وانزل جنودا لم تروها // خالد رُوشه
احمد ابوبكر
1435/07/30 - 2014/05/29 02:05AM
عادة الإنسان أن يتأثر بما يحيط به , ويكون أسير اللحظة التي تمر به , وقليل منهم من يبسط نظره أمام عينيه فيستبصر ببصيرة شفافة نقية معتمدة على الإيمان إلى مناح خلف هذا المشهد المادي المحيط .
ان لله عز وجل جندا لا يعلمها إلا هو , تدافع عن المؤمنين بأمر الله سبحانه ومشيئته , فتثبتهم وتقوم خطوهم .
فعندما ضاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الأمر في غار ثور , وخاف صاحبه عليه , وقال " لا تحزن إن الله معنا " .. أنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها .
ووقف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بدر يدعو ربه ويرجوه ويلح في الدعاء : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعد اليوم " , فأيده الله في بدر بجنود من عنده وثبته حتى انتصر .
وجند الله عز وجل لا يحصون ولا يعدون , بل إن كل شيء من خلق الله يمكن أن يكون من جند الله في نصرة المؤمنين , فالريح من جند الله كما أرسلها سبحانه وتعالى من قبل على أقوام عصوا ربهم , والماء من جند الله كما أرسله سبحانه طوفانا على الذين طغوا من قبل وكما حملت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في القادسية و العلاء الحضرمي رضي الله عنه في فتح البحرين , وابا مسلم الخولاني في غزو الروم , والشمس من جند الله , كما أمسكها على يوشع بن نون عليه السلام حتى فتح له , بل إن بعض الفجار يمكن أن ينصر الله بهم الدين فيكون كيدهم عائد على أنفسهم وأمثالهم فيكيدون به أنفسهم , فإن هذا الدين قد ينصر بالرجل الفاجر .
وأهل الإيمان قد ينافح عنهم الحجر والشجر والجبال والدواب ولكن كل بطريقته , وبطبيعة خلقته , ولو اطلع أهل الإيمان على مسارات القدر عبر الأزمان لبان لهم كيف أن جند الله عز وجل في كل مناح الكون تدافع عنهم وتقف بجانبهم .
ربما تكون الرؤية القاصرة القليلة القريبة توحي لقصير النظر أن هناك هزيمة لأهل الإيمان في موقع ما أو مكان ما أو زمن ما , ولكن حقيقة الأمر أن الله عز وجل يطالب أهل الإيمان دائما بالصبر والثبات وإطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , مهما كانوا في أزمات ومصائب ." الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل " وبينت الآية أن عاقبة هؤلاء بالبصيرة الصائبة هي عاقبة انتصار ونعمة .
قال سبحانه " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " , بل قد عبرت الآية بهذا التعبير " لم يمسسهم سوء " على الرغم من كونهم تألموا في الصبر , وتألموا في الثبات , وشق عليهم الأمر أياما متتاليات , إلا ان الله عز وجل قال " لم يمسسهم سوء " ... ذلك لأن كل ما مسهم هو خير , فالصبر خير , والابتلاء خير , والثبات خير , وصرف عدوهم عنهم خير وكل ذلك من علامات الانتصار ومن أشكال الانتصار .
ان لله عز وجل جندا لا يعلمها إلا هو , تدافع عن المؤمنين بأمر الله سبحانه ومشيئته , فتثبتهم وتقوم خطوهم .
فعندما ضاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الأمر في غار ثور , وخاف صاحبه عليه , وقال " لا تحزن إن الله معنا " .. أنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها .
ووقف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بدر يدعو ربه ويرجوه ويلح في الدعاء : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعد اليوم " , فأيده الله في بدر بجنود من عنده وثبته حتى انتصر .
وجند الله عز وجل لا يحصون ولا يعدون , بل إن كل شيء من خلق الله يمكن أن يكون من جند الله في نصرة المؤمنين , فالريح من جند الله كما أرسلها سبحانه وتعالى من قبل على أقوام عصوا ربهم , والماء من جند الله كما أرسله سبحانه طوفانا على الذين طغوا من قبل وكما حملت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في القادسية و العلاء الحضرمي رضي الله عنه في فتح البحرين , وابا مسلم الخولاني في غزو الروم , والشمس من جند الله , كما أمسكها على يوشع بن نون عليه السلام حتى فتح له , بل إن بعض الفجار يمكن أن ينصر الله بهم الدين فيكون كيدهم عائد على أنفسهم وأمثالهم فيكيدون به أنفسهم , فإن هذا الدين قد ينصر بالرجل الفاجر .
وأهل الإيمان قد ينافح عنهم الحجر والشجر والجبال والدواب ولكن كل بطريقته , وبطبيعة خلقته , ولو اطلع أهل الإيمان على مسارات القدر عبر الأزمان لبان لهم كيف أن جند الله عز وجل في كل مناح الكون تدافع عنهم وتقف بجانبهم .
ربما تكون الرؤية القاصرة القليلة القريبة توحي لقصير النظر أن هناك هزيمة لأهل الإيمان في موقع ما أو مكان ما أو زمن ما , ولكن حقيقة الأمر أن الله عز وجل يطالب أهل الإيمان دائما بالصبر والثبات وإطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , مهما كانوا في أزمات ومصائب ." الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل " وبينت الآية أن عاقبة هؤلاء بالبصيرة الصائبة هي عاقبة انتصار ونعمة .
قال سبحانه " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " , بل قد عبرت الآية بهذا التعبير " لم يمسسهم سوء " على الرغم من كونهم تألموا في الصبر , وتألموا في الثبات , وشق عليهم الأمر أياما متتاليات , إلا ان الله عز وجل قال " لم يمسسهم سوء " ... ذلك لأن كل ما مسهم هو خير , فالصبر خير , والابتلاء خير , والثبات خير , وصرف عدوهم عنهم خير وكل ذلك من علامات الانتصار ومن أشكال الانتصار .
رشيد بن ابراهيم بوعافية
شكر الله لكما الكاتب والناقل .
صدقت ؛ فلا يعلم جنود ربّك إلا هو ، طبيعةً و أوصافًا و عددَا ، والمدد الربّاني زحوفٌ من أشكالٍ متنوّعة من الخير والتأييد والنصرة ، لا تنقطع عن المؤمنين أبدَ الآبدِين .
و مهما حصل للمؤمنين في صراعهم مع الطغاة و المجرمين و الكافرين فهو - في كفّة ومنظور الميزان الصحيح - تجارب متقطّعةٌ متكررة عبر الزمان وعبر الصراع الطويل ، اعتادها الإيمان واعتادها المؤمنون .. فلا حزن ولا أسَى ! ، قال تعالى : [ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور ] ( آل عمران : 186 ) . وهي - في كفّة ومنظور الميزان الصحيح - " أذى " و " ألم " . . بسيط . . عابر . . لا يلبث أن تتحرّك بشائره في شكل نصر و تمكين لا يعلم مداه إلا الله ! .
قال رب العزة سبحانه : [ لن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون ] ( آل عمران : 111 ) . وقال رب العزة سبحانه : [ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ] ( النساء : 104 ) .
فلا تستعجلوا . . مازال الطريق طويلاً .. وعمر الحقّ لا يقاسُ بأعمار الأفراد . . !
تعديل التعليق