( وأنيبوا إلى ربكم )
حسام بن عبدالعزيز الجبرين
1437/01/10 - 2015/10/23 20:26PM
( وأنيبوا إلى ربكم ) 9 / 1 / 1437هـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، جعل الليل و النهار خلفة فتذكر أولوا الألباب، نحمده تبارك و تعالى على المسببات و الأسباب..و نعـوذ بنور وجهه الكريم مـن المؤاخذة و العتاب وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، وتجديد التوبة والاستزادة من أسباب المغفرة فقال قال عليه الصلاة السلام : " يا أيها الناسُ ! توبوا إلى اللهِ . فإني أتوبُ ، في اليومِ ، إليه مائةَ مرةٍ " أخرجه مسلم .
إخوة الإيمان: عبادةٌ عظيمة مدح الله بها أنبياء ، وأهلها هم خير مَن يَصحبُهم المرءُ في حياته ، وهي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ ، البِشارة من الله لأهل هذه العبادة ، ولا يعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ من ملئ قلبه بها ، وهي مانعةٌ من عذابِ الله ، بل إن الله أخبر أن الجنّة أعِدَّت للمتقين المتصفين بها ، عبادة تملأ القلب إيمانا ، حقيقتُها الرجوعُ إلى الله، والإقبال عليه وهي منزلةٌ أعلى من التوبة، فالتوبةُ إقلاعٌ عنِ الذنب وندَم على ما فات وعَزمٌ على عدَم العودة إليه، وهي تدلّ على ذلك وتدلّ على الإقبالِ على الله بالعِبادات إنها عبودية الإنابة.
وإليكم ـ معشر المؤمين ـ بعض الآيات ، الإنابةُ إلى اللهِ هي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ، كما قال سبحانه{ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} ، والبِشارة من الهذ لأهل الإنابة {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ولا يعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ المنيب إلى ربِّه، { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ{6} وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{7} تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } وفي آية أخرى﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ الإنابةُ عباد الله تمنع من عذابِ الله، {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ } وسلعة اله الغالية الجنّة أعِدَّت للتقي صاحب القلب المنيب ، { وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}
إخوة الإيمان :وقال جلّ وعلا عن داودَ عليه السلام{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } وقال عَن سليمانَ عَليه السلام{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ }وقال عن شُعيب عليه السلام{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وقال عن نبينا محمّد عليه الصلاة والسلام { ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وأثنى الله على خليلِه إبراهيم لاتِّصافِه بالإنابةِ إليه والرّجوعِ إليه في كلِّ أمر، قال جلّ وعلا{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } ومِن دعاء الخليلِ عليه السلام: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } كما أمر الله باقتفاء طريق المنيبين قال سبحانه { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } .إخوة الإيمان : وحقيقة الإنابة في معنيين : الرجوع إلى الله والإقبال عليه ، الإنابة تنير القلب بحب الله وخوفه ورجاءه و إجلاله ويظهر أثرها على أعمال المسلم ومظهره سلوكه ، ففي القلب إيمان عال وفي الجوارح عمل و استسلام .
قال ابن القيم : المنيب إلى الله المسرع إلى مرضاته ، الراجع إليه في كل وقت المتقدم إلى محابّه .
وقال رحمه الله : " والإنابة إنابتان : إنابة لربوبيته ، وهي إنابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر ... ثم قال رحمه الله والإنابة الثانية : إنابة أوليائه وهي إنابة لإلهيته إنابة عبودية ومحبة ، وهي تتضمن أربعة أمور : محبتهُ والخضوعَ لهُ والإقبال عليه والإعراض عما سواه اهـ
والشأن عباد الهه في إنابة العبد الاختيارية زمن الرخاء ، وإلا فعند الاضطرار فحتى الكفار والفجار ينيبون إلى ربهم ، ومنهم من تكون هذه الشدة والإنابة فاتحة خير له ومنهم لئيم يعود إلى شره ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾
بارك الله لي ولكم ...
الحمدُ لله عَلَى إحسانِه، والشّكر له على توفيقِهِ وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا. أمّا بعد: فإن الإنابة منزلة عالية كما مر معنا بعض شأنها ،
معشر الكرام : من علامات الإنابة : توجع العبد وتألم قلبه عند وقع الذنب .
ومن علامات الإنابة : التوبة السريعة وعدم الاصرار على الذنب .
ومن علامتها : التحسر على فوات الطاعات والحرص على أدائها أو فعل طاعة مقاربة لها أو خير منها .
ومن علامات الإنابة : الحرص على الخروج من التبعات وذلك بالتوبة لله من الذنوب التي بين العبد وبين ربه ، وأداء الحقوق التي للخلق .
ومن علاماتها : أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر ولا يشمت به بل يحمد الله على العافية ويدعو لأخيه .
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى الله عزّ وجل: تجنب احتقار أهلِ الغفلة والخوفُ عليهم مع فتحِ بابَ الرجاءِ للنفس, بل تخافَ على نفسِك وأنتَ في الطاعة، و ترجو لهم التوبةَ والإنابة وهم في المعصية.
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى اللهِ عزّ وجل: استقصاءُ رؤيةِ علل النفس والتفتيش عنها ، من رياء أو سمعة أو عجب . فاللهم عاملنا بفضلك وعفوك ولا تعاملنا بعدلك .
....
ثم صلوا وسلموا ...
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، جعل الليل و النهار خلفة فتذكر أولوا الألباب، نحمده تبارك و تعالى على المسببات و الأسباب..و نعـوذ بنور وجهه الكريم مـن المؤاخذة و العتاب وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، وتجديد التوبة والاستزادة من أسباب المغفرة فقال قال عليه الصلاة السلام : " يا أيها الناسُ ! توبوا إلى اللهِ . فإني أتوبُ ، في اليومِ ، إليه مائةَ مرةٍ " أخرجه مسلم .
إخوة الإيمان: عبادةٌ عظيمة مدح الله بها أنبياء ، وأهلها هم خير مَن يَصحبُهم المرءُ في حياته ، وهي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ ، البِشارة من الله لأهل هذه العبادة ، ولا يعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ من ملئ قلبه بها ، وهي مانعةٌ من عذابِ الله ، بل إن الله أخبر أن الجنّة أعِدَّت للمتقين المتصفين بها ، عبادة تملأ القلب إيمانا ، حقيقتُها الرجوعُ إلى الله، والإقبال عليه وهي منزلةٌ أعلى من التوبة، فالتوبةُ إقلاعٌ عنِ الذنب وندَم على ما فات وعَزمٌ على عدَم العودة إليه، وهي تدلّ على ذلك وتدلّ على الإقبالِ على الله بالعِبادات إنها عبودية الإنابة.
وإليكم ـ معشر المؤمين ـ بعض الآيات ، الإنابةُ إلى اللهِ هي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ، كما قال سبحانه{ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} ، والبِشارة من الهذ لأهل الإنابة {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ولا يعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ المنيب إلى ربِّه، { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ{6} وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{7} تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } وفي آية أخرى﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ الإنابةُ عباد الله تمنع من عذابِ الله، {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ } وسلعة اله الغالية الجنّة أعِدَّت للتقي صاحب القلب المنيب ، { وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}
إخوة الإيمان :وقال جلّ وعلا عن داودَ عليه السلام{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } وقال عَن سليمانَ عَليه السلام{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ }وقال عن شُعيب عليه السلام{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وقال عن نبينا محمّد عليه الصلاة والسلام { ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وأثنى الله على خليلِه إبراهيم لاتِّصافِه بالإنابةِ إليه والرّجوعِ إليه في كلِّ أمر، قال جلّ وعلا{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } ومِن دعاء الخليلِ عليه السلام: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } كما أمر الله باقتفاء طريق المنيبين قال سبحانه { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } .إخوة الإيمان : وحقيقة الإنابة في معنيين : الرجوع إلى الله والإقبال عليه ، الإنابة تنير القلب بحب الله وخوفه ورجاءه و إجلاله ويظهر أثرها على أعمال المسلم ومظهره سلوكه ، ففي القلب إيمان عال وفي الجوارح عمل و استسلام .
قال ابن القيم : المنيب إلى الله المسرع إلى مرضاته ، الراجع إليه في كل وقت المتقدم إلى محابّه .
وقال رحمه الله : " والإنابة إنابتان : إنابة لربوبيته ، وهي إنابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر ... ثم قال رحمه الله والإنابة الثانية : إنابة أوليائه وهي إنابة لإلهيته إنابة عبودية ومحبة ، وهي تتضمن أربعة أمور : محبتهُ والخضوعَ لهُ والإقبال عليه والإعراض عما سواه اهـ
والشأن عباد الهه في إنابة العبد الاختيارية زمن الرخاء ، وإلا فعند الاضطرار فحتى الكفار والفجار ينيبون إلى ربهم ، ومنهم من تكون هذه الشدة والإنابة فاتحة خير له ومنهم لئيم يعود إلى شره ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾
بارك الله لي ولكم ...
الحمدُ لله عَلَى إحسانِه، والشّكر له على توفيقِهِ وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا. أمّا بعد: فإن الإنابة منزلة عالية كما مر معنا بعض شأنها ،
معشر الكرام : من علامات الإنابة : توجع العبد وتألم قلبه عند وقع الذنب .
ومن علامات الإنابة : التوبة السريعة وعدم الاصرار على الذنب .
ومن علامتها : التحسر على فوات الطاعات والحرص على أدائها أو فعل طاعة مقاربة لها أو خير منها .
ومن علامات الإنابة : الحرص على الخروج من التبعات وذلك بالتوبة لله من الذنوب التي بين العبد وبين ربه ، وأداء الحقوق التي للخلق .
ومن علاماتها : أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر ولا يشمت به بل يحمد الله على العافية ويدعو لأخيه .
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى الله عزّ وجل: تجنب احتقار أهلِ الغفلة والخوفُ عليهم مع فتحِ بابَ الرجاءِ للنفس, بل تخافَ على نفسِك وأنتَ في الطاعة، و ترجو لهم التوبةَ والإنابة وهم في المعصية.
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى اللهِ عزّ وجل: استقصاءُ رؤيةِ علل النفس والتفتيش عنها ، من رياء أو سمعة أو عجب . فاللهم عاملنا بفضلك وعفوك ولا تعاملنا بعدلك .
....
ثم صلوا وسلموا ...
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
غبت عنا شيخ حسام الجبرين والحمد لله على سلامتك وعودتك بين إخوانك ومحبيك وزادك الله نفعا وعلما.
تعديل التعليق