وعاد رمضانُ الّذي نعرِف !
بدر آل برجس
1442/08/26 - 2021/04/08 13:40PM
الحمد لله ..
عشنا سويًّأ قبل سنةٍ أيّامًا غريبةً لم نعتد على مثلها , ولم نذُق طعمًا كطعم مرارتها من قبل , كانت أيّامًا مكفهرّة , كانت أيّامًا ولياليَ تحمِل في طيّاتها عِبرًا لمن كان له قلبٌ أو ألقى السّمع وهو شهيد , مرّت في تلك الأيّام أيّامٌ يعرفُها كلّ مؤمنٍ , ويشعُر بلذّتها كُلُّ مُقبل , كم عاد فيها من مُدبر , وكم سمَت فيها روحُ مؤمن , وكم جادت فيها يدُ مُعطٍ , جاءتنا تلك الأيّام ونحن أحوج ما نكونُ لمجيئها , جاءتنا تلك الأيّام .. لكنّها جاءت بغير الوجهِ الّذي رحلت به عنّا , جاءت وقد قضت مشيئةُ ربّنا أن تكون أيّامًا مختلفةً عمّا عهدناهُ عنها ..
إنّها أيّامُ رمضان الّتي عشنا غُربتها في زمن الوباء , فحالت الأقدارُ بيننا وبين مساجدنا , فالحمد لله على ما قضى , والحمد لله على ما أمضى ..
والآن .. وبعد أيّامٍ قلائل يأتيكُم شهركم وقد استنار وجهُهُ شوقًا إليكم ..
شوقًا لمساجِدَ تُملأ .. شوقًا لِمصاحفَ تُتلى .. شوقًا لركعاتٍ تَترى .. شوقًا لصدقاتٍ تُعطى .. شوقًا لأرواح تُجلَى .. شوقًا لقلُوبٍ تُصفّى ..
أقبل شهرُكُم بعد كرّ الأيّام والشهور .. أقبل إليكم وفيه من الحسنات والرّحمات كما تعلمون ..
أقبل شهركُم وفي ساعاته وأيّامِه ما يُباعدكم عن نار السّموم ( من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا )
أقبل شهركُم يُناديكم بنداء الله ( كلُّ عمل ابن آدم له الحسنةُ بعشر أمثالها إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به )
أقبل شهرُكُم يدعوكُم بدعاية نبيّكم ( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه )
ضع تحت قوله ( غُفر له ما تقدم من ذنبه ) ألف خطٍّ , واستشعِر ذلك الثواب ..!
بارك الله لي ولكم ..
الحمد لله .. وبعد ..
أيّها الأحبّة .
وصيّتي لنفسي ولكم أن نستشعر سُرعة انصرام شهركم , فإنّ ذلك داعٍ إلى استثمار أيّامِهِ ولياليه بترميم ما تهادى من بُنيان قلوبنا , وذلك بتعاهُد صلواتنا بعدم تضييع شيءٍ منها , وبتعاهد صيامِنا أن لا نخدشَهُ بشيءٍ من ذنوبنا , وبتعاهُد علاقتنا مع كتاب ربّنا تلاوةً وتدبّرًا , وبتعاهُد أذكارنا في أدبار صلواتنا وفي صباحنا ومسائنا فهي من خير ما يُدَّخَر , وبالإكثار من دعواتنا في شهرنا فهو مظنّةٌ لإجابتنا , وأن نكون يدًا مع جماعتنا في إتمام القيام مع إمامنا كي يُكتب أجرُ قيام الليل لنا , وأن نفرّ كلّ الفرار من المعاصي الّتي هي من أعظم الأسباب الّتي تجلِبُ الانقطاع عن العمل والركون إلى الكسل ..
إنّها أيّامُ رمضان الّتي عشنا غُربتها في زمن الوباء , فحالت الأقدارُ بيننا وبين مساجدنا , فالحمد لله على ما قضى , والحمد لله على ما أمضى ..
والآن .. وبعد أيّامٍ قلائل يأتيكُم شهركم وقد استنار وجهُهُ شوقًا إليكم ..
شوقًا لمساجِدَ تُملأ .. شوقًا لِمصاحفَ تُتلى .. شوقًا لركعاتٍ تَترى .. شوقًا لصدقاتٍ تُعطى .. شوقًا لأرواح تُجلَى .. شوقًا لقلُوبٍ تُصفّى ..
أقبل شهرُكُم بعد كرّ الأيّام والشهور .. أقبل إليكم وفيه من الحسنات والرّحمات كما تعلمون ..
أقبل شهركُم وفي ساعاته وأيّامِه ما يُباعدكم عن نار السّموم ( من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا )
أقبل شهركُم يُناديكم بنداء الله ( كلُّ عمل ابن آدم له الحسنةُ بعشر أمثالها إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به )
أقبل شهرُكُم يدعوكُم بدعاية نبيّكم ( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه )
ضع تحت قوله ( غُفر له ما تقدم من ذنبه ) ألف خطٍّ , واستشعِر ذلك الثواب ..!
بارك الله لي ولكم ..
الحمد لله .. وبعد ..
أيّها الأحبّة .
وصيّتي لنفسي ولكم أن نستشعر سُرعة انصرام شهركم , فإنّ ذلك داعٍ إلى استثمار أيّامِهِ ولياليه بترميم ما تهادى من بُنيان قلوبنا , وذلك بتعاهُد صلواتنا بعدم تضييع شيءٍ منها , وبتعاهد صيامِنا أن لا نخدشَهُ بشيءٍ من ذنوبنا , وبتعاهُد علاقتنا مع كتاب ربّنا تلاوةً وتدبّرًا , وبتعاهُد أذكارنا في أدبار صلواتنا وفي صباحنا ومسائنا فهي من خير ما يُدَّخَر , وبالإكثار من دعواتنا في شهرنا فهو مظنّةٌ لإجابتنا , وأن نكون يدًا مع جماعتنا في إتمام القيام مع إمامنا كي يُكتب أجرُ قيام الليل لنا , وأن نفرّ كلّ الفرار من المعاصي الّتي هي من أعظم الأسباب الّتي تجلِبُ الانقطاع عن العمل والركون إلى الكسل ..
المرفقات
1617888955_وأقبل شهركم.docx