وصايا ذهبية للصائمين

جابر السيد الحناوي
1433/09/04 - 2012/07/23 06:06AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وصايا ذهبية للصائمين


أيها الأحبةُ في الله :
منذأيام معدودة ، ونحن نستنشق عطر تلك الأيام الفاضلة والليالي الكريمة من شهر رمضان ، حيث الخيرات قد نصبت ، والفضائل قد أعدت ، وجنان ربنا في الملأ الأعلى قد زينت تنتظر العاملين والعمل ، فيا سعادة من أدرك تلك الأيام والليالي ، وقام بحقها ، واستوفى ما لها ، ويا خسارة من حُرم .. فاللهم إنا نسألك وأنت خير من سئل ، وأجود من أعطي أن تجعلنا من المقبولين في شهر رمضان ..
أيها المسلمون :
لو تأملنا لأدركنا أن الأيام تمشي سراعاً ، فلا زال صدى رمضان الماضي يتردد في ذاكرتنا ، وكأننا قد فرغنا منه بالأمس ، بينما نحن نعيش رمضانَ آخر ، وعندما نلتفت بذكرياتنا نلحظ أننا قد قمنا في ذلك الشهر بالصيام والصلاة والقراءة والذكر والصدقة وغير ذلك ؛ ربما أدركنا التعب والنصب حينذاك ، وهناك من مرت عليه تلك الأيام كغيرها ، فعمل الموبقات فنال بعض لذاته .. لو نظرنا لأدركنا أن المشقة واللذة قد مضت ولكن بقي الأجر والوزر ، وهكذا كل عمل نعمله تمضي ثمرته ، وتبقى نتيجته إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وكذلك أعمارنا ستعود يوما إلى ربها ، حيث سيفجأنا سرعة انصرامها وتحولها ، وسنقف على ما أودعناه فيها ، ولن نجد هناك المشقة أو اللذة ، ولكن سنلقى المحصلة النهائية الأجر أو الوزر ، فيا من يريد السعادة عليك بطاعة ربك ، ولو ركبتك المشقة وعلاك العنت ، ولا تلتفت بل امض في طريقك ، وعند الصباح يحمد القومُ السرى .. ( [1] )
أيها المسلمون :
لا يأتي رمضان إلا وتلحظ من النفوس الحية استعداداً وإرادة للخير، بل إن البعض ليمني نفسه بتبتل تنقطع دونه الأعناق ، وتلحظ منهم عزماً على ذلك في بدايات الشهر ، ولكن بتقدم الأيام والليالي من الشهر الكريم ، يبدأ الملل يتسرب إلى النفوس المؤمنة الراغبة ، حتى يعود المرء إلى سابق عهده ، وهذا نتاج السياسة الخاطئة للنفس ، فلو أن الإنسان تدرج بنفسه من السهل وارتقى بها لكان موفقاً ، فمن بدأ صغيراً كبر ، ومن كان ذا بداية كبيرة لا ريب أنه للتواضع أقرب ، فاحرص أيها الموفق ، وأنت في بداية الشهر على لزوم صلاة الجماعة في كل الأوقات ؛ واجعل من ذلك همك ما استطعت ؛ فإن وفقت فقد فتِّحت لك أبواب الخير ، وعند ذلك لو أخذت بالنوافل وقراءة القرآن لكنت في عداد الصالحين ، قد يكون ذلك قليلاً في نظر بعض الناس ، ولكن كما قال الحبيبالمصطفي صلي الله عليه وسلم : " ... وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ "( [2] ) والحق سبحانه يبارك في القليل ، ومن البركة أن يكون مفتاحاً للخيرات من العبادات ..
وهنا لا بد أن نقف على أمر مهم من عدونا الأول إبليس اللعين ، فهو أركسه الله يشم قلب العبد فإن رأى منه إقبالاً واندفاعاً للخير يقوم بترغيبه في الزيادة والإكثار حتى يملَّ العبد ويتركَ العمل ، وإن رأى من العبد ميلاً عن الطاعة ؛ زهده فيها وحبب إليه الخمول ، والناس في بواكير الشهر على رغبة جامحة في تحصيل الخير ؛ حتى إن الإنسان ليحرص على تتبع طرق الخير ، وكل ذلك بسبب من الشيطان ، ولكن عما قليل يفقد الإنسان الحماس بسبب التعب فيترك ذلك... بل ربما يترك حتى الواجبات؛ لذا ألح عليكم وأنتم ما زلتم علي الدرجات الأولي من شهركم ، بأن تكونوا على حذر من مكايد الشيطان ، وأن تتعاملوا مع النفوس المنبعثة للخير بالحكمة ؛ فألزموها بداية بقليل من العمل وعندما تعتاده النفس سيكون ذلك سبيلاً لغيره .
وعوداً على بدء أقول إن خير ما عودنا عليه نفوسنا في هذا الشهر لزوم جماعة المسلمين في الصلاة ، ولو خرج الإنسان من شهره بهذه الفضيلة فلا ريب أنه قد كسب شـَهْرَهُ وأطاع ربه ، وخاض في غمار الرحمة .
وكما أن الولوج إلى الطاعة يكون بتدرج وأخذاً بالقليل في البداية ، كذلك العادات السيئة يكون التخفف منها تدرجاً ، ويكون هذا الشهر منطلقاً لذلك وإذا علم الله منك صدق النية أعانك ويسر لك الخير ..
وهنا أيها الكرام ، ألح على أهمية التخطيط في التعامل مع أمورنا في عباداتنا وعاداتنا، حيث نعرف الذي نريد والذي لا نريد والمهم والأهم ؛ فنعطي كل ذي حق حقه وبذلك نخرج من فوضى الحياة التي هي سبب لهدر الأوقات والجهود والأموال ، ولو تعاملنا مع أوقات الصلوات ، وربطنا بينها وبين توزيع المهام في حياتنا لكنا موفقين غاية التوفيق ، وهذا ما يجعلني ألح على أهمية صياغة حياتنا من خلال صلواتنا الخمس ، فنقرن الدنيا بالآخرة ، وتكون الدنيا تبعاً للآخرة ، وعندها سنكسب الاثنتين ، وياله من مكسب ربيح لو عقلنا ..
إن رمضان مدرسة تخرج منها عظماء الأمة، وصيغت من خلالها شخصياتهم ؛ لأن عناصر بناء الشخصية المسلمة الناجحة موجودة في القرآن ، والناس يعكفون في الشهر الكريم على صفحات الكتاب العزيز لذا تصاغ منهم النفوس صياغة أخرى ، ولا يلقى ذلك إلا الصابرون ، فيا من يريد السعادة في الدنيا والآخرة ؛ تلمس حاجاتك في كتاب ربك وستجدها " ... مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ... "( [3] )فما عليك إلا أن تلزم رحبته في هذا الشهر ، وعندها ستندم على كل لحظة من عمرك ضيعتها بعيدا عن كتاب الله .
أيها الأحبةُ في الله :
وكعادة الناسفي أول الشهر الكريم بل وقبل دخوله يستعدون له ، ويملئون بيوتهم من كل خير ، وتلك عادة يبدو لي أنها قديمة وراسخة ، وقد تكون ناتجة من تعظيم الناس لهذا الشهر ، ولا تثريب على الناس في ذلك ، مادامت في حدود عدم الإسراف ، بل تلك المآكل والمشارب طيبات أحلت لعباد الله ، وهي للصالحين ألزم وأوجب " ... قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... "( [4] ) فاللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة وآلائك الجزيلة ، كما نسألك سبحانك أن ترزقنا شكرها والقيام بحقها ..
نعم ، أيها الكرام : لا بد أن ُتشـكر هذه النعم ، وشكرها يكون بردها للمنعم بها سبحانه فلا تُنسـب لغيره ، وكذلك بوضعها الوضع اللائق بها فلا تهان ، وبالشكر تقر النعم وبكفرانها تفر ..
وإنك لو نظرت حولك لعلمت قدر نعمة الله عليك سبحانه ، فأنت تتنعم بهذه النعم ، والناس من حولك قد ضربهم الغلاء ، واكتووا بنيران الفحش في الأسعار ، مع قلة الدخل وضيق ذات اليد .
وإذا أدرت النظر خارج الحدود تجد الناس في بعض البلدان من حولك يتضورون جوعاً ، بل إن المجاعات هذه الأيام تضرب أفريقيا ، فمثلا في الصومال وحدها ، وهو الشعب الذي يشاركنا الدين والجنس ؛ هناك مليون إنسان مهددون بالموت جوعا .
فإذا حولنا النظر إلي شمال المنطقة نجد شعوبا مسلمة لاتعاني من ندرة الطعام والغذاء فقط ، بل لإلي جانب ذلك قد فقدت أيضا الأمن والأمان ، وأسوأ مثل علي ذلك ما يحدث في سوريا حيث يعانون من بطش الحكام وتسلطهم ، ومن جهل الفرق الضالة وتعصبهم ... فسوريا المسلمة ، في يد العلويين الذين لا دين لهم ، وعن طريق حزب البعث وشـبيحته ، يساندهم إخوان الشياطين شيعة إيران ، ومعهم أتباع حسن خائن الله وحزبه في لبنان ... الكل قد أجمعوا علي إبادة أهل السنة في سوريا ... إنها حرب صليبية يديرها الغرب وتنفذها هذه الأيدي النجسة المحسوبة علي الإسلام ... مع طناش دولي مقزز ومتعمد ، اللهم إلا بعض البعثات المسرحية بدعوي البحث عن حل سلمي ، وهي في الواقع تساعد النظام البعثي علي أعمال التقتيل الجماعي في الشعب السني المسلم ، والصور التي تنقل تفزع من مرآها النفوس ... وما أصاب غيرَكم قد يصيبكم ، نسأل الله أن يجنبنا ذلك ؛ فتذكروا ذلك ، واجعلوا منه تكأة لحفظ نعمكم ورفد من حولَكم بها .
*** *** ***

قد يتساءل البعض كيف يحدث ما يحدث في سوريا ، لقد قتل حزب البعث السوري الأطفال والنساء والشيوخ ، في مذابح جماعية ، ومن كثرتها لم نعد نفرق بين جرائم حزب البعث السوري وجرائم الكيان الصهيوني ، لقد تساوى بشار مع الصهيونية في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ، إن لم يكن قد فاقها .
وأصبحنا بسبب كثرة مفاجع أمتنا؛ لم نعد نُفرق بين هذه الدماء و تلك .. والدول العربية و الإسلامية في صمت فاضح ومخز عن جرائم الطاغية بشار النعجه وحزب البعث السوري الإشتراكي ، والشعوب الإسلامية تغلي ولا تجد مبررا لما يحدث ، اقتناعا منها بأن هذا لايجب أن يحدث بين المسلمين ، وهذه نظرة ساذجة لمن يعتبرون الإسلام بالتسمي بأسماء المسلمين .
وقد يكون من المفيد أن نلقي نظرة سريعة علي عقيدة حزب البعث السوري الإشتراكي ونظرتهم للإنسان ، لكي نحل هذه المعادلة ... باختصصار شديد فإن حزب البعث السوري الإشتراكي،هو حزبلاديني زعيمهم الروحي كارل ماركس و تشارلز داروين وكلاهما صهيوني من الدرجة الأولي بالإضافة إلي أن :
كارل ماركس :الزعيم الروحيلحزب البعث الإشتراكي ، هومؤسس الشيوعية في العالم ، وحزب البعث أحد فروعها في الوطنالعربي ، وقد يتشكك أحدنا في كون اليهود وراء النظام الشيوعي ، وهذا يقال له إن أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان " الكريملن " الشيوعي كانوا من اليهود عشية سقوط النظام السوفيتي !!! .
تشارلز داروينالداعم للفكر الشيوعي ، هو مؤسس نظرية التطور التي تقول أن الإنسان كانحشرة وتطوروصار قردا وبعدها صار إنسان ، وهذ النظرية مخالفة لما هو ثابت دينيا بمقتض الكتاب والسنة من أن أصل البشرية هو آدم عليه السلام ، وللأسف فإنهذه النظرية تدرس لطلابنا في المدارس والجامعات .
وحزب البعث ينظرون لغيرهم من البشر كأنهم باعوض ويقتلونهم كما يقتلون الحشرات ولا يبالون ، فالسبب الرئيس لهمجيه حزب البعث الإشتراكي هو فكرهم الشاذ عن الفطره السليمه ، وإتباعهم للأفكار اللادينية الماديه الشاذة ، التي جعلت أتباع حزب البعث الإشتراكي يتصفون بصفات أهمها :
· عبادة الحاكم والخوف منه
· التعرض للذات الالهيه
· سفكالدماء واحتقار الشعوب
· يعبدون المادة ولا يوجد عندهم مبدأ ولا يوجد عندهمأخلاق
· لا يوجد بهم شيء من صفات البشر لأنهم يتبعون قانونالغابة
حزب جعل الإجرام له هواية , و الخمر لأزلامه سقاية ..
و نهش لحوم اخوانه بعد الأكل حلاوة .
لن نتوقع منه إلا الشر .. و لا نرجوا لشعب سورية عليه إلا النصر ..
واللافت للنظر أن أحداً من العرب لم يُحرك ساكناً إزاء تصرفات بشارالهمجية اللهم إلا المؤتمرات التي تعقد ثم تنفض إلا من تصريحات الشجب والاستنكار المعهودة .
ونحن لانملك لهم إلا الدعاء بالنصر ، فالدعاء أقوي سلاح لمن ليس بيده السلاح .
اللهم عليك ببشار وأعوانه اللهم أقتلهم وأنصر الشعب السوري
اللهم أذق بشار لوعة موت أولاده
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد


وعلي آله وصحبه أجمعين


ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين


(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين


بمختلف الوسائل غير الربحية )


[1]وصايا للصائمين : الدكتور سعد الدريهم


[2] صحيح مسلم 13/ 438

[3] الأنعام : 38

[4] الأعراف : 32
المشاهدات 3209 | التعليقات 1

جزاك ربي كل خير