هل باتت سورية محتلة من روسيا رسميا ؟! د. زياد الشامي
احمد ابوبكر
1438/01/10 - 2016/10/11 04:41AM
[align=justify]هذا ما يمكن أن يقرأه المتابع من تصديق مجلس الدوما الروسي بالأمس بالإجماع على ما يسمى "اتفاقية مع النظام النصيري بدمشق" تسمح بوجود عسكري روسي دائم في سورية , وهو ما يعني بالحقيقة "احتلال" , وإن حاولت روسيا تغيطته باسم " محاربة الإرهاب" , وحاول النظام النصيري تبرير خيانته بنفس الشماعة التي باتت مطية جميع أعداء أهل السنة لإعلان الحرب على دولها .
لم تكن أطماع روسيا في سورية خافية على أحد منذ تدخلها العسكري إلى جانب طاغية الشام وبطلب رسمي من نظامه المتهاوي منذ أكثر من عام , ولم تكن هيمنتها التي تشير بوضوح إلى أنها دولة احتلال بامتياز تحتاج إلى برهان ..... لكن ما جرى بمجلس الدوما بالأمس , بالإضافة إلى إعلان وزارة الدفاع الروسية اليوم عن نيتها نشر قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس ....قد أضفى على هذا الاحتلال صبغته الرسمية إن صح التعبير .
والحقيقة أن من يتابع مجريات الأحداث في سورية منذ التدخل العسكري الروسي وحتى الآن , يستطيع أن يقف على كثير من المحطات التي تؤكد ما سبق ومن ذلك :
1- كلام نائب وزير الدفاع الروسي "نيقولاي بانكوف" أمس الاثنين خلال اجتماع للجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي: "ستكون لدينا في سوريا قاعدة عسكرية بحرية دائمة في طرطوس"
وكان رئيس لجنة مجلس الدوما للعلاقات الدولية ليونيد سلوتسكي قد قال في وقت سابق : إن الاتفاق بين روسيا وسوريا بشأن قاعدة حميميم الجوية (في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا) تنص على منح العسكريين الروس في القاعدة الجوية وأفراد عائلاتهم حصانة دبلوماسية مع امتيازاتها , كما أعلنت روسيا في أغسطس/آب الماضي أنها تعتزم توسيع قاعدة حميميم وتجهيزها بشكل كامل، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم ....
وتكرار كلمة "دائم" تشير بوضوح إلى أن الأمر يتعدى صفة المساعدة فحسب .
2- زيادة هيمنة روسيا على القرار السوري منذ تدخلها في سورية لا يمكن أن يجادل فيه اثنان , فإذا كان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" قد أضحى هو المتحدث الرسمي باسم نظام الطاغية منذ بداية الثورة السورية .... فإن تلك الهيمنة قد ازدادت بعد التدخل الروسي العسكري بشكل مثير للانتباه , إذ وصل الأمر إلى استدعاء طاغية الشام إلى روسيا لمقابلة بوتين وحده دون أي وفد أو حتى وزير معه , بل وترتيب لقاء بين وزير الدفاع الروسي وصبي روسيا بدمشق دون علم الأخير بذلك !!! في مشهد يوحي إلى مدى الهيمنة الروسية على القرار السوري .
قد لا يكون غريبا أو عجيبا تفاخر النظام النصيري بسورية بهذا الاحتلال ومباركته في سبيل البقاء على رأس السلطة التي باتت وهمية وصورية بعد التدخل الروسي , فتاريخ النصيرية مليء بمثل هذه الخيانات وتسليم الأوطان والتواطؤ مع أعداء الأمة .
فقد احتفت صحيفة الوطن السورية بالاحتلال الروسي وإن لم تسميه باسمه الحقيقي , حيث أكدت أن التواجد الروسي في سورية بات شرعيا بامتياز ، وأن التحرك الروسي فوق الأراضي السورية قد اكتسب شرعية تتوافق مع القوانين الدولية وميثاق مجلس الأمن .
3- كثير من المظاهر الاجتماعية والإعلامية والتعليمية تشير بوضوح إلى أن سمة الاحتلال هي الأكثر دقة للوجود العسكري الروسي بسورية , فقد قامت روسيا بتغيير الكثير من أسماء المنشآت السياحية السورية لتصبح أسماء روسية , ناهيك عن انتشار صور الرئيس الروسي "بوتين" إلى جانب طاغية الشام وحسن نصر اللات في معظم مناطق النظام النصيري وخاصة في الساحل السوري .
والحقيقة أن الإعلام النصيري الرسمي قد شارك بشكل أو بآخر في قلب حقيقة التواجد الروسي في سورية "الاحتلال" , من خلال بث الأفلام والمسلسلات الروسية على شاشته , و إقحامه في أسطورة واكذوبة "محور المقاومة والممانعة" .
كما أن مجال التعليم لم يسلم من اللوثة والجرثومة الروسية , فقد أعلنت زوجة طاغية الشام في بداية الشهر الماضي : أن خريجي المدارس السورية المتميزين سيتم إيفادهم لمواصلة التحصيل في روسيا , في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء بأن ابن الطاغية سيكون أحد الموفديين لروسيا لمتابعة دراسته .
4- وأخيرا يمكن الاستشهاد بزيارة وفد روسي - من قاعدة حميميم - يضم رجل دين مسيحي وعدد من الضباط الروس مشفى الحصن البطريركي بمدينة تلكلخ بمحافظة حمص لتفقد المرضى والجرحى و"مباركتهم" .... وهو ما يمكن قراءته ضمن تثبيت دعائم الأقلية الأرثوذكسية في سورية واستغلالها كذريعة لتثبيت احتلال روسيا لسورية .
قد لا تكون روسيا وحدها التي يمكن أن ينطبق عليها وسم الدولة المحتلة لسورية , فهناك إيران التي بات توغلها في سورية عبر مليشياتها الطائفية أمرا مفضوحا , ناهيك عن عملها الدؤوب لإحداث تغيير ديمغرافي في كثير من المحافظات والمدن السورية على حساب أهل السنة .
ولعل ما جاء على لسان الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية يؤكد ذلك , فقد اعتبر المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالرياض كلا من روسيا وإيران دولتي احتلال ، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بحث الوضع في سوريا بعد أن تسبب الفيتو الروسي في شل يد مجلس الأمن .
ومن هنا لم يعد الثوار في سورية يواجهون طاغية الشام ومرتزقته فحسب , بل يواجهون دولتي احتلال هما : روسيا الشيوعية وإيران الصفوية , ناهيك عن المتربصين بثورة أهل الشام والمتواطئين ضدها من الدول الغربية وبعض الدول العربية .
[/align]
لم تكن أطماع روسيا في سورية خافية على أحد منذ تدخلها العسكري إلى جانب طاغية الشام وبطلب رسمي من نظامه المتهاوي منذ أكثر من عام , ولم تكن هيمنتها التي تشير بوضوح إلى أنها دولة احتلال بامتياز تحتاج إلى برهان ..... لكن ما جرى بمجلس الدوما بالأمس , بالإضافة إلى إعلان وزارة الدفاع الروسية اليوم عن نيتها نشر قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس ....قد أضفى على هذا الاحتلال صبغته الرسمية إن صح التعبير .
والحقيقة أن من يتابع مجريات الأحداث في سورية منذ التدخل العسكري الروسي وحتى الآن , يستطيع أن يقف على كثير من المحطات التي تؤكد ما سبق ومن ذلك :
1- كلام نائب وزير الدفاع الروسي "نيقولاي بانكوف" أمس الاثنين خلال اجتماع للجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي: "ستكون لدينا في سوريا قاعدة عسكرية بحرية دائمة في طرطوس"
وكان رئيس لجنة مجلس الدوما للعلاقات الدولية ليونيد سلوتسكي قد قال في وقت سابق : إن الاتفاق بين روسيا وسوريا بشأن قاعدة حميميم الجوية (في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا) تنص على منح العسكريين الروس في القاعدة الجوية وأفراد عائلاتهم حصانة دبلوماسية مع امتيازاتها , كما أعلنت روسيا في أغسطس/آب الماضي أنها تعتزم توسيع قاعدة حميميم وتجهيزها بشكل كامل، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم ....
وتكرار كلمة "دائم" تشير بوضوح إلى أن الأمر يتعدى صفة المساعدة فحسب .
2- زيادة هيمنة روسيا على القرار السوري منذ تدخلها في سورية لا يمكن أن يجادل فيه اثنان , فإذا كان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" قد أضحى هو المتحدث الرسمي باسم نظام الطاغية منذ بداية الثورة السورية .... فإن تلك الهيمنة قد ازدادت بعد التدخل الروسي العسكري بشكل مثير للانتباه , إذ وصل الأمر إلى استدعاء طاغية الشام إلى روسيا لمقابلة بوتين وحده دون أي وفد أو حتى وزير معه , بل وترتيب لقاء بين وزير الدفاع الروسي وصبي روسيا بدمشق دون علم الأخير بذلك !!! في مشهد يوحي إلى مدى الهيمنة الروسية على القرار السوري .
قد لا يكون غريبا أو عجيبا تفاخر النظام النصيري بسورية بهذا الاحتلال ومباركته في سبيل البقاء على رأس السلطة التي باتت وهمية وصورية بعد التدخل الروسي , فتاريخ النصيرية مليء بمثل هذه الخيانات وتسليم الأوطان والتواطؤ مع أعداء الأمة .
فقد احتفت صحيفة الوطن السورية بالاحتلال الروسي وإن لم تسميه باسمه الحقيقي , حيث أكدت أن التواجد الروسي في سورية بات شرعيا بامتياز ، وأن التحرك الروسي فوق الأراضي السورية قد اكتسب شرعية تتوافق مع القوانين الدولية وميثاق مجلس الأمن .
3- كثير من المظاهر الاجتماعية والإعلامية والتعليمية تشير بوضوح إلى أن سمة الاحتلال هي الأكثر دقة للوجود العسكري الروسي بسورية , فقد قامت روسيا بتغيير الكثير من أسماء المنشآت السياحية السورية لتصبح أسماء روسية , ناهيك عن انتشار صور الرئيس الروسي "بوتين" إلى جانب طاغية الشام وحسن نصر اللات في معظم مناطق النظام النصيري وخاصة في الساحل السوري .
والحقيقة أن الإعلام النصيري الرسمي قد شارك بشكل أو بآخر في قلب حقيقة التواجد الروسي في سورية "الاحتلال" , من خلال بث الأفلام والمسلسلات الروسية على شاشته , و إقحامه في أسطورة واكذوبة "محور المقاومة والممانعة" .
كما أن مجال التعليم لم يسلم من اللوثة والجرثومة الروسية , فقد أعلنت زوجة طاغية الشام في بداية الشهر الماضي : أن خريجي المدارس السورية المتميزين سيتم إيفادهم لمواصلة التحصيل في روسيا , في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء بأن ابن الطاغية سيكون أحد الموفديين لروسيا لمتابعة دراسته .
4- وأخيرا يمكن الاستشهاد بزيارة وفد روسي - من قاعدة حميميم - يضم رجل دين مسيحي وعدد من الضباط الروس مشفى الحصن البطريركي بمدينة تلكلخ بمحافظة حمص لتفقد المرضى والجرحى و"مباركتهم" .... وهو ما يمكن قراءته ضمن تثبيت دعائم الأقلية الأرثوذكسية في سورية واستغلالها كذريعة لتثبيت احتلال روسيا لسورية .
قد لا تكون روسيا وحدها التي يمكن أن ينطبق عليها وسم الدولة المحتلة لسورية , فهناك إيران التي بات توغلها في سورية عبر مليشياتها الطائفية أمرا مفضوحا , ناهيك عن عملها الدؤوب لإحداث تغيير ديمغرافي في كثير من المحافظات والمدن السورية على حساب أهل السنة .
ولعل ما جاء على لسان الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية يؤكد ذلك , فقد اعتبر المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالرياض كلا من روسيا وإيران دولتي احتلال ، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بحث الوضع في سوريا بعد أن تسبب الفيتو الروسي في شل يد مجلس الأمن .
ومن هنا لم يعد الثوار في سورية يواجهون طاغية الشام ومرتزقته فحسب , بل يواجهون دولتي احتلال هما : روسيا الشيوعية وإيران الصفوية , ناهيك عن المتربصين بثورة أهل الشام والمتواطئين ضدها من الدول الغربية وبعض الدول العربية .
[/align]