واجِبُنا تجاه بُيُوت الله. 6 /5 /1446
أحمد بن ناصر الطيار
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق, ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادقُ المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, الذين هم بهديه مُتَمَسِّكُون, وعن شريعته ذابُّون ومُدافعون, وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ للمساجد في الإسلام مكانةً عظيمة, ومنزلةً شريفة، فهي أحبّ البقاع إلى الله, فقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقُها».
وقد أثنى الله على من عمَر مساجده فقال: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إلَّا اللَّهَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله».
ويا له من فضل عظيم، فكلّ من صلى في المسجد الذي بنيتَه أو شاركتَ في بنائه فلك أجره، ولك أجرُ كلِّ من قرأ كتاب الله، وذكر اسم الله، وتاب فيه وأناب، وتصدّق فيه أو صنَع معروفًا.
سيأتي جلّ الناس يوم القيامةِ بأعمالهم، وستأتي بأعمالك وأعمالك كلّ من عبد الله في المسجد، وربما بقي بعد موتك سنواتٍ كثيرة، فيرفعك الله بهذا الأجر الذي لا ينقطع.
فهنيئا لمن بنى بيوت الله, وهنيئا لمن ملأها بالصلاة والذكر وتلاوة كتابه, هنيئا لهم هذا الفضلِ العظيم.
والقيامُ بنظافةِ المساجدِ وصيانتِها وتطهيرِها وتطْيِيبِها من أعظم الأعمال، وأكْرَمِ الخصال, قالت عائشة رضي الله عنها: "أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".
وقد ثبت أنّ امرأةً سوداءَ كانت تقُمّ المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها، فقالوا: ماتت, فقال: أفلا كنتم آذنتموني؟ قال: فكأنهم صغَّروا أمرها, فقال: دلّوني على قبرها, فدَلُّوه فصلى عليها.
واعلموا عباد الله, أنّ أراضي المساجد تعتبر أوقافاً, ولا يجوز شرعاً استخدامها في غير ما خُصِّصت له, وأن التعدي على المساجد وأراضيها ومرافقها باستغلالها لغير ما خُصِّصت له, أو إحداثِ أيِّ إنشاءاتٍ عليها دون موافقةٍ من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد, هو من التعدي على بيوت الله, ومن الفساد والمنكرات التي يجب على المسلمين أن يتعاونوا على منعها والإبلاغ عنها، ويحرمُ التعدي على خَدَمات الكهرباء والمياه الخاصة بالمساجد, من خلال استغلالها لغير ما خصصت له, فإنّ ذلك يُعتبر ذلك اختلاساً يجب منعه والإبلاغ عنه.
والواجب على المسلم أن يحافظ على جميع المرافق العامة؛ ليتسنّى لجميع أفراد المجتمع الاستفادةُ منها.
نسأل الله تعالى أنْ يجعلنا ممَّن يُعظمُ شعائره, ويُقيمُ حدُودَه, ويكفُّ عن محارمِه, إنه سميعٌ قريبٌ.
*************
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: أخي المصلي: احرص على الالتزام بهذه الآداب قبل أن تدخل بيتَ الله:
1- تطيَّب من أحسن الطيب، والْبس أحسن الثياب، قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.
2- تسوّك بعُود الأراك أو بالفرشاة ونحوها، فقد فعَل ذلك نبيّنا صلى الله عليه وسلم وأمَر به.
3- بكّر إلى الصلاة، وامش إليها بسكينة ووقار, وكيف تريد أنْ تخشع في صلاتك وتجدَ لها لذَّةً وطُمأنينةً وأنت لا تأتي إليها إلا بعجلةٍ كي تدركها أو تدركَ بعضَها؟
4-استحضر أنك تناجي الله، وجاهد نفسك أشدّ المجاهدة على الخشوع وعدم شرود الذهن، وليس من الأدب مع ربّك أن توجّه وجهك له وقلْبك مصروفٌ إلى غيره.
5- ادخل مع الإمام على أيِّ حالٍ وجدته, ولا تنتظر حتى يقوم من سجوده أو قعوده.
6- الزم الصبر إذا تأخَّر موعدُ الإقامة, وانشغل بالقرآن أو الدعاء أو الذكر.
7- لا تجهر في تكبيرة الإحرام, وتكبيرات الانتقال, والقراءة السرية, والأذكار, والدعاء؛ لأن هذا يُشَوِّشُ على المصلين.
8- لا تؤذ المصلين برائحةِ بعض الأطعمة التي لها رائحة كريهة, ورائحةِ العرق والشراب ونحوها, وإصدارِ الأصوات الْمُزعجة والْمُؤذية, كالجشاء والتثاؤبِ بصوتٍ مرتفع, فإنَّ ذلك ممَّا يُستقبح ويُكره شرعًا وعُرفًا.
9- لا تُكثر من الحركة في الصلاة؛ لأنك منهيٌّ عن ذلك، وتُضايق من بجانِبِك.
10- بادر إذا دخلت المسجدَ إلى صلاة تحية المسجد, ولا تقف عند قُرب الإقامة منتظرًا إقامتها.
نسأل الله تعالى أن لا يجعلنا من الغافلين, وأنْ يرزُقنا الخشوعَ والإيمانَ واليقين, إنه على كلِّ شيءٍ قدير.
عباد الله: أكثروا من الصلاة والسلام على نبي الهدى, وإمام الورى, فقد أمركم بذلك جل وعلا فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي.. يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, وخُصَّ منهم الحاضرين والحاضرات, اللهم فرِّج همومهم, واقض ديونهم, وأنزل عليهم رحمتك ورضوانك يا رب العالمين.
عباد الله: إنَّ اللَّه يأْمُرُ بالْعدْل والْإحْسانِ وإيتاءِ ذي الْقُرْبى ويَنْهى عن الْفحْشاءِ والمنْكرِ والبغْيِ يعِظُكُم لَعلَّكُم تذكَّرُون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
محمد محمد
عضو نشطالسلام عليكم
بارك الله فيك، ونفع بعلمك.
وهذه إضافة مني: تنسيق للخطبة وورد وبي دي إف، دون أي تعديل مخل يذكر.
تعديل التعليق