وضع الحوثيين مع المملكة اقتحام إقليمي وتهديد للجوار

عبدالله الخديري
1430/11/26 - 2009/11/14 07:29AM
د. العودة: وضع الحوثيين مع المملكة اقتحام إقليمي وتهديد للجوار
الجمعة 25 ذو القعدة 1430 الموافق 13 نوفمبر 2009

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أنه من الضروري الحرص على أمن واستقرار البلاد العربية والإسلامية وأن نكون أشد حرصاً على أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، معتبرًا أن وضع الحوثيين مع المملكة فيه اقتحام إقليمي وتهديد لدول مجاورة.


وانتقد فضيلته خطاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مشيراً إلى أن الحديث عن الحوار والصلح لا يصلح في حالات غمس اليد والتهديد الإقليمي لدول مجاورة.
وتساءل الشيخ العودة باستغراب ودهشة اليوم الجمعة في برنامج (الحياة كلمة) على قناة (mbc ) الفضائية: هل تتوقع مجموعة من الناس حتى لو كانت مدعومة من أن تحقق مآربها في الإطاحة بحكومة أو دولة؟ وقال: "قطعاً لن تستطيع أن تطيح هذه المجموعة المندفعة من تحقيق مآربها والإطاحة بأمم ودول وحكومات وأوضاع مستقرة وجيوش، ولكنها تستطيع أن تؤذي وتستطيع أن تسبب تشريد الأعداد الكبيرة من الناس وتستطيع أن تسبب قلقًا للكثير من الناس".


وأوضح فضيلته أن دافع الحكمة والرأي يتطلب أن يكون التفكير بغير هذه الطريقة، وهو أن المنطقة بحاجة دائمًا إلى الاستقرار، وقال: "نحن ننادي منذ فترة طويلة بذلك، وبالذات بعد سقوط بغداد أدركنا فعلاً كم أن المنطقة بحاجة إلى الهدوء حتى تعود عقول الناس إلى تفكيرها بطريقة سليمة بعيدًا عن التوترات القبلية والتوترات الطائفية أو السياسية، وكلما كانت المنطقة أكثر توافقاً مع بعضها كان هذا أدعى إلى تحقيق المصالح، وأظن أننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الضعف ومزيد من الاختلاف الذي نعانيه في بلاد المسلمين".

من وراء هذه الأحداث؟


وقال الشيخ سلمان: " إن من المؤسف أن تحدث مثل هذه الاندفاعات والأعمال التدميرية التي من شأنها أن تهز أمن بلد مسلم وعربي ، وكثيراً ما تحدثنا عن طموحنا أن تكون بلاد العرب والمسلمين مثابة أمن واستقرار، وتنمية وخطط مستقبلية وهدوء يسمح أن يفكّر الناس فيها بشكل صحيح وأن يتصرفوا بعيداً عن هذه الأزمات التي تأخذهم باستمرار".


وأضاف: "لكننا في الوقت الذي ندعو لأن يكون هناك قدر كبير من التقارب والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية ؛ نفاجأ بمثل هذه الظواهر التدميرية التي تسعى إلى خلخلة الأمن وتدعونا للتساؤل: من وراء هذه الأحداث؟".


وتابع: إن فكرة أن يكون الناس مختلفين في الرأي هي أمر جبلوا عليه ولا مناص منه ، لكن المؤسف هو أن يتحول إلى قتال للأبرياء وتهديم للوحدة وإثارة للنعرات الطائفية والقبلية ومعاني الافتراق.


وأشار إلى أنه بدلاً من أن ننحاز إلى معاني التقارب والوحدة والود والإخاء تتحول القصة إلى حالة من حالات الاصطفاف و الاحتراب الضخم الهائل، فأين قيم الإسلام وقيم الوحدة وقيم التاريخ؟! وهل فعلاً تملك طائفة من الناس أن تأخذ القانون بيدها؟! وهنا يكون مجال لتدخل أطراف دولية وأطراف إقليمية قريبة وبعيدة و حالات من الاصطفاف المؤلم والذي لا تحمد نتائجه.
جند الله والحوثيون
وذكر الشيخ العودة أن ما حدث في إيران من عملية تفجير قام به تنظيم يسمى "جند الله" في إيران، وأنه كان هناك توجيه باللوم على باكستان وكان هناك نوع من التصعيد الإعلامي والضرب القوي.


وبين أنه لا يستطيع أن يعرف من الذين قاموا بهذه الأحداث وبغض النظر عمن قاموا بها إلا أن مثل هذه الأحداث لا تخدم المصلحة العامة وإن من حق أي بلد أن يحافظ على أمنه واستقراره، وأنه ينبغي على السنة في إيران أن يحرصوا على ضبط المسار وعلى أن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه الأعمال التي يدرك خطرها عقلاؤهم و زعماؤهم وينأون بأنفسهم عنها.


وأكد فضيلته أن وضع الحوثيين مع المملكة فيه اقتحام إقليمي وتهديد دول مجاورة وغمس اليد، وأنه ينبغي على من يتعامل مع هذه المجموعات أن يكون منصفاً فيدين العمل إذا كان يضر به وباسمه ثم عندما تكون الأعمال تمس بالآخرين فإنهم يتعاملون معها دون مبالاة.

الأمن وموسم الحج


وقال الشيخ العودة: إن"القصة تتكرر وهي واحدة وأننا يجب أن نكون حريصين على أمن واستقرار أي بلد إسلامي سواء كان مصر أو اليمن أو إيران وأن نكون أشد حرصاً على أمن واستقرار المملكة لأنها إضافة إلى كل الاعتبارات السابقة التي تخص أي بلد آخر هي بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وفيها مناسبات الحج والعمرة".

وأضاف: "نحن الآن في هذا الموسم ونستقبل الأيام الفاضلة عشر ذي الحجة ومناسبات الحج ويوم عرفة ومجيء الناس إلى الكعبة، ولذلك أي مسلم عنده انتماء لهذه المعاني لابد أن يكون لديه حرص على أمن واستقرار هذا البلد وأن يدرك أن وجود أذى في خاصرتها أو جنبها يعوقها عن القيام بهذه العملية المقدسة وهي عملية الحج ..

هذه العملية التي نطلب دائمًا أن تكون غير مسيسة هي عملية ربانية للمسلمين جميعًا وينبغي أن نحافظ عليها بقيمتها الإيمانية بعيدًا عن توظيفها لهذا الطرف أو ذاك أو إقحام أي معنى سلبي فيها". ..
المشاهدات 3769 | التعليقات 4

@عبدالله الخديري 1466 wrote:


وانتقد فضيلته خطاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مشيراً إلى أن الحديث عن الحوار والصلح لا يصلح في حالات غمس اليد والتهديد الإقليمي لدول مجاورة.
................................................وأشار إلى أنه بدلاً من أن ننحاز إلى معاني التقارب والوحدة والود والإخاء تتحول القصة إلى حالة من حالات الاصطفاف و الاحتراب الضخم الهائل، فأين قيم الإسلام وقيم الوحدة وقيم التاريخ؟! .......................وأكد فضيلته أن وضع الحوثيين مع المملكة فيه اقتحام إقليمي وتهديد دول مجاورة وغمس اليد، وأنه ينبغي على من يتعامل مع هذه المجموعات أن يكون منصفاً فيدين العمل إذا كان يضر به وباسمه ثم عندما تكون الأعمال تمس بالآخرين فإنهم يتعاملون معها دون مبالاة.


..........................................................................................................................
وقال الشيخ العودة: إن"القصة تتكرر وهي واحدة وأننا يجب أن نكون حريصين على أمن واستقرار أي بلد إسلامي سواء كان مصر أو اليمن أو إيران وأن نكون أشد حرصاً على أمن واستقرار المملكة لأنها إضافة إلى كل الاعتبارات السابقة التي تخص أي بلد آخر هي بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وفيها مناسبات الحج والعمرة".



الحوثيون والسعوديون وبيان الإخوان المسلمين

جمال سلطان

التاريخ: 21/11/1430 الموافق 09-11-2009م




المختصر / أصدر الإخوان المسلمون أمس بيانا يدعون فيه العاهل السعودي إلى الامتناع عن مواجهة جماعة الحوثي الشيعية اليمنية المتطرفة التي هاجمت مراكز حدودية جنوب المملكة وقتلت وأصابت عددا من الجنود والأهالي بما في ذلك نساء وأطفال ، بيان الإخوان طالب العاهل السعودي بأن يتوسط بين من أسماهم "الفرقاء في اليمن" لحقن الدماء وليس للدخول في القتال كطرف ، البيان الغريب تحدث بنفس اللغة التي يتم التخاطب بها بين الدول ، فهو يتحدث عن تنظيم الحوثيين المسلح بوصفه دولة ينبغي على "الفريق الآخر" في اليمن التحاور معها حقنا للدماء ، وليس بوصفه تنظيما مسلحا خارجا على السلطة ، وأنه من المحال لأي دولة في العالم أن تقبل بوجود سلطة مسلحة في جزء من أراضيها تفرض قوانينها وسيطرتها وتجبر الدولة على الجلوس على طاولة المفاوضات ، كما أنه من المثير للدهشة أن تطالب دولة قام تنظيم مسلح بالاعتداء على أراضيها وقتل مواطنيها بما يمثله ذلك من إهانة رمزية ، تطالبها بعدم الرد ، أيضا الملفت للنظر أن الإخوان حتى ساعتنا هذه لم يدينوا بأي شكل من الأشكال جماعة الحوثي وأعمالها ، كما لم يطالبوها بالتوقف عن استعمال السلاح وإراقة الدماء ـ قبل التحرش الأخير بالحدود السعودية ـ ، وأنا أستغرب جدا سرعة تحرك الإخوان وإصداراتهم دائما كلما كان الأمر مرتبطا بالنتوءات الإيرانية في المنطقة ، بينما تغيب بياناتهم عن الصدور في مواقف طبق الأصل من المواقف السابقة ، إذا كان الأمر في أمور أخرى خاصة ما يكون قد تورط فيها بعض الفصائل المنتمية إلى الإخوان في بعض الدول فساعتها تختفي هذه الرقة وهذه الطيبة وهذا الحرص على حقن الدماء ، وهو ما حدث بجلاء في أفغانستان ، فلم يحدث أبدا أن طالب الإخوان رجال فصيلهم في أفغانستان الذين دخلوا البلاد في صحبة الدبابات الأمريكية ، لم يطالبوهم بالمطلب ذاته حقنا للدماء ، بل باركوا تحالف رباني وكرزاي والأمريكان ، ولم يتذكروا حكاية حقن الدماء والحوار والمساعي المشكورة والقلب الطيب ، وإن كنت أوقن أن بياناتهم عن أفغانستات ستتقاطر في المرحلة المقبلة عندما تبدأ تباشير النصر لحركة طالبان تعلن عن نفسها بوضوح ، وقد بدت ملامحها الآن من اعترافات متتالية لقوات الغزو والاحتلال بعجزهم عن كسر الحركة أو تحقيق الانتصار وسط تعاظم خسائرها في الأشهر الأخيرة ، الأحداث التي تجري في جنوب السعودية وشمال اليمن الآن تكشف بوضوح عن الخطورة الشديدة للاختراقات الإيرانية في المنطقة ، لقد صحا العالم على وجود تنظيم مسلح يخوض حربا مفتوحة مع دولة ـ اليمن ـ بجيشها ومدرعاتها وطيرانها ثم يتحرش بدولة أخرى ويتحرش بها ويهاجم أراضيها ويقتل حرس الحدود فيها ، هل هذا التنظيم يعبر عن مشروع سياسي محلي ، من أين أتى ذلك التنظيم بتلك القدرات القتالية ، من أين أتى بهذا التدريب على العمل المسلح المكثف وتحت ضغط كبير ، من أين أتى بالسلاح الخفيف والثقيل ومضادات الدروع وصواريخ مضادة للطيران ، من الذين سرب إليهم السلاح ومن الذي قام بتدريبهم طوال هذه السنوات ومن أين يأتيهم المال الهائل الذي ينفقون منه على عشرات الآلاف من المقاتلين ، هل كنا نمزح عندما قلنا بأن التمددات الإيرانية في المنطقة خطيرة للغاية ، هل كنا نهزل عندما قلنا بأن الخلايا التي يحاول الإيرانيون زرعها في مصر أو غيرها مباشرة أو بوكالة حزب الله من شأنها أن تشكل خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري إذا ترسخت وغفلنا عنها ، لقد برر الإيرانيون تمدداتهم في لبنان مع حزب الله بحكاية مواجهة إسرائيل ، فأين إسرائيل في تلك الحسابات التي يتمددون من أجلها في اليمن ، إيران تتصرف بمنطق لعبة الشطرنج لفرض الخوف على دول المنطقة بوصفها القوة الإقليمية الحاكمة بعد تدمير العراق ، وتملك هي تحريك القطع الأهم في العراق أو لبنان أو فلسطين أو الخليج العربي أو اليمن ، حتى الآن على الأقل ، لأنها ما زالت في بداية تمدداتها في مصر والمغرب العربي ، وإن كان قد وضح أنها تملك ـ كما بدا في بيان الأخوان ـ تغطيات سياسية مهمة في المنطقة العربية بالفعل .

المصدر: صحيفة المصريون



نداء الإخوان إلى الملك لحقن دماء الحوثيين ماذا عن دماء سنة إيران؟؟؟؟

دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى وقف القتال فورا ضد المتمردين الحوثيين على الحدود اليمنية السعودية، حقنا للدماء، والسعي الجاد لإصلاح ذات البين بين الفرقاء اليمنيين"
ودعت الجماعة في بيانها كافة العلماء والفقهاء إلى التدخل ومناشدة العاهل السعودي وقف القتال وحقن الدماء والسعي في الصلح بين المتحاربين".
وأعربت جماعة الإخوان عن أسفها الشديد للقتال الدائر قائلة:
"لقد آلم نفوسنا هذا القصف المتبادل، وتلك الدماء المهدرة على الحدود اليمنية السعودية ودخول جيش المملكة ساحة القتال الدائر منذ فترة بين أبناء الشعب اليمنى الشقيق" .
وشددت على أنه "من حق المملكة أن تحمي حدودها وتحافظ على أمنها"، قبل أن تضيف: "ولكن دور السعودية وعاهلها أكبر من ذلك بكثير، وهو دور الإصلاح بين المتخاصمين ورأب الصدع بين المتقاتلين وليس الاستدراج إلى دخول ساحات المعارك، ولها في تاريخها الحديث في عهد مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود ما يؤكد ذلك" .


صح النوم أيها الإخوان كم تنامون ومتى تستيقظون؟
ذهب العراق وأفغانستان وتمزق لبنان بأيدي الرافضة وأنتم لا تزالون تثنون على إيران وعلى الشيعة وتتهمون مخالفيها بشق الصف وتمزيق وحدة المة.
من الذي يوقت لكم كم في الحقيقة لتنددوا وتنادوا!!!


نحن ما رأينا منكم استنكارا لدماء أهل السنة في إيران والعراق وأفغانستان من جراء هذه الدولة التي قامت على الظلم.
وقد كنتم ولا تزالون تظهرون إعجابكم بالثورة في إيران وانها مبادئها تقوم على استنكار الظلم والاستكبار العالمي.


إنه نداء موقت توقيتا سياسيا يتلاءم مع مصالح إيران ٌنقاذ هلكى الحوثيين المجرمين.


إنه نداء يتجاهل أصل هذه الفتنة وهم الرافضة.


وما سمعنا نداء مثله لحقن دماء إخواننا أهل السنة في إيران.


لماذا ما سمعنا نداء موجها إلى إيران لكفها عن دعم الحوثيين واستهداف العالم الاسلامي من جهة الخليج وزعزعة امن دولة تحتضن الحرمين الشريفين.


ثم إن تشبيه ما يحصل اليوم في اليمن بما حصل بالأمس خطأ كبير. فإن وراء فتنة اليوم لعبة صفوية رافضية. ولها أبعادها الخطيرة وهو الإجهاز على الخليج من جهة اليمن.


إنها دولة إيران صاحبة المذهب الذي يبشر الشيعة بشعارات عاشوراء:
يا لثأرات الحسين.
هذا المذهب الذي يبشر بالانتقام شبيه بتبشير شهود يهوه بمعركة أرمجدون.
الإخوان يتجاهلون ان وراء الحوثيين صفويون أحدثوا فتنا عريضة في سائر العالم الإسلامي منذ قامت ثورة آية الله شيغيفارا خميني.


كان على الاخوان أن يصدروا نداء يناشدون فيه إيران التوقف عن سايساتها الاستفزازية في المنطقة والكف عن الفتن المتلاحقة التي نكبت بها العالم الإسلامي من:
اضطرابات في لبنان، وتمكين لأمريكا من بلع العراق وأفغانستان.
ولا يزال حسن نصر الله عندكم بطلا ولا تزال اعلامه الصفراء معلقة على سطوح مكاتبكم؟!!!


واليوم قد ثبت تواطؤ إيران مع الحوثيين ودعمهم بما تسبب أصلا بهذه الفتنة.
ولا يزال الإخوان يتجاهلون تهديد إيران بأمن الحجيج وأن هذا لا شك يخرج النظام الإسلامي من الدولة الإسلامية إلى دولة الحشاشين القرامطة.


لست أدري ماذا أسمي هذه الحيدة الإخوانية.
أين للحجاج دم يجب حقنه؟ أليسوا ضيوف الرحمن؟
لماذا لم نسمع نداء من الاخوان للتصريحات الإيرانية الملمحة بتعكير صفو الحج؟!!
من الذي يوقت لصدور هذه النداءات؟!!


ألعل هذا النداء قد صدر من طريق إتحاد جماعة علماء سوء الضرار الذي يرأسه آية الله القرضاوي ونائبه آية الله التشخيري؟!!!
هل سوف يتوب الإخوان عن تجاهل أهل السنة المنسيين في إيران؟!!!
أم ان الاتباط السياسي الوثيق بين إيران وبين الإخوان لا يسمح بذلك؟!!!


دمشقية




الحوثيون وبيان الإخوان !

شريف عبد العزيز


التاريخ: 26/11/1430 الموافق 14-11-2009




المختصر / جاء البيان الأخير لمرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف والذي ناشد فيه القيادة السعودية وقف العمليات القتالية ضد الحوثيين الروافض الذين أغاروا علي الحدود الجنوبية للمملكة السعودية، وحقن دمائهم والتدخل للإصلاح بين المتصارعين في اليمن، مع تجاهل الإشارة للدور الإيراني في الصراع، ورفض توجيه أي لائمة لإيران علي شحنات السلاح الإيراني المتدفق علي جماعة الحوثي، جاء ليكشف بجلاء عن حالة إضطراب الخطاب الإعلامي للجماعة التي تعاني مشاكل جمة في الأونة الأخيرة علي المستوي الداخلي والخارجي، جعل الجماعة تفقد كثيراً من مصداقيتها في فترة عصيبة من تاريخها .


مشاكل في الداخل وأخرى في الخارج


الإخوان كان دائماً يحسب لهم قوة الهيكل التنظيمي، ووحدة الخطاب الإعلامي، والتناغم بين قيادات الجماعة، بحيث مكنتها هذه القوة التنظيمة من استيعاب العديد من المشاكل الكبيرة التي كانت كفيلة بأن تعصف بالجماعة، ولكن هذا التناغم بدأ في المرحلة الأخيرة يغيب عن أداء جماعة الإخوان سواء تنظيماً أو حركياً أو دعائياً، فالمتابع للشأن الإخواني في الفترة السابقة يري أن مشاكل جمة تواجه الجماعة العريقة داخلياً بسبب اختلاف الآراء والتوجهات في القضايا الحيوية والحساسة، حتى غدا الخطاب الإعلامي للجماعة كأنه يعبر عن صراع مكبوت داخل أروقة القيادة الإخوانية بين العديد من الأجنحة، وأصبح الأمر أكبر من كونه خلاف علي تطبيق اللائحة كما يحاول الإخوان الترويج له للتعمية عن المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الجماعة، جاءت قضية تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد لتخرج الصراع لحيز العلن، ويصل الأمر لحالة التلويح باستقالة المرشد مهدي عاكف نفسه في سابقة لم تحدث للجماعة منذ نشأتها، وأصبح معلوماً للجميع مدي تضارب المشهد الداخلي للإخوان في ظل الحديث عن حرس قديم وآخر جديد، وتيار محافظ وآخر إصلاحي ـ وأصبح لكل فريق أدواته وأنصاره وخطابه الإعلامي الخاص به، مما أدي في النهاية لاهتزاز صورة الجماعة بشدة في مرحلة حرجة اشبه بمخاض سياسي كبير سيتغير معه لحد كبير المشهد السياسي داخل مصر، ولن يكون للجماعة فيه دور علي الأرجح في ظل التراجع الملحوظ للتأثير الإخواني علي الساحة .


هذه الصورة في الداخل أما الوضع في الخارج فهو أشد تأزماً والتهاباً، فالوضع الداخلي ما زال مستقراً لحد ما، أما الوضع الخارجي فوصل لمرحلة اللاعودة في عدة أماكن، ففي الجزائر مثلاً انقسمت جماعة الإخوان لتيارين متنافسين، هما تيار أبي جرة سلطاني أو الحرس القديم، وتيار الدعوة والتغيير بقيادة عبد المجيد المناصرة، بسبب تأييد سلطاني لبوتفليقة في مسعاه لتعديل الدستور من أجل التجديد لفترة رياسة ثالثة في الجزائر، ورفض المناصرة لذلك، وقوبلت كل محاولات مكتب الإرشاد للصلح بالرفض التام في سابقة لم يقدم إخوان الخارج علي مثلها وهم مشهورون بالولاء الكامل والطاعة المطلقة لمكتب الإرشاد والمرشد العام، وانفجر بيت الإخوان في الجزائر بصورة تستعصي علي محاولات رأب الصدع.


هذا في الجزائر أما الأردن فكان الوضع مختلفاً، فالخلاف كان بين تيارات مختلفة داخل التنظيم، وصفت تارة أنها بين تيار متشدد يقوده المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد، وآخر معتدل يقوده عضو شوري الجماعة المستقيل أحمد كفاوين، وهو الصراع الذي وصف بأنه صراع حمائم وصقور، ومقربين من الحكومة ومعارضين لها، وكان لحماس دور كبير في إذكاء هذا الصراع بلا جريرة منها، ووصلت حدة الصراع لتراشق إعلامي كبير بين الجانبين، واستقالات بالجملة من جانب التيار الذي يوصف بالمعتدل، مع تهديد منه بالكشف عن مخالفات مالية وإدارية ارتكبها المراقب العام، وإخوان إيران بدت منهم تذمرات وتلويحات بالاستقلال عن الجماعة بسبب موقف المرشد ومكتب الإرشاد من المجازر الإيرانية لأهل السنة في الأحواز وغيرها، وإخوان سوريا يراوحون بين أقدامهم بعد دخولهم في جبهة الخلاص المعارضة ثم انسحابهم السريع منها والذي وصف علي أنه نوع من الهروب من مواجهة النظام الذي يحكم قبضته علي الوضع الداخلي، في ظل تحسن العلاقات السورية مع العديد من دول الجوار مما جعل وضع الجماعة الداخلي يهتز كثيراً .


الإخوان والخيار الإيراني


الجماعة مشهورة تاريخياً بأنها تحسن إستغلال الفرص، وخلق المساحات في عقل ووجدان الشارع، وحسن الإنتشار في فراغات الحكومات العربية وما أكثرها، بحيث أصبح الرقم الإخواني أكبر من أن تتجاوزه أي حكومة مهما كانت قوتها وثباتها، وكما ضمنت لها هذه السياسة حضوراً في المشهد السياسي والاجتماعي والمؤسسي لا تخطئه العين في أغلب الدول العرية والإسلامية ، ومن ثم أصبح الزخم الشعبي للجماعة كفيلاً بأن تتدثر بثوب المعارضة الحقيقية في أغلب دول المنطقة، هذه المكانة السامية للإخوان في الشارع العربي والإسلامي أصبحت الآن وبفعل تبني الخيار الإيراني علي المحك، ولا أكون مبالغاً إذا قلت أن أسعد الناس بانحياز الإخوان للمشروع الإيراني هي الحكومات العربية التي أخذت تكسب العديد من المواجهات مع الجماعة الواحدة تلو الآخري، ونجحت هذه الحكومات في كسب المعركة الإعلامية من الإخوان في العديد من القضايا مثل قضية خلية حزب الله التخريبية، والانتخابات الإيرانية، وتجاوزات حزب الله اللبناني وجرائمه بحق أهل السنة في بيروت العام المنصرف، والسكوت المريب والمرير للجماعة علي جرائم إيران في العراق وأفغانستان ولأهل السنة داخل إيران، وكأن الجماعة التي كانت من قبل تحسن قراءة المزاج العام وتعرف متطلبات الشعب نسيت كل تاريخها الكبير [ وهي بالمناسبة أقدم وأرسخ من دولة طائفية ظلامية مثل إيران بعشرات السنين ] في هذا المضمار، وراحت تضع كل ثقلها ودعمها لإيران وذلك علي حساب شعبيتها و تاريخها، ناهيك عن الجانب العقائدي والشرعي


الجماعة خسرت كثيراً بسبب انحيازها للخيار الإيراني، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا علي المستوي الشعبي والخارجي ، بل أنها أخذت تعاني من مشاكل داخلية قوية بسبب ذلك، وأخذ الخلاف يدب في أوصال الجماعة المشهورة بقوة البناء التنظيمي [ مع مراعاة غياب هذه القوة في الجانب الفكري ] وطال الخلاف قيادات الجماعة وأعضاء مجلس الإرشاد، فالخلاف العلني بين الدكتور محمود غزلان المتذمر من التقارب الإخواني الإيراني وأثر ذلك علي مكانة الإخوان وعلاقاتها الداخلية والخارجية، وبين يوسف ندا رئيس الوفد الإخواني الذي زار إيران عقب نجاح الثورة بها ليهنئ الخوميني علي الإطاحة بالشاه، هذا الخلاف استقطب في فلكه العديد من قيادات الجماعة وكوادرها، فضلاً عن شبابها والمنتمين إليها، في ظل العولمة الإعلامية واالفضاء المفتوح الذي يسمح بالاطلاع علي كثير من واجهات النظر المعارضة لإيران والإخوان، وأثر ذلك علي توجهات الكثيرين، مما سمح بظهور تيارات علنية داخل الإخوان تعارض ما يراه المرشد وأعضاء مكتبه من أراء وقرارات، خاصة بعد موقف الدكتور القرضاوي الذي ينظر إليه شباب الجماعة نظرة إجلال وإكبار تضعه في مقام المرجعية في الأمور الشرعية وغيرها،مما زاد في معاناة الجماعة في مرحلة حاسمة في تاريخها تدعي فيها الإستعداد لتسلم القيادة في عدة دول عربية .


وبدلاً من أن تستدرك الجماعة بعض خسائرها الباهظة بسبب علاقتها مع إيران، وتصلح خطابها الإعلامي تجاه نوازل الأمة التي تقف فيها إيران علي قدم المساواة مع الأمريكان والصهاينة في المسئولية، وتنحاز لما يمليه عليها الشرع والعقل والسياسة والاستراتيجية، أصرت علي الانحياز للجانب الإيراني، وأهالت التراب علي كم الأدلة الثابتة علي دور إيران في تأجيج الصراع في اليمن، والسلاح الإيراني المتدفق إلي الحوثيين، وتجاوزت التهديدات الإيرانية العلنية للعديد من دول الخليج نتيجة موقفها الداعم للسعودية في حربها ضد الغزاة الحوثيين، وراحت تناشد السعودية وتطالبها بوقف إطلاق النار، وحقن الدماء، كأن السعودية و هي المعتدي عليها مطالبة بعدم رد العدوان والصبر علي انتهاك حدودها، وتهديد أمن مواطنيها، من أجل عيون إيران وذيولها في المنطقة، وفي نفس الوقت لم توجه لوم ولا حتى عتاب للحوثيين علي عدوانهم الآثم علي الحدود، في مأساوية تعكس تدهور الأداء الإعلامي للجماعة العجوز .


الجماعة الآن تجازف برصيدها وأرثها ومكانتها وعلاقاتها مع العديد من الأطراف الفاعلة في المنطقة بسبب الإصرار علي الرهان الإيراني، وذلك كله في فترة حاسمة تحتاج فيها لكل الجهود للملمة كم المشاكل الداخلية الكبيرة التي تعصف بالجماعة في المشرق والمغرب، والجماعة التي تميزت من قبل بقدرتها الفائقة علي استيعاب المشاكل التي تهددها، والتعاطي مع مستجدات المواجهات مع الجهات الرسمية، تواجه امتحاناً صعباً أغلب الظن أنها لن تتجاوزه إلا بخسائر ضخمة تجعل تعود لرشدها، وتنحاز لخيار الشعوب الرافضة للمشروع الإيراني في أوطانهم .


المصدر: مفكرة الإسلام



خطابان إخوانيان سوري ومصري تجاه الحوثيين / أحمد موفق زيدان



التاريخ: 27/11/1430 الموافق 15-11-2009



المختصر / الإخوان المسلمون في سوريا التنظيم الإخواني الوحيد الذي خالف حتى الآن المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي محمد مهدي عاكف حين دعا العاهل السعودي الملك عبد الله إلى التعامل بحكمة في الرد على الحوثيين وهم يخترقون الأراضي السعودية ويهددون وحدة اليمن، بينما جاء بيان الإخوان المسلمين السوريين منذرا ومحذرا من مشروع تدميري ممتد من سوريا ولبنان والعراق إلى اليمن والسعودية يهدف إلى زرع كيان من أجل تمزيق الأمة .. ولم يكتف الإخوان المسلمون في سوريا بتوصيف الحالة وإنما طالب الإخوان السوريون برئاسة المراقب العام الأستاذ علي صدر الدين البيانوني بمشروع يقف في وجه المشروع التدميري هذا ...


بالطبع هاتان الرؤيتان نابعتان من خلفيات معرفية وتراكمات خبرة مختلفة لفهم الأحداث، وإن كان الأصل أن يحتكم الكل إلى العقيدة والشرع في توصيف حالة والحكم عليها ، فالإخوان السوريون بنظرهم عانوا ولا يزالون من الطائفية بتحكم الأقلية العلوية في مرافق ومفاصل النظام السوري .. بينما ذلك غير موجود في إخوان مصر، حيث تتماهى كثير من مواقفهم مع الخط الإيراني ـ السوري بذريعة المقاومة والممانعة وهي شعارات لم ترق أبدا إلى التطبيق العملي، بله ظهر عكسها في التعاون والتنسيق الأميركي الفاضح في كل من العراق وأفغانستان ....

للأسف الشديد فإن التنظيم الدولي صمت إزاء الأخطاء القاتلة التي ارتكبها ممثلوه في أفغانستان من أمثال الرئيس السابق برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف الذين تعاونا مع الأميركيين، ثم صمت التنظيم نفسه عن تعاون الإخوان المسلمين العراقيين مع الاحتلال الأميركي، لكنه خرج للعلن ينتقد ويطالب الإخوان المسلمين في سوريا بالتصالح مع النظام، والتنظيم الدولي يدرك أكثر من غيره تعنت النظام ورفضه القبول بالآخر بأي شكل من الأشكال ..

اللافت أن موقف الإخوان المسلمين في سوريا يأتي بعد فترة هدنة عام تقريبا مع النظام السوري حيث علق الإخوان في سوريا نشاطاتهم بسبب حرب غزة وبتشجيع من الخط الإخواني العام والذي توج لاحقا بوساطة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للتوسط مع النظام السوري، لكن كل ذلك لم يجد ولم يحقق أي نتيجة، ليعلن الإخوان لاحقا موقفهم ضمن رسالة تم تسريبها إعلاميا عبر موقع سوري معارض " سوريون نت" وهم يتهمون النظام باضطهاد الطيف السني وهي لغة غير مسبوقة في الخطاب الإخواني ...

الإخوان في سوريا يرون أنهم و معهم الشعب السوري ربما الضحية الأولى والأساسية من وراء أي تقدم للمشروع الإيراني السوري، وهو يتقدم في ظل دراسة أميركية مهمة نشرتها النيويورك تايمز أخيرا عن تراجع الدور المصري ـ السعودي في المنطقة وتقدم المشروع السوري ـ الإيراني بسبب التباين في موقف عناصر المحور الأول على عكس المحور الثاني وتحديدا في طريقة التعاطي مع النظام السوري ...

الأهم من ذلك أن الإخوان المسلمين ربما سيظرون الآن وكأنهم يخرجون خارج السرب الإخواني تماما، فالحركات الإخوانية في مجملها بالعالم العربي متماهية مع الاستراتيجية الإيرانية ـ السورية بحجة دعمها اللفظي للمقاومة في فلسطين، بينما هي تضرب ملفات خطيرة للأمة على مستوى العراق وأفغانستان واليمن والصومال وغيرها من نقاط ساخنة، يسعى المشروع الإيراني إلى كسب أوراق بيديه من أجل تعزيز موقفه التفاوضي مع الغرب ...


المصدر: صحيفة المصريون






http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=120196