هيئة كبار العلماء تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد

أبو عبد الرحمن
1432/04/03 - 2011/03/08 10:12AM
موضحة أن الإصلاح لا يكون بالوسائل التي تثير الفتن والتفرقة

هيئة كبار العلماء تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد


الرياض - واس :

حذرت هيئة كبار العلماء في المملكة اليوم الأحد في بيان لها من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة في ظل ما يجري هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم، وإن هيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي ، وغمط الحق.

وجاء في بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية

" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.
وقال جل وعلا : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.


التحذير من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة في ظل ما يجري هذه الأيام من اضطرابات وفتن في العالم



ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماًَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها .

وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظم ذم من تركه ، إذ يقول جل وعلا (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.
وقال سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105 وقال جل ذكره :(( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.
وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : " يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي" .

وقوله عليه الصلاة والسلام " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان " رواه مسلم .


كبار العلماء يدعون الجميع لبذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة


وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث .

ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : (( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32.
وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة .

وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : (( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) البقرة :125.
وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً .

وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي ، وغمط الحق.


المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، والمملكة حافظت على هذه الهوية


كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.

ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .

فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .

والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .

وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.

والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

011364985555.jpg
المشاهدات 2563 | التعليقات 3

في بيان أيد فيه موقف هيئة كبار العلماء في المملكة

مجلس الشورى يؤكد على أهمية الحفاظ على الأمن وعدم الالتفات إلى الدعاوى التضليلية

الرياض - محمد الشيباني
أكد مجلس الشورى على أهمية الحفاظ على الأمن في المملكة وعدم الالتفات إلى الدعاوى التضليلية التي تنادي بالتظاهر وتنظيم الاعتصامات والمسيرات والتي تتنافى مع مبادئ الشرع الإسلامي المطهر الذي تدين به المملكة قيادة وشعباً وتحكّمه في سائر شؤونها.
وأيد المجلس موقف هيئة كبار العلماء بالمملكة الذي أكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، وحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة وأوجب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان.
وقال رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ "إن قيم المجتمع السعودي وثقافته الأصيلة وأعرافه التي توارثها لم تتجسد فيها مثل هذه المظاهر الغوغائية والتي قد تخرج المسار الوطني المجمع عليه من كافة أبناء الوطن إلى مسارات تنتهك فيها حرمة الأنفس والأموال العامة والخاصة، وإيقاف عجلة التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة في مختلف المناطق وغير ذلك من السلبيات المشاهدة في العديد".



آل الشيخ: قيم المجتمع وثقافته الأصيلة وأعرافه لم تتجسد فيها المظاهر الغوغائية



ولفت إلى ما تضمنه البيان الذي صدر عن هيئة كبار العلماء من أن المملكة قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها. وشدد معاليه على ضرورة أن يراعي كل فرد في موقعه من أبناء الوطن الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة، وأن يلتزم الجميع بالنهج السعودي المتفرد الذي اختطه ولاة الأمر - رعاهم الله - المتمثل في سياسة الباب المفتوح والكتابة المباشرة لولي الأمر، أو أي مسؤول لتحقيق مطلب أو رفع مظلمة.
وناشد جميع الأجهزة الحكومية المعنية بسرعة تنفيذ الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت مؤخراً والتي من شأنها أن تعالج عدداً من الملفات والقضايا الملحة أبرزها البطالة والإسكان وتعمل على سد حاجة شرائح مختلفة من المجتمع.
وسأل رئيس مجلس الشورى المولى القدير أن يحفظ لهذه البلاد الطاهرة دينها وأمنها، وأن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بمزيد من العون والتوفيق لقيادة المملكة نحو المزيد من الرخاء والازدهار والسمو بها بين الأمم في مختلف المجالات.


المجلس يدعو إلى وقف أعمال العنف في ليبيا حقناً للدماء وحفاظاً على سلامة الشعب الليبي ووحدة أراضيه

مجلس الوزراء يشدد على أهمية المضامين القيمة لبيان هيئة كبار العلماء


الرياض - واس

رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس الاثنين في قصر اليمامة بمدينة الرياض.
وفي مستهل الجلسة أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على المشاورات والاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة حول تطورات الأحداث في المنطقة والعالم، ومن ذلك الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من فخامة الرئيس عبدالله غل رئيس الجمهورية التركية.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة أن المجلس شدد على أهمية المضامين القيمة لبيان هيئة كبار العلماء الذي صدر يوم أمس الأول الأحد، وما اشتمل عليه إزاء ما يجري من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم، ودعوته الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة، وتحذيره من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك، وتوجهه بالحمد لله سبحانه على ما منّ به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية.


لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم وأعراف المجتمع السعودي

«الداخلية»: الأبواب مفتوحة والتظاهرات مخالفة للأنظمة.. والعلماء يحرمونها

سعد السهيمي وعبد السلام الثميري من الرياض

شددت وزارة الداخلية على أن الأنظمة المعمول بها في المملكة تمنع منعاً باتاً جميع أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والدعوة لها.

وبناءً على ما لوحظ من محاولة البعض للالتفاف على الأنظمة والتعليمات والإجراءات ذات العلاقة بها لتحقيق غايات غير مشروعة وتأكيداً لما سبق الإعلان عنه بتاريخ 2/1/1430هـ، أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن الأنظمة المعمول بها في المملكة تمنع منعا باتا جميع أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والدعوة لها، وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم وأعراف المجتمع السعودي ولما يترتب عليه من إخلال بالنظام العام وإضرار بالمصالح العامة والخاصة والتعدي على حقوق الآخرين وما ينشأ عن ذلك من إشاعة الفوضى التي تؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال والتعرض للممتلكات العامة والخاصة.

وأكد المتحدث الأمني أنه وفي الوقت الذي ضمنت فيه الأنظمة والقيم السائدة في مجتمعنا المحكوم بشرع الله وسنة رسوله وسائل مشروعة للتعبير وأبواباً مفتوحة تكفل التواصل على كافة المستويات في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام، فإن قوات الأمن مخولة نظاماً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأية صورة كانت وتطبيق الأنظمة بحقه.
وعلمت «الاقتصادية» من مصادر مطلعة أن هيئة كبار العلماء في الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء، اجتمعت أمس، وستواصل اجتماعها اليوم، لإصدار بيان في هذا الشأن.

وفي الشأن ذاته، دعا عدد من العلماء والدعاة إلى البعد عن المشاركة في المظاهرات لحرمتها الشرعية ولأنها ستكون انطلاقة للفوضى وزعزعة للأمن، وفيها مفاسد كبيرة من خلال وقوع قتلى ومصابين من خلال التدافع والمشاركة في هذه المظاهرات، وأكدوا أن مثل هذه المظاهرات لا تأتي بخير، وإذا وقعت إصابات وأضرار من المتظاهرين فهم آثمون ومن غير اللائق بالمسلم المشاركة فيها، وفيما يلي آراء العلماء والدعاة.

بداية يقول الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات:

ما هي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد, وأن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة, أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين، المسلم ليس فوضويا، المسلمون ليسوا فوضويين، المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.
ومضى يقول وإذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته، فالحمد لله أن المسؤولين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لا يتنكرون على أن يستقبلوا أي أحد، أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد، ومجتمعنا لا يعرف هذه الأشياء، إنما هذه من فئة لا اعتبار لها، إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية, أما الإصلاح الذي يرجو أولئك من خلاله الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لا تحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى, وأكد أن ما سمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له، لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم.

من جهته، يقول الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء:

ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام، والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، والمظاهرات تحدث سفك الدماء وتحدث تخريب الأموال ولا تجوز هذه الأمور.

وأضاف أما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.

ويرى الشيخ عبد العزيز الراجحي أن المظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وهي دخيلة على الإسلام ولم يعرف بها السلف، وما كانت معروفة آنذاك وينبغي على كل مسلم تجنبها.
ويقول الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي: العجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون إلى الاشتراك في مظاهرات في الشارع لأجل توجيه ظل الشر بواسطة فاكس أو إنترنت بحجة الإصلاح، إن هذه المظاهرات من الفساد، أما الإصلاح بالكتاب والسنة فمن خلال ولاة الأمر والعلماء، وأما المظاهرات فلا تجوز بحال، وليست لنا، لأننا أهل شريعة، وهذا التخريب والمظاهرات التي بدأت تظهر توجب علينا جميعا حكاما ومحكومين أن نقف لها بالمرصاد، لتختفي تماما، بقوة الحجة، وبقوة السلطان.

من جانبه، يقول الشيخ صالح السدلان إن الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم، وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لا تجوز في الإسلام، بل هي عند غير المسلمين، ونحن مع الأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور، لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة.

ويؤكد الشيخ إبراهيم الفايز الأستاذ في كلية الشريعة بالرياض أن المظاهرات ليست من الإسلام في شيء وهي فتنة يستغلها أعداء الإسلام والمسلمين من خلال التغرير بمن يتخذها سبيلا للدعوة، يستغلونها للطائفية وأجندات خارجية ومساعدة على تقسيم الوطن العربي وخدمة الديانات المنحرفة لكي تشيع كل المبادئ وتتحول أرض الجزيرة إلى فوضى وينتشر فيها الشرك بدل التوحيد الذي ترعاه دولتنا المباركة، ونحن نشاهد من يروج لهذه المظاهرات والشر واضح في دعوتهم، وهناك من يريدون السيطرة على بلاد الحرمين الشريفين، وهذه المظاهرات تخدم أغراض من هم ضد الدين فلا بد من الحذر من هذه الأفكار التي تسيء للدين ومخالفة له، وعلى هؤلاء المغرر بهم أن يعودوا لرشدهم ويقدموا ما لديهم من مطالب لحكامنا فأبوابهم مشرعة للجميع وعليهم ألا يكونوا ألعوبة في خدمة أغراض أعداء الدين.
بن باز: من أسباب الفتن والشرور وظلم بعض الناس
قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله: لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم، وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان.
وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات.
ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطريق الصحيح، بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن.
بن عثيمين: أمر حادث لم يكن معروفاً في عهد النبي ولا عهد الخلفاء
سئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء سابقا - رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟ فقال ـــ رحمه الله: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة ـــ رضي الله عنهم.
ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله ـــ صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف، فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان.
المصدر