وثائق ويكيليكس .. بالي لكن البائع والمشتري واحد// د.أحمد موفق
احمد ابوبكر
1436/09/04 - 2015/06/21 07:35AM
[align=justify]منذ أن بدأ ادوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي نشر تسريبات ما أصطلح عليها بوثائق ويكيليكس وحتى الآن يتضح أمر واحد أن كل الوثائق المعروضة تستثني دولتين رئيسيتين هما روسيا وإيران، فالعميل سنودن الذي استطاع الوصول إلى وثائق تخص الأمن القومي الأميركي، بالإضافة إلى وثائق تخص دولاً أخرى، لكن التساؤل هل أعجزته الحيل والوسائل في أن يصل لوثائق تخص الأمنين القومي الإيراني والروسي أم أن الأمر يشير إلى تورط هاتين الدولتين معه فيما ينشر وما يبث وما يُستهدف، لا سيما وأن سنودن نفسه لجأ إلى روسيا واحتمى بها بعد هروبه من أميركا وما تعرض له من مضايقات في الدول الغربية..
بدت وثائق ويكيليكس منذ البداية أشبه ما تكون ببالي " الألبسة القديمة البالية" المعروضة في أسواق الجمعة أو الأسواق الأسبوعية، لكن الفارق الوحيد بينها وبين بالي سنودن هو أنه نفسه البائع والمشتري والعارض، وبالتالي هو من ينتقي هذه الوثائق التي على ما يبدو أنه يملك كماً هائلاً ومخيفاً منها، بهدف تركيع دول أو التأثير على سياساتها، وابتزازها، واختيار مواقيت محدده تخدم على ما يبدو الدب الروسي والطاووس الإيراني، ما دام الجامع في كل تحركاته منذ كشفه عن هذه الوثائق هو استثناء روسيا وإيران مما ينشر عنهما، ولعل هذا ما يكشف سر لجوئه إلى روسيا واحتمائه بها..
على هذه الخلفية من الصعب الأخذ بكل ما يُنشر وإن كان بلا شك قد يعطي بعض المؤشرات، بيد أن اجتزاءه واقتطاعه من سياقه وسياقات وثائق أخرى قد يصار إلى إخفائها، يجعل ذلك المحلل والباحث والمؤرخ في ظروف صعبة ليحكم بها على ما يُلقى إليه ويُنتقى له، لا سيما وأن هذا الانتقاء والاختيار يشمل دولاً محددة ويُستثنى بذلك دولاً أخرى، علماً أن الدول المستثناة مؤثرة ونافذه وجديرة بالتركيز عليها نظراً لفاعليتها وتأثيرها على الساحتين الاقليمية والعالمية..
لعل ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله عن تنسيقها مع سنودن بكشف الوثائق المتعلقة بالمملكة أخيراً تختصر وتختزل كل ما يثار حول انقاء سنودن للوثائق وخدمتها لأجندات إيرانية وطائفية..
لقد تحولت دول عظمى إلى مهزلة حين يتمكن شخص واحد بحجم ادوارد سنودن من اغتصاب كل أرشيفها ويسرق ويُسرب ملايين الوثائق، وبالتالي كيف ستحظى مثل هذه الدول على ثقة الشعوب وثقة الدول والحكام والمحكومين بها من أنها لن تسرب ما يتفق عليه، أو كيف تؤتمن على ألا تمارس عمليات ابتزاز رخيصة بحقهم، وهنا لا زلت أذكر حين دعا سفير أميركي أحد أصدقائي وزملائي الصحافيين في دولة عربية فاعتذر الصديق وكانت قصة تسريبات ويكيليكس حديثة وطازجة، وبرر الصديق الصحافي للسفير اعتذاره بأنني لا أأمن بعد الآن أن تُسرب وثيقة جديدة بحقي تكتب فيها أنت أو أحد من طاقمك ما يحلو له ليتم حرقي واغتيالي مهنياً وسياسياً..
عليه أعتقد أن هذه التسريبات هي أكبر معول هدم في بناء الدول، وإن كان من حق الشعوب أن تعلم وتعرف فهذه المعرفة عامة وشاملة ، والقيم لا تتجزأ، ولا بد من نشر كل أنواع المعرفة التي لا يمكن اختزالها بدول أو حكومات دون أخرى، وإن كان لا بد من نشر البالي" الألبسة القديمة" فلا بد من أن تنشر على الجميع، ولندع الجمهور يختار ما يناسبه وما يشبع نهمه المعرفي، أما أن يفرض على البائع بضاعة محددة وبشروط محددة وبوقت محدد فهذا غير مقبول في عقود البيع والشراء..
[/align]
بدت وثائق ويكيليكس منذ البداية أشبه ما تكون ببالي " الألبسة القديمة البالية" المعروضة في أسواق الجمعة أو الأسواق الأسبوعية، لكن الفارق الوحيد بينها وبين بالي سنودن هو أنه نفسه البائع والمشتري والعارض، وبالتالي هو من ينتقي هذه الوثائق التي على ما يبدو أنه يملك كماً هائلاً ومخيفاً منها، بهدف تركيع دول أو التأثير على سياساتها، وابتزازها، واختيار مواقيت محدده تخدم على ما يبدو الدب الروسي والطاووس الإيراني، ما دام الجامع في كل تحركاته منذ كشفه عن هذه الوثائق هو استثناء روسيا وإيران مما ينشر عنهما، ولعل هذا ما يكشف سر لجوئه إلى روسيا واحتمائه بها..
على هذه الخلفية من الصعب الأخذ بكل ما يُنشر وإن كان بلا شك قد يعطي بعض المؤشرات، بيد أن اجتزاءه واقتطاعه من سياقه وسياقات وثائق أخرى قد يصار إلى إخفائها، يجعل ذلك المحلل والباحث والمؤرخ في ظروف صعبة ليحكم بها على ما يُلقى إليه ويُنتقى له، لا سيما وأن هذا الانتقاء والاختيار يشمل دولاً محددة ويُستثنى بذلك دولاً أخرى، علماً أن الدول المستثناة مؤثرة ونافذه وجديرة بالتركيز عليها نظراً لفاعليتها وتأثيرها على الساحتين الاقليمية والعالمية..
لعل ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله عن تنسيقها مع سنودن بكشف الوثائق المتعلقة بالمملكة أخيراً تختصر وتختزل كل ما يثار حول انقاء سنودن للوثائق وخدمتها لأجندات إيرانية وطائفية..
لقد تحولت دول عظمى إلى مهزلة حين يتمكن شخص واحد بحجم ادوارد سنودن من اغتصاب كل أرشيفها ويسرق ويُسرب ملايين الوثائق، وبالتالي كيف ستحظى مثل هذه الدول على ثقة الشعوب وثقة الدول والحكام والمحكومين بها من أنها لن تسرب ما يتفق عليه، أو كيف تؤتمن على ألا تمارس عمليات ابتزاز رخيصة بحقهم، وهنا لا زلت أذكر حين دعا سفير أميركي أحد أصدقائي وزملائي الصحافيين في دولة عربية فاعتذر الصديق وكانت قصة تسريبات ويكيليكس حديثة وطازجة، وبرر الصديق الصحافي للسفير اعتذاره بأنني لا أأمن بعد الآن أن تُسرب وثيقة جديدة بحقي تكتب فيها أنت أو أحد من طاقمك ما يحلو له ليتم حرقي واغتيالي مهنياً وسياسياً..
عليه أعتقد أن هذه التسريبات هي أكبر معول هدم في بناء الدول، وإن كان من حق الشعوب أن تعلم وتعرف فهذه المعرفة عامة وشاملة ، والقيم لا تتجزأ، ولا بد من نشر كل أنواع المعرفة التي لا يمكن اختزالها بدول أو حكومات دون أخرى، وإن كان لا بد من نشر البالي" الألبسة القديمة" فلا بد من أن تنشر على الجميع، ولندع الجمهور يختار ما يناسبه وما يشبع نهمه المعرفي، أما أن يفرض على البائع بضاعة محددة وبشروط محددة وبوقت محدد فهذا غير مقبول في عقود البيع والشراء..
[/align]