وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُون . 8/5/1444هـ

خالد محمد القرعاوي
1444/05/06 - 2022/11/30 22:19PM
 وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُون . 8/5/1444هـ
الحَمْدُ للهِ وَاسِعِ الفَضْلِ وَالعَطَاءِ, سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجيبُ الدُّعَاءِ. أَشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ لَهُ وَاسِعُ الكَرمِ وَالجُودِ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الحَوضِ الْمَورودِ, صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ وَصحبِهِ وَمَن تَبِعَهُم بِإحسْانٍ إلى اليومِ الْمَوعُودِ. أمَّا بعدُ. فَأَوصِيكُم عبادَ اللهِ وَنفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالى وَطَاعَتِه, فَمن اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ, ومَن تَوكَّلَ عليه كَفاهُ, ومَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
عبادَ اللهِ: الابْتِلاءُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ سُنَّةٌ رَبَّانِيَةٌ لِيَبْلُوَنَا أَيُّنَا أَحْسَنُ عَمَلاً! وَقَدْ ابْتَلانَا اللهُ بِتَأَخُّرِ الأَمْطَارِ, وَغَورِ الآبَارِ, لِحِكَمٍ يَعْلَمُهَا اللهُ سُبْحَانَهُ. وَلا نَشُكُّ أنَّ لِتَأَخُرِ الأَمْطَارِ أسْبَابَاً شَرْعِيَّةً ذَكَرَهَا اللهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ, وَبيَّنَهَا نَبِيُّنَا الكَرِيمُ عَليهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ. فَالَّلهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إليكَ. الَّلهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَينَا مِدْرِارَاً.
أيُّها الْمُؤمِنُونَ: الْمَاءُ طَهُورٌ مُبَارَكٌ, وَهُوَ الحَيَاةُ, وَهِبَةٌ مِنَ اللهِ وَمِنَّةٌ على مَخْلُوقَاتِهِ, وَهُوَ من آياتِهِ, وَجُندٌ مِنْ أَجنَادِهِ, وَدَلِيلٌ عَلى قُدَرَتهِ سُبْحَانَهُ عَلَى البَعْثِ والنُّشورِ, أَلَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ . وَيَقولُ جَلَّ وَعَلا: وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ .فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَعِيشَ الخَلائِقُ بِدُونِ الْمَاءِ! فَيا عِبَادَ اللهِ: اقْدُرُوا لِنِعْمَةِ الْمَاءِ قَدْرَهُ, وَاشْكُرُوا رَبَّكُم عليهِ, واحْذَرُوا الإسْرَافَ فِيهِ وَلو كُنْتَ عَلى نَهْرٍ جَارٍ, وَتَأمَّلُوا: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ .
أيُّهَا الأَخُ الْمُسْلِمُ: لَقَدْ ابْتلانَا اللهُ بِتَأَخُّرِ القَطْرِ؛ فَخَرَجْنَا لِصَلاةِ الاسْتِسْقَاءِ تَقَرُّبًا إلى اللهِ, وَلِنَتُوبَ إليهِ وَنَسْتَغْفِرَهُ, ولِنَعْلَمَ أنَّهُ لا غِنَى لَنَا عَنْ رَحْمَةِ رَبِّنَا وَرِزْقِهِ طَرْفَةَ عَينٍ! فَقَدْ قَالَ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ وابنُ عَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:" لَيسَ عَامٌ بِأَكْثَرَ مَطَراً مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللهَ يُصَرِّفُهُ أَينَ شَاءَ". ثُمَّ قَرَأَ: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً .
وَفْعْلاً نَزَلَتْ بِقُدْرَةِ اللهِ أَمْطَارٌ عَلى أَجْزَاءٍ مِنْ بِلادِنَا وَحَلَّتْ مَعَهاَ كَوَارِثُ وَأَخْطَارٌ لِحِكَمٍ يعْلَمُهَا اللهُ تَعَالى, بَيَّنَتْ ضَعْفَ الْبَشَرِ وَضَعْفَ إمْكَانَاتِهِمْ. كَمَا بَيَّنَتْ عَظِيمَ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالى, وَأنَّهُ بِأمْرِهِ بِلاحَظَاتٍ يَقُولُ لِلشَّيءِ كُنْ فَيَكُونُ. فَاللهُمَّ ارْحَمْنَا بِرحْمَتِكَ وَعَامِلْنَا بِلُطْفِكَ وَإحْسَانِكَ, وَلا تُؤخِذْنَا بِمَا كَسَبْنَا ولا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا.
واعلموا يَا رَعَاكُمُ اللهُ: أنَّ إنْزَالَ الْمَطَرِ غَالِبَاً عَلامَةٌ لِرِضَا الرَّبِّ عَلَى عِبَادِهِ, وَدَلالَةٌ عَلى اسْتِقَامَتِهِم عَلَى دِينِهِ كَمَا قَالَ: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً *لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً .وَالْمَعْنَى: أَنَّ النَّاسَ لَو اسْتَقَامُوا عَلى طَرِيقَةِ الإسْلامِ وَعَدَلُوا إليهَا وَاسْتَمَرُّوا عَلَيهَا لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً كَثِيرًا؛ لِنَخْتَبِرَهُمْ, مَنْ يَسْتَمِرُّ عَلى الهِدَايَةِ مِمَّنْ يَرْتَدُّ إلى الغِوَايَةِ. نَسْتَغْفِرُ اللهَ وَنَتُوبُ إليهِ. الَّلهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَينَا مِدْرِارَاً. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اعْلَمُوا يَقِينَاً أنَّ شُحَّ الأَمْطَارِ عَلى البِلادِ والعِبَادِ, إنَّمَا هُوَ بِسَبِبِ الذُّنُوبِ والآثَامِ فَهِيَ التي تَمْنَعُ الرِّزْقَ وَتَمْحَقُ البَرَكَةَ، فَاللهُ تَعَالى ليسَ بِظَلاَّمٍ للعَبِيدِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَ: الفَسَادُ: هُوَ القَحْطُ وَقِلَّةُ النَّبَاتِ وَذَهَابُ البَرَكَة !وَفِي الحَدِيثِ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ». صَحَّحَهُ ابنُ بازٍ رَحِمَهُ اللهُ. وَفِي الصحيح أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ». فَكُلُّ هَذِهِ تَتَأثَّرُ بِذُنُوبِنَا وَآثَامِنَا! حَقَّا كَمَا قَالَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ .
نَسْتَغْفِرُ اللهَ وَنَتُوبُ إليهِ. الَّلهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَينَا مِدْرِارَاً. أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ فَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية/
الحمدُ للهِ مُغيثِ الْمُستَغِيثينَ، ومُسبلِ النِّعمِ عَلَينَا أَجْمَعِينَ, أَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْمُطَّلِعُ على السِّرِّ والنَّجوَى، وَأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومَن سَارَ على النَّهْجِ والتَّقوى. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقْوَى.
عِبَادَ اللهِ: مَنْعُ الزَّكَاةِ، مِنْ مَوَانِعِ الْمَطَرِ, اسْتَمِعُوا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَطَبِّقُوهُ على وَاقِعِ مَنْ تَعْرِفُونَ. قَالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ: خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ وأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: وَذَكَرَ مِنْهَا: وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا». أخرجه الحاكم وابن ماجه وحسَّنه الألباني.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: إنَّ الْمَخْرَجَ مِن الأَزَمَاتِ, يَكُونُ بِالرُّجُوعِ إلى رَبِّ الأَرْضِ والسَّمَواتِ, وَكَثْرَةِ التَّضَرُّعِ إليهِ, فَنَحْنُ نَتَعَامَلُ مَعَ رَبٍّ رَحِيمٍ وَدَودٍ كَرِيمٍ. يا كثيرَ العفوِ عمَّن كَثُرَ الذَّنبُّ لَدَيهِ, جاءَك الْمُذنِبُ يَرجو الصَّفحَ عن جُرمٍ لَدَيهِ. أَنَا ضَيْفٌ وَجَزَاءُ الضَيفِ إِحسَانٌ إِليهِ.
فَنُوحٌ عليهِ السَّلامُ قَالَ لِقَومِهِ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً . وَشُعَيبٌ عليهِ السَّلامُ قَالَ لِقَومِهِ: وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ .
وَالتَّوبةُ بِحَمْدِ اللهِ بَابُها مَفتُوحٌ وخَيرُها مَمنُوحٌ، قَالَ رَسُولُ الله صلـَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (لو أَخطَأتُم حَتى تَبْلُغَ خَطَايَاكُم السَّمَاءَ ثُمَّ تُبتُم لَتَابَ اللهُ عَليكُم). وقَالَ صلـَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ). فَأكثِرُوا مِن التَّوبةِ والاستِغفَارِ بألسِنَتِكُم، وقُلُوبِكُم, وَجَوَارِحِكُم. فَقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلـَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُكثِرُ مِنْها في كُلِّ وَقْتٍ وَحينٍ, يَقُولُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عنه: مَا رَأيتُ أَكثرَ استِغْفَارًا مِنْ رَسُولِ اللهِ.
أيَّها الْمؤمنُ: ولِلمطَرِ سُننٌ قَولِيةٌ وأُخرى فِعلِيَّةٌ, فَقد كانَ رَسُولُ اللهِ إذا رَأى الغَيثَ قالَ: (الَّلهمَّ صَيِّبَاً نَافِعَاً). وَقَالَ: (مُطرنا بِفضلِ اللهِ وَرَحمَتِهِ). وكانَ إذا اشتَدَّ المَطَرُ وَخَشِيَ الضَّرَرَ قالَ: (اللهمَّ حَوالَينَا ولا عَلَينَا, اللهمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ وبُطُونِ الأَودِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ). وَكَانَ يَكشِفُ بَعضَ بَدِنِهِ لِيصيبَهُ الْمَطرُ. ويَحَسِرُ ثَوبَهُ، ويَكشِفُ عن عِمَامَتِهِ لِيُصِيبَ جَسَدَهُ, ويُسَنُّ الدُّعَاءُ حالَ نُزُولِهِ لِقولهِ :( ثِنْتَانِ مَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ, وَتَحْتَ الْمَطَرِ) حَسَّنَهُ الألبَانِيُّ. مَعْشَرَ الأَولِيَاءِ: وعندَ نُزُولِ الأَمطَارِ هُناكَ تَهَوُّرَاتٌ وأَخطارٌ تَقعُ مِن بَعْضِ شَبَابِنَا, دَافِعُها التَّفَاخُرُ وحُبُّ الْمُغَامَرَةِ, كالسُّرعَةِ الْمُفرَطَةِ, وتَجَاوزاتٍ مُتَهوِرَةٍ, وبعضُهُمْ يُغامِرُ بِدُخُولِ سَيَارِاتِهم إلى الشـِّعابِ والأَودِيَةِ ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورة ٌبَالِغَةٌ, فَكيفَ بِمن يُهْمِلُ الأَطفالَ والنِّساءَ ويَسمَحُ لهم بِذَلِكَ! رَغْمَ تَحذِيرَاتِ مَرَاكِزِ الدِّفاعِ الْمَدَنِيِّ! إلَّا أنَّكَ تَرَى تَفرِيطاً وتَهَوُّراَ! فَخُذوا حِذْرَكُم: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ .
فاللهمَّ اجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ وَلَكَ من الذَّاكِرينَ, اللهمَّ واجعل مَا أَنزلْتَهُ عَلينا رَحمَةً لَنا وبَلاغَاً إلى حِينٍ, اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ وَجَميعِ سَخَطِكَ، اللهمَّ لا تَجعلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنَا ولا تَجعلْ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنَا، اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا وَعَنْ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، اللهم وفِّق الآمِرِينَ بِالْمَعرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَن الْمُنْكَرِ وقَوِّى عَزَائِمَهُم. وَأَصْلِحْ شَبَابَنَا وَاحْفَظْهُم مِن كُلِّ مُنْكَرٍّ وَشَرٍّ, وَاحْفَظْ نِسَائَنَا مِن كُلِّ مُنْكَرٍّ وَشَرٍّ وَارْزُقْهُنَّ الْحِشمَةَ وَالْحَيَاءَ, اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.اللهُمَّ وَانْصُرْ جُنُودَنَا وَاحْفَظْ حُدُودَنَا والْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
 
 
 
 
 
 
المشاهدات 806 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا