وآتوا الزكاة

عبدالله اليابس
1442/08/18 - 2021/03/31 14:24PM

الزكاة                                        الجمعة 20/8/1442هـ

الحَمْدُ للهِ الـمُتَوَحِّدِ بِالعَظَمَةِ وَالجَلَالِ، الـمُتَفَرِّدِ بِالبَقَاءِ وَالكَمَالِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى جَزِيلِ الإِنْعَامِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى عَظِيمِ الإِفْضَالِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الكَبِيرُ الـمُتَعَال.

 وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، الـمُنْقِذُ بِإِذْنِ رَبِّهِ مِنَ الضَّلَالِ، وَالدَّاعِي إِلَى كَرِيمِ السَّجَايَا وَالخِلَالِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ خَيرِ أَهْلٍ وَآلٍ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَهْلِ الإِكْبَارِ وَالإِجْلَالِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الـمَآلِ.

 أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. قَبْلَ الإِسْلَامِ.. كَانَتْ مَعِيشَةُ البَشَرِ كَالحَيَوَانَاتِ فِي الغَابَةِ، القَوِيُّ يَأْكُلُ الضَّعِيفَ، وَالغَنِيُ يَزْدَرِي الفَقِيرَ، لَا تَرَاحُمَ وَلَا تَعَاطُفَ، إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا مِنْ بَعْضِ مَا لَدَى العَرَبِ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ.

 ثُمَّ جَاءَ الِإسْلَامُ.. وَآخَى بَيْنَ الـمُسْلِمِينَ، وَدَعَاهُمْ إِلَى التَّكَافُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (المسلم أخو المسلم).

وَلَمَّا أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيهِ مُعَاذًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى اليَمَنِ أَوْصَاهُ بِوَصَايَا أَخْرَجَهَا الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ هَذِهِ الوَصَايَا أَنْ قَالَ لَهُ: (أعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ).

أَمْوَالُهُمْ.. تُأْخَذُ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَتُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ.. يُؤْجَرُ بِهَا الغَنِيُّ وَيَتَزَكَى.. وَيَسْتَغْنِي بِهَا الفَقِيرُ وَيَتَعَفَّفَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. إِنَّ الزَكَاةَ ثَالِثُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ.. فَهِيَ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ جَلِيلَةٌ.. جُعِلَتْ فِي مَصَافِّ التَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ وَالحَجِّ.

مَنْ دَفَعَ زَكَاةَ مَالِهِ اِبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى كَانَتْ لَهُ أَضْعَافَاً مُضَاعَفَةً فِي الثَّوَابِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ}.

إِنَّ الزَّكَاةَ تَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حُرٍّ، فَتَجِبُ فِي مَالِ الرَّجُلِ وَالـمَرْأَةِ، وَالصَّبِيِّ وَالـمَجْنُونِ.

 وَيُشْتَرَطُ فِي الـمَالِ الـمُزَكَّى أَنْ يَبْلُغَ النِّصَابَ وَيَحُولَ عَلَيهِ الحَولُ، بِمَعْنَى أَنْ تَمُرَّ عَلَى مِلْكِيَّةِ الـمُسْلِمِ لِلْمَالِ سَنَةٌ كَامِلَةٌ.

وَيَبْلُغُ نِصَابُ النَّقْدِ اليَومَ 1719.55 ريال، فَمَنِ اِمْتَلَكَ هَذَا الـمَبْلَغَ وَمَضَتْ عَلَيهِ سَنَةٌ كَامِلَةٌ، وَجَبَتْ عَلَيهِ الزَّكَاةُ.

وَيَجِبُ إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ لِصِنْفٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنَ الأَصْنَافِ الثَمَانِيَةِ الوَارِدَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ الله وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، وَمَنْ أَخْرَجَهَا لِغَيرِ هَذِهِ الأَصْنَافِ لَمْ تَصِحَ مِنْهُ، كَمَنْ صَلَّى فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ.

وَتَجِبُ الـمُبَادَرَةُ إِلَى إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ حَالَ وُجُوبِهَا، وَيَجُوزُ تَقْدِيمُهَا عَنْ وَقْتِهَا عَامًا أَوْ عَامَيْنِ، لِمَا وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ زَكَاةَ عَمِّهِ العَبَّاسِ عَنْ عَامَينِ.

وَالأَصْلُ إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ فِي بَلَدِ الـمُزَكِّي الذِي يَسْكُنُ فِيهِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ)، لَكِنْ لَوْ كَانَ هُنَاكَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ خَارِجَ البِلَادِ، أَوْ كَانَ لَهُ أَقَارِبُ فُقَرَاءُ خَارِجَ البِلَادِ، فَيَجُوزُ دَفْعُهَا إِلَيهِمْ كَمَا أَفْتَى بِذَلِكَ سَمَاحَةُ الشَّيخِ عَبْدُالعَزِيزِ بنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وَصَرْفُ الزَّكَاةِ لِلْفُقَرَاءِ مِنَ الأَقَارِبِ جَائِزٌ، بَلْ لَهُ أَجْرَانِ: كَمَا رَوَى اِبْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ بِنِ عَامِرٍ الضَّبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الصَّدَقَةُ عَلَى الـمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اِثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ).

لَكِنْ يُسْتَثْنَى مِنَ الأَقَارِبِ الذِينَ يَجُوزُ إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ لَهُمْ الزَوْجَاتُ وَالآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ وَالأَجْدَادُ وَالجَدَّاتُ، إِضَافَةً إِلَى الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ وَأَبْنَائِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ لَا يَجُوزُ إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ لَهُمْ، وَإِنَّمَا يُنفِقُ عَلَيهِمْ مِنْ غَيْرِ الزَّكَاةِ.

وَتَجِبُ الزَّكَاةُ فِي الـمُرَتَّبِ الشَهْرِيِّ إِذَا حَالَ عَلَيهِ الحَولُ، فَإِنْ خَشِيَ مِنْ عَدَمِ ضَبْطِهِ لِمَوَاعِيدِ إِخْرَاجِ زَكَاةِ كِلِّ شَهْرٍ عَلَى حِدَهْ فَلَا بَأْسَ أَنْ يُحَدِّدَ لَهُ يَوْمًا فِي السَّنَةِ يُخْرِجُ زَكَاةَ مَالِهِ فِيهِ.

وَيَجِبُ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الـمَالِ لِلْمُسْتَحِقِّ نَقْدًا، وَلَا يُجْزِئُ إِخْرَاجُهَا كَمَوَادٍ غَذِائِيَّةٍ أَوْ أَثَاثٍ أَوْ تَسْدِيدِ إِيْجَارٍ أَوْ فَوَاتِيرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، لَكِنْ إِنْ كَانَ هُنَاكَ فَقِيرٌ مُعَيَّنٌ، يَحْتَاجِ إِمَّا إِلَى دَوَاءٍ أَوْ غِذَاءٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ مِنَ اِحْتِيَاجَاتِهِ، وَكَانَ الـمُزَكِّي يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَتَرَتَّبُ عَلَى صَرْفِ الزَّكَاةِ لَهُ نَقْدَاً مَفْسَدَةٌ وَاضِحَةٌ، أَوْ كَانَتِ الـمَصْلَحَةُ تَقْتَضِي عَدَمَ إِعْطَاءِ ذَلِكَ الفَقِيرِ النُّقُودَ، فَفِي هَذِهِ الحَالِ أَجَازَ بَعْضُ العُلَمَاءِ وَمِنْهُمُ اِبْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ صَرْفَهَا لَهُ مَوَادًا عَيْنِيَّةً بَدَلاً مِنَ النُّقُودِ.

وَاِخْتَارَ الشَّيخُ اِبْنُ عُثَيمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَطْلُبَ الـمُزَكِّي مِنَ الفَقِيرِ أَنْ يُوَكِّلَهُ فِي شِرَاءِ مَا يَحْتَاجُهُ خُرُوجًا مِنَ الخِلَافِ فِي الـمَسْأَلَةِ.

وَيَنْبَغِي أَنْ يُخْرِجَ الـمُسْلِمُ زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، فَلَا يُخْرِجُهَا بِتَثَاقُلٍ أَوْ تَكَاسُلٍ، بَلْ يَعْلَمَ أَنَّهَا طُهْرَةٌ لَهُ وَلِمَالِهِ، وَأَنَّ الـمَالَ حَقٌّ للهِ اِمْتَنَّ بِهِ وَتَفَضَّلَ عَلَيهِ، فَمِنْ شُكْرِهِ أَنْ يُؤَدِيَ حَقَّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ، وَلْيَحْرِصْ عَلَى إِخْرَاجِهَا وَتَوْزِيعِهَا عَلَى الـمُسْتَحِقِّينَ بِنَفْسِهِ قَدْرَ الإِمْكَانِ، فَإِنَّ لِذَلِكَ أَثَرًا فِي القَلْبِ لَا يَخْفَى.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلَّا اللهُ رَبُّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَيَّومُ السَّمَاوَات وَالأَرَضِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

أَمَّا بَعْدُ: {ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. إِنَّ أَدَاءَ الزَّكَاةِ بَرَكَةٌ عَلَى الـمَالِ، يَزِيدُ فِي بَرَكَةِ الـمَالِ وَيُنَمِّيهِ، {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

وَمَنْ أَمْسَكَ الـمَالَ رَغْبَةً فِي حِفْظِهِ وَتَنْمِيَتِهِ حَلَّتْ عَلَيهِ دَعْوَةُ الـمَلَكَينِ كَمَا فِي الصَّحِيحَينِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَومٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَان يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: الَّلهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: الَّلهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).. وَأَيُّ إِمْسَاكٍ لِلْمَالِ أَعْظَمُ مِنْ إِمْسَاكِ الزَّكَاةِ الوَاجِبَةِ؟

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ تَعَالَى تَارِكَ الزَّكَاةِ بِالوَعِيدِ العَظِيمِ، وَجَعَلَ سُبْحَانَهُ مَنْعَ الزَّكَاةِ مِنْ صِفَاتِ الكَافِرِينَ: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي فِيهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيْدَتْ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ).

إِنَّنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَا نَصْبِرُ عَلَى البَقَاءِ فِي حَرِّ الظَهِيرَةِ.. فَكَيْفَ بِحَرِّ جَهَنَّم؟

فَبَادِرُوا بِزَكَاةِ الـمَالِ إِنَّ بِهَا *** لِّلْنَّفْسِ وَالـمَالِ تَطْهِيرَاً وَتَحْصِينَاً

أَلَمْ تَرَوا أَنَّ أَهْلَ الـمَالِ فِي وَجَلٍ *** يَخْشَونَ مَصْرَعَهُمْ إِلَّا الـمُزَكِّينَا

فَهَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ اللهَ أَوْرَثَكُمْ *** مَالَاً لِتَشْقَوا بِهِ جَمْعَاً وَتَخْزِينَاً

أَوْ تَقصُرُوهُ عَلَى مَرْضَاةِ أَنْفُسِكُمْ *** وَتَحْرِمُوا مِنْهُ مَنْكُوبَاً وَمِسْكِيناً

مَا أَنْتُمُ غَيرُ أَقْوَامٍ سَيَسْأَلُكُم *** إِلَهُكُمْ عَنْ حِسَابِ الـمُسْتَحِقِّينَا

وَلَنْ تَنَالُوا نَصِيبَاً مِنْ خِلَافَتِهِ *** إِلَّا بِأَنْ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَا

{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَأَكْثِرُوا مِنْهَ فِي هَذَا اليَومِ الجُمُعَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1617200645_الزكاة 20-8-1442.docx

1617200646_الزكاة 20-8-1442.pdf

المشاهدات 1015 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا