وجوب الحج وآدابُه والتقيد بأنظمتِه-بشائر النصر في اليمن والشام, ومنع الاختلاط 9/11
أحمد بن ناصر الطيار
1437/11/07 - 2016/08/10 08:04AM
الحمد لله الذي فضَّل بحكمته البيت الحرام, وفرض حجه على من استطاع من أهل الإسلام, وغَفَرَ لمن حج واعتمر ما اكتسبه من الذنوب والآثام, أحمده وأستغفره, وأعوذ به من الخزي والهوان, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, المبعوث بأفضل الأديان, اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي يا أمة الإسلام بتقوى الله فالْزموها, فإنها خير ذُخْرٍ يُدَّخر فاغتنموها.
أيها المؤمنون: لقد اقتربت أيام الفضل والاغتنام, أيام الحج إلى بيت الله الحرام, قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
والحج واجب على الفور في حق من استطاع إليه سبيلاً، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» رواه مسلم.
وقد وَرَدَت الأحاديثُ المتعددة, بأنه أحدُ أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًّا، وإنما يجب على المكلَّف في العُمْر مَرّة واحدة.
والواجب على كلِّ من كان مستطيعاً بماله وبدنه، أن يحج فريضة الإسلام إذا وجبت عليه, فربَّما لو أخَّره حال دون حجه ما يمنعه منه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ, فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرضُ لَهُ ".
وقد ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة.
فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ, رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". متفق عليه
والرفث: الجماع وما يتعلق به, والفسوق: هو الخروج عن الطاعة والعياذ بالله.
وقال صلى الله عليه وسلم « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا, وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». متفق عليه
فالحج المبرور -معاشر المسلمين- لا يقتصر ثوابه على تكفير الذنوب فحسب, وإنما يتعدى ذلك إلى إدخال الجنة.
وكثيرٌ من الناس وجب عليه الحج, واستطاع إليه سبيلاً، فقبع في بيته، وركن إلى موطنه وأهله، تركه تساهلاً وتهاوناً، وجعل يتصنّع المعاذير.
فيا من مضت عليك الأيامُ والأعوام، وأنت بعدُ لم ترحل إلى بيت الله الحرام، لتُؤديَ فريضة الإسلام، ما عذرك أمام الله تعالى، وكلُّ شيءٍ مُيَسَّرٌ لك، والطُّرق مذلَّلَةٌ أمينة، ولا تستكثر على ربك بعض مالك, فإنما هو مال الله منَّ به عليك ، واسْأل نفسك: كم بذلت وأهدرت من الأموال الطائلة، في أشياء لا تنفعك، بل قد تضرُّك، من سفريَّات وكماليَّاتٍ وغيرها.
ولم تستكثرها في سبيل راحتك ولذَّتك، فلا ينبغي لك أنْ تتردَّد أبداً, في بذل ما عندك من مالٍ لتحج فريضتك.
فيا عبد الله, يا من لم يؤد فريضة الله ، يا من أصحَّ الله لك جسمك ، ووسّع عليك رزقك ، إلى متى يُقْعدك التسويف, وتُلهيك الأماني؟ إلى متى وأنت تؤخر الحج عاماً بعد عام؟
وهل تعلم أين تكون العام القادم؟
فأقبل رعاك الله ، والْتحق بوفود الرحمن ، الذين دعاهم فأجابوه ، وأمرهم بالحجِّ فلَبَّوه, وأبشر بيومٍ عظيمٍ تُقالُ فيه العثرة, وتُغفر فيه الزلة ، وهو يوم عرفة, قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ, مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ, وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ, فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ)). رواه مسلم
وممَّا ينبغي لمن عزم على الحج: أنْ يتقيَّدَ بالأنظمة والتعليمات, التي لم تُوضعْ إلا لتنظيم الحج وتيسيره, وتجنُّبِ أسباب الزحام بين الْمُسلمين.
وينبغي أنْ نلْتزمَ - معاشر المسلمين- بما نظَّمه وليُّ الأمر, بعدمِ الحجِّ إلا بعد مُضيِّ خمس سنوات؛ لنتيحَ الفرصةَ لغيرنا من الحجاج, وخاصةً ممَّن يأتون من بلادٍ بعيدة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا, وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه) وسلم تسليما كثيرا.
أَمَّا بَعدُ: أيها المسلمون: ما أجمل البشارات, في أوقات الأزمات, ومنهجُ الفألِ والتبشير, سُنة البشير النذير, ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ له: «بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا».
فمن البشائر يا أمة الإسلام, ما نراه من انتصارات إخواننا في اليمن والشام, حيثُ كبّدوا إيران الداعمة للإرهاب, أموالاً جمعوها منذ عشرات السنين, ورجالاً وقادةً هم عمادُ دولتهم وقوّتهم, وهاهم الأبطالُ يُحاصرون حلبَ بعد أن كانوا مُحاصَرين, وملؤوا الأرض بجثث النصيرية والرافضة والروس وأعوانهم.
وهذا بفضل الله وحده, ثم بفضل اجتماعهم وتلاحُمِهِم, وانْفِكاك بعض الجماعات عن الانتماءات الخارجية.
وأما بشائر إخواننا في اليمن, وجنودِنا الأبطالِ في الحدِّ الجنوبي, فهي أشهر من أنْ تُذكر, فانتصاراتهم تتوالى, وأصداءُ التكبير في أكثر البلاد تتعالى, وبوادرُ انهزام الحوثيّ وأعوانِه تتراءى.
فاللهم كن للمستضعفين من أهل السنة في كل مكان, وثبتهم وانصرهم على من بغى عليهم.
معاشر المسلمين: ومن البشائر المفرحة لأهل الغيرة والإيمان, الجالبةِ للناس الخيرَ والأمن والأمان: ما أصدره وليُّ العهد حفظه الله تعالى, بمنع اختلاط الرجال بالنساء, في مجالات العمل في الإدارات الحكومية, أو غيرها من المؤسسات العامة والخاصة, أو الشركات أو الْمِهَن ونحوها، وكذلك المحاضراتِ الطبيةِ في المستشفيات؛ نظراً لما فيه مخالفةٌ لتعاليم الدين, ومخالفةٌ للفتاوى الصادرة في هذا الشأن, ولتوجيهات ولاة الأمر.
وهذا القرار الحكيم, جاء بعد عدةِ مطالباتٍ بمنع الاختلاط في المستشفيات, حيث طالب به أهالي الممرضات والطبيبات, والنساءِ العاملات في الدوائر الحكومية, خاصةً في القطاعِ الصحيّ؛ حمايةً للمواطنين من التحرش, والذي قد تعرضتْ له النساءُ من بعض الرجال والشبان, بسبب اقترابهم من النساء العاملات بالمستشفيات, بحجة العلاج أو الكشف.
فكم يُواجه الرجال فتنًا من جراء هذا الاختلاط, وكم تسبب في انتهاك الأعراض, وفساد الأخلاق, ورقة الدين, وقلّة الغيرة.
وحينما رأت الولايات المتحدة الأمريكية, الأضرارَ الفظيعةَ من جراء الاختلاط في المدارس, أنشؤوا مدراس غيرَ مختلطة, زادت على مائتي مدرسة, فأقبل الكثير من أولياء الأمور هناك إلى إدخال أبنائهم وبناتهم فيها.
قال ابن القيم رحمه الله: وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ.
وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا.
وَلَوْ عَلِمَ أَوْلِيَاءُ الْأَمْرِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ الدُّنْيَا وَالرَّعِيَّةِ - قَبْلَ الدِّينِ - لَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ مَنْعًا لِذَلِكَ. ا.ه
وقد علم ولاة أمرنا حفظهم الله بفساد الاختلاط فمنعوه.
فالواجب على مدراء الإدارات الحكومية والمستشفيات, أنْ يُبادروا بتطبيق هذا القرار الرشيد.
نسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا, وأن يجزيهم خيرًا على ما يبذلونه لخدمة الإسلام والمسلمين, إنه سميع قريب مجيب.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي يا أمة الإسلام بتقوى الله فالْزموها, فإنها خير ذُخْرٍ يُدَّخر فاغتنموها.
أيها المؤمنون: لقد اقتربت أيام الفضل والاغتنام, أيام الحج إلى بيت الله الحرام, قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
والحج واجب على الفور في حق من استطاع إليه سبيلاً، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» رواه مسلم.
وقد وَرَدَت الأحاديثُ المتعددة, بأنه أحدُ أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًّا، وإنما يجب على المكلَّف في العُمْر مَرّة واحدة.
والواجب على كلِّ من كان مستطيعاً بماله وبدنه، أن يحج فريضة الإسلام إذا وجبت عليه, فربَّما لو أخَّره حال دون حجه ما يمنعه منه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ, فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرضُ لَهُ ".
وقد ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة.
فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ, رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". متفق عليه
والرفث: الجماع وما يتعلق به, والفسوق: هو الخروج عن الطاعة والعياذ بالله.
وقال صلى الله عليه وسلم « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا, وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». متفق عليه
فالحج المبرور -معاشر المسلمين- لا يقتصر ثوابه على تكفير الذنوب فحسب, وإنما يتعدى ذلك إلى إدخال الجنة.
وكثيرٌ من الناس وجب عليه الحج, واستطاع إليه سبيلاً، فقبع في بيته، وركن إلى موطنه وأهله، تركه تساهلاً وتهاوناً، وجعل يتصنّع المعاذير.
فيا من مضت عليك الأيامُ والأعوام، وأنت بعدُ لم ترحل إلى بيت الله الحرام، لتُؤديَ فريضة الإسلام، ما عذرك أمام الله تعالى، وكلُّ شيءٍ مُيَسَّرٌ لك، والطُّرق مذلَّلَةٌ أمينة، ولا تستكثر على ربك بعض مالك, فإنما هو مال الله منَّ به عليك ، واسْأل نفسك: كم بذلت وأهدرت من الأموال الطائلة، في أشياء لا تنفعك، بل قد تضرُّك، من سفريَّات وكماليَّاتٍ وغيرها.
ولم تستكثرها في سبيل راحتك ولذَّتك، فلا ينبغي لك أنْ تتردَّد أبداً, في بذل ما عندك من مالٍ لتحج فريضتك.
فيا عبد الله, يا من لم يؤد فريضة الله ، يا من أصحَّ الله لك جسمك ، ووسّع عليك رزقك ، إلى متى يُقْعدك التسويف, وتُلهيك الأماني؟ إلى متى وأنت تؤخر الحج عاماً بعد عام؟
وهل تعلم أين تكون العام القادم؟
فأقبل رعاك الله ، والْتحق بوفود الرحمن ، الذين دعاهم فأجابوه ، وأمرهم بالحجِّ فلَبَّوه, وأبشر بيومٍ عظيمٍ تُقالُ فيه العثرة, وتُغفر فيه الزلة ، وهو يوم عرفة, قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ, مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ, وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ, فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ)). رواه مسلم
وممَّا ينبغي لمن عزم على الحج: أنْ يتقيَّدَ بالأنظمة والتعليمات, التي لم تُوضعْ إلا لتنظيم الحج وتيسيره, وتجنُّبِ أسباب الزحام بين الْمُسلمين.
وينبغي أنْ نلْتزمَ - معاشر المسلمين- بما نظَّمه وليُّ الأمر, بعدمِ الحجِّ إلا بعد مُضيِّ خمس سنوات؛ لنتيحَ الفرصةَ لغيرنا من الحجاج, وخاصةً ممَّن يأتون من بلادٍ بعيدة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا, وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه) وسلم تسليما كثيرا.
أَمَّا بَعدُ: أيها المسلمون: ما أجمل البشارات, في أوقات الأزمات, ومنهجُ الفألِ والتبشير, سُنة البشير النذير, ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ له: «بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا».
فمن البشائر يا أمة الإسلام, ما نراه من انتصارات إخواننا في اليمن والشام, حيثُ كبّدوا إيران الداعمة للإرهاب, أموالاً جمعوها منذ عشرات السنين, ورجالاً وقادةً هم عمادُ دولتهم وقوّتهم, وهاهم الأبطالُ يُحاصرون حلبَ بعد أن كانوا مُحاصَرين, وملؤوا الأرض بجثث النصيرية والرافضة والروس وأعوانهم.
وهذا بفضل الله وحده, ثم بفضل اجتماعهم وتلاحُمِهِم, وانْفِكاك بعض الجماعات عن الانتماءات الخارجية.
وأما بشائر إخواننا في اليمن, وجنودِنا الأبطالِ في الحدِّ الجنوبي, فهي أشهر من أنْ تُذكر, فانتصاراتهم تتوالى, وأصداءُ التكبير في أكثر البلاد تتعالى, وبوادرُ انهزام الحوثيّ وأعوانِه تتراءى.
فاللهم كن للمستضعفين من أهل السنة في كل مكان, وثبتهم وانصرهم على من بغى عليهم.
معاشر المسلمين: ومن البشائر المفرحة لأهل الغيرة والإيمان, الجالبةِ للناس الخيرَ والأمن والأمان: ما أصدره وليُّ العهد حفظه الله تعالى, بمنع اختلاط الرجال بالنساء, في مجالات العمل في الإدارات الحكومية, أو غيرها من المؤسسات العامة والخاصة, أو الشركات أو الْمِهَن ونحوها، وكذلك المحاضراتِ الطبيةِ في المستشفيات؛ نظراً لما فيه مخالفةٌ لتعاليم الدين, ومخالفةٌ للفتاوى الصادرة في هذا الشأن, ولتوجيهات ولاة الأمر.
وهذا القرار الحكيم, جاء بعد عدةِ مطالباتٍ بمنع الاختلاط في المستشفيات, حيث طالب به أهالي الممرضات والطبيبات, والنساءِ العاملات في الدوائر الحكومية, خاصةً في القطاعِ الصحيّ؛ حمايةً للمواطنين من التحرش, والذي قد تعرضتْ له النساءُ من بعض الرجال والشبان, بسبب اقترابهم من النساء العاملات بالمستشفيات, بحجة العلاج أو الكشف.
فكم يُواجه الرجال فتنًا من جراء هذا الاختلاط, وكم تسبب في انتهاك الأعراض, وفساد الأخلاق, ورقة الدين, وقلّة الغيرة.
وحينما رأت الولايات المتحدة الأمريكية, الأضرارَ الفظيعةَ من جراء الاختلاط في المدارس, أنشؤوا مدراس غيرَ مختلطة, زادت على مائتي مدرسة, فأقبل الكثير من أولياء الأمور هناك إلى إدخال أبنائهم وبناتهم فيها.
قال ابن القيم رحمه الله: وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ.
وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا.
وَلَوْ عَلِمَ أَوْلِيَاءُ الْأَمْرِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ الدُّنْيَا وَالرَّعِيَّةِ - قَبْلَ الدِّينِ - لَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ مَنْعًا لِذَلِكَ. ا.ه
وقد علم ولاة أمرنا حفظهم الله بفساد الاختلاط فمنعوه.
فالواجب على مدراء الإدارات الحكومية والمستشفيات, أنْ يُبادروا بتطبيق هذا القرار الرشيد.
نسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا, وأن يجزيهم خيرًا على ما يبذلونه لخدمة الإسلام والمسلمين, إنه سميع قريب مجيب.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق