هل حقاً فقدت الأمة الاسلامية اليمن وفلسطين والعراق

محمد البدر
1439/03/19 - 2017/12/07 22:25PM
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ .
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقْبَلَ بِي الشَّامَ، وَوَلَّى ظَهْرِيَ لِلْيَمَنِ، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، جَعَلْتُ مَا تُجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزْقًا، وَمَا خَلْفَ ظَهْرِكَ مَدَدًا، وَلا يَزَالُ الإِسْلامُ يَزِيدُ، وَيَنْقُصُ الشِّرْكُ وَأَهْلُهُ، حَتَّى تَسِيرَ الْمَرْأَتَانِ لا تَخْشَيَانِ جَوْرًا.وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَبْلُغَ هَذَا الدِّينُ مَبْلَغَ هَذَا النَّجْمِ»رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وَعَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: «أَتَاكُم أَهلُ اليَمَنِ، هُم أَرَقُّ أَفئِدَةُ وَأَليَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكمَةُ يَمَانِيَةٌ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
هذه بُشرَى لأُمَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ أَنَّ دِيَارَ الإِسلامِ سَتَبقَى في أَيدِي المُسلِمِينَ، وَأَنَّهُ لا سَبِيلَ لأَلَدِّ أَعدَائِهِم مِنَ الفُرسِ وَالرُّومِ وغيرهم عَلَيهَا، وَلا مَطمَعَ لهم في أَن تَقُومَ لَهُم في تِلكَ الدِّيَارِ قَائِمَةٌ، وَخَاصَّةً في العِرَاقِ وَالشَّامِ وَ اليَمَنِ.إِنَّ المُبَشِّرَاتِ النَّبَوِيَّةَ الَّتي ذُكِرَت في شَأنِ خِذلانِ فَارِسٍ وَالرُّومِ، أَوِ المَدحَ لأَهلِ الجَزِيرَةِ العربية بما فِيهَا اليَمَنُ وَأَهلُهُ، إِنَّهَا لَتُبَدِّدُ الخَوفَ مِن قُلُوبِ المُسلِمِينَ، وَتُزِيلُ اليَأسَ مِن نُفُوسِ المُؤمِنِينَ، وَتُوقِدُ شُمُوعَ الأَمَلِ في دُرُوبِ المُجَاهِدِينَ.
عِبَادَ اللهِ :تعلمون أن اليمن تعيش تحت وطأة الحوثيين الروافض الذين طغوا وبغوا فيها وهدموا المساجد وبعض مراكز العلم الشرعي الصحيح وقتلوا الآلاف من أهل السنة الأبرياء،وقد تمكنوا كما رأيتم وسمعتم من السيطرة على اجزاء كثيرة من اليمن وازداد تضيقهم على أهل السنة فأسروا منهم البعض وأرهبوا البعض وأجبروهم على تأيدهم ومساندتهم في خطبهم وفي منتداياتهم ،بل أنهم بسطوا سيطرتهم وهيمنتهم بقوة السلاح والارهاب والترهيب فقتلوا ومثلوا بالجثث حتى المرضى على الاسرة البيضاء لم يسلموا منهم فتم تصفيتهم والله المستعان ونهبوا وارتكبوا أعظم الجرائم يريدون تطهير اليمن من أهل السنة على مسمع ومرأ من العالم ، فظنوا انهم مانعتهم حصونهم وجنودهم من الله ،واغتروا بما حققوه من نصر وهمي لتنفيذ مخططات الدولة الفارسية ، فهيهات هيهات لهم فأهل السنة لهم بالمرصاد وسيسحقونهم بإذن الله وجنود سلمان حفظه الله بعواصفهم العاتية سيقضون على هذا السرطان الخبيث و سيجتثون وستطهر الأرض من نجسهم ورجسهم.
 
أقول قولي هذا ...
 
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ [المائدة: 82]
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 121] .
*قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي "مِنْهَاجِ السُّنَّةِ (3/243) : إِنَّ أَصلَ كُل فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ هُم الشِّيْعَةُ ، وَمَنْ انْضَوَى إِلَيْهِمْ ، وَكَثِيْرُ مِنْ السُّيُوْفِ الَّتِي فِي الإِسْلاَمِ ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَتِهِم ، وَبِهِم تَسْتَرت الزّنَادقَةُ " .ا.هـ.
وَقَالَ أَيْضاً (4/110) : فَهُم يُوالُونَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ الَّذِيْنَ يَعْرِفُ كُل أَحَدٍ مُعادَاتِهِم مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمُشْرِكِيْنَ ، وَيُعَادُونَ أَوْلِيَاءَ اللهِ الَّذِيْنَ هُم خِيَارُ أَهْلِ الدِّيْنِ ، وَسَادَاتِ المُتَّقِيْنَ ... وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الأَسبَابِ فِي اسْتيلاَءِ النَّصَارَى قَدِيْماً عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم " .ا.هـ.
فشأن اليهود والنصارى معلوم ، وشدة عداوة ومكر وغدر اليهود معلوم ،ثم لو نظرنا في الواقع لكان شاهدا على ذلك ، وحسبنا من الواقع ما نسمع ونرى من الاعتراف بفلسطين دولة لليهود والقدس عاصمة لها . وتعجب ممن يحفل بهذه الدعوات،الا فليعلم العالم كله أن فلسطين ستبقى دولة إسلامية وعاصمتها القدس والمسجد الأقصى لن ينسى شاءوا ام ابوا وستعود بإذن الله للمسلمين اليوم او غدا ، واعترافهم او زعمهم هذا إنما هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء!وليس له وزن ولا يعني شيء نسأل الله أن يطهر المسجد الأقصى من اليهود الأنجاس .
 
الا وصلوا ...
المشاهدات 1519 | التعليقات 0