هل كان ابن تيمية حادّا؟ عبد الله السفياني

احمد ابوبكر
1435/04/06 - 2014/02/06 04:20AM
بعض من عاصر ابن تيمية وصفه بالحدة!، ثم اتُخذ هذا الوصف حقيقة يوصف بها تراث ابن تيمية بعد ذلك، وربما فُسرت بعض آرائه وأقواله خاصة في باب العقائد تفسيرًا نفسيًا انفعاليًا يُردُّ فيه اختيار الشيخ إلى حدته وليس إلى علميته، حتى وصل القول بعبدالحكيم أجهر أن يقول: "ويعلن ابن تيمية بعبارات حاسمة تجعلنا نضع كلّ تكفير مارسه هو نفسه بين قوسين، ونعتبره تكفيرًا انفعاليًّا أكثر من كونه مقصودًا بالفعل"، ويتساءل بكل غرابة هل كان ابن تيمية جادّا في تكفيره؟([1])
فهل كان ابن تيمية حادا ؟ وما مقصود الذهبي وغيره بوصف الحدة؟ وهل ينسحب وصف الحدة الذي شاهده معاصروه على تراثه العلمي؟ وهل يصح إن ثبت ذلك أن تفسر مواقفه العلمية المختلفة التي قد لا تناسب بعضنا بأنها صادرة عن حدة انفعالية؟
وبادي الرأي فإننا ندرك أن (الحدة) وما في معناها من صفات النفس البشرية يصعب أن تجد لها تعريفا يحيط بمعناه، ولكنها تعرف بآثارها أكثر من إدراك ماهيتها، وهي إلى ذلك نسبية إلى حد كبير، فما تراه حِدةً يراه غيرك غير ذلك، وقد نتفق عليها ونختلف في موضعها، لأن الحدة ليست مذمومة على الدوام كما ضدها ليس ممدوحا على الدوام، وإن كان الرفق والتسامح هو الأصل.
وعليه فلو كانت الحدة أو غيرها مجرد وصف لطبيعة الشخصية كما وُصِف كثير من العلماء والمفكرين في كتب التراجم لانتهى الأمر عند هذا الحد، ولكن الإشكالية في شخصية ابن تيمية أن هذا الوصف تعدى إلى البناء العلمي عند بعض من تناولوا المسألة، وأصبح من السهولة بمكان أن يلقي أحدهم هذا الوصف دون اعتبارات أخرى، وكأن شيئا لم يكن!
ولكي نحقق هذا الوصف نبدأ أولا بذكر من وصف ابن تيمية بهذه الصفة ممن ترجم له رحمه الله، ومن أهمهم الإمام الذهبي حين قال عنه: "فإنه مع سعة عمله وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين، بشر من البشر تعتريه حدة في البحث، وغضب وشظف للخصم، يزرع له عداوة في النفوس ونفورا عنه، وإلا والله فلو لاطَفَ الخصوم ورفق بهم ولزم المجاملة وحسن المكالمة لكان كلمة إجماع، فإن كبارهم وأئمتهم خاضعون لعلومه وفقهه معترفون بشفوفه وذكائه، مقرون بندور خطئه"([2])
وابن رجب الحنبلي يقول عنه: "ولهُ حدة قوية تعتريه فِي البحث، حَتَّى كَأَنَّهُ ليث حرِب، وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته، وفيه قلة مداراة، وعدم تؤدة غالبا، والله يغفر له، وله إقدام وشهامة، وقوة نفس توقعه فِي أمور صعبة، فيدفع اللَّه عنه"([3])، وله أيضا عنه أنه "قد يعظّم جليسه مرة، ويهينه في المحاورات مرات"([4])
لعل هذه أشهر ما كتب عن وصف حدة ابن تيمية والمتأمل فيها جيدا يدرك تماما أنها وردت في وصف حدته في حالة واحدة هي حالة المناظرة والمحاورة ومواجهة الخصوم، تجدها في كلمة الذهبي وابن رجب([5]) حين يشيران إلى حدته في البحث والبحث والمناظرة مصطلح معروف ومتداول عند القدماء والمعاصرين، وتجدها كذلك في وصف ابن رجب بأنه يهين جليسه في المحاورات، والذهبي يقول حسن المكالمة، ويصفه ابن رجب بالليث الحرب، مما يشير بشكل واضح إلى أن المقصود هو مناظرته الشفهية للخصوم التي يعلو فيها صوته ويشتد نكيره بسبب شدة الخصومة وقوة الغضب، فإن مواجهة الخصم والمحاورة وجها لوجه ليست كالكلام عنه في الكتب أو بطريقة لا مواجهة فيها، وهذا من الأمر المقررة والمعلومة.

ومما يشهد لهذا الذي نقول به أمور من أبرزها:
(1) أننا في قراءة تراث ابن تيمية لا نشهد هذا الليث الحرب وليس في عباراته في الغالب جلبة وقرقعة بل لغته سلسة وهادئه لا تحتوي شتما ولا سبابا ولا دعاء على الخصوم كما هو موجود عند غيره من العلماء الذين وُصِفوا بالشدة، مما يدل أنه في حال الكتابة تسكن نفسه ويبتعد عما يثيره الخصوم ويستفزونه به.
(2) أننا لا نجد من المتأخرين الذين لم يعاصروه ويشاهدوه من وصف لغة ابن تيمية وإنتاجه الضخم بالحدة، ولقد وصفوا غيره كابن حزم مثلا بهذا الوصف وهم لم يعاصروه، وهذا يشير إلى أن الذين وصفوه به هم المعاصرون له، أو ناقلين عمن عاصروه، الذين شهدوا حدته وجداله للخصوم ومغالبته لهم.
(3) أن الوقائع التي بين أيدينا عن مناظراته تدل على هذا دلالة واضحة ونورد هنا شيئا منها يدل على ما نقرره:
- ففي صغره يروي عنه ابن قيم الجوزية "أنه كان عند بني المنجا فبحث معهم فادّعوا شيئاً أنكره، فأحضروا النقل فلما وقف عليه ألقى المجلد من يده غيظاً"([6])
- ومنها ما حكاه ابن القلانسي في لقاء ابن تيمية بالسلطان وإكرام السلطان له، ثم إن السلطان استفتى العلماء والقضاة في شأن من شؤون أهل الذمة فسكتوا، "فجثى الشيخ تقي الدين على ركبتيه، وتكلم مع السلطان في ذلك بكلام غليظ، وردّ على الوزير ما قاله ردا عنيفاً، وجعل يرفع صوته والسلطان يتلافاه ويسكته بترفق وتؤدة وتوقير"([7])
- ومن ذلك قصته مع أبي حيان - إن صحت –([8]) فقد حضره في مجلس ومدحه بأبيات ثم جرى بينهما جدل حول سيبويه وخطأ ابن تيميه سيبويه وقال له: "ما كان سيبويه نبي النحو ولا معصوما، أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت"([9])
- ومن ذلك لما دعي للحضور وهو مسجون في مصر وكتب لهم جوابا وأعطاه الرسولين يقول عن ذلك: "ثم رجعا ولم يأتيا بكلام محصل إلا طلب الحضور, فأغلظت لهم في الجواب وقلت لهم بصوت رفيع : يا مبدّلين يا مرتدين عن الشريعة يا زنادقة, وكلاما آخر كثيرا, ثم قمت وطلبت فتح الباب والعود إلى مكاني"([10])
- ويحكي عن مناظرة أخرى له حول تقرير عقيدته وما دار فيها يقول: "وقلت - لا أدري في المجلس الأول أو الثاني - أول من قال إن الله جسم هشام بن الحكم الرافضي، وقلت لهذا الشيخ : من في أصحاب الإمام أحمد رحمه الله حشوي بالمعنى الذي تريده ؟ الأثرم أبو داود المروذي الخلال، أبو بكر عبدالعزيز، أبو الحسن التميمي بن حامد، القاضي أبو يعلى، أبو الخطاب بن عقيل ؟ ورفعت صوتي وقلت: سمهم قل لي منهم ؟ من هم ؟ أَبِكذب ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبُطل الشريعة وتندرس معالم الدين ؟"([11])

والحوادث في مناظراته كثيرة تدل على هذه الحدة من رفع الصوت وإرغام الخصم، وكان صاحب مناظرات ومحاورات منذ صغره حتى ذكر عنه ابن الوردي أنه "كان يحضر المدارس والمحافل في صغره، فيناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحيرون منه"([12])
وبلغ في المناظرة مقامًا قال عنه الزملكاني: "ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع معه"([13])

ولو أردنا أن نعرف سبب هذه الحدة في المناظرات والمحاورات فيمكن أن نعيدها إلى أسباب من أبرزها:
- كثرة انتصاراته فيها وقوته التي جعلت منه نجما فيها وفارسا لا يشق له غبار، فمغالبته ليست بالأمر الهين على نفسه.
- اعتداده العلمي بنفسه وتمكنه التام والقوي من المعرفة التي يمتكلها، فهو حين يناظر ويحاور خصما أقل منه ويراه يغالبه في حق تمكن منه أشد التمكن يستشيط لذلك غضبا، ومعرفة الإنسان بنفسه وإدراكه لذاته العارفة تدفعه أحيانا للانتصار بكل سبيل لشدة إيمانها بما تحمله من دليل وبرهان.

وهذه القوة المعرفية وإدراكه لنفسه وردت على لسانه تارة وعلى لسان من أدركه فقد قال عنه ابن الوردي: "فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت: أني ما رأيت بعيني مثله، ولا رأى هو مثل نفسه في العلم"[14] وبمثلها قال الذهبي في وصفه،([15]) بل هو قال عن نفسه: "كل من خالفني في شيء مما كتبته فأنا أعلم بمذهبه منه "([16]).
إنها ثقة كبيرة جدة في الذات ولا شك أنها تشكل نفسية تغضب وتستثار إذا أثيرت بما يزعزع هذه الثقة أمام الجماهير ، وهنا تداخل القوة النفسية مع القوة العلمية الذات مع الموضوع، ولقد أدرك هذا الأمر من ترجم لابن تيمية ونبهوا عليه فمن ذلك قول الذهبي: "ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي ولا يفتي بما اتفق، بل مسائله المفردة يحتج لها بالقرآن أو بالحديث أو بالقياس ويبرهنها ويناظر عليها"([17])، وابن حجر يقول عنه إنه "لا يصر على القول بعد قيام الدليل عليه عنادا"([18])، والبلقيني يقول: "لم يصدر منه ذلك تهورا وعدوانا"([19]).
وهذا يدل كما أشرنا على علمية قوية مع إرادة حق تمنعه من كتمان الحق وتدعوه للبيان وتغضب لأجل ذلك إن وافقت خصما واستفزازا في حوار أو مناظرة.
- ومن الأسباب كذلك ضعف كثير من الذين يتقدمون لمناظرته، وتهافت حججهم أما قوته وهذا النوع من المناظرات مستفز حين يجد من ليس له بكفء يلبس ويغير ويبدل فلا يتمالك نفسه، وإلى هذا يشير الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة: نجم الدين أحمد بن الرفعة الشافعي حين انتدب لمناظرة ابن تيمية بقوله: "وندب صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله إلا من لا يفهم ولا يدرى بمقادير العلماء فابن تيمية هو ذلك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها وأين يقع صاحب الترجمة منه وماذا عساه يفعل في مناظرته"([20]) ويقول عن آخر: "والرجل ليس بكفوء لمناظرة ذلك الإمام إلا في فنونه التى يعرفها"([21]) وينقل عن ابن حجر قوله عن محمد بن عمر السبتي: "لا يقوم لمناظرة ابن تيمية أحد سواه"[22].
ولا شك أن هذه النقولات وغيرها التي تكشف لك عن طبيعة الذين كانوا يناظرونه في الغالب مؤثرة في نفسيته وقت المناظرة والحجاج.
- ومن الأمور المؤثرة كذلك في حدته في المناظرة طبيعة الموضوعات التي كان يدافع عنها في غالب الأمر فكثير منها هي دفاع عن الكتاب والسنة أمام خصوم لهم فيها تجاوزات لا يحتملها قلبه وعقله.

والعجب أن يكون من أهل الثقافة والفكر والقراءة من قرأ لابن تيمية ولغيره كابن حزم أو ابن العربي المالكي أو حتى تلميذه ابن قيم الجوزية ثم يصف ابن تيمية بالحدة من خلال لغة ابن تيمية وبنيتها الداخلية، ثم يفسر نتاجه العلمي وآراؤه بأنها ناتج حدته!
ولو أردنا أن نجري مقارنة بينه وبين ابن حزم في هذه الحدة سنجد بونًا شاسعًا كبيرًا بين العلمين العظيمين!
والمقارنة بينهما بسبب ما نقل عنهما من الحدة، وقد سبقنا إلى المقارنة عبدالباقي اليماني المتوفى في سنة 743هـ حيث يقول: "ولقد سبقه من قبله أبو محمد علي بن حزم فيما اتفق له حذو القذة بالقذة"([23])
وأول ما يمكن أن نجريه من مقارنة بينمها أن نتوجه إليهما بالسؤال عن هذه الحدة وموقفهما منها، وسنجد الإمام ابن حزم يقول: "ولقد أصابتني علة شديدة، ولّدت علي ربوا في الطحال شديدا، فولّد ذلك عليّ من الضجر وضيق الخلق وقلة الصبر والنَّزق أمرا حاسبت نفسي فيه، إذ أنكرت تبدل خلقي"([24])
وسنجد ابن تيمية رحمه الله يقول: "ما ذكرتم من لين الكلام والمخاطبة بالتي هي أحسن فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالا لهذا، لكن كل شيء في موضعه حسن، وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة فنحن مأمورون بمقابلته، لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن"([25])
وهذا النص يدل كذلك على ما ذكرناه سابقا من كون الحدة والغلظة كانت تؤخذ عليه في المخاطبة، وأن سببها شعوره بالبغي على الكتاب والسنة، وإدراكه من نفسه المعرفة القوية للكتاب والسنة.
وابن حزم عليه رحمة الله إذا قارنا تراثه بتراث ابن تيمية سنجد فرقا شاسعا بين لغة هذا وهذا، وهو مما يدركه أدنى قارئ فقد كان ابن تيمية عفيف اللسان لا يسب ولا يشتم ولا ينتقص أحدا كطريقة ابن حزم الذي نقل ابن خلكان عنه قول ابن العريف المولود بعد وفاته ابن حزم بسنوات: "كان لسان ابن حزم المذكور وسيف الحجاج بن يوسف شقيقين" ويعلق عليه ابن خلكان بقوله: "وإنما قال ذلك لأن ابن حزم كان كثير الوقوع في الأئمة المتقدمين والمتأخرين، لم يكد يسلم منه أحد"([26])

ولسنا هنا بصدد نفي تهمة عن عالم وإلقائها على آخر فإن هذا ليس بصنيع علمي، ولكن المقارنات والمقاربات تكشف مدى الفرق وتكشف ضرورة مراجعة اللغة التي كتب بها النص التيمي وغيره من نصوص العلماء التي كان فيها جفاء وحدة، وقراءة لغة العالم وتحليلها هي مما يكشف حدته من عدمها، وهي أحد الأسباب التي جعلت ابن العريف وابن خلكان وهما لم يعاصرا ابن حزم يصفانه بهذا الوصف، بل وغيرهما كثير من أصحاب التراجم وصفوه بذلك، بينما لا تجد من يصف تراث ابن تيمية بهذا الوصف إلا اعتمادا على ما نقله بعض معاصريه من خلال ما رأوا من مناظراته وحدته فيها كما مر سابقا.
بل المعروف عن ابن تيمية أن هذه الحدة كانت لحظية وقت المنافرة والخصومة ثم تطيب نفسه فابن رجب مثلا الذي نقل لنا حدة ابن تيمية في البحث يقول عنه: "وما رأيتُ في العالم أكرم منه مع أصحابه، وسعي في مصالحهم، وربما قام لمن يجيء من سفر أو غاب عنه، ويسلم ويصافح ويبتسم"([27])
وفي الفتاوى نص مطول يحكي فيه ابن تيمية عن شيء من رفقه وسعيه لأجل التسامح وجمع الناس على كلمة واحدة بشأن ما جرى في مصر من وقائع وأحداث يفيض رقة وعذوبة يقول فيه: "فأنا ليس مرادي إلا طاعة الله ورسوله، وما يخاف على المصريين إلا من بعضهم في بعض، كما جرت به العادة، وقد سمعتم ما جرى بدمشق - مع أن أولئك أقرب إلى الاتفاق - من تجديد القاضي المذكور إسلامه عند القاضي الآخر، وأنا لماّ كنت هناك كان هذا الآذن " يحيى الحنفي " فذهب إلى القاضي تقي الدين الحنبلي وجدد إسلامه، وحكم بحقن دمه لما قام عليه بعض أصحابهم في أشياء، وكان من مدة لما كان القاضي حسام الدين الحنفي مباشرا لقضاء الشام أراد أن يحلق لحية هذا الأذرعي، وأحضر الموسى والحمار ليركبه ويطوف به، فجاء أخوه عرّفني ذلك، فقمت إليه ولم أزل به حتى كف عن ذلك، وجرت أمور لم أزل فيها محسنا إليهم، وهذه الأمور ليست من فعلي ولا فعل أمثالي.
نحن إنما ندخل فيما يحبه الله ورسوله والمؤمنون، ليس لنا غرض مع أحد، بل نجزي بالسيئة الحسنة ونعفو ونغفر...وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها وفي غيرها، وإقامة كل خير، وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزمي مع علمي بجميع الأمور، فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عونا للشيطان على إخواني المسلمين، ولو كنت خارجا لكنت أعلم بماذا أعاونه، لكن هذه مسألة قد فعلوها زورا والله يختار للمسلمين جميعهم ما فيه الخيرة في دينهم ودنياهم، ولن ينقطع الدور وتزول الحيرة إلا بالإنابة إلى الله، والاستغفار والتوبة وصدق الالتجاء، فإنه سبحانه لا ملجأ منه إلا إليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله".([28])

وقد يقول قائل ولكن كتابات ابن تيمية فيها تكفير وتفسيق وتبديع للمذاهب وبعض أصحاب المذاهب، وهذا يدل على حدته وغضبه وانفعاله؟

والجواب على هذا من وجوه أهمها:
- أن التكفير والتفسيق والتبديع مصطلحات شرعية وأصغر طلبة العلم فضلا عن الأئمة الكبار لا يطلقونها إلا عن علم بقيام الدليل بعيدا عن الهوى والتعصب، وليست هي من قبيل الشجار والخصام والسب والشتائم والانتقاص، فهي أحكام شرعية ترجح بأدلة شرعية، فلو جاز أن نقول إن هذه الأحكام صادرة عن انفعال نفسي وغضب لجاز أن نقول إن كل الأحكام الشرعية الأخرى في الأصول والفروع صادرة كذلك عن هذا الانفعال النفسي إذا دعى لذلك داع لأنها مساوية لها في طريقة الاستنباط والاستدلال، وهذا لا يقول به أحد لأن علم النفوس وبواطنها وما يصدر عنها من هوى ظاهر أو متعصب علمه لله لا يطلع عليه أحد ما لم يصرح صاحبه به، وهذا هو الفرق بين التكفير وغيره من الألفاظ التي تكون إما شتما أو قذفا أو انتقاصا لأن الأخيرة ليست من الشرع الذي يقام عليه الدليل.
- أن التكفير والتفسيق والتبديع موجود في كتب كثير من أئمة المذاهب على اختلاف مللهم ونحلهم فمستقل ومستكثر، ولم يقل أحد إن التكفير والتفسيق صدر عن انفعالهم وغضبهم ولم يكن لدليل قام عندهم عليه.
- أن التكفير حتى عند الغالين فيه والمتعجلين في إصداره قديما وحديثا من الخوارج وغيرهم يرونه دينا يدينون الله به فلذلك يتعاملون معه بحساسية مفرطة إما في التحرز منه باعتباره ذنبا عظيما إذا صدر بحق من لا يستحق، أو بعدم التحرز منه والتعجل في إطلاقه بحجة أن من لم يكفر الكافر كافر.
- قد يكون للنفس وطبيعتها تأثير بلا شك في ميلانها نحو أحد الاتجاهين لكنه تأثير ليس مصدره الانفعال والغضب الخالي عن الدليل، بل هو شيء في طبيعة النفس البشرية وعمق اللاشعور لا يدركه حتى العالم من نفسه بسبب خفائه فضلا عن غيره، وإن أدرك منه شيئا في حين من الأحيان غاب عنه في أحيان كثيرة، بحيث يصعب على المتتبع أن يبرر سلوكه العلمي على خلفية نزوعه النفسي.

وهذا الكلام لا يعني أننا ننفي عن ابن تيمية حدة المزاج في بعض المواضع دون بعض واختلاف أساليبه في كتبه في مواضع دون مواضع لأن هذا من التقديس المذموم لكن الذي نقرره أن ذلك لم يكن طابعا نفسيا ملازما له من جهة، ومن جهة أخرى لم يكن يصدر عنه في أحكامه وتقريراته تابع له بل كما قال عنه الذهبي " يقهرها بالحلم" وورود بعض أساليب القوة والشدة في خطابه ينظر له من زوايا متعددة منها:

- ندرته وقلته بالنسبة لمجموع كلامه وتقريراته.
- سلامة لغته في عمومها من الاضطراب والشدة والقوة التي تكون مصاحبة في العادة لأصحاب الجفاء والحدة، وهي نفس ما نقرأه عند ابن حزم وابن العربي وعند ابن القيم بدرجة أقل من سابقيه.
- بعض هذه العبارات التي تورد عليه ويتهم بها يمكن أن يتأول له فيها بمخارج مقبولة تتحملها اللغة.
- أن جملة كبيرة من تراث ابن تيمية هو حوار وسجال وجدل وحجاج، وإنك لتعجب أنه في هذا الجدل القوي والمسائل العويصة لا يزال بهذا الاتزان اللغوي، فإن وجد بعض الجمل والعبارات التي توصف بالحدة والانفعال فهي بالنسبة للسياق التي وردت فيه في مستوى طبعي جدا، "فخطاب ابن تيمية خطاب مناظرة ونقد، إذ قلما يجد قارئ ابن تيمية نصا إنشائيا يكتبه صاحبه ليقول شيئا يريد أن يقوله، إن أفكاره نجدها مبثوثة هنا وهناك في صخب حركة المناظرة والجدل"، وربما هذا الصخب والجدل هو الذي أوحى لبعضهم بحدية الخطاب وانفعاله، لكن الذين لديهم معرفة بمستويات اللغة ومراتب الخطاب يميزون جيدا بين تكوين الخطاب الداخلي (بنية الخطاب) وبين السياق الخارجي المحيط بالخطاب الذي قد ينساق معه بعض القراء فلا يميز في الحكم بين الخطاب وسياقه.
- أننا نجده لا يستقيم على نمط واحد بل إذا وجدت له شدة وقوة في موضع تجد أضعافه من الرفق واللين في مواضع أخرى، فمثلا حين يقول عن الرازي: "من تدبر كتبه كلها لم يجد فيها مسألة واحدة من مسائل أصول الدين موافقة للحق الذي يدل عليه المنقول والمعقول"[29]. وهذه اللغة الإقصائية تجاه الرازي تجده في المقابل وفي موضع آخر يدافع عنه كقوله: "وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه، فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به، فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له، فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء، وكذلك يصنع بالآخرين ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له"([30])
ومن شأن الحاد في طبعه بحيث تكون سجية فيه وسمة في شخصيته أن يطرد في غالب أمره على نمط واحد فيما يصدر عنه.
- أن هذه المواضع التي في كتبه أو هذه الشدة المقهورة بالحلم كما يقول الذهبي لا توقعه في البغي على الخصوم وظلمهم وانتهاكهم والتهكم بهم في غالب أمره الأعم.
- أننا لا نجد له شيئ من هذه الشدة في حق أحد من أئمة الإسلام الأعلام في الفقه والتفسير والسير وأصحاب العبادة والزهد بل يمكن حصرها في حال وجودها لدى موقفه من الكلام والفلسفة وما وقع فيها من تجاوزات يرى أنها تعد صارخ على الكتاب والسنة كما عبر هو بنفسه عن ذلك.

وبقي أن نشير إلى ما يذكر عن ابن تيمية من تراجعه عن التكفير في آخر حياته استنادا إلى عبارة ذكرها الذهبي في السير وهي: "كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفّر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم"([31])
أو استنادًا إلى قول ابن تيمية : "ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة"([32])، واعتبار أن هذه العبارة من آخر ما قاله ابن تيمية وأنه يجب اعتمادها لأنها صادرة عن عقل علمي، وما عداها صادرة عن انفعال كما يقرره عبدالحكيم أجهر.

وهنا ينبغي أن أسجل عدة ملحوظات على هذا الطرح كالتالي:
- أن مسألة تراجع ابن تيمية عن التكفير في آخر عمره وحدوث تغير في هذه المسألة على وجه الخصوص بحاجة إلى إعادة نظر لأننا نجد له تقريرات قديمة كهذه التي قيل إنها في آخر حياته منها ما كتبه في السجن سنة 706هـ قبل وفاته بـ 22 سنة يقول فيها: " هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهيًا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرًا تارة وفاسقًا أخرى وعاصيًا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية".([33])
وهو نص قديم له وواضح في مسألة التكفير بل هو أشد وضوحا من النصوص التي قيل إنها في آخر حياته، وحتى ما ذكره الذهبي ليس فيه أنه تراجع أو غير أو بدل وإنما فيه أنه في آخر أيامه يقول هذه العبارة، وقد يكون سبب ذكر الذهبي لها كثرة ترديد الشيخ لها، أو نفي التهمة عنه بالتكفير، أو تبشيعا للتكفير الذي يمارسه بعض معاصريه عليه وعلى غيره، والعبارة مفتوحة على هذه الاحتمالات وغيرها.
- من المهم أن يفرق بين التنظير والتطبيق، فمن حيث التنظير قد يكون المذهب واضحا صحيحا جليا كهذه النصوص التي يقررها في كتبه، ولكن تنزيل هذه الأحكام على الوقائع والمذاهب والأجناس والأفراد هو محل اجتهاد يصيب فيه العالم حينا ويخطئ حينا فيكون الحكم إذا عليه من جهتين:
- حكم على أصل الفكرة والمبدأ الذي يؤمن به العالم ابن تيمية أو غيره، ومدى موافقته للحق حتى وإن خالفه في التطبيق.
-حكم على التطبيق ومدى صوابه أو خطئه بناء على تحقيق المناط أو عدمه.
وهو هنا كان محل لبس لدى الذين ناقشوا فكرة التكفير عند ابن تيمية فيخلطون بين تطبيقات ابن تيمية المتناثرة في كتبه، وبين تقريراته للمسألة في صورتها النظرية، وعلى كل حال فإن المسألة تحتاج إلى مزيد بحث وفرز بين التقريرات والتطبيقات واكتشاف المدى الفاصل بين النظرية والتطبيق.
- ومع ما مضى لو تنزلنا وقلنا بأن ابن تيمية حصل له فعلا تغير (في مسألة التكفير) باعتباره دليلا على حدته كما يقرره بعضهم، وإلا فإن تطور ابن تيمية وتغير آرائه أمر طبعي وميزة تدل على النضج المعرفي، وهكذا هم المفكرون والعلماء البارزون، لكن الحكم في مسألة بعينها يحتاج إلى تدليل عليها، أقول لو افترضنا أن هذا التغير حصل في فكر ابن تيمية فهل مرده إلى تغير في علميته وتطور في أدواته المعرفية في استصدار الأحكام الشرعية؟ أم لتغير في نفسيته التي كانت متهورة وحادة وتحولت إلى نفس مطمئنة وهادئة فتركت التكفير؟

ولا أظن عاقلا يمكن أن يختار أن مسألة شرعية كالتكفير يحصل التغير فيها إلى تبدل النفسية لا إلى تبدل وتغير الأداة المعرفية لسببين:
- الأول: أن تغير المعرفة وتطورها وزيادة الأدوات المعرفية هو سبيل كل أهل العلم والفكر، والعلم كالشجرة لا تزال تنمو وتزداد خضرة وجمالا.
- الثاني: أن تغير الطبائع النفسية وتبدلها هو من أعسر الأمور وأشدها على الإنسان، وإدراك هذا التغير وما يترتب عليه ليس بالأمر الهين الذي يمكن للمعاصرين إدراكه فضلا عن المتأخرين، ولو حصل تغير في نفسيته وانفعالاته وحدته لبينه الذين أدركوا هذه الحدة ونقلوها لنا، وإلا كيف ندركها نحن بعد مضي قرون ويغفلون عنها هم!

هذا إذا أضفنا إلى هذا الكلام ما سبق أن قررناه من أن مسألة التكفير والتفسيق من المسائل الشرعية التي لا تحكمها حدة وانفعال بل اعتمادها على الدليل الشرعي وإقامة الحجة، وعلماء الأمة وإن كانوا بشرا لهم عواطفهم وميولهم لكن ما بين أيدينا من تراثهم يجعلنا نحاكمهم نقدا إلى الأدلة التي يذكرونها ويبنون عليها أحكامهم لا إلى نفسياتهم التي لا ندرك أسرارها، مع علمنا بما نقل عنهم من الورع والتقوى والزهد.
وبهذا يتبين لنا أن قول عبدالحكيم أجهر: "ويعلن ابن تيمية بعبارات حاسمة تجعلنا نضع كلّ تكفير مارسه هو نفسه بين قوسين، ونعتبره تكفيرًا انفعاليًّا أكثر من كونه مقصودًا بالفعل"([34]) بل ويتساءل في عنوان المبحث "هل كان ابن تيمية جادا في تكفير الآخرين؟" وهو سؤال غريب حقا، وكأن قضية التكفير مجال للتندر والمزاح وليست من أعظم المسائل التي تفاصلت فيها الفرق والملل من أهل القبلة!
والعجب الآخر أن أجهر يعلل سبب حدة ابن تيمية بقوله: "لعصور المضطربة تنتج أشخاصًا يتسمون بطبيعة حادّة، والظّروف التي عاشها ابن تيمية بين ضعف داخليّ، وتهديد خارجيّ غيّبت طموحه لأن يعلن فكرًا تسامحيًّا"([35])، وهذا بلا شك كلام يعوزه الدقة لأن الظروف التي البيئية العامة التي يعيشها الأفراد بصفة عامة تأثيرها محدود على الطباع النفسية ولو كانت هي السبب كما يقول عبدالحكيم أجهر لأثرت في معاصري ابن تيمية، فالذهبي مثلا إمام في الاعتدال والتسامح وغيره كثير من معاصريه!
وفي موضع آخر يحاول أجهر أن يبين أن ابن تيمية كان حادا من خلال قوله : "وتنقل المصادر أنه اعتذر من الإمام الحلي على حدته في هذا الكتاب أثناء موسم الحج"([36])
ويقصد به كتاب منهاج السنة، وهذه عبارة خاطئة لأنه أولا لم يذكر لنا هذه المصادر، ولم أجد –حد بحثي وعلمي- من ذكر هذا ممن ترجموا لابن تيمية([37])، ومن المعلوم أن ابن تيمية حج مرتين: واحدة في سنة 692هـ([38])، وحج قبلها في سنة 680هـ،([39]) وتأليفه لكتاب منهاج السنة كان في سنة 716هـ، فكيف يعتذر عن كتاب لم يؤلفه بعد!؟
ورغم أن عبدالحكيم أجهر من أفضل من كتب عن فلسفة ابن تيمية إلا أنه أخفق في بعض تعليلاته وتفسيراته العلمية.
وفي ختام هذا المبحث نلخص أبرز ما ورد فيه في نقاط مختصرة فنقول:
- وصف ابن تيمية بالحدة يصدق على مناظراته الشفهية مع خصومه استنادا لما وصفه به معاصروه ومرد ذلك راجع إلى ما في المناظرات الشفهية من المنافرة والاستفزاز.
- سحب هذا الوصف على تراث ابن تيمية يفتقد إلى دليل فلا بنية الخطاب التيمي الداخلية تقوم على هذه الحدة، ولم نعرف أحدا وصف هذا التراث من بعد ابن تيمية بالحدة.
- صفات ابن تيمية وتعامله مع خصومه وأصدقائه قائمة على التسامح من خلال حديثه هو عن نفسه وحديث من عاصره عنه.
- ما وجد من أساليب في كتبه قد توصف بالشدة فإنها لا تبلغ حد البغي وتجد في مقابلها في نفس معناها لغة هادئة متسامحة، وهي بالنسبة على مجموع كلامه لا تشكل صورة كلية عنه، وهي بالمقارنة إلى لغلة غيره ممن وصفوا بالشدة متباينة تماما فهو يقهرها بالحلم، ويردها بالعدل ويمنعها في الغالب من البغي.
-اعتبار التكفير الموجود في كتب ابن تيمية دليلاً على حدة ابن تيمية لا يعول عليه، لأن التكفير مصطلح شرعي لا يصدر إلا عبر رؤية شرعية مدعمة بالدليل والبرهان كغيره من الأحكام الشرعية، وإلا لجاز وصف كثير من العلماء بالحدة بسبب ممارستهم للتكفير من جميع المذاهب والطوائف.
-تراجع ابن تيمية عن التكفير –إن سلمنا بذلك- مرده إلى النضوج المعرفي لا إلى التغير النفسي كما هو سبيل أهل العلم والفكر.
- ومع ذلك يظل ابن تيمية بشرًا يقع منه من الخطأ الذي يقع من جميع أهل العلم والفضل، وتراثه محل النظر والمراجعة والنقد والتحليل وليس له ولا لغيره عصمة فلا عصمة إلا للوحي.

([1]) أجهر، عبدالحكيم (2006م): سؤال العالم الشيخان ابن عربي وابن تيمية من فكر الوحدة إلى فكر الاختلاف، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، ص: 46
([2]) شمس والعمران، محمد عزيز وعلي محمد (1420هـ): الجامع لسيرة شيخ الإسلام، مرجع سابق ص:269
([3]) ابن رجب، عبدالرحمن بن أحمد (1419هـ): ذيل طبقات الحنابلة، الرياض، مكتبة العبيكان، 4/507
([4]) شمس والعمران، محمد عزيز وعلي محمد (1420هـ): الجامع لسيرة شيخ الإسلام، مرجع سابق 471
([5]) من الواضح أن ابن رجب أخذ هذا الوصف من الذهبي، وابن رجب لم يدرك ابن تيمية وتتلمذ على ابن القيم تلميذ ابن تيمية.
([6]) الصفدي، صلاح الدين خليل: الوافي بالوفيات، بيروت، دار إحياء التراث، 6/121
([7]) ابن كثير، إسماعيل بن عمر (1408هـ): البداية والنهاية، مرجع سابق، 14/60
([8]) هذه القصة يدور حولها استفهامات كثيرة عن صحة القصة وسبب الخصومة بينهما وأمور أخرى، وقد بحثها بحثا جيدا محمد أحمد الوليد وتجده على هذا الرابط (1/3/1435هـ/ الساعة: 9.30م):
http://www.arrakem.com/ar/Index.asp?Page=580
([9]) شمس والعمران، محمد عزيز وعلي محمد (1420هـ): الجامع لسيرة شيخ الإسلام، مرجع سابق، 541
([10]) ابن تيمية، أحمد بن عبدالحليم (1408هـ): الفتاوى الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، 6/326
([11]) ابن تيمية، أحمد بن عبدالحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، 3/186
([12]) شمس والعمران، محمد عزيز وعلي محمد (1420هـ): الجامع لسيرة شيخ الإسلام، مرجع سابق، 332
([13]) المرجع السابق:332
([14]) المرجع السابق: 336
([15]) المرجع السابق: 279
([16]) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، (14/213).
([17]) شمس والعمران، محمد عزيز وعلي محمد (1420هـ): الجامع لسيرة شيخ الإسلام، مرجع سابق، 270
([18]) المرجع السابق: 551
([19]) المرجع السابق:570
([20]) الشوكاني، محمد بن علي: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار الكتاب الإسلامي، 1/180
([21]) المرجع السابق: 1/220
([22]) المرجع السابق: 1/237
([23]) المرجع السابق: 236
([24]) ابن حزم، علي بن أحمد (1399هـ) : الأخلاق والسير في مداواة النفوس، دار الآفاق، بيروت، ، ص:71
([25]) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، 3/232
([26]) ابن خلكان، أحمد بن محمد (1994م): وفيات الأعيان، دار صادر، بيروت، 1/169
([27]) ابن رجب، عبدالرحمن بن أحمد (1419هـ): ذيل طبقات الحنابلة، الرياض، مكتبة العبيكان، 4/507
([28]) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، 3/270-271
([29]) ابن تيمية، أحمد بن عبدالحليم (1407هـ): منهاج السنة، 5/190
([30]) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، 5/561
([31]) الذهبي، محمد بن أحمد (1402هـ): سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، 15/89
([32]) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (1425هـ): مجموع الفتاوى، مرجع سابق، 3/282
([33]) المرجع السابق: 3/229
([34]) أجهر، عبدالحكيم (2006م): سؤال العالم الشيخان ابن عربي وابن تيمية من فكر الوحدة إلى فكر الاختلاف، ص: 46
([35]) المرجع السابق: ص: 45
([36]) أجهر، عبد الكريم (2004م): ابن تيمية واستئناف القول الفلسفي في الإسلام، مرجع سابق، ص: 33
([37]) نعم في حاشية الدرر الكامنة لابن حجر 2/72، يقول المحقق: "في هامش (أ) كتب بخط السخاوي قال لي شيخنا تغمده الله برحمته: أنه بلغه أن ابن المطهر لما حج اجتمع هو وابن تيمية وتذاكرا فأعجب ابن تيميه كلامه فقال له: من تكون يا هذا؟ فقال: الذي تسميه ابن المنجس، فحصل بينهما أنس ومباسطة والله الموفق" ورغم ضعف هذا الخبر لم يرد فيه اعتذار من ابن تيمية لابن المطهر الحلي.
([38]) ابن كثير، إسماعيل بن عمر (1408هـ): البداية والنهاية، مرجع سابق، 13/391
([39]) ذكر ذلك عن نفسه في مجموع الفتاوى، 18/109، وبهذا يعلم ضعف قول من زعم أن ابن تيمية لم يحج!
المشاهدات 1165 | التعليقات 0