وجوب الأخذ بالإحترازات الوقائية من وباء كورونا

حسين بن حمزة حسين
1442/02/14 - 2020/10/01 13:50PM

الحمد لله رب العالمين....

إن مِنْ نعمِ اللهِ علينا أَنْ أكرمنا الله عز وجل بولاة أمر هم من خير ولاة هذا الزمان، فقد لمسنا ورأينا هذا الأمر جلياً واضحاً مع جائحة كورونا، فسخرت كل الطاقات واستنفرت جميع الوزارات وبذلت الأموال الطائلة، مقابل سلامة أرواح المواطنين ، ولقد وفَّق اللهُ ولاةَ أمورِنا إلى اتَّخَاذِ خطواتٍ استباقيةٍ قويةٍ وجادةٍ للحدِّ من انتشاره والوقايةِ مِنه منذُ بدايةٍ ظهورِه إلى وقتِنا الحالي، فوضْعِت الكثيرِ مِنَ الإجراءاتِ الوقائيةِ، والتدابيرِ الاحترازيةِ، مع تَوفيرِ جميعِ الوسائلِ والتجهيزاتِ ، لتقليل خطر وضرر هذا الوباء، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ، وممَّا يتأكَّدُ في حقِّ الجميعِ أنْ يأخذُوا الحيطةَ والحذرَ، وعليهم الأخذ بالإجراءاتِ الوقائيةِ والتدابيرِ الاحترازيةِ في كل مكان ، في المساجد، في الأسواق، في الطرقات ، في اللقاءات والاجتماعات، في أماكن العمل ، عليهم بالالتزام بالتعليماتِ التي وُضعت، التباعد الاجتماعي ، عدم المصافحة، لُبْس الكمامات، الذي يعلم من نفسه أعراض المرض الاعتزال مباشرة، ومن خالط المريض فعليه أن َيحجُر نفسه حتى يتبين له السلامة، احذروا باركَ اللهُ فيكم مِنْ خطورةِ التجمعاتِ بدونِ حاجةٍ ملحةٍ أو ضرورةٍ، فالمرض قائم والوباء منتشر، ولقد لوحظ تهاون وتساهل كثير من الناس بالأخذ بالاحترازات فالمرض قد يقتل وقد يفتك بأجهزة الجسم يفتك بالجهاز التنفسي أو يفتك بالجهاز الهضمي ويضرب الكلى أو يفتك بالجهاز العصبي فيَشُلٌ الأطراف لا سمح الله، وغير ذلك كثير ، نسأل الله أن يحمينا ويشفي مرضانا ويصبٍر مبتلانا ويغفر لموتانا ويشمل بذلك جميع المسلمين .

إخوة الإيمان: المرض بفضل الله بانحسار، وغيرُ خافٍ أنَّ الهدفَ من هذا كلِّه هو الحرصُ على سلامةِ الناسِ، ومنعِ هذا الوباءِ من التفشِّي والانتشارِ والتقليلِ من أضرارِه، فرسولُنَا -صلَّى اللهُ عليه وسلم- يقولُ: “وَفرَّ من المجذومِ كَمَا تَفرُّ منْ الأسدِ“(رواه البخاري). أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرجيمِ: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)[المائدة:2].

باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ ما سمعتمْ فاسْتَغفروا اللهَ يغفرْ لي ولكُم إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ النبيِّ الأمينِ، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.

 أما بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعْلَمُوا أنَّ تَقْوَاهُ هيَ طريقُ النجاةِ.

 أيُّها المؤمنونَ: ولا يفوتُنا أن نشكرَ من يستحقُّ الشكرَ، ونحنُ نرى تلكَ الجهودَ العظيمةَ التي قامتْ بها قيادتُنا الرشيدةُ -حفظهم اللهُ- ولا تزالُ تقومُ بها في إدارةِ هذهِ الأزمةِ؛ وإنِّي في مقامي هذا أشكرُ اللهَ -جلَّ وعلا- على ما تفضَّلَ به وأنعمَ، ثم أشكرُ ولاةَ أمرنا -وفَّقهم اللهُ-، والجهاتِ الأمنيةَ، والصحيةَ، ووزارةَ الشؤونِ الإسلاميةِ، وكلَّ مَنْ قَدَّم وساهَمَ في تخطِّي هذهِ الأزمةِ الطارئةِ على البلادِ والعبادِ.

أسألَ اللهَ تعالى أنْ يحفظَ علينَا ديننَا وأمننَا وعافيتنَا ووحدةَ صفِّنا واجتماعَ كلمتِنا، وأنْ يصرفَ عنَّا كلَّ شرٍّ ومرضٍ ووباءٍ، إنَّهُ على ذلك قديرٍ وبالإجابة جدير.

المشاهدات 1420 | التعليقات 0