وجوب بر الوالدين وصلة الرحم
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل
وجوب بر الوالدين وصلة الرحم
الخطبة الأولى
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .. أما بعد :-
فأوصيكُمْ ونفسِي بِتَقْوى اللهِ ، فالتَّقوى هيَ سبيلُ النَّجاةِ يومَ الدّينِ .
عباد الله : إن بر الوالدين من أفضل القربات ، وأجل الطاعات ، وهو أعظم حق على العباد بعد حق الله تعالى عليهم ، وقد جاءت النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تُرَغِّبُ في بر الوالدين ، وتبين فضل هذا البر في الدنيا والآخرة . فمن فضائل برهما : أن الله جل وعلا قرن حقهما بحقه ، فما أمر بتوحيده إلا أمر بحق الوالدين ، وهذا شأنٌ عظيم يقول جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) ، وقال : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) وقال : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) ، ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) . ومن فضائل بر الوالدين أن برهما أفضل من الجهاد في سبيل الله مع عِظَمِ أجر المجاهدين وثوابهم ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : { جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ في الجِهَادِ فَقالَ : أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : فَفِيهِما فَجَاهِدْ } رواه الشيخان . وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : { سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ قالَ : الصَّلاةُ علَى وقْتِها ، قالَ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قالَ : ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ ، قالَ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قالَ : الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ } رواه الشيخان . ومن فضائل بر الوالدين أن برهما سبب لرضا الله ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { رِضا اللهِ في رِضا الوالدَيْنِ ؛ وسَخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدَيْنِ } أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم . بمعنى : أن رضا الوالدين سبب لرضا الله ، وسخط الوالدين سبب لسخط الله . ومن فضائل برهما : أن برهما سبب لدخول الجنَّة ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ » أخرجه الترمذي وصححه . ومن فضائل برهما : أن البار بهما دعوته مستجابة ، ينجيه الله من الكربات ، ويُخَلِّصُهُ من الشدائد ، ففي قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة فلم يستطيعوا أن يخرجوا وكان فيهم بار بوالديه ، فدعوا الله بصالح أعمالهم فاستجاب الله لهم ؛ لأن البر سبب لاستجابة الدعاء .
وللبر بالوالدين صور عديدة ، فمن البر بهما الإحسان وبذل المعروف بالقول والفعل والمال ، قال الله جل وعلا: ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) .
ومن صور البر بالوالدين : دعوتهما إلى الخير وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر برفق ولين ورحمة وإحسان وشفقة عليهما ، وتذكر موقف إبراهيم خليل الرحمن من أبيه كما قال الله : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً ) .
كما أن بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما فقط ؛ بل يستمر بعد موتهما ، فعن أبي أُسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله ﷺ إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله ؛ هل بقي من بر أبويّ شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال : { نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما } رواه أبو داود ، وقال ابن باز : أنه لا بأس به . والمقصود بالصلاة عليهما يعني الدعاء لهما .
عباد الله : لنحرص جميعاً على بر الوالدين ؛ فإنه سبب للخير العظيم والطمأنينة والسكينة ، ولنحذر من عقوقهما فهو من كبائر الذنوب ، والعاق يرى عقوبته في الدنيا مع ما يُدَّخر له في الآخرة ، لحديث أبي بَكرة نُفيع بن الحارث رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : { أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا : بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ ، قالَ : الإشْراكُ باللَّهِ ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ } رواه البخاري . اللهم أرحم آباءنا وأمهاتنا كما ربونا صغاراً ، وأحسن إليهما كما أحسنوا إلينا ، وجازهما عنا خير الجزاء يا أرحم الراحمين . أقولٌ قولي هذا ، واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلى فضله وإحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ ؛ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيراً . أما بعد :-
فإن صِلَةُ الرَّحِمِ عبادة مِنْ جِنْسِ بِرِّ الوَالِدَيْنِ ، أَدَاؤُهَا وَاجِبٌ ، وَتَرْكُهَا قَطِيعَةٌ وَعُقُوقٌ . قَالَ تَعَالَى : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (75 الأنفال ) ، فَمِنَ الناس مَنْ يَتعَمَّدُ قَطْيعَةَ رَحِمِهِ ، فقَدْ يَكُونُ مُحَافِظاً عَلَى دِينِهِ ، حَرِيصاً عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ وَعَلَى الرَّوَاتِبِ وَالنَّوَافِلِ ، مُسْتَغِلًّا لِمَوَاسِمِ الطَّاعَةِ ، شَدِيدَ العِبَادَةِ ، مُكْثِراً مِنْ خَتْمِ القُرْآنِ ، وَمِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، دَائِمَ المُنَاجَاةِ وَالإِسْتِغْفَارِ ، وَلَكِنَّهُ وَلِلأَسَفِ الشَّدِيدِ قَاطِعٌ لِرَحِمِهِ ، هَاجِرٌ لِإِخْوَانِهِ وَأَخَوَاتِهِ وَأَعْمَامِهِ وَعَمَّاتِهِ وَأَخْوَالِهِ وَخَالَاتِهِ ، مُنْقَطِعٌ عَنْهُمْ ، تَارِكٌ لَهُمْ ، َقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ : ( أَنَا الرَّحْمَنُ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسما مِنْ اسمي ، فمَنْ وَصَلَهاَ وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهاَ بتتّه ) صحيح ابن حبان . وإِنَّ أَوَّلَ مَا يُمَزِّقُ وَيُفَكِّكُ المُجْتَمَعَاتِ وَيُشِيعُ قَسَاوَةَ القُلُوبِ هِيَ قَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : " إِنَّ القَوْمَ لَيَتَوَاصَلُونَ فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ ، وَإِنَّ القَوْمَ لَيَتَقَاطَعُونَ فَتَقِلُّ أَمْوَالُهُمْ وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ " فَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ؛ صَاحِبُهَا مَوْعُودٌ بِالخُسْرَانِ وَالخَيْبَةِ وَالنُّقْصَانِ ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أَصَابَ قُلُوبَهُمْ الجَفَاءُ ، كُلٌّ يَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ : لَا تُصَغِّرْ نَفْسَكَ فَتَبْدَأُ بِالصِّلَةِ وَالسَّلاَمِ ، وَمَا عَلِمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( وَخَيْرُهُماَ الذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ ) . يَرَى بَعْضُهُمْ أَنَّ مِنْ قُوَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الامتناع عَنِ المُبَادَرَةِ ، وَمَا عَلِمَ أَنَّ قُوَّةَ الشَّخْصِيَّةِ ؛ تَكْمُنُ فِي الانْتِصَارِ عَلَى النَّفْسِ وَالهَوَى وَالشَّيْطَانِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِيَ قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيّ ، وَأَحْلمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيّ ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَمُ : ( لِئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) أي الرماد الحار . رواه مسلم . صِلْ أَقَارِبَكَ وَلاَ تُبَالِي ، وَصَلُوكَ أَمْ قَطَعُوكَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئْ ، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ ، الذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ) رواه البخاري . وَسَتَرَى الخَيْرَ وَالبَرَكَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حَيَاتِكَ وَرِزْقِكَ . وصِلَةُ الرَّحِمِ عِزٌ فِي الدُّنْيَا ، وَبَرَكَةٌ وَزِيَادَةٌ فِي الرِّزْقِ والعمر ، فَقَدْ رَوى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) . وَأَمَّا قَطِيعَةُ الرَّحِمِ فَمُنْكَرٌ عَظِيمٌ وَشُؤْمٌ وَلُؤْمٌ ، قَالَ تَعَالَى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) ) سورة محمد . دَعُوا مَشَاكِلَ الدُّنْيَا وَمَا تُثِيرُهُ مِنْ خِلَافَاتٍ ، بَعِيدَةً عَنْ صَلَةِ أَرْحَامِكُمْ ، فَسَلِّمْ عَلَى مَنْ هَجَرَكَ ، وَاصْفَحْ عَمَّنْ آذَاكَ ، وَصِلْ مَنْ جَفَاكَ ، فَإِنْ أَعْرَضَ عَنْكَ ، فَسَيَأْثَمُ وَتُؤْجَرُ ، وَتَرْبَحُ وَيَخْسَرُ ، بَادِرْ ، وَسَتَجِدُ ثِمَارَ ذَلِكَ بَرَكَةً فِي الرِّزْقِ ، إِبْدَأْ بِمَنْ قَطَعَكَ وَقَطَعْتَهُ ، بِرِسَالَةِ جَوَّالٍ ، لَطِيفَةِ العِبَارَةِ ، جَمِيلَةِ الإِثَارَةِ ، ثُمَّ بِمُكَالَمَةٍ ، بَعِيدَةٍ عَنْ العِتَابِ وَالمَلَامَةِ ، مَلِيئَةٍ بِالحُبِّ وَالكَرَامَةِ ، ثُمَّ بِزِيَارَةٍ خَفِيفَةٍ ، تُبْرِزُ فِيهَا حَقَّ مَنْ زُرْتَ .. هذا وصلوا وسلموا على نبينا محمد فقد أمرنا اللهُ بالصّلاة والسّلام عليه ، فقال تعالى : ( إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلى النّبي يَا أيّها الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، البشير النذير ، والسراج المنير ، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين : أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وعن بقيَّة الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ، وتابع التابعين ، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين .. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، اللهمَّ إنا نسألك أنْ تحفظَ بلادَنا مِن الأفكارِ الفاسدةِ والمناهجِ المضلةِ وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهم ثبِّتْنا على الإسلامِ والسنةِ ؛ وجَنِّبْنا مَسالكَ الضلالِ والبدعةِ . اللهم احفظ جنودنا عامة والمرابطين منهم خاصة ، اللهم سدِّد سِهامهم وآراءهم ، وثبِّت أقدامهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم ادفَع عنَّا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصَّة ، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا رب العالمين ، اللهمَّ آمِنَّا في دُورِنا وأصلحْ أئمَّتَنا وولاةَ أمورنا . اللهم وفِّقْ إمامَنا ووليَّ عَهدِه لما تحبُّ وترضى وخُذ بنواصيهم للبِرِّ والتقوى . اللهم ارزقْهمُ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ التي تدلُّهم على الخيرِ وتُعينهم عليه . اللهم اغْفرْ لنا ولوالدينا ولجميع المسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ برحمتك يا أرحم الراحمين . { ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ } وأقم الصلاة .
( خطبة الجمعة 12/6/1446هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل للتواصل جوال و واتساب / 0504750883 ) .
المرفقات
1733774979_وجوب بر الوالدين وصلة الرحم.docx