واقترب شهر شعبان
إبراهيم بن سلطان العريفان
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوة الإيمان والعقيدة ... بَعْدَ غُرُوبِ شَمسِ غَدٍ نَسْتَقْيِلُ شَهْرَ شَعْبَانَ الْمُوَطِّئُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ؛ وَالْمقَدِّمُ لَهُ، لِذَا كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ إِذَا دَخَلَ شَعْبَانُ، أَكَبُّوا عَلَى المَصَاحِفِ فَقَرَؤُوهَا، وَاخْرَجُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، تَقْوِيَةً لِلْضَعِيفِ وَالمِسْكِينِ، عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ، فَلَا تُفَرِّطُوا فِي صِيَامِ مَا تَسْتَطِيعُونَ مِنْ أَيَّامِهِ اغْتِنَامًا لِلْأَجْرِ. لِأَنَّ فِيهِ فَضِيلَةَ الصِّيَامِ؛ وَمِنْ حِكَمِ صِيَامِهِ: تَهْيِئَةُ النُّفُوسِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ. قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ (قَالَ ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفَلُ النَّاسُ عَنْهُ، بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، عَزَّ وَجَلَّ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ).
إِنَّ هَذَا الشَهْرَ الْعَظِيمَ، اكْتَنَفَهُ شَهْرَانِ عَظِيمَانِ، شَهْرُ رَجَبِ الحَرَامُ، وَشَهْرُ الصِّيَامِ؛ فَاشْتَغَلَ النَّاسُ بِهِمَا عَنْهُ، فَصَارَ مَغْفُولاً عَنْهُ، وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ مِنَ النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى أَنَّ بَعْضَ مَا يَشْتَهِرُ فَضْلُهُ مِنَ الْأَزْمَانِ، قَدْ يَكُونُ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَفِي شَعْبَانَ تُعْرَضُ عَلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، أَعْمَالُ الْعَبْدِ خَلَالَ الْعَامِ، وَهُنَاكَ عَرْضٌ أُسْبُوعِيٌّ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا).
عِبَادَ اللهِ .. إِنَّ صِيامَ أَكْثَرِ شَعْبَانَ سُنَّةٌ ثَابِتَةٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ رِضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ. وَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ، بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ. وَعَنْ أُمُّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ.
إِنَّ فِي صِيَامِ شَعْبَانَ، دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ عِمَارَةِ الأَوْقَاتِ الَّتِي يَغْفُلُ النَّاسُ عَنهَا بِالطَّاعَةِ، فَهُوَ مِنْ أَشَقِّ الْأَعْمَالِ عَلَى النُّفُوسِ، وَيَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ وَمُجَاهَدَةٍ، وَخُصِّصَ لِأَهْلِ الصِّيَامِ بَابٌ فِي الجَنَّةِ اسْمُهُ بَابُ الرَيَّانِ. وَأَفْضَلَ التَّطَوُّعِ مَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ رَمَضَانَ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ، وَذَلِكَ يَلْتَحِقُ بِصِيَامِ رَمَضَانَ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وَتَكُونُ مَنْزِلَتُهُ مِنَ الصِّيَامِ بِـمَنْزِلَةِ السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ مَعَ الْفَرَائِضِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا؛ فَيَلْتَحِقُ بِالْفَرَائِضِ فِي الْفَضْلِ، وَهِيَ تَكْمِلَةٌ لِنَقْصِ الْفَرَائِضِ، وَكَذَلِكَ صِيَامُ مَا قَبْلَ رَمَضَانَ وَبَعْدَهُ.
النَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنْ شَعْبَانَ (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ اَلنَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) فَلَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَغْفَلَ عَنِ اَللَّهِ حِينَ يَغْفَلُ اَلنَّاسُ، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مُتَيَقِّظًا لَرَبَكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَيَّرَ غَافِلٌ، فَأَنْتَ اَلْمُقْبِلُ إِذَا تَوَلَّى اَلنَّاسُ، وَأَنْتَ اَلْمُتَصَدِّقْ إِذَا بَخِلُوا ، وَأَنْتَ اَلْقَائِمُ إِذَا نَامُوا ، وَأَنْتَ اَلذَّاكِرُ لِلَّهِ إِذَا أَصَابَتْهُمْ اَلْغَفْلَةُ وَابْتَعَدُوا.
نَبِيُّنَا اَلْكَرِيمُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَبِّهُ اَلنَّاسُ جَمِيعًا إِلَى أَهَمِّيَّةِ عِمَارَةِ أَوْقَاتِ اَلْغَفْلَةِ بِالطَّاعَةِ، وَهَذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ سَلَفُنَا اَلصَّالِحُ. لَقَدْ كَانُوا يَهْتَمُّونَ بِهَذَا اَلشَّهْرِ اِهْتِمَامًا خَاصًّا لِمَا عَرَفُوا مَا فِيهِ مِنْ نَفَحَاتٍ وَكَرَامَاتٍ ، وَيَتَسَابَقُونَ وَيَتَنَافَسُونَ فِي اَلطَّاعَاتِ وَفَعَلَ اَلْخَيْرَاتِ وَالْقُرُبَاتِ ، وَكَأَنَّهُمْ يُهَيِّئُونَ قُلُوبَهُمْ لِاسْتِقْبَالِ نَفَحَاتِ رَمَضَانْ اَلْكُبْرَى، كَانُوا يَجْعَلُونَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانْ شَهْرَ اَلتَّدْرِيبِ وَالتَّأْهِيلِ اَلتَّرْبَوِيِّ وَالرَّبَّانِيَّ، يَجْعَلُونَ هَذَا اَلشَّهْرِ اَلَّذِي يَغْفُلُ عَنْهُ كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ بِمَثَابَةِ دَفْعَةٍ قَوِيَّةٍ وَحَرَكَةِ تَأْهِيلِيَّةٍ لِمَزِيدٍ مِنْ اَلطَّاعَةِ وَالْخَيْرِ فِي رَمَضَانْ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ رَمَضَانْ، دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَقُلُوبُهُمْ عَامِرَةٌ بِالْإِيمَانِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةٌ بِذِكْرِ اَللَّهِ اَلْحَنَانِ اَلْمَنَّانْ، وَجَوَارِحُهُمْ عَفِيفَةٌ طَاهِرَةً نَقِيَّةٌ عَنْ اَلْحَرَامِ، كَانُوا يَقُولُونَ: شَهْرُ رَجَبْ هُوَ شَهْرُ اَلزَّرْعِ ، وَشَهْرَ شَعْبَانْ هُوَ شَهْرُ سَقْيِ اَلزَّرْعِ، وَشَهْرَ رَمَضَانْ هُوَ شَهْرُ حَصَادِ اَلزَّرْعِ، وَمِنْ لَمْ يَزْرَعْ وَيَغْرِسُ فِي رَجَبْ ، وَلَمْ يَسْقِ فِي شَعْبَانْ ، فَكَيْفَ يُرِيدُ أَنْ يَحْصُدَ فِي رَمَضَانْ!!
فَهَذَا حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَالَ سَلَفِ اَلْأُمَّةِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْمُبَارَكِ، فَمَا هُوَ مَوْقِعُنَا مِنْ هَذِهِ اَلْأَعْمَالِ وَالدَّرَجَاتِ؟
أَسْأَلُ اَللَّهَ أَنْ يُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبً فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ ... وَرَدَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ)، وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ ابْنُ مَاجَةَ (إِلَّا لِمُشْركٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ) وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ بِعِبَادِه، وَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى تْخْصِيصِهِ بِصِيَامِ، فَمَا رُبِطَتْ مَغْفِرَةُ اللهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ بِصِيَامٍ أَوْ قِيَامٍ، وَإِنَّمَا رُبِطَتْ بِالتَّوْحِيدِ، وَتَصْفِيَةِ الْأَنْفُسِ مِنْ الْأَحْقَاِد وَالْأَضْغَانِ،.
يَغْفِرُ اللهُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لِكُلِّ عِبَادِهِ إِلَّا المُشْرِكَ وَالْمـُشَاحِنَ، فَتَفَقَّدْ نَفْسَكَ يَا عَبْدَ اللهِ، وَفَتِّشْ بَاطِنِهَا، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ مُبْتَلًى بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الشِّرْكِيَّاتِ المُنْتَشِرَةِ فِي الأُمَّةِ، فَإِذَا كَاَن أَبُو الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِمَامِ الحُنَفَاءِ، وخَلِيلِ الرَّحْمَنِ، يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُجْنِبَهُ و بَنِيهِ عِبَادَةَ الأْصَنْامِ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِي رَحِمَهُ الله: مَنْ يَأْمَنِ البَلَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ فَلَا يَأْمَنُ الوُقُوعَ فِي الشِّرْكِ إِلَّا مَنْ هُوَ جَاهِلٌ بِهِ، وَبِمَا يُخْلِصْهُ مِنْهُ.
كَذَلِكَ الْحَذَرُ مِنْ الْخُصُومَةِ وَالْفُرْقَةِ وَالْهِجْرَانِ فَهِيَ سَبَبٌ لِإِيغَارِ اَلصُّدُورِ، وَطَرِيقٌ لِلْحِقْدِ وَالْغِلِّ فِي اَلْقُلُوبِ، وَبَرِيدُ اَلْبَغْضَاءِ وَالشَّحْنَاءِ فِي اَلنُّفُوسِ. وَيَحْرِمَ اَلْمِسْكِينَ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ مِنْ أُجُورِ أَعْمَالِهِ اَلصَّالِحَةِ، فَلَا تُعْرَضْ عَلَى اَللَّهِ مَا دَامَ هَاجَرًا لِخَصْمِهِ اَلْمُسْلِمِ مُقَاطِعًا لَهُ، وَلَا تُغْفَرْ ذُنُوبُهُ إِنَّ كَانَ مُسْتَحَقًّا لِلْمَغْفِرَةِ.
الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ، اللَّهُمَّ اهْدِنا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنا فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِنا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قْضَيْتَ.
الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ, وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ بِهِ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ بِهِ رَايَةَ البِدْعَةِ.
الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ