هل سينهار الدولار الامريكي؟؟؟ بقلم : سليمان يوحنا

هل سينهار الدولار الامريكي؟؟؟

بقلم : سليمان يوحنا
(صوت العراق) - 30-04-



2011
أوّد تذكير الاخوة والاخوات الذين يعتمدون على الدولار الامريكي كعملة في تعاملاتهم واستثماراتهم واعمالهم بأن القرار الاخير"الاسبوع الماضي" للحكومة الامريكية لطبع المزيد من المئات من المليارات من الدولارات والتي تسمى quantitative easing 3 “" لغرض انقاذ البنوك التي هي على وشك الانهيار تحت وطىء الديون الهائلة نتيجة المضاربات في سوق المشتقات Derivatives وغيرها في العقد الاخير وهذه العملية " طبع النقود من دون وجود انتاج اقتصادي فعلي وخفض نسبة الفائدة الرسمي في امريكا الى ادنى مستوى"1%" مما ادى الى هروب الاستثمارات الى الدول التي نسب الفائدة فيها مرتفع مثل استراليا وغيرها " وهذه العملية مستمرة وبالذات منذ 2008 والتي ستؤدي الى المزيد من الانهيار في العملة الامريكية وتضخم عالي Hyper inflation مسببة الارتفاع في اسعار الضروريات بصورة كبيرة مثل المسكن، الغذاء والكهرباء والوقود...الخ وارتفاع ديون الدول الى مستويات غير مسبوقة مما دفع الكثير من الدول الى الاستقطاع من قطاع الخدمات وتقليص البنية التحتية والانتاجية وفقدان الوظائف كنتائج مما يدفع الناس في اغلب الدول الى المظاهرات الكبيرة ضد حكوماتها، علما ان الكثير من البنوك المركزية في الكثير من الدول وبالاخص الاوربية انتهجت نفس المنوال مما تسبب تضخما في اسعار الضروريات للحياة اليومية* ولقد فقد الدولار الامريكي في السنوات الاخيرة 60% من قيمته " حيث فقد 9.7% من قيمته في الاشهر الاربعة الماضية فقط؟؟ مما دفع ويدفع الكثير من الدول لإفراغ خزينها الاحتياطي من العملة الامريكية هروبا وتجنبا للمزيد من الخسائر مما ينذر بالمزيد من الانهيار لعملة الاحتياط العالمية؟! ان ارتفاع قيم العملات الاخرى تجاه الدولار الامريكي لا يعنى في قيمتها الشرائية لأن الارتفاع مثلا في قيمة اليورو او الدولار الاسترالي لم ينعكس على اسعار الضروريات في تلك الدول بل ارتفعت قيمها مما يدل على ان ارتفاع قيمة تلك العملات مرده الى الانهيار لعملة الاحتياط العالمية لا غير! وهناك عاملا آخر لارتفاع اسعار الذهب والنفط وغيرها من المعادن هو المضاربات الكبرى للشركات العالمية والتخلص من الدولار الامريكي عن طريق الاستثمار في الموارد الطبيعية وجني المزيد من الارباح للتعويض عن الخسائر نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2008 .
ما هو الحل:
لقد بدأت مؤسسة ليندون لاروش بالتحذير من هذا الانهيار وبالذات منذ 2007 وكما يعرف اغلبكم من المقالات التي نشرتها في المواقع الالكترونية او التي ارسلتها لبريدكم الالكتروني في الوقت الذي كانت فيه الحكومات واغلب الذين يدعوّن بخبراء الاقتصاد والمال التنكر ونفي وجود اي أزمة اقتصادية؟؟ الحلول التي قدمها الاقتصادي الفيزيائي " ليندون لاروش" هي العودة الى النظام الائتماني Credit System ـــ التي تديره الامم لغرض النفع العام وكما كان النظام الامريكي وغيرها عوضا عن " نظام العولمة" النظام الانكليزي الحالي ومنذ 1971المسيّر من قبل الشركات العالمية الخاصة أي " النظام النقدي Monetary System" الذي يعتمد على المضاربات ومجرد ضخّ السيولة النقدية لادامة تلك العملية وليس الانتاج الفعلي .
يلزمنا العودة الى تثبيت اسعار العملات على احتياط الذهب " اسعار صرف ثابتة " واعادة تنظيم البنوك الخاصة تحت سلطة القانون لمنعها من المضاربات واستغلال استثمارات الناس في المضاربات" المقامرة" وانشاء المصارف الحكومية لخلق ائتمانات كبيرة في البنية التحتية والانتاج ومن ثم خلق فرص العمل وحماية التعرفة لحماية الاقتصاد المحلي امام التجارة الحرة التي تعتمد على الايدي العاملة الرخيصة في الدول الفقيرة حيث يتقاضى العامل اقل من 5 دولارات في اليوم؟ ولقد دفع لاروش نتيجة الضغط على الكونغرس الامريكي لطرح قانون "كلاس ستيكل" Glass Stegall Act" في الكونغرس للتصويت عليه والذي سيتكفل بالاجراءات المطروحة اعلاه كحل لهذه الازمة، ولقد حذر لاروش من ان فشل الكونغرس بتبني هذا القانون في الاسابيع المقبلة سيشل الاقتصاد الامريكي ويجر الاقتصاد العالمي برمته نحو الانهيار" ركودا اقتصاديا أسوأ من الذي جرى في الثلاثينات من القرن الماضي" والفوضى الشعبية وما يتبعه من نتائج مدمرة للبشر؟! ووجه لاروش تحذيرا لآوباما من عدم استخدام الفيتو لغرض منع القانون لأن ذلك سيمهد الطريق لمحاكمته بموجب الدستور الامريكي ضمن فقرة 25 من الدستور" فشل الرئيس في حماية مصالح الشعب الامريكي".
أكتفي بهذا القدر ولمن يرغب بالمزيد من المعلومات يرجى مراسلتي وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام.

المصدر: صوت العراق
المشاهدات 1411 | التعليقات 0