وَثِّقُوا صِلَتَكُمْ بِالأعْمَالِ الصَّالِحَةِ 5/10/1443هـ
خالد محمد القرعاوي
1443/10/02 - 2022/05/03 23:29PM
وَثِّقُوا صِلَتَكُمْ بِالأعْمَالِ الصَّالِحَةِ 5/10/1443ه
الحمدُ للهِ ذِي الْمَنِّ وَالعَطَاءِ، أَشهدُ ألاَّ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, تَفَضَّل علينا بِحُسْنِ الجِزِاءِ, وَأَشهدُ أنَّ نبينَا محمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, إمَامُ الحُنَفَاءِ صلَّى اللهُ وَسَلَّم وَبَارَكَ عَليهِ وَعلَى آلِهِ الأَتْقِيَاءِ، وَأَصحَابِهِ الأَوفِيَاءِ، وَالتَّابعينَ لَهُمْ بِإحسانٍ إلى يَومِ الجِزِاءِ. أمَّا بَعْدُ: فاتَّقوا اللهَ يا مُسلمونَ، فالتَّقوى أَكْرَمُ مَا أَسرَرتُم، وأَبَهى ما أَظْهَرتُم، واسْتَقِيمُوا على الخيرِ والطَّاعةِ, إلى أنْ تَقومَ السَّاعةُ. هَنِيئًا لِمَنْ وُفِّق للصِّيامِ والقِيامِ! هنيئًا للتَّائبينَ! هنيئًا فقُلُوبُنا بينَ خَوفٍ وَرَجَاءٍ، وأَلْسِنَتُنا تَلْهَجُ بالدُّعاءِ، أنْ يتقبَّلَ اللهُ منَّا, و(إنَّما يتقبلُ اللهُ من المُتَقينَ).
أيُّها المؤمنونَ: يَمتَازُ دِينُنَا أنَّهُ دَائِمُ الصِّلَةِ باللهِ تعالى, لا يَنفكُّ الْمُسلِمُ عن ربِّهِ بِمُجَرَّدِ ذَهَابِ شَعِيرةٍ أدَّاها، بل يَظَلُّ الإسلامُ مُلازماً لكَ في كلِّ أوقاتِكَ وأحوالِكَ، في بيتِكَ وسُوقِكَ وعمَلِكَ، في شعبانَ ورمضانَ وشوَّالَ كَمَا قَالَ رَبُّنَا جَلَّ وَعلا: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). من هنا انتَقَلَت عبودِيَّتُنا لله تعالى مِنَ التَّكلِيفِ إلى التَّشريفِ قَالَ اللهُ تَعالى:(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ). وَلْمَّا قَالَ اللهُ تَعَالى: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). قَالَ العُلَمَاءُ: أي: تَشكرونَ اللهَ عندَ إتمامِ الصِّيامِ وتَوفِيقِهِ وَتَسهِيلِهِ, وعلى ما منَّ به عَليكُمْ مِنْ مَواسمِ الطَّاعَاتِ.
عِبَادَ اللهِ: بِفَضْلِ اللهِ تَعالى لم يَقِفِ الارتباطُ بالخالقِ بالفَرَائِضِ فَحَسْبُ؛ بَلْ حتى النَّوافِلَ, فَفي الحديثِ القدسيِّ يقولُ اللهُ: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ". فَأَيُّ ارْتِبَاطٍ أَعْظَمُ مِن ارتِبَاطِ مَخلُوقٍ ضَعيفٍ بخالِقِهِ العظيمِ؟! فَاللهُ تَعَالى يحفظُكَ عن الحرامِ، ويُعطِيكَ سُؤْلَكَ، ويُعِيذُكَ من الشَّيطانِ إذا ازْدَدتَ مِنهُ تَقَرُّبَاً.
أيُّها الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ شَرَعَ لنَا رَبُّنا أَعمَالاً بَقِيَّةَ العَامِ تُمَاثِلُ الصِّيامَ والقِيامَ: فـ "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ". وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". فَهَذَانَ حَدِيثَانِ يَدْفَعَانِكَ على الجِدِّ والاستمرارِ في العملِ الصَّالِحِ. ولهذا كانَ من تَوجِيهَاتِ نَبيِّناَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ". وفي رواية: "وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ". لِذلكَ كُرِهَ أَنْ يَنْقَطِعَ العَبْدُ عَن العَمَلِ الصَّالِحِ الذي اعْتَادَهُ؛
وَهَا هُو الْمُرِبِّي الأَعظَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُوَجِّهُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِقَولِهِ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ". ولا شَكَّ أنَّ الدَّوامَ على العملِ الصَّالِحِ سِرٌّ من أَسرَارِ العُبُودِيَّةِ للهِ, وفيهِ عَدَمُ مِنَّةٍ بِالعمَلِ عَلى اللهِ تَعَالى, وَأَنَّ الْمِنَّةَ للهِ تعالى أنْ وفَّقَكَ وشَرَّفكَ بِعِبَادَتِهِ. فَيَا مَن صُمْتُمْ وَأَحْسَنْتُمْ: لازِمُوا ما اعتَدتم عليهِ من الخيرِ في رَمَضَان ولا تَنْقَطِعُوا عنه، وَخُذُوا مِن العَمَل مَا تُطِيقُونَ، وَاثْبُتُوا عَلَيهِ وَلو كَانَ قَليلاً, (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ). فَالقَلِيلُ الدَّائِمُ يَنْمُو وَيَزْكُو، وَالكَثِيرُ الشَّاقُّ يَنْقَطِعُ ولا يَدُومُ.
فَقَدْ اعْتَدْتَّ عَلى الصِّيَامِ فَحَافِظْ وَلَوْ عَلى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, وَاعْتَدْتَّ عَلى القِيَامِ فَحَافِظْ وَلَوْ عَلى ثَلاثِ رَكَعاتٍ فِي كُلِّ لَيلَةٍ, وَاعْتَدْتَّ عَلى القُرْآنِ فَحَافِظْ وَلَوْ عَلى تِلاوَةِ جُزْءٍ فِي كُلِّ يَومٍ. فَإنَّكَ سَتَنَالُ خَيْرٍا عَظِيمًا. قَالَ التابِعُيُّ الْجَلِيلُ قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ رَحمَهُ اللهُ: مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ ألاَّ يُبطِلَ عَمَلاً صَالِحَاً عَمِلَهُ بِعَمَلٍ سَيءٍ فَلْيفْعَلْ، وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ؛ فَإنَّ الخَيرَ يَنْسَخُ الشَّرَّ، وإنَّ الشَّرَ يَنْسَخُ الخَيرَ وإنَّ مِلاكَ الأَعمَالِ خَوَاتِيمُها". بَارَكَ اللهُ لَنَا في القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِن البَيِّنَاتِ وَالحكْمَةِ. أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إنَّهُ هُوَ الغفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الكريمِ الْمنَّانِ، أشهدُ ألاَّ إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). وَأَشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحمْدَاً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ما تعاقَبَ الزَّمانُ. أَمَّا بَعدُ: فَعَلَيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَلُزُومِ طَاعَتِهِ:(وَمَنْ يَتِّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسرًاْ).
عِبَادَ اللهِ: اللهُ جَلَّ وَعَلا يَتَحبَّبُ إلينَا بموَاسِمِ الخَيرِ لِرِفْعَةِ دَرَجَاتِنَا، وَزِيَادَةِ حَسَنَاتِنَا، وَتَكْفِيرِ سَيِّئاتِنَا، وَتَهذِيبِ أَرْوَاحِنَا؛ نَعَمْ، وَدَّعْنَا رَمَضَانَ، وَلَكِنْ لَنْ نُودِّعَ الطَّاعَةَ؛ بَلْ سَنُوَثِّقُ العَهْدَ مَعَ ربِّنَا، وَنُقوِّيَ صِلَتِنَا بِخَالِقِنَا؛ لأَنَّنَا وَجَدْنَا لَذَّةً وَأُنْسًا, وَلِيَبْقَى نَبْعُ الخَيرِ مُسْتَمِرًّا. أَمَّا أُولئِكَ الذينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ، وَيَهْجُرونَ الْمَسَاجِدَ والطَّاعَةَ مَعَ أَوَّلِ أَيَّامِ العِيدِ، وَحَاشَاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهم! فَبِئْسَ القَومُ أُولئِكَ! فَهؤلاءَ قَدْ حَذَّرَ اللهُ مِنْ حَالِهِمْ فَقَالَ جَلَّ فِي عُلاهُ: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا). قَالَ الشَّيخُ السَّعديُّ رَحِمهُ اللهُ حَولَ هَذِهِ الآيَةِ مَا مَفَادُهُ: أي فَلا تَتَّصِفُوا بِأَسوأِ الأَمثَالِ وأَقبَحِها وأَدَلِّها على سَفَهِ مُتَعَاطِيهَا، كَمَنْ تَغزِلُ صُوفاً قَوِيَّا فَإذَا استَحْكَمَ وَتَمَّ, نَقَضَتْهُ فَفَكَّكتْهُ! فَتَعِبَت في غَزْلِهِ ثُمَّ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَمْ تَستَفِد سِوى الخَيبَةِ، والعَناءِ، ونَقْصِ الرَّأيِّ ، والعَقلِ. انتهى كلامُهُ.
أَبْشِرُوا يَا مَنْ صُمتُم وَقَرَأتُم وَتَصَدَّقتم، فلِعَمَلِكُمُ الصَّالحُ جَزَاءٌ في الدُّنيا وَثَوَابٌ في الآخِرَةِ كمَا قَالَ تَعالى:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة). فَثَوابُ طَاعَتكمِ في الدُّنيا ثَبَاتٌ عَنِ الفِتَنِ, وَخَتْمٌ على الإسلامِ: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ). وَأَبْشِروا فَجَزاءُ عَمَلِكُمُ الصَّالِحُ مَوَدَّةٌ في قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ، كَما قَالَ اللهُ وَمَنْ أَصْدَقُ مِن اللهِ قِيلا :(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا). أَيْ مَحبَّةً ووِدَادًا في قُلُوبِ أَوليائِه، وَأَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. وَأَبْشِرُوا كَذَلِكَ بِتَفْرِيجِ كُرُوبِكُمْ، وَتَيسِيرِ أُمُورِكُمْ، وَالرِّزقِ الوَاسِعِ. وَفِي الآخِرَةِ جَنَّةُ الخُلدِ ومُلْك لا يَبْلَى.
عباد اللهِ: لا قِيمَةَ لِطَاعةٍ دُونَ أن يكونَ لها أثرٌ مِنْ خَشيَةٍ أو تَقْوى، وما شُرعَ الصِّيامُ إلاَّ لِتَحقِيقِ التَّقوى؛ فَأينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا هُجرَ القُرآنُ، وضُيِّعَتِ الصَّلاةُ، وانتُهكت الْمُحَرَّمَاتُ؟ أَينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا أُكِلَ الرِّبَا، وأُخِذَت أَموالُ النَّاسِ بِالبَاطِلِ؟!وتَحَايَلَ الْمُسلِمُ في بَيعِهِ وشِرَائِهِ، وَكَذَبَ في لَيلِهِ وَنَهَارِهِ؟ أَينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا عَقَّ الولَدُ والِدَيهِ, وأَسَاءَ الزَّوجُ لِزَوجَتِهِ وأَولاَدِهِ؟!هَل مِن شُكرِ اللهِ وإِتمَامِ الصِّيَامِ أنْ يُختمَ رَمَضَانُ بِرَقَصَاتِ شَعبِيَّةٍ وطَبلٍ ومِزمَارٍ! وَجَلْبٍ لِلمُغَنِّينَ! فَيَا أَهْلَ الصِّيامِ اللهُ تَعَالى لا يُرِيدُ منَّا عِبَادَاتٍ جَوفَاءَ, وَجُهْدًا وَمَشَقَّةً وعَنَتًا.
عِبَادَ اللهِ: نِعمَ خِتَامُ الأَعمَالِ الصَّالحةِ الاسْتِغْفَارُ! فَبِهِ نَطْرُدُ الغَفْلَةَ والنِّسَيانَ، وَنَمحُوَ عَنَّا شَوَائِبَ التَّقصِيرِ والْعُجْبِ والغُرُورِ.
قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: الرِّضَا بِالطَّاعَةِ مِنْ رُعُونَاتِ النَّفسِ وَحَمَاقَتِهَا، وَأَرْبَابُ العَزَائِمِ والبَصَائِرِ أَشَدُّ مَا يَكُونُونَ استغفَاراً عَقِبَ الطَّاعَاتِ؛ لِشُهُودِهم تَقصِيرَهُم فِيهَا، وَتَرْكِهمُ القِيَامَ بها للهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلالِهِ وكِبْرِيائِهِ.
فَالَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ, وَتُبْ عَلينَا إنَّك أنتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ. الَّلهُمَّ اجْعَلْ مُستَقْبَلَنَا خَيراً مِن مَاضِينَا. الَّلهُمَّ إنَّا نسألكَ الثَّباتَ على الأَمْرِ، وَالعَزِيمةَ على الرُّشدِ، وَالغَنِيمَةَ من كُلِّ بِرٍ، وَالسَّلامَةَ مِن كلِّ إثمٍ، والفَوزَ بِالجنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِن النَّارِ. الَّلهُم َّاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَالْمُسلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الكُفْرَ وَالكَافِرِينَ، ودَمِّر أَعدَاء الدِّينِ, الَّلهُمَّ انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا. ووفَّقْ وُلاةَ أُمُورِنا لِمَ تُحِبُّ وَتَرْضَى وَأعِنْهُمْ عَلى البِرِّ والتَّقْوى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق