وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ 3/3/1446هـ

خالد محمد القرعاوي
1446/02/30 - 2024/09/03 22:22PM
وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ 3/3/1446هـ
الحمدُ للهِ نزَّل الذِّكرَ وحَفِظَهُ على مَرِّ الأَزْمانِ، قيَّضَ له عُدولا يحمِلُونه في كلِّ عَصرٍ وأَوَانٍ، جعلَ لأمَّتنا مَنَابِرَ هُدَى, أَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ رَبُّ والأَرْضِ والسَّمَا, وَأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُ الله وَرَسُولُهُ الصَّفِيُّ الْمُجتبى, بَلَّغَ وبَشَّرَ, وَحَذَّرَ وَأَنذَرَ, وَتَرَكَنَا عَلى بَيضَاءَ لا يَزِيغُ عَنْهَا إلَّا أَهْلُ الضَّلالِ وَالهوَى, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ، وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِه وَمَن بِهُدَاهُمُ اهْتَدَى. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى، وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسْلامِ بِالعُروَةِ الوُثْقَى، فَالسَّعيدُ من اتَّقى اللهَ، وأَخَذَ من دُنياهُ لأُخَراهُ. ثُمَّ اعلَمُوا: أَنَّ مَن أَرَادَ الحَقَّ أَصَابَهُ، وَمَن لَجَأَ إلى اللهِ وَفَّقَهُ اللهُ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرضَاهُ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: (وَمَنْ يَعتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُستَقيمٍ).
عِبَادَ اللهِ: لَمَّا كَانَ العِلمُ الشَّرْعِيُّ هُوَ سَبِيلُ الوُصُولِ إِلى مَرضَاةِ اللهِ وَجَنَّتِهِ، أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالاستِزَادَةِ مِنهُ فَقَالَ: (وَقُلْ رَبِّ زِدْني عِلمًا(.لِذَا كَانَ خيْرُ عَمَلٍ: تَعَلُّمُ الْعِلْمِ وَنَشرُ عِلمٍ نَافِعٍ وعَمَلٍ صَالِحٍ بَينَ النَّاسِ، لِيهْدِيَهُمْ من الضَّلالَةِ، ويُنقذَهُمْ مِنَ الغِوَايَةِ، وَيُخرِجَهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ. وقد حضَّ اللهُ عَلى ذَلِكَ فَقَالَ: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
فَالعِلْمُ النَّافِعُ شَرَفٌ لِأَهلِهِ وَرِفْعَةٌ لهم في الدَّارينِ، قَالَ اللهُ تَعَالى:(يَرفَعِ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ). إي واللهِ لا يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعلَمُونَ! وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّ العُلَمَاءَ هُم أَهلُ الصَّبرِ وَاليَقِينِ، القَائِمونَ بِالحقِّ، الثَّابِتُونَ على الطَّرِيقِ الأَقْوَمِ, الحَامُونَ لِلثَّقَلَينِ وَالحَافِظُونَ لِلوَحيَينِ، كَفَاهُمْ شَرَفَاً أَنَّ اللهَ اسْتَشْهَدَهُم على تَوحِيدِهِ فَقَالَ: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
صَاحِبُ العِلمِ الْحقِيقِيِّ: هو الذي يَعملُ بِعلمِهِ، وَيكونُ قُدوةً لِغيرهِ. يَقِفُ عِندَ حُدُودِ اللهِ، يَقُولُ بالحقِّ ويُرضي الربَّ, لا يُتاجِرُ بِدِينِهِ لِعَرَضٍ من الدُّنيا! يتأدَّبُ بِشرعِ اللهِ، وَيَتَحَلَّى بِأخلاقِ الإسلام, كلُّ مَنْ رآهُ أَحَبَّهُ واقتَدَى به.
صَاحِبُ العِلمِ النَّافِعِ الْحقِيقِيِّ: هو الذي يَنشُرُ عِلمَهُ في الآفَاقِ، فلا يَكتُمُهً، ولا يَبخَسُهُ, وِفْقَ ما دَلَّ عَليهِ الكِتَابُ وَالسُّنةُ. حَذِرًا مِن قَولِ اللهِ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ). وَقَولِ رَسُولِنَا الْكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )).
قَالَ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ حَدِيثٌ: حسن صحيح .
فَمَا أَعْظَمَ الْوعِيدَ لِعَالِمٍ كَتَمَ عِلمًا وأَخفَاهُ! أَو زَيَّنَ بَاطِلاً وَسَوَّقَهُ!
عِبَادَ اللهِ: ألا تَعلمُونَ أنَّ العُلماءَ والْمُفتُونَ مُوَقِّعُونَ عن رَبِّ العالَمينَ؟ قَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "فإذا كان مَنصِبُ التَّوقِيعِ عن الْمَلِكِ بالْمَحَلِّ الذي لا يُنكرُ فَضلُهُ ولا يُجهلُ قدرُه، فكيفَ بِمنصِبِ التَّوقيعِ عن ربَّ الأرضِ والسَّمَاواتِ؟!".
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَد عَرَفَ وُلاتُنَا فِي بِلادِنَا وَفَّقَهُمُ اللهُ قَدْرَ العُلَمَاءِ وَحَفِظُوا لهم مَكَانَتَهُم، فَقَامَتْ بِلادُنَا عَلى يَدِ الْمُؤَسِّسَينِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ عَليهِمَا رَحْمَةُ اللهِ وَأَنزَلُوا العُلَمَاءَ مَنزِلَتَهُم, وَكَانُوا مَحَلَّ الثِّقَةِ وَالتَّقرِيبِ، وَجَعَلُوا لَهُمُ الهَيئَاتِ وَلِجَانِ الإفْتَاءِ التي يَصْدُرُونَ مِنْهَا, كَيفَ لا يَكُونُونَ كَذَلِكَ, ولا يَقُومُ دِينٌ وَلا تَسْتَقِيمُ دُنْياً إلاَّ بِطَاعَةِ الأُمَراءِ والعُلَمَاءِ! فَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ بذلكَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ).
بَلْ إنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ وَصَفَ العُلَمَاءَ بِأَنَّهُمْ وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ! وَأَنَّ الْمَلائِكَةَ تَحُفُّهُمْ بِأَجنِحَتِهَا مَحَبَّةً لَهُمْ! وَبَيَّنَ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ فَضْلَهُمْ وَعُلُوَّ مَكَانَتِهِمْ فَقَالَ: "فَضلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضلِي عَلَى أَدنَاكُم" صَحَّحَهُ الألبَانِيُّ. أَلا تَعْلَمُونَ (أَنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهلَ الأَرضِ حَتَّى النَّملَةَ في جُحرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ في المَاءِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيرَ) صَحَّحَهَا الألبَانِيُّ. فَاللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدِينَا وَعُلَمَائِنَا والْمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ, واسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ولِلْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
الخطبة الثانية/
الحمدُ لله الوليِّ الحميدِ، أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شَرِيكَ لَهُ يَهدِي مَن يَشاءُ لِمَا يُرِيدُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْخُلُقِ الحَمِيدِ, الَّلهُمَّ صلِّ وسلِّم وبَارِك عليهِ، وعلى آلهِ وأصحابِه وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ إلى يومِ الْمَزيدِ.
أَمَّا بعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى واحمَدُوهُ على نِعَمِهِ العَظِيمَةِ, وَمِنْهَا نِعْمَةُ الأَمْنِ والإيمانِ, وَهذا التَّرابُطُ الكَبِيرُ بَينَ الوُلاةِ والعُلَمَاءِ, فَقَدْ جَدَّدَ خَادِمُ الحَرَمينِ الثِّقَةَ بِأعْضَاءِ هَيئَةِ كِبَارِ العُلَمَاء, وَحَمَّلَهُمْ أَمَانَةَ العِلْمِ والنُّصْحِ والْمَشُورَةِ, فَهُمْ بِإذْنِ اللهِ وَعَونِهِ حَرِيُّونَ بِذَلِكَ فَهُمْ أَخْشَى النَّاسِ للهِ, وَقَدْ أخَذَ اللهُ عَليهِمُ الْمِيثَاقَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَ تَعَالى:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ). وَمِمَّا قَالَهُ الشيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لَقَدْ أَخَذَ اللهُ العَهْدَ الثَّقِيلَ الْمُؤَكَّدَ عَلى كُلِّ مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَاً أَنْ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا يَحْتَاجُونَهُ، وَيُوَضِّحَ الْحَقَّ مِن البَاطِلِ. فَالْمُوَفَّقُونَ قَامُوا بِهذا أَتَمَّ القِيَامِ، وَأَمَّا مَنْ شَابَهَ اليَهُودَ، فَكَتَمُوا الْحَقَّ، وَأَظْهَرُوا البَاطِلَ، وَتَجَرُّؤا عَلَى مَحَارِمِ اللهِ، وَحُقُوقِ الْخَلْقِ، وَاشْتَروا بِذَلِكَ الكِتْمَانِ ثَمَنَاً قَليلاً، وَهُوَ مَا يَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ بَعْضِ الرِّيَاسَاتِ، وَالأَمْوَالِ الْحَقِيرَةِ, فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ.
عِبَادَ اللهِ: أَهْلُ العِلْمِ بِحَمْدِ اللهِ يَحْمِلُونَ فِي قُلُوبِهِمْ نُصْحَاً وَإخْلاصَاً للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤمِنِينَ, كَمَا وَصَفَهُمْ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ:" ثَلاثٌ لا يُغَلُّ عَلَيهِنَّ قَلبُ مُسلِمٍ: إِخلاصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاةِ الأَمرِ، وَلُزُومُ الجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ دَعوَتَهُم تُحيَطُ مِن وَرَائِهِم "أَخْرَجَهُ التِّرمِذِيُّ.
ألا وَإنَّ مِنْ عَلامَاتِ تَوفِيقِ اللهِ لِبِلادِنَا, حبُّ أَهْلِ العِلْمِ، وَذِكْرُهُمْ بِالْجَمِيلِ، وَتَوقِيرُهُمْ وَتَقْرِيبُهُمْ وَفِي الْحَدِيثِ الذي صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ:» لَيسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنا، وَيَرْحَمَ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفَ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ«.
عِبَادَ اللهِ: شَرَفُ العُلَمَاءِ لَيسَ مَربُوطًا بما لهم مِن مَنصِبٍ أَو وَظِيفَةٍ، بَل بِمَا يَحمِلُونَ مِن عِلمِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وبِالتِزَامِهِم بِمَنهَجِ الأَنبِيَاءِ في العِلمِ وَالتَّعلِيمِ وَالجِهَادِ وَالدَّعوَةِ، فَالْمَنَاصِبُ تَشرُفُ بِالعُلَمَاءِ، وَالبِلادُ تَفْخَرُ بِهِم، وَلا خَيرَ فِيمَن لا يَعرِفُ لهم قَدْرَهُم، وَلا بَرَكَةَ في لِسَانٍ يَطعَنُ في أَمَانَتِهِم وَدِيَانَتِهِم، ولا عِزَّ لِمَنْ يَسعَى في تَشوِيهِ صُورَتِهِم؛ فَالَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا في عُلَمَائِنَا وَدُعَاتِنَا وَوُلاتِنَا وَاهدِنَا وَإيَّاهُمْ سَوَاءَ السَّبِيلِ، وَاعفُ عنَّا واغفِرْ لَنَا وَارحَمْنَا، أَنتَ مَولانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِين. الَّلهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والْمسلمينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ، الَّلهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، وأَصلِح أئمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمُورِنَا، وَاجْزِهِمْ خَيراً عَلى خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ, وَاحْمِ حُدُودَنَا وَانْصُرْ جُنُودَنَا, واجمَع كلمتَنَا على الحقِّ والهُدى والدِّينِ, الَّلهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَدِيَارَنا وَأَمْنَنا وَأخْلاقَنَا وَعُلَمَاءَنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيدَهُ في نَحْرِهِ، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار)ِ واذكُروا الله يذكُركم، وَلذِكرُ اللهِ أَكْبَرُ، واللهُ يَعلمُ مَا تَصنَعُونَ.
 
 
 
المشاهدات 122 | التعليقات 0