ورحل الحبيب رمضان

علي محمد خواجي
1433/09/29 - 2012/08/17 03:15AM
[font="]
[/font][font="]ورحل الحبيب رمضان[/font]
[font="]الخطبة الأولى[/font]
[font="]الحمد لله الذي رفع قدر ذوي الأقدار عن الركون إلى هذه الدار، ومنح صفاء إحسانه لأهل تلك الدار، ونزَّل تصاريف الأقدار في أهل الجنة والنار، فسبحان مَن يسَّر كلاً لما خُلق له والذي قال: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}, أحمده سبحانه وأشكره وللشكر على أصحاب الشكر آثار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الناصح الأمين والبشير النذير، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.أما بعد[/font]
[font="]عباد الله:اتقوا الله تعالى واعلموا أن شهر رمضان قد أوشك تمامُه وإسدالُ ستاره قاب[/font][font=&] [/font][font="]قوسين أو أدنى، بعد أن ظلَّ المسلمون تسعة وعشرون يوماً منه، ينالونَ من[/font][font=&] [/font][font="]نفحات ربهم، فما أسرع ما انقضت الأيام، وتلاشت الذكريات، وكأنها أوراق[/font][font=&] [/font][font="]الخريف عصفت بها ريح القدر[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]شهر رمضان! أين هو شهر رمضان؟ ألم يكن بين[/font][font=&] [/font][font="]أيدينا؟ ألم يكن ملء أسماعنا وملء أبصارنا؟ لم يكن إلا طرفة عين، حتى انقضى[/font][font=&] [/font][font="]موسم التقوى، وبلابل الدوح قد هدأ تغريدُها وإلى الله المصير[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]وهكذا أيها المسلمون تنطوي صحيفة رمضان،[/font][font=&] [/font][font="]وتُقوَّضُ سوقٌ كانت عامرةٌ بالخيرات والحسنات، ربح فيها من ربح، وخسر فيها[/font][font=&] [/font][font="]من خسر، وحُرِم فيها من حُرِم، على تفاوت كبير في درجات الربح والخسران أو[/font][font=&] [/font][font="]الحرمان، وما لنا إلا الصَبر على ألم فراقه، نودِّعه وأشواقنا لم تزل،[/font][font=&] [/font][font="]ودموعنا في المآقي والغصةُ في الحلوق جارحة. وأعيننا لانصرامه في أرق، وإن[/font][font=&] [/font][font="]العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنَّا على فراق رمضان لمحزونون، فأحسن الله[/font][font=&] [/font][font="]عزاءكم وجبر مصابكم، وتقبل منا ومنكم[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: لقد شرع الله لكم في ختام هذا[/font][font=&] [/font][font="]الشهر المبارك أعمالاً تفعلونها: من ذلك إخراج زكاة الفطر وتسمى صدقة[/font][font=&] [/font][font="]الفطر، ويقال للمخرج فطرة وهي المقصودة في قوله تعالى[/font][font=&]: {[/font][font="]قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى[/font][font=&]}[/font][font=&][(14) [/font][font="]سورة الأعلى[/font][font=&]][/font][font="]، وقد أضيفت إلى الفطر؛ لأنها تجب بالفطر من رمضان وهي صدقة عن البدن والنفس[/font][font=&].[/font][font="]زكاة الفطر[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]يخرجها المسلم قبل صلاة العيد شكراً لله تعالى على نعمة التوفيق لصيام رمضان وقيامه، يختم بها المسلم عمل رمضان[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]زكاة الفطر[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]يخرجها المسلم من غالب قوت البلد، والأصل فيها ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال[/font][font=&]: (([/font][font="]فرض[/font][font=&] [/font][font="]رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو[/font][font=&] [/font][font="]صاعاً من أقط أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد ذكر أو أنثى على الصغير[/font][font=&] [/font][font="]والكبير[/font][font=&]))[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]زكاة الفطر[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]إحسان إلى الفقراء وكف لهم عن السؤال في أيام العيد ليشاركوا الأغنياء في[/font][font=&] [/font][font="]فرحهم وسرورهم به، ويكون عيداً للجميع، وفيها الاتصاف بخلق الكرم وحب[/font][font=&] [/font][font="]المواساة[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]زكاة الفطر[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]فيها تطهير للصائم مما يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]زكاة الفطر[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]فيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]إن الحكمة في زكاة الفطر مركبة من أمرين[/font][font=&]:[/font][font="]
[/font][font="]الأول[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]يتعلق بالصائمين في شهر رمضان، وما عسى أن يكون قد شاب صيامهم من لغو القول[/font][font=&] [/font][font="]ورفث الكلام، والصيام الكامل الذي يصوم فيه اللسان والجوارح كما يصوم[/font][font=&] [/font][font="]البطن والفرج، فلا يسمح الصائم للسانه ولا لأذنه ولا لعينه ولا ليده ولا[/font][font=&] [/font][font="]لرجله أن تتلوث بما نهى الله ورسوله عنه من قول أو فعل، وقل أن يسلم مسلم[/font][font=&] [/font][font="]من ذلك فجاءت زكاة الفطر في ختام الشهر لتجبر ذلك كله وتغسل ما قد يكون علق[/font][font=&] [/font][font="]بالصائم مما يكدر صومه وينقص أجره[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]الثاني[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]يتعلق بالمجتمع وإشاعة المحبة والمسرة في جميع أنحائه، وخاصة المساكين وأهل[/font][font=&] [/font][font="]الحاجة فيه، ذلك أن العيد يوم فرح وسرور، فينبغي تعميم هذا الفرح والسرور[/font][font=&] [/font][font="]ليشمل جميع فئات المجتمع ومنها الفقراء والمساكين، ولن يدخل السرور إلى[/font][font=&] [/font][font="]قلوبهم إلا إذا أعطاهم إخوانهم وأشعروهم أن المجتمع يد واحدة يتألم بعضه[/font][font=&] [/font][font="]بألم بعضه الآخر ويفرح لفرحه[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]وأما عن وقتها[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]فإن زكاة الفطر تجب بغروب الشمس ليلة العيد؛ لأنه الوقت الذي يكون به الفطر من رمضان، وزمن دفعها له وقتان وقت فضيلة ووقت جواز[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]فأما وقت الفضيلة فهو صباح العيد قبل الصلاة، عن ابن عمر -رضي الله عنهما[/font][font=&]-: (([/font][font="]أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة[/font][font=&]))[/font][font=&] /font][font="]رواه البخاري ومسلم[/font][font=&.[/font][font="]
[/font][font="]وأما وقت الجواز[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]فهو قبل العيد بيوم أو يومين؛ لما ثبت عن نافع قال: كان ابن عمر يعطي عن[/font][font=&] [/font][font="]الصغير والكبير حتى أنه كان يعطي عن بنيّ، وكان يعطيها الذين يقبلونها،[/font][font=&] [/font][font="]وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد فأن[/font][font=&] [/font][font="]أخرها فهي صدقة من الصدقات[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: وتجب زكاة الفطر فريضة على الكبير[/font][font=&] [/font][font="]والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين؛ لما ثبت عن ابن عمر[/font][font=&] -[/font][font="]رضي الله عنهما- أنه قال[/font][font=&]: (([/font][font="]فرض رسول الله -صلى الله[/font][font=&] [/font][font="]عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد[/font][font=&] [/font][font="]والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين[/font][font=&]))[/font][font=&] /font][font="]رواه البخاري ومسلم[/font][font=&[/font][font="]، وتستحب عن الجنين فقد كان السلف -رضي الله عنهم- يخرجونها عنه[/font][font=&].[/font][font="][/font]
[font="]
[/font][font="]ويجب أن يخرجها عن نفسه وكذلك عمن تلزمه مؤونته[/font][font=&] [/font][font="]من زوجة أو قريب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم، فإن استطاعوا فالأولى[/font][font=&] [/font][font="]أن يخرجوها عن أنفسهم؛ لأنهم المخاطبون بها أصلاً وتجب زكاة الفطر على من[/font][font=&] [/font][font="]وجدها فاضلة زائدة عما يحتاجه من نفقة يوم العيد وليلته، أو أقل من ذلك[/font][font=&] [/font][font="]سقطت عنه ولم تجب عليه[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: والواجب في زكاة الفطر صاع من[/font][font=&] [/font][font="]غالب قوت أهل البلد من بر أو شعير أو أرز أو تمر أو زبيب أو أقط، وكلما كان[/font][font=&] [/font][font="]أجود فهو خير وأفضل، فعلى كل مسلم ذكر أو أنثى صغير أو كبير حر أو عبد أن[/font][font=&] [/font][font="]يخرج صاعاً من طعام بصاع النبي -صلى الله عليه وسلم- أو ما يعادله كيلاً أو[/font][font=&] [/font][font="]زناً، ولا يجزئ أقل من ذلك، والصاع بمقايسنا الحالية قرابة الكيلوين[/font][font=&] [/font][font="]وأربعين جراماً[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: وزكاة الفطر تدفع إلى فقراء[/font][font=&] [/font][font="]المكان الذي هو فيه وقت الإخراج، سواء كان محل إقامته أو غيره من بلاد[/font][font=&] [/font][font="]المسلمين، فإن كان في بلد ليس فيه من يدفع إليه أو كان لا يعرف المستحقين[/font][font=&] [/font][font="]فيه وكل من يدفعها عنه في مكان فيه مستحق، وبناء على ذلك فمن أقام في بلاده[/font][font=&] [/font][font="]أكثر رمضان، ثم سافر إلى بلد آخر في أواخر رمضان فالأولى له أن يدفع زكاة[/font][font=&] [/font][font="]الفطر في البلد الذي سافر إليه؛ لأنه البلد الذي غرب عليه فيه شمس آخر يوم[/font][font=&] [/font][font="]من رمضان، وإن دفعها إلى فقراء بلده الذي يقم فيه أجزأه ولكنه خلاف الأولى[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]وزكاة الفطر خاصة بالفقراء والمساكين، ولا تصرف[/font][font=&] [/font][font="]لبقية المصارف الثمانية التي تصرف لها الزكاة إلا إذا اقتضت المصلحة ذلك،[/font][font=&] [/font][font="]أو رأى الإمام أو نائبه ذلك، والأولى أن تصرف على فقراء نفس البلد إلا أن[/font][font=&] [/font][font="]يكون في غيره من هو أشد حاجة فلا حرج حينئذ من نقله[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: ولا يجوز إخراج زكاة الفطر[/font][font=&] [/font][font="]نقوداً، وإن أفتى به بعض المنتسبين إلى العلم فإن هذا خلاف الصحيح من قول[/font][font=&] [/font][font="]أهل التحقيق من أهل العلم[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]اعلموا رحمني الله وإياكم أن العبادات الأصل فيها[/font][font=&] [/font][font="]التوقيف، فلا يجوز لأحد أن يتعبد بأي عبادة إلا بما أخذ عن المشرع الحكيم[/font][font=&] [/font][font="]صلوات الله وسلامه عليه الذي قال الله -تبارك وتعالى- عنه[/font][font=&]: {[/font][font="]وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[/font][font=&]}[/font][font=&][(3[/font][font="]، [/font][font=&]4) [/font][font="]سورة النجم[/font][font=&]][/font][font="]،[/font][font=&] [/font][font="]وقد شرع هو صلوات الله وسلامه عليه زكاة الفطر بما ثبت عنه في الأحاديث الصحيحة[/font][font=&]: (([/font][font="]صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من أقط[/font][font=&]))[/font][font=&] [/font][font="]روى هذا الحديث البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر، وبناء عليه فلا[/font][font=&] [/font][font="]يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر وإنما يجب أن تكون غالب قوت أهل البلد،[/font][font=&] [/font][font="]فيقول العلماء: بأن إخراج القيمة لا يجزئ؛ لأنه مخالف لأمر النبي -صلى الله[/font][font=&] [/font][font="]عليه وسلم- ولأنه مخالف لعمل الصحابة -رضي الله عنهم- فإنهم كانوا[/font][font=&] [/font][font="]يخرجونها صاعاً من طعام[/font][font=&].[/font][font="][/font]
[font="] أيها المسلمون: أما الأمر الثاني: الذي شرع لكم في ختام هذا الشهر فهو التكبير، قال الله تعالى[/font][font=&]: {[/font][font="]وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[/font][font=&]}[/font][font=&][(185) [/font][font="]سورة البقرة[/font][font=&]].[/font][font="]
[/font][font="]ويبتدئ التكبير أيها الإخوة من غروب الشمس ليلة[/font][font=&] [/font][font="]العيد، حتى حضور الإمام لصلاة العيد، ويكبر المسلمون ذكوراً وإناثاً، ويسن[/font][font=&] [/font][font="]في حق الرجال الجهر بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت، إعلاناً لتعظيم[/font][font=&] [/font][font="]الله وشكره، وأما النساء فإنهن يكبرن سراً؛ لأنهن مأمورات بالتستر وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله[/font][font=&] [/font][font="]إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]وأما الأمر الثالث[/font][font=&]:[/font][font=&] [/font][font="]الذي شرع لكم في ختام شهركم هذا فهو صلاة العيد،[/font][font="]
[/font][font="]وصلاة العيد أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم[/font][font=&]- [/font][font="]حتى النساء أمرهن أن يخرجن، ولم يأمر -عليه الصلاة والسلام- النساء بالخروج[/font][font=&] [/font][font="]لأي شيء سوى صلاة العيد، ولهذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله[/font][font=&]- [/font][font="]تعالى إلى أن صلاة العيد فرض عين، وإن قال بعض العلماء بأنها فرض كفاية،[/font][font=&] [/font][font="]ومن السنة أن تصلى خارج البلد وذلك لإظهار هذه الشعيرة، وكذلك من السنة أن[/font][font=&] [/font][font="]يذهب الإنسان من طريق وأن يعود من طريق آخر وذلك لنشر هذه الشعيرة في جميع[/font][font=&] [/font][font="]أسواق البلد وشوارعها، ومن المؤسف أيها الإخوة إن بعض الناس تجده بعد التعب[/font][font=&] [/font][font="]في أيام رمضان ولياليها تجده ينام عن صلاة العيد، ولا يشهد الخير مع[/font][font=&] [/font][font="]المسلمين، وهذا حرمان عظيم، تقول أم عطية -رضي الله عنها-: أُمرنا أن نخرج[/font][font=&] [/font][font="]الحيض وذوات الخدور يشهدن الخير ودعوة المسلمين، وقد أمر النبي -صلى الله[/font][font=&] [/font][font="]عليه وسلم- الحيض أن يعتزلن المصلى ولكن أمرهن باستماع خطبة العيد وحضورهن[/font][font=&] [/font][font="]دعوة المسلمين[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]عباد الله: أدعوا نفسي وأدعوا إخواني المسلمين[/font][font=&] [/font][font="]إلى الحرص على هذه الصلاة وحضورها مع المسلمين يدعون الله -عز وجل- ويكبرون[/font][font=&] [/font][font="]فربما يصبهم نفحة خير وبركة[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]وكيفية الخروج يا عباد الله: أن يخرج المسلم إليها متطيباً متجملاً، وذكر بعض العلماء أنه يستحب له الاغتسال لها أيضاً[/font][font=&].[/font][font="]
[/font][font="]أيها المسلمون: إنه لا مانع من تناول الطيبات،[/font][font=&] [/font][font="]وفعل المباحات وإظهار الفرح والسرور بالعيد، بل ذلك مستحب مع المحافظة على[/font][font=&] [/font][font="]فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله وعدم الإسراف والخيلاء. إن كثيراً من[/font][font=&] [/font][font="]الناس هداهم الله تضيع أوقاتهم بعد العيد بالسهرات واللهو واللعب، وربما[/font][font=&] [/font][font="]تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة، فكأنهم بفعلهم هذا يريدون أن[/font][font=&] [/font][font="]يمحوا أثر رمضان من نفوسهم، ويجددوا عهدهم مع الشيطان، إن أولئك حريٌ أن[/font][font=&] [/font][font="]لا تقبل منهم رمضان؛ لأن من شروط صحة التوبة العزم على عدم العودة إلى[/font][font=&] [/font][font="]الذنب بعدها، وهؤلاء تركوا الذنوب تركاً مؤقتاً ثم عادوا إليها، وهذا لا[/font][font=&] [/font][font="]يعتبر توبة؛ لأنهم إنما تركوها لعارض ثم عادوا إليه بعد زواله، فنعوذ بك[/font][font=&] [/font][font="]اللهم من الحور بعد الكور[/font][font=&].[/font][font="][/font]
[font="]نَفَعني الله وإيّاكُم بهديِ كتابِه وبِسنّةِ نبيِّه ، أَقولُ قَولي هَذَا، وَأستَغفِر اللهَ العَظيمَ الجَليلَ لِي وَلَكم ولسائِرِ المسلِمين من كلِّ ذنب فاستغفِروه، إنّه هو الغفور الرحيم[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]الحمدُ لله الذِي جعل رمضان سيّد الأيام والشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، أحمده سبحانه وأشكره وهو العزيز الغفور، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله بعثه الله بالهدى والنور، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم النشور.[/font][font="] أما بعد أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى حق التقوى[/font]
[font="]عباد الله: ما أشد وقع الوداع على النفس،وما أعظم ألم الفراق ،ضيف كريم ،بالأمس القريب يهنئ بعضنا بعضا بقدومه ،واليوم نعيش في جمعته الأخيرة..فما أسرع انقضائه.. وما أعظم مرارة رحيله.
لقد كان السلف الماضين ولازال الصالحون وأهل الخير يشق عليهم تصرم أيامه، ويشتد عليهم مفارقته..كيف لا؟! وهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران..شهر القرآن والبر والإحسان..[/font][font="][/font]
[font="]ترحل شهر الصبر والهفاه و انصرما ... و اختص بالفوز في الجنات من خدما
و أصبح الغافل المسكين منكسرا ... مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما ... تراه يحصد إلا الهم و الندما[/font]
[font="]هاقد قارب الحبيب على الرحيل شاهدا لنا أوعلينا بما أودعناه فيه من أعمال..لقد كان مضمارا وميدانا يتسابق فيه المتسابقون ،ويتنافس فيه المتنافسون ،فسبق أقوام ففازوا ،وتأخر أقوام فخسروا [/font]
[font="]رمضان الحبيب:
زرتنا ففرحنا بك واستبشرنا بمقدمك وأقمت عندنا فأنِسنا بك واستمتعنا بصحبتك، كنت لنا نعم الصديق ونعم الجار ونعم المعين.
وها أنت ترحل عنّا .. وكلّنا يقين بأن أرواحنا بعدك لن تكون كأرواحنا فيك وأنفسنا بعدك لن تكون كأنفسنا فيك وأجسامنا بعدك لن تكون كأجسامنا فيك ... هكذا هي الحياة.
نودّعك رمضان:
بقلوب وجلة وعيون دامعة وأيادٍ إلى الله ضارعة أن يكون الله قد تقبلنا فيك وعفا عنّا وتاب علينا وأعتق رقابنا من النار.
رمضان الحبيب:
سلام عليك ما أحييت قلوبنا .. سلام عليك ما أخذت بأيدينا إلى الله .. سلام عليك ما جمعتنا على الطاعة .. سلام عليك ما أحييت إيماننا .. سلام عليك ما أيقظتنا من غفلتنا .. سلام عليك ما أتيت بنا إلى المسجد في جنح الظلام .. سلام عليك ما جمعتنا في القيام وعلى مأدبة القرآن .. [/font]
[font="] سلام عليك ما أجريت ألسنتنا بالدعاء .. سلام عليك ما كسوتنا من خشوع وخضوع .. سلام عليك ما أسلت مدامعنا .. سلام عليك ما ملأت قلوبنا بحب الله العظيم وحب نبيه الكريم وحب كتابه المبين وحب عباده المؤمنين .. سلام عليك ما أطلقت أيدينا بالصدقات .. سلام عليك ما أعتقتنا من إسار الشهوات .. سلام عليك ما حررت قلوبنا من الأهواء .. سلام عليك ما شفيت أمراض قلوبنا .. سلام عليك ما يسرت لنا فعل الخيرات .. سلام عليك ما يسرت لنا ترك المنكرات .. سلام عليك .. سلام عليك .. سلام عليك.[/font]
[font="]ها هو ذا رمضان يمضي،
وقد شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين،
وعبرات الخاشعين،
وأخبار المنقطعين.
وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين،
وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين،
وكرم المنفقين.
إنهم يرجون عفو الله،
علموا أنه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم[/font]
[font="]رمضان أيها الحبيب
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراقك يا رمضان لمحزونون جِدُّ محزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب (إنا لله وإنا إليه راجعون)
نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه [/font]
[font="]اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً لنا ، وحجة لنا لا حجة علينا ، اللهم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في مثله فأحسن عملنا فيه ، وإن قضيت بقطع آجالنا فأحسن الخلافة على باقينا ، وأوسع الرحمة على ماضينا ، وعمنا برحمتك وغفرانك ، واجعل الموعد بحبوح جنتك ورضوانك .[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]ألا وصلوا عباد الله على خير الورى فقد أمركم بذلك المولى جل وعلا (إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)[/font]
[font="]اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يارب العالمين[/font]
[font="]اللهم أعز الإسلام والمسلمين ،وأذل الشرك والمشركين ،ودمر أعداء الدين،اللهم ألف بين قلوب المسلمين ،ووحد صفوفهم وأصلح قادتهم واجمع كلمتهم على الحق يارب العالمين[/font]
[font="]اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ووفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.[/font]
[font="]ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار[/font]
[font="]عباد الله:اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]

[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 2087 | التعليقات 0