وبشر الصابرين
د. محمود بن أحمد الدوسري
1441/08/14 - 2020/04/07 15:02PM
وبَشِّر الصَّابرين
د. محمود بن أحمد الدوسري
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, وعلى آله وصحبه أجمعين, أمَّا بعد: الصبر من الدِّين بمنزلة الرأس من الجسد, فلا إيمانَ لِمَنْ لا صبرَ له, ومَنْ يتصبَّر يُصبِّرْه الله, وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر, وبه يظهر الفَرْقُ بين ذوي العزائم والهِمم, وبين ذوي الجُبْنِ والضَّعف والخَوَر. وجزاءُ الصابرين أنهم: {يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَمًا} [الفرقان: 75]. أي: يُجْزَون المنازلَ الرفيعة, والمَساكنَ الأنيقة, الجامعة لكلِّ ما يُشتَهَى وتلذُّه الأعين؛ وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا.
أيها المؤمنون .. الصبر خُلُقٌ فاضِلٌ. وحقيقتُه: ترك الشَّكوى من أَلَمِ البلوى لغير الله تعالى؛ لأنَّ الله تعالى أثنى على أيوب - عليه السلام - بالصبر, بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ} [ص: 44]؛ مع دعائه في دفع الضُّر عنه بقوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83].
والصَّبرُ ثلاثةُ أنواع: منها الصبرُ على الأوامر والطاعات حتى يؤدِّيها, قال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]؛ ومنها الصبرُ عن المناهي والمُخالفات حتى لا يقع فيها, قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22]. وأكثر الناس يفعل الطاعات ويصبر عليها, ولكنه لا يصبر عن المعاصي, فَلِقِلَّة صبرِه عن المُحرَّمات لا يوصف بأنه من الصابرين, فلا يَعصم من الشهوات إلاَّ الصبر القوي. والمسلمُ إذا لم يكن مُتَّصفاً بالصبر قد تضعف إرادتُه, ويلين صبره, ويغشى المُحرَّم, ويقع في الموبقات, ويشقى شقاءً عظيماً, ويلقى عذاباً أليماً.
ومنها: الصبر على الأقدار والمصائب حتى لا يسخطها, ويعلم بأن المصيبة مُقدَّرة من الله تعالى, وأنَّ مَنْ صَبَر أُجِرَ, وأمْرُ اللهِ نافذ, ومَنْ جَزِعَ وتسخَّط أثِمَ, وأمْرُ اللهِ نافذ, ومِصداقُه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ, وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» حسن - رواه الترمذي وابن ماجه. فنحن بحاجةٍ إلى الصبر؛ لأنَّ مشيئة الله نافذة, فما شاء اللهُ كان, وما لم يشأْ لم يكن, ومَن الإنسانُ حتى يعترض على قضاء الله وأمْرِه؟!
ومن فضائل الصبر: أنه من أخلاق الأنبياء, وتأمَّلْ صَبْرَ إبراهيمَ وابنِه إسماعيلَ - عليها السلام - حينما ابتلاهما اللهُ تعالى بالذَّبح: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 102-105], وما زال يوسف - عليه السلام - يتبدَّل به الحال من ابتلاءٍ إلى ابتلاء, وهو صابرٌ, حتى نال ثوابَ الصابرين: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90].
وقد أثنى الله تعالى على أهل الصبر, فقال سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]؛ كما أوجبَ - سبحانه - مَحبَّتَه للصابرين: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146], والصبر خير ما يُعطاه العبد؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» رواه البخاري ومسلم.
والمسلمون يتفاضلون فيما بينهم بمقدار صَبْرِهم؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ, خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ, وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ» صحيح - رواه الترمذي.
وللصبر أجرٌ عظيم: قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]؛ وقال سبحانه: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاَءِ الثَّوَابَ؛ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ» حسن - رواه الترمذي. وقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ تعالى قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ» رواه البخاري.
ومن المَواطن التي يتأكَّد فيها الصبر: الصبر على الفاجرين, قال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران: 186]. ومنها الصبر في الدعوة إلى الله تعالى, وما يترتَّب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأذى والأَلَم, وقد جاء تأكيد ذلك في وصية لقمانَ لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان: 17].
ولا بد من الصبر في العشرة الزوجية؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً, إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» رواه مسلم.
وكذا الصبرُ على الغَرِيم والمَدِين, قال سبحانه: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]؛ وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ» رواه مسلم.
ومن أهمِّ آدابِ الصبر: أن يكون عند الصَّدمةِ الأُولى؛ فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبِيٍّ لَهَا, فَقَالَ لَهَا: «اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي». فَقَالَتْ: وَمَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي. فَلَمَّا ذَهَبَ قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ, فَأَتَتْ بَابَهُ فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ, فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَعْرِفْكَ. فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ» وفي رواية: «عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ» رواه مسلم.
ومن الآداب: الصبر على المَفْقود؛ فعن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَائْتِنَا. فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ, وَيَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ, وَلَهُ مَا أَعْطَى, وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» رواه البخاري.
الخطبة الثانية
الحمد لله ... أيها المسلمون .. ومن أهمِّ الأسبابِ المُعينة على الصبر:
1- التفكُّر في فضائل الصبر: وما يلقاه الصابِرُ من جزاء, فعن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ, أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم, فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ, فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ, وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ». فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا. رواه البخاري ومسلم.
2- معرفة أنَّ الابتلاء من علامات حُبِّ اللهِ للعبد: لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» رواه البخاري. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ [أي: اللَّيِّنَة] مِنَ الزَّرْعِ تُفِيئُهَا الرِّيَاحُ, تَصْرَعُهَا مَرَّةً, وَتَعْدِلُهَا, حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ الَّتِي لاَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا [أي: انْقِلاعُها] مَرَّةً وَاحِدَةً» رواه مسلم.
3- تَوطِينُ النَّفس على الابتلاء: فلا تأمن أنْ تُوافِيك المَضَرَّةُ من جانب المَسَرَّة, ولا تيأس أنْ تأتيك المَسَرَّةُ من جانب المَضَرَّة, قال الله تعالى: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
4- التأمُّل والتدبُّر في الكتاب والسُّنة: فيا مَنْ أُصيب بمصيبة؛ تأمَّلْ معي هذه الآيات العظيمة, فكفى بها واعظةً ومُسلِّيةً عند وقوع المصائب: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].
وعن أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ, فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا؛ إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ, وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا». قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ؛ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
5- تَذَكُّرُ المصيبةِ العظيمةِ بموت الرسول: فكلُّ مصيبةٍ دون مصيبتِنا بموتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تهون, فَبِموتِه انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة, وانقطعت النبوّات, يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ» صحيح - رواه البيهقي والطبراني. وقال أيضاً: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» صحيح - رواه ابن ماجه.
فَاصْبِـرْ لِكُلِّ مُـصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
وَاصْبِرْ كما صَبَرَ الكِرامُ فَإِنَّهَا ... نَـوَبُ اليومِ تُكْشَفُ فِي غَدِ
وَإِذا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً وَمُـصَابَهَا ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ
6- أنْ يَعْلَمَ بأنَّ كُلَّ مُصيبَةٍ بِقَدَر: قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22, 23]. فلن تقع مصيبةٌ إلاَّ بإذن الله تعالى, وقضائِه وقَدَرِه, فإنه سبحانه كَتَبَ مَقادِيرَ الخلائقِ قبلَ أنْ يَخْلُقَ السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة.
المرفقات
وبشر-الصابرين
وبشر-الصابرين