وبشر المخبتين .. // أ. خالد رُوشه
احمد ابوبكر
1435/09/01 - 2014/06/28 06:21AM
الإخبات: هو التواضع والسكون ، والمخبتون هم المتواضعون ، الساكنون إلى الله , الخاشعون , المخلصون , اصحاب القلوب الرقيقة .
وكما ترى أيها القارىء الكريم فإن وصفهم وصفاتهم يملؤه الفضل وتحيطه المكرمات , ويرسم صورة رائعة في الذهن عن المخبتين الصالحين و فكم هم متواضعون لربهم سبحانه , تطمئن نفوسهم لطريق الإنابة والإيمان , وتسكن قلوبهم وجوارحهم في الطاعات , وترق قلوبهم مع التذكرة .
وهناك مقابلة قرآنية كريمة تدعو للنظر والتدبر , بين الظالمين المتكبرين والصالحين المخبتين , والحقيقة أنها مقابلة تعبيرية تصف واقعا حقيقيا يحصل في كل زمان وفي غيرما مكان , بين مريدي الدنيا الظالمين المتكبرين ومريدي الآخرةالصالحين المخبتين وتصف مآلهم وعاقبتهم جميعا :
قال تعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ, إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
وآية أخرى تبشر المخبتين وتصفهم وصفا في غاية الفضل والروعة , واحسب أن هذا الوصف يلقي في القلب فورا محبة الإخبات لله سبحانه ومحبة المخبتين :
قال تعالى ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))
وآية ثالثة تؤكد على أن الإخبات هو عمل قلبي بالاساس يبدو على الجوارح فينتظم حركتها وسكناتها , يقول سبحانه : ((وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))
ونستطيع من خلال تدبر الآيات الثلاث السابقات ان نقف على صفات المخبتين , فهم خاشعون , خائفون من عذاب ربهم , صابرون على الطاعات وصابرون عن المعاصي , مؤدون لفرائض الله سبحانه , منفقون مما رزقهم ربهم سبحانه مجتنبون للآثام , أصحاب قلوب رقيقة وعيون دامعة ونفوس طاهرة طيبة .
والحقيقة أنها صفات كريمة للغاية , دعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها في دعائه و فكان يقول : " رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك مخبتا إليك أواها منيبا تقبل توبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي " رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ولكن كيف يصل العبد الصالح إلى الإخبات؟ إن للإخبات علامات ودلالات في طريق السير :
أ- إذا غلبت عصمته شهوته، فيقهر شهوته باعتصامه بالله سبحانه، فلا يتردد على الذنب إقبالاً وإدبارًا، بل لقد عصمه الله من أن يقبل عليه، ولو أقبل عليه فإنه فورًا يعاود حزم أمره على الجدية في الإقبال على الله والاعتصام به.
ب- إذا غلبت نيته غفلته، فأيقظ نفسه دائمًا من غفلته بنيته الصالحة فيذكر نفسه دائمًا بمسئوليته، وعهده مع ربه، فيترك غفلته، ويقبل على عبادته.
ج- إذا غلبت محبته لربه شعوره بالوحدة والوحشة والتفرد، فائتنس بربه وبمحبته وذكره وطاعته، ولم يبال بكثرة عدد أهل اللهو والذنب، فهو لا يستوحش أبدًا من قلة الصالحين من حوله.
د- أن يستمر في لوم نفسه، وتهذيبها، وتنقيتها من أمراضها، وقصرها على الطاعة، وقمع شهواتها وهواها.
فمن اتصف بهذا الوصف مع كمال توحيده وإخلاصه كان من المخبتين، فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفًا ورجاءً، ورهبة ورغبة، وإذا أصابه من أمر الدنيا شيء يضره رضي به وصبر عليه وحمد الله واسترجع، فتراه مقيمًا للصلاة على أكمل صورة، متمًا لركوعها وسجودها، خاشعًا فيها، مطمئنًا، متواضعًا، ساكنًا، ثم إذا بالدنيا عنده لا تساوي شيئًا، فهو ينفق مما آتاه الله إنفاق الطامع في الجنة المستغني عن الدنيا، المشتاق إلى لقاء الله.
وكما ترى أيها القارىء الكريم فإن وصفهم وصفاتهم يملؤه الفضل وتحيطه المكرمات , ويرسم صورة رائعة في الذهن عن المخبتين الصالحين و فكم هم متواضعون لربهم سبحانه , تطمئن نفوسهم لطريق الإنابة والإيمان , وتسكن قلوبهم وجوارحهم في الطاعات , وترق قلوبهم مع التذكرة .
وهناك مقابلة قرآنية كريمة تدعو للنظر والتدبر , بين الظالمين المتكبرين والصالحين المخبتين , والحقيقة أنها مقابلة تعبيرية تصف واقعا حقيقيا يحصل في كل زمان وفي غيرما مكان , بين مريدي الدنيا الظالمين المتكبرين ومريدي الآخرةالصالحين المخبتين وتصف مآلهم وعاقبتهم جميعا :
قال تعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ, إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
وآية أخرى تبشر المخبتين وتصفهم وصفا في غاية الفضل والروعة , واحسب أن هذا الوصف يلقي في القلب فورا محبة الإخبات لله سبحانه ومحبة المخبتين :
قال تعالى ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))
وآية ثالثة تؤكد على أن الإخبات هو عمل قلبي بالاساس يبدو على الجوارح فينتظم حركتها وسكناتها , يقول سبحانه : ((وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))
ونستطيع من خلال تدبر الآيات الثلاث السابقات ان نقف على صفات المخبتين , فهم خاشعون , خائفون من عذاب ربهم , صابرون على الطاعات وصابرون عن المعاصي , مؤدون لفرائض الله سبحانه , منفقون مما رزقهم ربهم سبحانه مجتنبون للآثام , أصحاب قلوب رقيقة وعيون دامعة ونفوس طاهرة طيبة .
والحقيقة أنها صفات كريمة للغاية , دعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها في دعائه و فكان يقول : " رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك مخبتا إليك أواها منيبا تقبل توبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي " رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ولكن كيف يصل العبد الصالح إلى الإخبات؟ إن للإخبات علامات ودلالات في طريق السير :
أ- إذا غلبت عصمته شهوته، فيقهر شهوته باعتصامه بالله سبحانه، فلا يتردد على الذنب إقبالاً وإدبارًا، بل لقد عصمه الله من أن يقبل عليه، ولو أقبل عليه فإنه فورًا يعاود حزم أمره على الجدية في الإقبال على الله والاعتصام به.
ب- إذا غلبت نيته غفلته، فأيقظ نفسه دائمًا من غفلته بنيته الصالحة فيذكر نفسه دائمًا بمسئوليته، وعهده مع ربه، فيترك غفلته، ويقبل على عبادته.
ج- إذا غلبت محبته لربه شعوره بالوحدة والوحشة والتفرد، فائتنس بربه وبمحبته وذكره وطاعته، ولم يبال بكثرة عدد أهل اللهو والذنب، فهو لا يستوحش أبدًا من قلة الصالحين من حوله.
د- أن يستمر في لوم نفسه، وتهذيبها، وتنقيتها من أمراضها، وقصرها على الطاعة، وقمع شهواتها وهواها.
فمن اتصف بهذا الوصف مع كمال توحيده وإخلاصه كان من المخبتين، فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفًا ورجاءً، ورهبة ورغبة، وإذا أصابه من أمر الدنيا شيء يضره رضي به وصبر عليه وحمد الله واسترجع، فتراه مقيمًا للصلاة على أكمل صورة، متمًا لركوعها وسجودها، خاشعًا فيها، مطمئنًا، متواضعًا، ساكنًا، ثم إذا بالدنيا عنده لا تساوي شيئًا، فهو ينفق مما آتاه الله إنفاق الطامع في الجنة المستغني عن الدنيا، المشتاق إلى لقاء الله.