وجوب الدفاع عن بلاد التوحيد والسنة ( المملكة العربية السعودية )

وجوب الدفاع عن بلاد التوحيد والسنة ( المملكة العربية السعودية )

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ ، وَهَدَانَا لِلْحَقِّ طَرِيقِ الْجَمَاعَةِ والسُّنَّةِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، له الفضل والمنّة ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، من أطاعه دخل الجنّة ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الذين حفظوا لنا الملّة  ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يوم الدين . أَمَّا بَعْدُ :-

فأُوصِي نَفْسِي وَأُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةِ اللهَ لَنَا حَيْثُ قَالَ : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهَا رَبِحَ ، وَمَنْ حَادَ عَنْهَا خَسِرَ .

عباد الله : نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أنعم علينا بنعم كثيرة وخيرات وفيرة ، يجب علينا أن نشكره عليها ، فبالشكر تزيد النعم ، قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) .

عباد الله : إن بلادنا العزيزة ومملكتنا الحبيبة - المملكة العربية السعودية - بما أنعم الله عليها من النعم الكثيرة والخيرات الوفيرة ، محسودة من أعداء التوحيد والسنة ، فأصبحوا يحيكون الخطط ، ويكيدون المكائد ضد هذه البلاد المباركة ، بلاد التوحيد والسنة ، فهم أهل مكر وإفساد وخيانة ، نسأل الله جل وعلا أن يُفْشِل مخططاتهم وأن يُبْطِلَ كيدهم ، يقول الله جلَّ وعلا : ( إنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ ) ، ويقول الله جلَّ وعلا : ( وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) ، ويقول الله جلَّ وعلا : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) .

عباد الله : أتدرون ما الأسباب التي جعلت الأعداء يخططون ويكيدون لهذه البلاد الطيبة ؟ . إن هناك عدة أسباب منها :-

السبب الأول : لأنها تحمل على عاتقها راية الإسلام ، فهي معقل الإسلام وحصنه .

 السبب الثاني : لأنها تدافع عن عقيدة التوحيد الخالص لله عز وجل ، وتقرره في المراحل الدراسية ، وتَطْبَعُ كتب التوحيد ، وتُتَرْجِمُها وتنشرها في العالم ، وتنظم الخطب والكلمات والمحاضرات والندوات في تقرير عقيدة التوحيد ، فالعداءُ لهذه البلاد عداءٌ للحق عداءٌ للتوحيد ، كما قال ذلك الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .

السبب الثالث : لأنها اعتنت بكتاب الله تعالى ، بل أنشأت مجمّعاً خاصاً لطباعة المصحف الشريف ، يطبع ملايين النسخ وتوزع على دول العالم مجاناً .

السبب الرابع : لأنها اعتنت بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بل أنشأت مجمّعاً خاصاً لخدمة السنة النبوية ، وتدافع عن السنة ، وتحث على لزوم السلف الصالح ، ونبذ البدع والمحدثات ، ويُصرِّح قادتها بذلك . قال موحد هذه الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله : يقولون أننا وهابية ، والحقيقة أنا سلفيون ، محافظون على ديننا ، نتَّبع الكتاب والسنة .

السبب الخامس : لأنها تهتم بقضايا المسلمين وتدافع عنها ، وتَمُدُّ يد العون والمساعدة للمسلمين في أسقاع المعمورة .

السبب السادس : لأنها تطبق شريعة الله ، وتنفذ حدود الله في أرض الله .

السبب السابع : لأنها ترعى الحرمين الشريفين ، وتسهر على راحة الحجيج .

السبب الثامن : لأنه لا يوجد بها أضرحة تُعْبَدُ من دون الله ، ولا طواف بالقبور .

 السبب التاسع : لأنها اهتمت بالدعوة إلى الله على بصيرة ، ويقام فيها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

السبب العاشر : لأنها حذّرت من الجماعات المنحرفة والحزبيات الضَّالة ، بل صنَّفتها جماعات إرهابية ، كالإخوان المسلمين وما تولَّد منها كداعش والنُّصرة والسرورية والقاعدة ونحو ذلك ، بل أمرت بسحب كتب تلك التنظيمات التي تدعوا إلى التكفير ، من المكتبات ، حفاظاً على عقائد أبناء المجتمع وسلامة مناهجهم .

السبب الحادي عشر : لأنها تبني المساجد والمراكز الإسلامية في دول العالم .

عباد الله : يقول سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل شيخ حفظه الله : بلدنا بلد الأمن والخير ورغد العيش ، ولذلك الأعداء يحسدوننا على هذه النعمة العظيمة ، ويريدون أن تتحول فوضوية وإلى فتن وإلى سفك دماء .

عباد الله : أقول ما تسمعون  ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم  وللمسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تعظيماً لشأنه ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ الداعي إلى رضوانه ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً . أَمّا بَعدُ :-

عباد الله : إن الواجب علينا تجاه بلدنا ، أن ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة ، لأنه مأرز الإسلام ، وقبلة المسلمين ، ومهبط الوحي ، وراعية الحرمين الشريفين .

قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى : أقولها بكل صراحة ووضوح ، نحن مستهدفون في عقيدتنا ، مستهدفون في وطننا ، إلى أن قال رحمه الله : دافعوا عن وطنكم ، دافعوا عن أبنائكم ، دافعوا عن الأجيال القادمة .

عباد الله : إن الدفاع عن وطننا بلاد التوحيد والسنة ، يكون بعدة أمور منها :-

الأمر الأول : السمع والطاعة لولاة أمورنا في المعروف .

الأمر الثاني : لزوم الجماعة ، والحذر والتحذير من الجماعات المنحرفة والتنظيمات الإرهابية ، والتحذير من رموزها .

الأمر الثالث : أن نَصُمَّ آذاننا عن الإشاعات المغرضة ، والمواقع المعادية ، والأكاذيب الملفقة على بلادنا وولاة أمورنا ، وأن نرد عليها بالحجة والبيان .

الأمر الرابع : إظهار محاسن هذه البلاد المباركة ، وأن نتجنب التشهير بعيوب الولاة ونشر الأخطاء ، لأن التشهير بعيوب الولاة ونشر أخطاءهم هو منهج الخوارج ومن سار على منهجهم من جماعات الضلال .

الأمر الخامس : أن نتمسك بكتاب ربنا جل وعلا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن نسير على نهج السلف الصالح .

عباد الله : إن الواجب علينا عظيم ، أن نقف صفاً واحداً مع ولاة أمورنا ضد مكائد الأعداء ، فالمواطن هو رجل الأمن الأول ، فلنحافظ على هذا الخير الذي ننعم به ، ونحافظ على هذا الاجتماع الذي نتمتع به ، ونحافظ على هذه اللحمة التي ننعم بها ، ولنكن أمة واحدة كما قال الله تعالى : ( وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) ، وكما قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) . وأن نَحْذَرَ وأن نُحَذِّرْ من مناهج الضلال ، ومن الدعوات المنحرفة والتنظيمات الإرهابية .

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا على نبيكم  كما أمركم بذلك ربكم فقال جلَّ من قائل عليمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾  وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) . اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين وجميع أعداء الدين ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم احفظ بلاد الحرمين وأدم عليها أمنها وإيمانها ورخاءها واستقرارها برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ ، وَالْفَوْزَ بِالنَّعِيمِ وَالرِّضْوَانِ ، اللَّهمَّ وَفِّقْ إمامنا وولي عهده لِهُدَاكَ ، وَاجَعَلْ أعْمَالَهُم فِي رِضَاكَ ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهم لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنواصِيهِم لِلبِرِّ وَالتَّقْوَى ، اللهم ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى واجعلهم رحمة لرعاياهم . اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا ، اللهم أيِّدْهم بتأييدِكَ واحفظهم بحفظك يا أرحم الراحمين . اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين . اللهمَّ إنا نسألك أنْ تحفظَ بلادَنا وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهم ثبِّتْنا على الإسلامِ والسنةِ وجَنِّبْنا مَسالكَ الضلالِ والبدعةِ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا ولوالدينا ولِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ برحمتك يا أرحم الراحمين ، ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ، ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

 

 

( خطبة الجمعة 7/7/1445هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل                          للتواصل جوال و واتساب /  0504750883  ) .

المرفقات

1722197009_وجوب الدفاع عن بلاد التوحيد والسنة.docx

المشاهدات 122 | التعليقات 0