هل من مشمر بقي في شهركم بقية واي بقية

محسن الشامي
1433/09/19 - 2012/08/07 00:11AM
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان وعلى ما منً به علينا من شهر الصيام والقيام أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أكرم هذه الأمة بليلةٍ عظيمة المقدار..وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: عباد الله: ؛ فاتقوا الله حق التقوى؛ فإن تقوى الله عز وجل سبيل المؤمنين، وزاد الصالحين، وبها النجاة والصلاح يوم الدين، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) معاشر المسلمين مضت أكثرُ أيامَ شهركم وانقضت لياليه شاهدةٌ عليكم بما عملتم وحافظةٌ لما أودعتم، تدعون يوم القيامة (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) فينادي الجبار جل جلاله" يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ) هذا هو شهركم يا أمة محمد وهذه هي نهاياته فكم والله من مستقبِل له لم يستكمله!! وكم من مؤمِّل بعودٍ إليه لم يدركه!! وتلك الأيام نداولها بين الناس.فإن كان في النفوس زاجر وإن كان في القلوب واعظ، فقد بقيت من أيامه بقيةٌ، وأي بقية، إنها عَشْرُهُ الأخيرة، عشر التجليات والنفحات وإقالة العثرات واستجابة الدعوات نعم بقيت من أيام شهركم بقيةٌ وأي بقية، بقية كان يحتفي بها نبيكم محمد أيما احتفاء كان إذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر وهجر فراشه وأيقظ أهله يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً "ألا تقومان فتصليان" يطرق الباب وهو يتلو: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) ويتجه إلى حجرات نسائه آمرًا " أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ » رواه البخاري " وفي الصَّحِيحَينِ عَن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَت: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشرُ شَدَّ مِئزَرَهُ وَأَحيَا لَيلَهُ وَأَيقَظَ أَهلَهُ. هَكَذَا كَانَ نَبيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ وَصَفوَةُ خَلقِهِ، هَكَذَا كَانَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَسَيِّدُ العَابِدِينَ، هَكَذَا كَانَ المَغفُورُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، يَخلِطُ العِشرِينَ بِصَلاةٍ وَنَومٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ العَشرُ شَمَّرَ وَشَدَّ المِئزَرَ؛ هكذا كان عليه الصلاة والسلام في هذه العشر؛ تفرّغًا للعبادة وإقبالاً عليها، ومِن بعده عليه الصلاة والسلام سارَت قوافلُ الصالحين المقرَّبين على ذاتِ السبيل تقِف عند هذه العشر الغُرِّ وقفةَ جدٍّ وعزيمةٍ، ترتشف من رحيقها، ، وترتوِي من فَيض نميرها، وتعمَل فيها ما لا تعمَل في غيرها. هكذا كانوا رحمهم الله تعظيمًا لهذه العشر الفاضلة، وهكذا كانوا اجتهادًا في العبادة وانقطاعًا لها في هذه الليالي المباركات.وحُقّ لهم ذلك؛ فإن فيها ليلةً تفضُل لياليَ الدّنيا بأسرها، ليلةً العملُ فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها مثلُ هذه الليلة، إنها ليلة القدر، إنها ليلةُ القدر، ليلةُ نزول القرآن: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليله يا عباد الله تعدل عبادة ثلاثًا وثمانين سنَة وثلاثَة أشهُر، الله أكبر! يا له من فضلٍ عظيمٍ لا يقصِّر فيه إلا مغبون، ولا يحرَمُه إلا محروم.قال الإمام الزهري رحمه الله: " سميت ليلة القدر؛ لعظمها وقدرها وشرفها ومنزلتها.. إنها الليلة التي تتنزل فيها الملائكة حتى تكون أكثر في الأرض من عدد الحصاة.إنها الليلة التي من حرم خيرها فقد حُرِم.. فكيف لا نجِدُّ في طلبها ولاسيما أن الله أخفى موعدها فستر عن عباده زمانها ليرى جدهم في عبادته وتذللهم بين يديه إنها ليلةٌ عظَّيمة أعلى الله سبحانه شأنها وشرفها بإنزال الوحي المبين على سيد المرسلين، وفيها يُفرق كل أمر حكيم، فهي ليلة عظيمة البركات، كثيرة الخيرات، لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية، وجليل النفحات الإلهية. فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أنّ من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما سلف من ذنوبه وخطاياه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"..وقد ندب رسول الهدى أمته إلى التماس ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر، أو السبع البواقي من هذا الشهر الكريم، فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبن على السبع البواقي". وفي لفظ آخر له: "فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر".وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عما تدعو به ليلة القدر إن هي علمتها، فأرشدها أن تقول: "اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عني" فالله الله يا أمة محمد اهجروا لذيذ النوم ، وجحيم الكسل ، وانصبوا أقدامكم ، وارفعوا هممكم وادفِنوا فتوركم وكونوا ممن قال الله فيهم: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا) فإن أيامكم هذه أعظم الأيام فضلاً وأكثرها أجرًا، فكم لله فيها من عتيق من النار؟! فالمغبون من انصرف عن طاعة الله، والمحروم من حرم رحمة الله، مغبون والله من لم يرفع يديه بدعوة ولم تذرف عينه بدمعة ولم يخشع قلبه لله لحظة ويحه ثم ويحه، من أدرك الشهر ولم يحظ بمغفرة؟! ولم ينل رحمة؟! ولم تُقل له عثرة؟!، هذا والله غاية الإفلاس عصى رب العالمين، واتبع غير سبيل المؤمنين دعته دواعي الخير فأعرض عنها الا فاتقوا الله عباد الله واغتنموا ما هيأ لكم الحق عزَّ وجل من هذه الأزمنة الفاضلة والمواسم المباركة، التي تضاعف فيها الحسنات، وتقال فيها العثرات، بما يقربكم إلى الله، ويبلغكم رضاه، نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين

الحمد لله عظم شأنه ودام سلطانه أحمده سبحانه وأشكره عمَّ امتنانه وجزل إحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله و أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد عباد الله اتقوا الله وأعلموا أن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان يحرص في العشر الأواخر من رمضان على الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل بل لقد كان عليه الصلاة والسلام يعتَكِف في هذه العشرِ لينقَطِع عن الدنيا ومشاغلها ويتفرَّغ لطلب ليلةِ القدر فاعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ومن لم يتيسر له اعتكاف العشر فليعتكف بعض الأيام فإن لم يتيسر له فليعتكف ليلة فمن دخل المسجد قبل المغرب وخرج بعد الفجر كتب له اعتكاف ليلة تقول عائشة رضي الله عنها " السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا وَلا يَشْهَدَ جَنَازَةً وَلا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلا يُبَاشِرَهَا وَلا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلا لِمَا لا بُدَّ مِنْهُ) رواه أبو داود وصححه الألباني قال الشوكاني في معنى وَلا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلا يُبَاشِرَهَا " تريد بذلك الجماع ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى" شرع الله الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوفُ القلب على الله تعالى والخلوةُ به والانقطاعُ عن الاشتغال بالخلق والاشتغالُ به وحده سبحانه فَيَصِيرُ أُنْسُهُ بِاَللّهِ بَدَلًا عَنْ أُنْسِهِ بِالْخَلْقِ فَيَعُدّهُ بِذَلِكَ لِأُنْسِهِ بِهِ يَوْمَ الْوَحْشَةِ فِي الْقُبُورِ حِينَ لاَ أَنِيسَ لَهُ وَلاَ مَا يَفْرَحُ بِهِ سِوَاهُ فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم"الا فاتقوا الله عباد الله واغتنموا ما بقى من أيام هذا الشهر ولياليه بالمسارعة إلى طاعة الله والتعرض لنفحاته فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه فارتقى بسببها إلى درجات المقربين وكان في عداد أولياء الله المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واسألوا ربكم أيها المؤمنون العتق من النار(فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) ألا وصلوا رحمكم الله على
المشاهدات 3078 | التعليقات 3

جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك فهي مناسبة لبعد غد


بوركت ولافض الله فاك ونفع الله بك


أخي عوض وأخي بوسعيد شكر الله لكما مروركما الكريم وأسأل الله لي ولكم من خيري الدنيا والآخرة