وذروا ما بقي من الربا
إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/12/23 - 2014/10/17 08:10AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... لقد أخبرنا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى عن أشراط وعلامات الساعة تظهر وتزداد في آخر الزمان. وأن من تلك العلامات وأشراط الساعة ظهور الربا وفشوها. فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بين يدي الساعة يظهر الربا ) والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئًا من غبارها .
عباد الله ... اعلموا أن الله غيور ، يغار أن تنتهك محارمه ، فاتق غيرة الله. إن الله قد هدانا وأرشدنا إلى سبيل الحق ، ثم الناس بعد ذلك إما شاكرا وإما جاحدا ،كما قال تعالى (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) فالحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فيجب على المؤمن تحري الحلال وترك الحرام ، وحري بالمؤمن أن يتورع عما اختلف فيه من المشتبهات حفظا لدينه وعرضه .
فأساس شريعة الله قائم على تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم ، ولا يمكن بأي بحال أن ينال القوم العز والمنعة والتقدم والحضارة والأمن والأمان والرزق بمعصية الله، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته .
فسبيل النجاة واضح جلي لمن أراد الله والدار الآخرة، وقد أرشدنا للنجاة بأن نحصِّن أنفسنا ونبتعد عن المهالك ومواطن الشبهات ، والتحصُّن بسترة من الحلال تكفي مغبة الوقوع في الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال ) لأجل ذلك ينبغي أن نعلم أن طلب الحلال أمر لازم وفريضة من أعظم الفرائض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) فالله هو الرزاق ذو القوة المتين يزرق من يشاء بغير حساب وهو أعلم بالشاكرين.
إذا علمت هذا فاعلم ... أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الحرام سيطغى في آخر الزمان، حتى لا يتبين الناس ولا يستوثقون من حل وحرمة أموالهم، قال صلى الله عليه وسلم ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلال أم من حرام ) أما ترون – يا عباد الله - أن هذا هو زماننا ورب العزة ، أما ترى تكالب الناس من أجل تحصيل مغريات الدنيا التي تتفتح عليها أعينهم ليل نهار، همهم جمع الأموال من أي طريق كان فلا أمن حلال أم من حرام ( أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
الربا – يا مؤمنون - من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع المسلم
قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) ثم قال الله تعالى بعد آية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ) ثم أن الله ختم آية الربا بقوله ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).
ففي هذه الآيات الكريمات بيان أكل الربا يعرض صاحبه لحرب الله ورسوله ، فيصير عدوا لله وسوله. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب المعلنة لكل من خالف أمر الله وأكل بالربا أو ساعد عليها ، فليعد سلاحه إن استطاع ، وليعلم أن عقاب الله آت لا محالة إن آجلا أو عاجلا. وما عهدك بمن جعله الله عدوا له وأعلن الحرب عليه .. رب سلِّم سلِّم.
إن آكل الربا وكل من أعان عليه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث جابر رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال ( هم في الإثم سواء ).
لقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الربا من الذنوب الكبائر العظام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكبر الكبائر الإشراك بالله عز وجل ) ثم قال ( وأكل الربا ) وقال صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) وذكر منها ( وأكل الربا )
عباد الله ... ظهور الربا سبب لإهلاك القرى ونزول مقت الله، قال صلى الله عليه وسلم ( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ).
ومهما ظهرت للناس فوائد الربا الدنيوية .. فمآله إلى القلة والخسارة والنقصان، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة ) وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أكل الربا من أسباب المسخ في آخر الزمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو، فيصبحوا قردة وخنازير، باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير ).
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الربا وشبهه بالشرك، فقال عليه الصلاة والسلام ( الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك ) وبيَّن عليه الصلاة والسلام أن الربا أشد من الزنا، فقال صلى الله عليه وسلم ( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ).
فاتقوا الله – عباد الله – وطهِّروا أموالكم مما حرمه الله، وتحروا الحلال وتجنبوا الحرام ( لا يدخل الجنة جسد نبت من سحت، وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين .. بعد أيام قليلة سيكون للمؤمنين المسلمين اختبار عظيم وامتحان، ليتبين المؤمن الصادق في إيمانه، فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) فإن كنتم فعلا مؤمنون صادقون فاتقوا الله حق التقوى وابتعدوا عن أكل الربا والمعاملات الربوية.
فقد أعلنت إحدى البنوك المحلية عن طرح أسهمها للاكتتاب خلال الأسبوع القادم .. وقد أفتى جمع من العلماء وفي مقدمتهم هيئة كبار العلماء برئاسة المفتى العام بحرمة الاكتتاب في هذه الأسهم، فقد ظهر لهم أن هذا البنك ما زال عنده معاملات محرمة كثيرة.
ولا أظن لمسلم يتبين له الحق في ذلك أن تقوده نفسه إلى الاكتتاب بهذه الأسهم ، فاتقوا الله – يا مؤمنون – واحذروا ممن يدعو إلى الاكتتاب في هذه الأسهم باسم الوطنية .. فلا بارك الله بوطنية الإنسان إذا ذهب دينُه. الوطنية الحق في تطبيق شرع الله تعالى والبُعد عن ما حرَّمه الله. فقد قال الله تعالى ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ) فأي باطل أعظم من الربا في أكل أموال الناس بينهم في الباطل.
فتذكروا وأيقنوا بقول الله تعالى ( وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه )
فسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد بحفظه، وأن يوفق ويسدد ويعين ولي أمرنا في تطبيق شرعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوة الإيمان والعقيدة ... لقد أخبرنا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى عن أشراط وعلامات الساعة تظهر وتزداد في آخر الزمان. وأن من تلك العلامات وأشراط الساعة ظهور الربا وفشوها. فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بين يدي الساعة يظهر الربا ) والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئًا من غبارها .
عباد الله ... اعلموا أن الله غيور ، يغار أن تنتهك محارمه ، فاتق غيرة الله. إن الله قد هدانا وأرشدنا إلى سبيل الحق ، ثم الناس بعد ذلك إما شاكرا وإما جاحدا ،كما قال تعالى (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) فالحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فيجب على المؤمن تحري الحلال وترك الحرام ، وحري بالمؤمن أن يتورع عما اختلف فيه من المشتبهات حفظا لدينه وعرضه .
فأساس شريعة الله قائم على تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم ، ولا يمكن بأي بحال أن ينال القوم العز والمنعة والتقدم والحضارة والأمن والأمان والرزق بمعصية الله، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته .
فسبيل النجاة واضح جلي لمن أراد الله والدار الآخرة، وقد أرشدنا للنجاة بأن نحصِّن أنفسنا ونبتعد عن المهالك ومواطن الشبهات ، والتحصُّن بسترة من الحلال تكفي مغبة الوقوع في الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال ) لأجل ذلك ينبغي أن نعلم أن طلب الحلال أمر لازم وفريضة من أعظم الفرائض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) فالله هو الرزاق ذو القوة المتين يزرق من يشاء بغير حساب وهو أعلم بالشاكرين.
إذا علمت هذا فاعلم ... أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الحرام سيطغى في آخر الزمان، حتى لا يتبين الناس ولا يستوثقون من حل وحرمة أموالهم، قال صلى الله عليه وسلم ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلال أم من حرام ) أما ترون – يا عباد الله - أن هذا هو زماننا ورب العزة ، أما ترى تكالب الناس من أجل تحصيل مغريات الدنيا التي تتفتح عليها أعينهم ليل نهار، همهم جمع الأموال من أي طريق كان فلا أمن حلال أم من حرام ( أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
الربا – يا مؤمنون - من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع المسلم
قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) ثم قال الله تعالى بعد آية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ) ثم أن الله ختم آية الربا بقوله ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).
ففي هذه الآيات الكريمات بيان أكل الربا يعرض صاحبه لحرب الله ورسوله ، فيصير عدوا لله وسوله. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب المعلنة لكل من خالف أمر الله وأكل بالربا أو ساعد عليها ، فليعد سلاحه إن استطاع ، وليعلم أن عقاب الله آت لا محالة إن آجلا أو عاجلا. وما عهدك بمن جعله الله عدوا له وأعلن الحرب عليه .. رب سلِّم سلِّم.
إن آكل الربا وكل من أعان عليه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث جابر رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال ( هم في الإثم سواء ).
لقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الربا من الذنوب الكبائر العظام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكبر الكبائر الإشراك بالله عز وجل ) ثم قال ( وأكل الربا ) وقال صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) وذكر منها ( وأكل الربا )
عباد الله ... ظهور الربا سبب لإهلاك القرى ونزول مقت الله، قال صلى الله عليه وسلم ( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ).
ومهما ظهرت للناس فوائد الربا الدنيوية .. فمآله إلى القلة والخسارة والنقصان، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة ) وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أكل الربا من أسباب المسخ في آخر الزمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو، فيصبحوا قردة وخنازير، باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير ).
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الربا وشبهه بالشرك، فقال عليه الصلاة والسلام ( الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك ) وبيَّن عليه الصلاة والسلام أن الربا أشد من الزنا، فقال صلى الله عليه وسلم ( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ).
فاتقوا الله – عباد الله – وطهِّروا أموالكم مما حرمه الله، وتحروا الحلال وتجنبوا الحرام ( لا يدخل الجنة جسد نبت من سحت، وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين .. بعد أيام قليلة سيكون للمؤمنين المسلمين اختبار عظيم وامتحان، ليتبين المؤمن الصادق في إيمانه، فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) فإن كنتم فعلا مؤمنون صادقون فاتقوا الله حق التقوى وابتعدوا عن أكل الربا والمعاملات الربوية.
فقد أعلنت إحدى البنوك المحلية عن طرح أسهمها للاكتتاب خلال الأسبوع القادم .. وقد أفتى جمع من العلماء وفي مقدمتهم هيئة كبار العلماء برئاسة المفتى العام بحرمة الاكتتاب في هذه الأسهم، فقد ظهر لهم أن هذا البنك ما زال عنده معاملات محرمة كثيرة.
ولا أظن لمسلم يتبين له الحق في ذلك أن تقوده نفسه إلى الاكتتاب بهذه الأسهم ، فاتقوا الله – يا مؤمنون – واحذروا ممن يدعو إلى الاكتتاب في هذه الأسهم باسم الوطنية .. فلا بارك الله بوطنية الإنسان إذا ذهب دينُه. الوطنية الحق في تطبيق شرع الله تعالى والبُعد عن ما حرَّمه الله. فقد قال الله تعالى ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ) فأي باطل أعظم من الربا في أكل أموال الناس بينهم في الباطل.
فتذكروا وأيقنوا بقول الله تعالى ( وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه )
فسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد بحفظه، وأن يوفق ويسدد ويعين ولي أمرنا في تطبيق شرعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق