وداعا داعية الشباب
احمد ابوبكر
1434/12/17 - 2013/10/22 04:15AM
هو الموت ما منه ملاذ ، ولا مهرب ، زائر لا يستأذن ، وساعة لا تستقدم ولا تستأخر ، وقضاء نافذ ، لا يستثني أحدا ، ولا يفرق بين وضيع أو رفيع .
وما الدنيا إلا ظل زائر ، وطيف عابر ، تمضي أيامها ، وتتصرم لياليها ، كعقد انفرط ، وأوراق تساقطت .
ألا وإن الشأن ليس في الموت ، فما منه مفر ، إنما الشأن في روح تقبض على أي حال ستقبض ، وفي أي موطن ، أفي طاعة أم معصية ، أفي خطوات إلى البر وأسبابه ، أم إلى الفجور ومهاويه.
وإن أشرف ميتة يتمناها المرء هي أن يقبض على طاعة وبر ، فيبعث يوم القيامة عليها ، و ما أشرف تلك الميتة التي مات عليها داعية الشباب ، الحريص عليهم ، الباذل نفسه في وجوه البر : شيخنا وحبيبنا الداعية أحمد بن عويض السميري رحمه الله وتقبله عنده في الصالحين.
مات رحمه الله وكانت ميتته عظة وعبرة لفئام من الناس ، مات ملبيا داعيا إلى الله ، مات ماشيا إلى طاعة ، ومتلبسا بطاعة .
الداعية أحمد السميري رحمه الله من دعاة جدة المتميزين ، عرفته أروقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – عمله الرسمي – محتسبا آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، برفق وحكمة وموعظة حسنة وابتسامة لا تفارق محياه.
وعرفه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالعزيزية بجدة -حيث كان يدير مندوبية الدعوة بحي مدائن الفهد- داعية نشيطا ، يبث الحماس في نفوس الدعاة ، ويبذل وقته وماله وجهده وجاهه في الدعوة إلى الله عز وجل ، دون كلل أو ملل.
الداعية أحمد السميري رحمه الله همة تتقاصر دونها الهمم ، وتضحية تضمحل أمامها التضحيات ، وبذل وعطاء قل أن تراه في غيره.
كان رحمه الله كريما يجود بماله في سبيل الدعوة إلى الله ، حتى أنه رحمه الله باع سيارته في إحدى السنوات من أجل إعداد مخيم دعوي للشباب ودعوتهم، ودفع راتبه كاملا في تجهيز حملة الحج الدعوية لهذا العام ، فأي كرم هذا الذي يذكرك بالسلف الصالح.
كان رحمه الله بعيدا عن الشهرة ، نافرا منها ، حريصا على الإخلاص ، وأجزم أن كثير من المشايخ وطلبة العلم وعامة الناس الذين تفاعلوا مع خبر وفاته رحمه الله لم يعرفوه أيام حياته ، إنما هو القبول من الله عز وجل ، والكرامة التي يهبها لمن يصطفي من عباده.
كان رحمه الله دائم الابتسامة ، لين الجانب ، شديد التواضع ، لايرى لنفسه مقاما أو شأنا بين إخوانه ، رغم منجزاته الدعوية الكبيرة ومنها : إدارته لمندوبية الدعوى بحي مدائن الفهد لسنوات متواصلة ، وحملته الدعوية للشباب التي يقيمها مع مجموعة من الدعاة منذ عام 1421هـ ، ومشاركاته الدعوية والاحتسابية في العديد أحياء جدة بل وخارجها ، وحرصه الدائم على دعوة الشباب بكافة الطرق الدعوية الحكيمة.
ووالله إنك لتذهل مما هيأ الله له من أعمال صالحة قبيل وفاته بأيام ، حتى كأن الله عز وجل يعده إعدادا ليتهيأ ليوم وفاته ، وقد صدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال : "إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عسَّلَه . قالوا : ما عسَّلَه يا رسولَ اللهِ ؟ قال : يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه " .
حيث رزقه الله ملازمة والدته قبيل ذهابه للحج حيث قدمت عليه وأقامت في بيته وفرح بها أيما فرح وأكرمها وقام على خدمتها ، ثم يسر الله عز وجل له هذا العام الإشراف على تحجيج ( 600 ) حاج من الشباب وتاب منهم خلق كثير تجاوزوا المئتي شاب ، حتى إذا دنت ساعة الرحيل وأتم الله له غالب نسكه ، ودع الحجاج في اليوم الثالث عشر ووزع عليهم الهدايا ثم توجه لرمي الجمرات ، وسبق قضاء الله النافذ وتعرض لحادث دهس أنهى حياة مليئة بالطاعة والكفاح والعمل المستمر في الدعوة إلى الله ، وكانت آخر كلمة له نطقها قبيل الحادث بثواني – كما يذكر من كان بجانبه وقت الحادث- نسأل الله أن يتقبل منا ، وتوفي مبتسما نير الوجه رحمه الله وتغمده بواسع رحمته.
وقد كانت وفاته رحمه الله درسا عظيما لكثير من الناس ، فلم يكن رحمه الله صاحب شهرة ولا معروفا عند الناس ، لكنك تعجب من حزن الناس عليه وتفاعلهم وتأثرهم في وسائل التواصل الاجتماعي ، وهذه والله علامة إخلاص وصدق وقبول بإذن الله ، والناس شهود الله في أرضه.
يقول الشيخ الدكتور عمر المقبل تعليقا على وفاته رحمه الله : " من علامات حسن الخاتمة أن يقبض الشخص بعد عمل صالح ، فكيف إذا قبضت روحه وهو متلبس به؟!"
ويقول الشيخ الدكتور محمد المهنا :" يحزن القلب على فقد من لهم أثر في الدعوة والخير ، فيا شبابنا ويابناتنا قوموا مقامهم وسدوا مسدهم وعوضونا عن رحيلهم " .
رحمك الله ياشيخنا أبا مصعب، وتقبلك عنده في الصالحين وأخلف على أهلك ودعوتك وعوضهم خيرا، وإنا على فراقك ياداعية الشباب لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه رجعون.
محمد بن مشعل العتيبي
وما الدنيا إلا ظل زائر ، وطيف عابر ، تمضي أيامها ، وتتصرم لياليها ، كعقد انفرط ، وأوراق تساقطت .
ألا وإن الشأن ليس في الموت ، فما منه مفر ، إنما الشأن في روح تقبض على أي حال ستقبض ، وفي أي موطن ، أفي طاعة أم معصية ، أفي خطوات إلى البر وأسبابه ، أم إلى الفجور ومهاويه.
وإن أشرف ميتة يتمناها المرء هي أن يقبض على طاعة وبر ، فيبعث يوم القيامة عليها ، و ما أشرف تلك الميتة التي مات عليها داعية الشباب ، الحريص عليهم ، الباذل نفسه في وجوه البر : شيخنا وحبيبنا الداعية أحمد بن عويض السميري رحمه الله وتقبله عنده في الصالحين.
مات رحمه الله وكانت ميتته عظة وعبرة لفئام من الناس ، مات ملبيا داعيا إلى الله ، مات ماشيا إلى طاعة ، ومتلبسا بطاعة .
الداعية أحمد السميري رحمه الله من دعاة جدة المتميزين ، عرفته أروقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – عمله الرسمي – محتسبا آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، برفق وحكمة وموعظة حسنة وابتسامة لا تفارق محياه.
وعرفه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالعزيزية بجدة -حيث كان يدير مندوبية الدعوة بحي مدائن الفهد- داعية نشيطا ، يبث الحماس في نفوس الدعاة ، ويبذل وقته وماله وجهده وجاهه في الدعوة إلى الله عز وجل ، دون كلل أو ملل.
الداعية أحمد السميري رحمه الله همة تتقاصر دونها الهمم ، وتضحية تضمحل أمامها التضحيات ، وبذل وعطاء قل أن تراه في غيره.
كان رحمه الله كريما يجود بماله في سبيل الدعوة إلى الله ، حتى أنه رحمه الله باع سيارته في إحدى السنوات من أجل إعداد مخيم دعوي للشباب ودعوتهم، ودفع راتبه كاملا في تجهيز حملة الحج الدعوية لهذا العام ، فأي كرم هذا الذي يذكرك بالسلف الصالح.
كان رحمه الله بعيدا عن الشهرة ، نافرا منها ، حريصا على الإخلاص ، وأجزم أن كثير من المشايخ وطلبة العلم وعامة الناس الذين تفاعلوا مع خبر وفاته رحمه الله لم يعرفوه أيام حياته ، إنما هو القبول من الله عز وجل ، والكرامة التي يهبها لمن يصطفي من عباده.
كان رحمه الله دائم الابتسامة ، لين الجانب ، شديد التواضع ، لايرى لنفسه مقاما أو شأنا بين إخوانه ، رغم منجزاته الدعوية الكبيرة ومنها : إدارته لمندوبية الدعوى بحي مدائن الفهد لسنوات متواصلة ، وحملته الدعوية للشباب التي يقيمها مع مجموعة من الدعاة منذ عام 1421هـ ، ومشاركاته الدعوية والاحتسابية في العديد أحياء جدة بل وخارجها ، وحرصه الدائم على دعوة الشباب بكافة الطرق الدعوية الحكيمة.
ووالله إنك لتذهل مما هيأ الله له من أعمال صالحة قبيل وفاته بأيام ، حتى كأن الله عز وجل يعده إعدادا ليتهيأ ليوم وفاته ، وقد صدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال : "إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عسَّلَه . قالوا : ما عسَّلَه يا رسولَ اللهِ ؟ قال : يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه " .
حيث رزقه الله ملازمة والدته قبيل ذهابه للحج حيث قدمت عليه وأقامت في بيته وفرح بها أيما فرح وأكرمها وقام على خدمتها ، ثم يسر الله عز وجل له هذا العام الإشراف على تحجيج ( 600 ) حاج من الشباب وتاب منهم خلق كثير تجاوزوا المئتي شاب ، حتى إذا دنت ساعة الرحيل وأتم الله له غالب نسكه ، ودع الحجاج في اليوم الثالث عشر ووزع عليهم الهدايا ثم توجه لرمي الجمرات ، وسبق قضاء الله النافذ وتعرض لحادث دهس أنهى حياة مليئة بالطاعة والكفاح والعمل المستمر في الدعوة إلى الله ، وكانت آخر كلمة له نطقها قبيل الحادث بثواني – كما يذكر من كان بجانبه وقت الحادث- نسأل الله أن يتقبل منا ، وتوفي مبتسما نير الوجه رحمه الله وتغمده بواسع رحمته.
وقد كانت وفاته رحمه الله درسا عظيما لكثير من الناس ، فلم يكن رحمه الله صاحب شهرة ولا معروفا عند الناس ، لكنك تعجب من حزن الناس عليه وتفاعلهم وتأثرهم في وسائل التواصل الاجتماعي ، وهذه والله علامة إخلاص وصدق وقبول بإذن الله ، والناس شهود الله في أرضه.
يقول الشيخ الدكتور عمر المقبل تعليقا على وفاته رحمه الله : " من علامات حسن الخاتمة أن يقبض الشخص بعد عمل صالح ، فكيف إذا قبضت روحه وهو متلبس به؟!"
ويقول الشيخ الدكتور محمد المهنا :" يحزن القلب على فقد من لهم أثر في الدعوة والخير ، فيا شبابنا ويابناتنا قوموا مقامهم وسدوا مسدهم وعوضونا عن رحيلهم " .
رحمك الله ياشيخنا أبا مصعب، وتقبلك عنده في الصالحين وأخلف على أهلك ودعوتك وعوضهم خيرا، وإنا على فراقك ياداعية الشباب لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه رجعون.
محمد بن مشعل العتيبي