وظـــائـــف المـــؤمـــن في شهـــر الصيــــام

عبدالله الخديري
1430/09/02 - 2009/08/23 13:51PM
وظائف المؤمن في شهر الصيام
للشيخ علي الحلبي

للمؤمن في شهر رمضان وظائف شرعيَّة، بيَّنها له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بسنَّته القوليَّة، وسيرته العمليَّة، إذ هو «موسم الخيرات، لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره»(1).
وهذه الوظائف تنظمُ أموراً من الأحكام الشرعيَّة تشمل شهره كلَّه مفعمة بصنائع البرّ، وأعمال التقوى:
أولاً: الصيام:
* وفضله عموماً عظيمٌ، لقوله –صلى الله عليه وسلم- -فيما رواه مسلم-: «كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ هو لي وأنا أجزي به، فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
قال الإمام المازري في «المعلم بفوائد مسلم» (2/41):
«تَخصيصه الصوم ها هنا بقوله: « لي» وإن كانت أعمالُ البرّ المُخلصة كلها له تعالى -لأجل أن الصوم لا يُمكن فيه الرِّياء، كما يُمكن في غيره من الأعمال؛ لأنَّه كفٌّ وإمساك، وحال المُمسك شبعاً أو لفاقة كحال المُمسك تقرباً، وإنَّما القصد وما يُبطنه القلب هو المؤثِّر في ذلك، والصلوات والحج والزَّكاة أعمالٌ بدنيَّة ظاهرةٌ يُمكن فيها الرياء والسُّمعة، فلذلك خُصَّ الصومُ بما ذكره دونها»
* وفوق هذا الفضل -بعمومه- الفضلُ الخاصُّ الوارد في شهر رمضان؛ لقول النَّبي –صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»(2).
ويقول –صلى الله عليه وسلم-: «شهر الصَّبر، وثلاثة أيام من كُلّ شهر صومُ الدهر»(3).
«يعني بشهر الصبر شهر رمضان»(4).
قال ابن عبد البر(5) مبيِّناً: «والصوم في لسان العرب أيضاً الصبر؛ {إنَّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وقال أبي بكر ابن الأنباري: الصوم يُسمى صبراً، لأنَّه حبس النفس عن المطاعم والمشارب، والمناكح والشهوات».
ثانياً: القِيام:
وهو سنَّة في جماعة طيلة الشهر المبارك، لقوله –صلى الله عليه وسلم-: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلةٍ»(6).
وفي فضله يقول –صلى الله عليه وسلم-: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»(7).
وأكملُ الهَدي في العدد الذي يُصَلِّي فيه القيام في رمضان -وغيره- ما صحَّ عنه وثبت من فعله –صلى الله عليه وسلم- من صلاة الإحدى عشر ركعة، لأنَّه الأُسوة الكاملة، والقدوة التامَّة.
ثالثاً: الصَّدقة:
إذ الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان أجود ما يكون في رمضان(8).
وهذا الجود يشمل جميع معاني الصدقة ، وأعمال الخير، إذ «الجود هو سعة العطاء وكثرته»(9)، وهذا شاملٌ لكثير من أعمال البِّر وصنائع المعروف.
رابعاً: تفطير الصائم:
فقد حضّ على ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ورتَّب عليه كثير الأجر وعظيم الثواب، فقال –صلى الله عليه وسلم-: «من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا يُنقص من أجر الصائم شيئاً»(10).
خامساً:قراءة القرآن:
فشهر رمضان هو شهر القرآن، وذلك كما في قوله تعالى: {شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرآن* هُدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان}.
وفي السُّنَّة العمليَّة للنبي –صلى الله عليه وسلم- تطبيقُ ذلك، فقد كان جبريل يُدارس النبي –صلى الله عليه وسلم- القُرآن في كل ليلة من رمضان(11).
سادساً: العمرة:
فقد روى الشيخان عن النبي –صلى الله عليه وسلم- انَّه قال: «عُمرة في رمضان تعدل حجَّة معي».
فانظروا -رحمكم الله- لهذا الفضل ما أعظمه، وما أفضله!
سابعاً: تحري ليلة القَدر:
قال الله تعالى: {إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلةُ القدر خير من ألف شهر}.
وفي «الصحيحين» أنَّ النَّبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه».
وهي في مفاريد العشر الأواخر من رمضان.
وعن عائشة رضي الله عنها -فيما رواه الترمذي وابن ماجه بالسند الصحيح- قالت: يا رسول الله! إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟
قال: «قولي: اللهم إنَّك عَفُوٌّ تُحب العفو فاعف عنَّي».فهذا -أخي المسلم- مختصرٌ من القول حول ما ينبغي سلوكه من وظائف شرعيَّة في هذا الشهر المبارك، وأمّا الوظيفة الكاملة التي يَجب على المسلم حفظُها في شهر الصبر هذا، فهي الكفُّ عن المساوئ، والصَّبر على الأذى، وحفظ الباطن، وأداء حقّ الظاهر بالالتزام بأحكام الإسلام والاتباع لسُّنَّة النبي -عليه الصلاة والسلام-.
__________________
(1) «فتح الباري» (1/31).
(2) متفق عليه عن أبي هريرة.
(3) رواه النسائي (4/218)، وأحمد (2/263و384)، والطيالسي (315)، والبيهقي (4/293) عن أبي هريرة بسند صحيح.
(4) «التمهيد» (19/61).
(5) المصدر السابق.
(6) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن نصر، عن أبي ذر بسند صحيح.
(7)متفق عليه.
(8) متفق عليه.
(9) «لطائف المعارف» (ص:173) لابن رجب.
(10) رواه احمد والترمذي وابن ماجه عن زيد بن خالد بسند صحيح.
(11) رواه البخاري.
المشاهدات 3042 | التعليقات 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملخص أحكام الاعتكاف


الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد .. فهذا مختصر في أحكام الاعتكاف
اعتمدت فيه على كتاب ( فقه الاعتكاف ) للشيخ
الدكتور خالد بن علي المشيقح حفظه الله
واقتصرت فيه على القول الراجح مع ذكر
دليله .. مع بعض الزيادات الخفيفة .. أسأل الله
تعالى أن ينفع به .. إنه جواد كريم ..


أولاً : تعريف الاعتكاف :
لغة / الاعتكاف : افتعال من عكف على الشيء
يعْكُف ويعْكِف عكفاً وعكوفاً وهو يأتي متعدٍ
ويكون مصدره العكف ، ولازم ويكون مصدره
العكوف .
والمتعدي لغة / بمعنى الحبس والمنع ومنه قوله
تعالى : ( وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)(الفتح: من الآية25) . أي : محبوساً . ويقال عكفته عن حاجته أي : منعته .
واللازم لغة / بمعنى ملازمة الشيء والمواظبة والإقبال والمقام عليه خيراً كان أو شراً ومنه قوله تعالى : ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) أي مقيمون ، ومنه قوله : ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) أي ملازمون ، وقال تعالى : ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً ) أي مقيماً .
اصطلاحاً /
هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخص
مخصوص على صفة مخصوصة .
ثانياً : حكمته :
من حكم الاعتكاف صلاح القلب واستقامته على
طريق سيره إلى الله تعالى بلم شعثه بالإقبال على الله تعالى وترك فضول المباحات وتحقيق الأنس بالله تعالى والاشتغال به وحده والتفكر في تحصيل مراضيه .
ثالثاً : أدلة مشرعيته :
دل على مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع :
1- الكتاب : قوله تعالى : ( وعهدنا إلى إبراهيم
وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود ) وقوله تعالى : ( ولا
تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) فإضافته
إلى المساجد المختصة بالقربات وترك الوطء
المباح لأجله دليل على أنه قربة .
2- السنة : قول عائشة رضي الله عنها : ( كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر
الأواخر حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه
من بعده ) [ رواه البخاري برقم ( 2026 )
ومسلم برقم ( 1172 ) ] . ويأتي غيره من
الأحاديث .
3- الإجماع : نقله ابن المنذر وابن حزم
والنووي وابن قدامة وشيخ الإسلام والقرطبي وابن هبيرة والزركشي وابن رشد .
رابعاً : حكم الاعتكاف :
وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : حكمه للرجل :
حكمه لغير المرأة سنة وقد حكي إجماعاً لأدلة
مشروعيته المتقدمة .
وقد روى بعض المالكية كراهته عن الإمام
مالك رحمه الله وقال : ( ما رأيت صحابياً اعتكف ) وذكر أنه لم يبلغه عن أحد أنه اعتكف إلا أبا بكر بن عبد الرحمن قال : ( وذلك والله أعلم لشدة الاعتكاف ) وعلل بعضهم كراهته لأنه من الرهبانية المنهي عنها أو أنه كرهه مخافة ألا يوفي شرطه .
قال ابن حجر : " لعله أراد صفة مخصوصة ، وإلا فقد حكيناه عن غير واحد من الصحابة أنه اعتكف " .
المسألة الثانية : حكمه للمرأة :
اختلف العلماء في حكمه للمرأة على أقوال
أرجحها هو قول الجمهور : أنه يسن لها
الاعتكاف كالرجل .
واستدلوا لذلك بما يلي :
1- عمومات أدلة مشروعية الاعتكاف والتي لم
تفرق بين الرجل والمرأة .
2- قوله تعالى : ( فاتخذت من دونهم حجاباً )
وقوله : ( كلما دخل عليها زكريا المحراب )
وهذا اعتكاف في المسجد واحتجاب فيه وشرع
من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما
يخالفه .
3- حديث عائشة رضي الله عنها وفيه : ( إذنه
صلى الله عليه وسلم لها ولحفصة رضي الله
عنهما أن يعتكفا معه ) [ البخاري ( 2041 )
ومسلم ( 1173 ) ] .
4- حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
( اعتكف معه امرأة من أزواجه مستحاضة
فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعت
الطست تحتها وهي تصلي ) [ البخاري (
309 ) ] . وقد جاء مفسراً بأنها أم سلمة رضي
الله عنها .
5- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كن
المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بإخراجهن من المسجد حتى
يطهرن ) [ عزاه ابن قدامة في المغني 4/487
لأبي حفص العكبري وعزاه ابن مفاح في
الفروع 3/176 لابن بطة وقال : " إسناد جيد " .
وأما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقض قباب
أزواجه لما أردن الاعتكاف معه فإنه فعل ذلك
عليه الصلاة والسلام لما خافه عليهن من
المنافسة والغيرة ولهذا قال : ( آلبر يُردن ؟ ) .

المسألة الثالثة : حكمه في غير رمضان والعشر الأواخر منه :
اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في ذلك على
أقوال أرجحها هو قول الجمهور وهو أنه
مسنون واستدلوا على ذلك بما يلي :
1- عمومات أدلة الاعتكاف وهي تشمل
رمضان وغيره والعشر وغيرها .
2- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن
يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه ... وترك
الاعتكاف في رمضان حتى اعتكف العشر
الأواخر من شوال ) [ البخاري ( 2040 ) ]
وعند مسلم ( 1173 ) : ( العشر الأول من
شوال ) . فدل على أن رمضان والعشر محل
لشرعية الاعتكاف .
3- حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر
رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
قال : كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة
في المسجد الحرام ؟ قال ( فأوفِ بنذرك )
[ البخاري ( 2032 ) ومسلم (
1656 ) ] .وهذا يشمل كل ليلة في رمضان
وغيره في العشر وغيرها .
4- حديث أبي هريرة رضي الله عنها قال :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل
رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض
فيه اعتكف عشرين يوماً ) [ البخاري (
2044 ) ] . فدل على أن غير العشر محل
لشرعية الاعتكاف .
وغير ذلك من الأدلة .
(المصدر)
http://saaid.net/mktarat/ramadan/52.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته