هنا البركةُ أيّها الباحثونَ عنها

عبدالمحسن بن محمد العامر
1444/12/18 - 2023/07/06 18:50PM

الحمدُ للهِ جَعلَ البَرَكَةَ سِّراً خفيّا، ورَزقَها مَنْ شاءَ مِنْ عبادِه رِزْقاً هنيّا، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" وأشهدُ أنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه جاءَ بالصراطِ المستقيمِ واضحاً جليّا؛ صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلِه وأصحْابِه ومَنْ تبعَهم بإحسانٍ إلى يومٍ كانَ على العبادِ حتْمَاً مأتيّا ..

أمّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ تعالى؛ ففي التقوى طاعةُ الرحمنِ، وميراثُ الجنانِ: "تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا"

معاشرَ المؤمنينَ: البَرَكَةُ خيرٌ إلهيٌّ، وعَطاءٌ ربّانيٌّ، يَتمَنَّاهُ كلُّ أحدٍ، ويَسْتَشْرفُه كلُّ عبدٍ، لأنّها إذا حَلَّتْ في المالِ كثَّرتْهْ،
وفي الولدِ أصْلَحَتْهُ، وفي الجسمِ أصَحَّتْهُ وقوَّتْهُ، وفي الوقتِ عَمَرَتْهُ، وفي القلبِ أسْعَدَتْهُ.

ولهذا لا عَجَبَ أنْ يَبْحَثَ عنْها العقلاءُ، ويسعى إليها النبلاءُ، وأنْ يُغبنَ فيها المحرومونَ، ويبكي عليها الخاسرون.

وهي لا تُشترى بالمالِ، ولا تُنالُ بالتَّمنِّي والأقْوَالِ، وإنمّا يُدْركُها المتّقونَ المُخْلِصونَ، ويهنأُ بها المؤمنونَ الصّادقونَ، ويَفوزُ بها العابدونَ المُتَّبِعُونَ.

فأينَ توجَدُ البَرَكةُ؟ وكيفَ لنا أنْ نُحَصِّلها؟ وهلْ مِنْ أسبابٍ تُنْزلُها علينا؟

نعم ــ عبادَ اللهِ ــ مواطنُ البرَكةِ معروفةٌ، وسُبُلُ تَحْصِيلِها مَيسورةٌ، وأسبابُ نزولِها مَوفورَةٌ، ولكنْ قبلَ أنْ نُبَيِّنَ شيئاً مِنْ تلكمُ المواطنَ والسُّبُلَ والأسبابَ؛ ينبغي لنا أنْ نُدْركَ أنَّ البَركَةَ ليستْ دائماً شيئاً ماديَّاً، أوْ أمراً مَحْسُوساً أوْ ملْمُوسَاً، فقد تكونُ شيئاً خفيّاً يحتَاجُ مِنَ العبدِ تأملاً في أيّامِه، وتفكّراً في حياتِه، ومقارنةً بين أحْوَالِه، ليَعْرِفَ كيفَ غَيَّرتِ البرَكَةُ دُنْيَاهُ، وكيْفَ نَقَلَتْهُ ــ بِلُطْفِ اللهِ ــ وهو لا يَشْعُرُ؛ مِنْ حالٍ إلى حالٍ، ومِنْ وضْعٍ إلى آخرَ، ومِنْ مَوْطِنِ نقصٍ إلى مَرْقَى كمالٍ.

وأوّلُ أسبابِ البَرَكَةِ: الإيمانُ والتقوى؛ فَمَنْ تحلّى بهما فُتِحَتْ له أبوابٌ مِنَ البَركاتِ لا يعلمها إلا اللهُ تعالى، قالَ سبحانَه: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البركةِ: حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ تعالى، وتَوقّعُ الجَمَيْلِ منه، قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّمَ: قالَ اللهُ تعالى: "أنا عند ظَنِّ عبدِي بي إنْ ظَنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظَنَّ شرًّا فلهُ" رواه ابنُ حِبّانَ وصحَّحَه الألبانيُّ.

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البركَةِ: الرِّضا بالقضاءِ والقَدَرِ، واليقينُ بالعِوَضِ مِنَ اللهِ تعالى، فعَوَاقبُ ذلك حَميدةٌ، وعوائدُهُ مُفيْدَةٌ، وخَيراتُه عديْدَةٌ، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللهُ عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ؛ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا؛ فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم" رواهُ مسلمٌ.

وكانَ مِنْ رضا المسلمينَ بِمُرِّ القضاءِ والقَدَرِ أنَّهم يقولونَ: (اللهمَ إنّا نسألكَ بَرَكَةَ المَبْرُوْدِ أوْ المَجْرُوْدِ) ويعنونَ بذلكَ بركَةَ الزَّرْعِ أوْ الثَّمرِ الذي أصابَهُ بَرَدٌ، أوْ بَرْدٌ، أوْ جَرَادٌ؛ فقدْ علَّمَهُمْ الرضا بالقضاءِ والقَدَرِ؛ أنّ البَرَكَةَ تَحِلُّ فيما تبقَّى مِنْ ذلكَ الزَّرْعِ أو الثَّمرِ، وأنْ يُخْلِفُ اللهُ عليْهم خَيْراً كثيرً.
ومِنْ أسبابِ البركةِ؛ قراءةُ القرآنِ بتدبّرٍ وتَفَكُّرٍ؛ قالَ تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ومِنْ سُورِ القرآنِ التي جاءَ النًّصُ  على أنَّ قراءتَها وأخْذَها بركَةٌ؛ سورةُ البقرةُ؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ" رواه مسلمٌ

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البركَةِ: برُّ الوالدينِ وصِلَةُ الأرحَامِ؛ قالَ عليه الصلاةُ والسّلامُ: "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" رواهُ البخاريُّ، والحديثُ وإنْ كانَ ينصُّ على الأرحامِ، فإنَّ الوالدينِ أخصُّ الأرحامِ وأولى مِنْهم، بلْ هما السببُ المُوصلُ للأرحامِ، وعنْ طريقِهما تُعرفُ الأرحامُ؛ وتَجِاربُ النّاسِ قديماً وحديثاً تَشهدُ على أنَّ برَّ الوالدينِ مِنْ أعْظَمِ الأسبابِ التي تَسْتَجْلِبُ البَرَكَةَ في العُمُرِ والمَالِ والأَهْلِ والأَبْنَاءِ والرِّزْقِ، فالبِرُّ مِنْ أحبِّ الأَعْمَالِ إلي اللهِ وأفْضَلِها.

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البَرَكةِ: رحمَةُ الفُقَراءِ، والضُّعفَاءِ، والمساكينِ، والزّمْنَى، والمُعَوّقينَ جسديّاً أو عقليّاً؛ ففي صحيحِ البخاريِّ "أنَّ سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه رأى أنَّ له فَضْلًا علَى مَن دُونَهُ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ؟!" وفي روايةٍ عند النسائيِ صحَّحها الألبانيُّ؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّما يَنْصُرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها، بدَعوتِهِم وصَلاتِهِم ، وإخلاصِهِم"

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البركَةِ: الصّدْقُ في البيعِ والشراءِ قالَ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما" رواه البخاريُّ ومسلمٌ، وكما أنَّ الصِّدْقَ والبيانَ لحالِ السلْعَةِ يُبَارِكُ البيعَ على البائعِ والمشتري، فإنَّ الحَلِفَ يَمْحَقُ بَرَكةَ البيعِ؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلّم: "الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ" رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ.

ومِنْ أسبابِ تحْصيلِ البركَةِ: الإنفاقُ في وجوه البرِّ والخيرِ، وإنفاقُ النّفقاتِ المشروعةِ على الأهلِ ومَنْ تَلْزمُ نفقتُهم؛ قالَ تعالى: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" وقالَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ: "ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" متفقٌ عليه.

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البركَةِ: صنائعُ المعروفِ، وبذلُ الإحسانِ، قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ: "صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ" صحَّحَه الألبانيُّ

ومِنْ أسباب تحصيلِ البركَةِ: البُكُورُ في كلِّ أمْرٍ؛ في طَلَبِ الرزقِ، وفي إنهاءِ الأعمالِ، وفي الوظائفِ، وفي التجارةِ، وفي السّفرِ وكلِّ أمرٍ يَقْدِرُ المسلمُ أنْ يُبكَّرَ فيه، عن صَخْرٍ الغامديِّ رضي اللهُ عنه، قالَ: "قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّم: اللَّهمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكورِها، وَكانَ إذا بَعثَ سريَّةً أو جيشًا بَعثَهُم من أوَّلِ النَّهارِ، وَكانَ صخرٌ رجلًا تاجرًا، وَكانَ يَبعثُ تجارتَهُ من أوَّلِ النَّهارِ فأثرَى وَكَثُرَ مالُهُ" رواه أبو داودَ وصححه الألبانيُّ.

باركَ اللهُ لي ولكم بالكتابِ والسنّة ونفعنا بما فيهما مِنَ الآياتِ والحكمَةِ.

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم إنَّه كانَ غفَّاراً.

 

الخطبةُ الثّانيةُ:

الْحَمْدُ للهِ عَلىَ إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلىَ تَوْفِيْقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ اِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الدَّاعِى إلىَ رِضْوَانِهِ. اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وِعَلَى اَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيْمًا كِثيْرًا..

أما بعدُ فيا عبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏"

معاشرَ المؤمنين: ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البرَكَةِ: السلامُ على الأهلِ عندَ دخولِ البيتِ؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ عنه قَالَ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ " قال الألبانيُّ: حسنٌ لغيرِه.

ومِن أسبابِ تحصيلِ البركةِ: عدمُ التدقيقِ والإحصاءِ في مُؤونةِ البيتِ والأهلِ والعيالِ، بلْ يتوكّلُ على اللهِ، ويصرفُ ويَتمَوّنُ مِنْ غيرِ إسرافٍ ولا تَبْذِيرٍ؛ عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنها قالتْ: "قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أنْفِقِي، أوِ انْضَحِي، أوِ انْفَحِي، ولا تُحْصِي، فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ" رواه مسلمٌ، وعن عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضي اللهُ عنها قالتْ: "تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما في بَيْتي مِن شيءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لِي، فأكَلْتُ منه حتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ" رواه البخاريُّ.

قالَ العلماءُ: وفيه: دَليلٌ على أنَّ الإنسانَ إذا كاَلَ الشَّيءَ؛ وَصَارَ يُلاحِظُ هلْ نَقَصَ؟ هلْ زاد؟ فإنَّ بَرَكَتَه تُنزَعُ.

ومِنْ أسبابِ تحصيلِ البرَكةِ: احتسابُ النَّفقةِ على طلّابِ العِلمِ المتفرّغين للدراسةِ والتحصيلِ، والأقاربُ في ذلكَ أولى وأحرى، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: "كانَ أخَوَانِ على عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فَكانَ أحدُهُما يأتي النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ والآخرُ يحترِفُ، فشَكَى المحترفُ أخاهُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: لعلَّكَ ترزقُ بِهِ" رواهُ الترمذيُّ وصحَّحه الألبانيُّ.

وبعدُ عبادَ اللهِ: مِنْ أعظمِ أسبابِ تحصيلِ البرَكَةِ؛ الدعاءُ، وقدْ علمناهُ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلّمَ، وشُرِعَ لنا في كلِّ صلاةٍ أنْ نقولَه: قالَ التّابعيُّ الجليلُ عبدُالرحمنِ بنِ أبي ليلى: لَقِيَنِي كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، فَقالَ: أَلَا أُهْدِي لكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقُلتُ: بَلَى، فأهْدِهَا لِي، فَقالَ: "سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

فآلُ محمدٍ هم: المؤمنونَ أتباعُه على دينِه، فالمسلمونَ يدعونَ لبعْضِهم جميعاً في كلِّ صلاةٍ بالبَرَكَةِ.

هذا وصلّوا وسلموا ..

المشاهدات 1865 | التعليقات 0