلم له وكأنه وحي منزل؟ وأين قال الله وقال رسوله لا يستشهدون بهما في سياق الوعظ والتذكير إلا نادرا وفي هوامش الحكاية؟

لقد ألف علماء الإسلام قديما وحديثا كتب ورسائل في التحذير من مسلك القصاصين والجلوس إليهم حتى وإن صدقوا في رواية ما يقولون مادام أنهم استبدلوا الأدنى بالذي هو خير حين استعاضوا بالقصص والحكايات عن القرآن وما صح عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.

~~
ثم إن في عدّ الأعمال الصالحة وقول العبد:
رزقت بذرية كثيرة ومال وفير أو حصلت على درجات دراسية عالية أو قبلت في وظيفة مرموقة كل هذا كان بسبب عملي الصالح كذا وكذا إن في هذا من القبح ما فيه من ذلك:

1-أنه يدلي على الله بعمله الصالح ويستكثر {وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } 6/ المدثر قال الحسن البصري أي : لا تمنن بعملك على ربك تستكثره

2-أن فيه تزكية للنفس بأن عملها مقبول عند الله!

وقد قال تعالى في ذم من يزكي نفسه أو قومه:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} النساء49

وقال في سورة النجم

{فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} قال القرطبي حول هذه الآية:

أى لا تمدحوها ولا تثنوا عليها فانه أبعد من الرياء واقرب إلى الخشوع. انتهى

وأي ثناء أكبر حين تنسب حصول النعم للأعيان بسبب عمل صالح قاموا به.

3-أن في هذا فتنة عظيمة للناس حين يرون أهل الخير في بلاء عظيم ومصائب في أموالهم أو في أولادهم بينما أهل الشر في رخاء وسعة وبحبوحة؟ فيتساءلون كيف يحدث هذا؟ وربما ظنوا بالمؤمن شرا وبالفاسد خيرا ما دام أن مرجعهم القصص والحكايات والنتائج الدنيوية العاجلة، فعليها يقيسون إيمان الناس وصلاحهم؟!

4- في هذا تشبه بأهل الغفلة من الكفرة الذين قال الله عنهم في سورة المؤمنون:

{ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ*

َفذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ* أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ

نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لّا يَشْعُرُونَ} اوقد علق ابن كثير على هذه الآية: يعني أيظنّ هؤلاء المغرورون أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد لكرامتهم علينا ومعزتهم عندنا؟! !



5- في هذا خلاف لصفات أهل الإيمان الذين قال الله عنهم في سورة المؤمنون:

ِ{إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ *وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ

وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* ُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } قال الحسن البصري المؤمن جمع بين إحسانا وشفقة، وإن الكافر جمع إساءة وأمنا. انتهى

. فالمؤمن وجل قلبه هل يقبل عمله الصالح؟ وهل يأمن عليه من مبطلات فتحبطه؟


إذا من أراد صيانة عمله الصالح فليحرص على الأمور التالية:



1-الإخلاص لله وابتغاء رضاه والجنة

2-الاتباع لما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.

2-المدوامة على العمل الصالح وإن قل وإتقانه.

3- إخفاء العمل إن كان في إخفاءه خيرا وإعلانه إن كان في إعلانه خيرا

4-أن يلف النفس شعور الوجل وهو يؤدي العبادة وعسى الله أن يقبلها ويحفظها من محبط لها

5-اتباع العمل الصالح بالاستغفار وآلا تلاحظون أن الاستغفار شرع بعد قضاء العبادات ؟ بعد الصلاة؟ وبعد الإفاضة من عرفات؟ لماذا ليجبر النقص الذي حصل في الأداء وأيضا ليشكر الله على توفيقه لعمل الصالحات لا أن ننتظر سين شين تصرح أنه بكفالتها لليتيم مثلا شفى الله أمها من مرض دام معها 20سنة
وشين سين بعد كفالتها لليتيم أصبح زوجها الهائج لينا هينا لا يرفض لها طلب وأم فلان عيالها صالحين بسبب دعائها كذا وكذا في سجودها
وغين عين أحسن لجيرانه فرد الله بصره وإلخ الحكايات وكأننا لسنا في الدنيا وإنما في الآخرة دار القرار والأمان وكل أخذ مقعده فغدت الحكايات هناك حقائق؟

فيـــــــــــــــا يا ناس يا وعاظ الانترنت

اتقوا الله فأنتم أولى أن يعظكم الواعظون


و لا تحدثوننا ولا تحثوننا على فعل الخيرات بحكايات إدلاء ومنّ واستكثار ورياء وعجب من الناس بأعمالهم حدثونا بما قال الله وما قال رسوله،، ونفس لا تؤمن إلا بالقصص والأحلام هي على شفا جرف من الانتكاسة عند سماعها قصة مغايرة من أهل الدجل والشعوذة!!

*@*@*@~~

كتبته أختكم أم العنود وتحسبه إشارات وتذكير وإلا فمراجعة ما كتب أهل العلم الأوائل والأواخر في المسألة لا غنى عنها.
المشاهدات 2072 | التعليقات 2

موضوع قييم بارك الله فيك أختي

Quote:
لقد ألف علماء الإسلام قديما وحديثا كتب ورسائل في التحذير من مسلك القصاصين والجلوس إليهم حتى وإن صدقوا في رواية ما يقولون مادام أنهم استبدلوا الأدنى بالذي هو خير حين استعاضوا بالقصص والحكايات عن القرآن وما صح عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.





للأسف قصص قلبت أفكار الكثير واستبدل قصص القرآن والسنة بالدجل والخرفات !!؟؟


Quote:
وعّاظ الأنترنت: اتقوا الله ولا تحدثوننا بالحكايات والرؤى والمنامات!!
ليت الأمر مقتصر على وعاظ النت وإنما بلغ أن دكاترة ومشايخ لهم جمهور طيب ولهم مواقع علمية على هذا الخط ساروا: حكايات وقصص لا تقبل من مثلهم ولا أدري لم التفتوا لها مؤخرا؟ هل هو للمحافظة على جمهورهم من الانصراف إلى غيرهم؟ أم عدم قدرة وجرأة على مخاطبة الجمهور باهتمامته وهمومه؟!