وطن بلا مخالف لفضيلة أ.د : محمد زيلعي هندي - موافقة للتعميم

أبو العنود
1438/08/09 - 2017/05/05 20:13PM
أما بعد :
ظاهرة أيها الإخوة في الله أصبحت بينة واضحة لكل ذ عين وأصبح خطرها ظاهرًا بيناً لكل عاقل حتى إننا لا شك ولا ريب نتناقل آثارها ونتحدث بها في مجالسنا الخاصة وقد نحجم لخوف أو وجل من نقاشها في منتدياتنا العامة إنها ظاهرة أفعال أغلب العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل .
لا يكاد رجل منا إلا وقد جاءه مشهد أو مقطع في جواله مع انتشار وسائل التقنية الحديثة تتحدث عن جريمة قبض عليها أو مصنع لخمر اكتشف أو مركز لدعارة أو معمل للغش والتزوير أو مصنع لمواد استهلاكية انتهى وقت صلاحها أو حالة للقبض على ترويج وتخزين للمخدرات أو لتهريب الأسلحة ، أكاد أجزم أنه لا يوجد أحد إلا وقد مر عليه شيء من ذلك وتبين له تورط فئة من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل في ذلك العمل .
بل أكاد أجزم بأنه لا توجد جريمة تتخذ طابع الوكر والشمول إلا ولتلك العمالة دور فيها وإن كان يقوم بها بعض المجرمين من أبناء الوطن .
كل مسلم ينبغي أن يسأل نفسه من سيتعاطى هذه الكميات المهولة التي يقبض عليها من الخمور والمخدرات التي يقبض عليها في حوادث متفرقة لأعمال هذه العمالة ، هل يمكن أن يقوم أفراد كل لوحده على استقدام واستقبال واستيراد وتهريب بطرق ملتوية لهذه الكميات الهائلة ؟ ألا يمكن أن يكون وراء ذلك النشاط الخبيث المدمر دول معادية تستهدف بنية هذا الشعب من شبابه وفلذات أكباده ؟!
كان ينبغي على كل مسلم أن يسائل نفسه هذه الأسئلة .
هذا أيها الإخوة في الله إذا كان في القديم غامضاً وغير شائع ، يجهله كثير من الناس فإنه اليوم ومع انتشار وسائل التقنية الحديثة لا يكاد يخفى على أحد .
ولا نجادل أبداً بأنه حتى في العمالة التي لا تلتزم بأنظمة الإقامة والعمل فيهم من هو نقي سليم يريد أن يأكل لقمة عيش فإنه لا يمكن أيضاً أن يجادَل أن أكثر تلك الجرائم متورطة فيها عمالة من تلك العمالة .
وهذا أيها الإخوة في الله يدق ناقوس الخطر ويوقظ كل ذي عقل ولب من أبناء الوطن لهذه المشكلة الخطيرة التي تستهدف بنية هذا المجتمع .
إن الجمال والخلابة التي اكتسبتها هذه البلاد إنما اكتسبتها بسبب الخلق الرفيع والالتزام بشرع الله جل وعلا والابتعاد عن تلك الجرائم ، وإن الأمن الذي اكتسبته هذه البلاد إنما اكتسبته بسبب ذلك ، وإنه لو غض كل فرد منا طرفه عن تلك الجرائم وأذن أن تنتشر فإن ذلك والعياذ بالله مؤذن بفساد عريض وزوال لنعمة الأمن وذهاب لأس هذا المجتمع من هذا الخلق الذي بني عليه .
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** وإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إن الأنظمة أيها الإخوة في الله التي وضعت للإقامة والعمل هذا من أعظم أهدافها ، وإنها لو نظر إليها بعضنا بنظر التكاليف والخسارة التي قد يتحملها فإنه لو خير بين أن يدفع تلك التكاليف مقابل بقاء أمنه وأخلاقه وسلامة بنيه من المخدرات والدعارة والقتل وغير ذلك من الجرائم لاختار أن يدفع أضعاف ما يدفعه .
انظروا رحمكم الله تعالى إلى الدول التي تنتشر فيها تلك الجرائم وتذاع وتشيع وكيف تصبح أحوال الناس فيها في ضنك وتعاسة وخوف ووجل دائم لا يأمن الإنسان على أبناء بيته في غيابه .
من هنا أيها الإخوة في الله يجب علينا أن نتدبر في ذلك وأن نعطي الأمر حقه ، وأن ننظر لتلك الأنظمة بأنها أنظمة نافعة مزاياها عظيمة وأن ثمارها وثمار تطبيقها لا يمكن أبداً أن نفرط فيها ، إنها تعني استتباب الأمن وسلامة الجيل من كل ما يستهدفه من أعداء الله جل وعلا حتى لو دفعنا من أجلها كثيراً فإنها تستحق ذلك ، يجب أن نتعاون جيعاً على الالتزام بها وتطبيقها والمساعدة على إشاعتها قدر ما نستطيع .
بارك الله لي ولكم ..

الثانية
أما بعد :
فما زالت أيها الإخوة في الله حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الداخلية تضع تلك الأنظمة والحملات ، ولا شك أن في ذهنها تلك الآثار المدمرة التي تصدر بها التقارير من جهات الضبط المختصة التي تداهم تلك الأوكار وتقوم بالقبض على تلك الجرائم وتصدر التقارير لتصدر من بعدها التعليمات والأنظمة المنظمة التي يراد بها أن تحافظ على أمن هذا المجتمع واستقراره وسلامته من كيد أعدائه وسلامة أبنائه .
إن حملة وطن بلا مخالف والتي ابتدأت منذ شهر تقريباً فرصة أي فرصة لكل واحد من المسلمين المواطنين ومن المقيمين المخالفين لأنها تعطيه فرصة يجب أن يستغلها ، إما أن يكون رجلاً وجد له باب رزق حلال في هذه البلاد وقد عرفه فيمكنه أن يخرج ويذهب على حسابه ، دون ملاحقة ، ودون أن تطبق عليه بصمة مرحل ثم يذهب إلى هناك ويعود بطريقة نظامية ويكون منضبطاً بأنظمة الإقامة والعمل .
وإما أن يكون رجلاً لم يجد له فرصة إلا والعياذ بالله في سبل الحرام والمتاجرة بالمخدرات أو المسكرات أو أوكار الدعارة أو غيرها ، فهذا إذا بقي يستحق أن تطبق عليه جميع تلك الأنظمة ويستحق أشد أنواع العقوبة .
إن العتب أيها الإخوة في الله ليس على أصحاب الجريمة الذين أصبحوا ملازمين لها والذين مارسوها حتى ارتبطت بحياتهم ، فإن أولئك لا يخلو مجتمع منهم ، ولكن العتب كل العتب على العقلاء من أبناء هذه البلاد أو من غيرها الذين تستهدفهم زعزعة أمنها وتستهدف كل مقيم من مواطن وغير مواطن تستهدفهم في حياتهم ومخدراتهم بل حتى في أنفسهم العتب عليهم ألا يقوموا بدورهم .
نسأل الله جل وعلا أن يهدي المسلمين لكل ما فيه خير وأن يجنبهم الشرور . .
المشاهدات 1272 | التعليقات 0