هل أنت من الموفقين؟ نقلاً عن الشيخ حسن الخالدي

هل أنت من الموفقين؟
الحمد لله، هدانا للإسلام، وعلّمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: فاتقوا الله يا عباد الله.
أيها المسلمون: امرأة العزيز شابة من الشابات، ذات منصب وجمال، أرادت الفاحشة من يوسف عليه السلام، وغلقت الأبواب وقالت: هيت لك، فعصمه الله منها وقال ( مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) ويتساءل متسائل ويقول : لماذا عصم الله يوسف وحماه من الفاحشة؟ أجاب الرب جل جلاله وقال ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) إنه التوفيق من الله ليوسف عليه السلام فقد كان من المخلصين، فمن توفيق الله لك يا مسلم أن الله يصرف عنك السوء والفحشاء، فيدع السوء ومجالس السوء لغيرك من الناس، ويدع الفاحشة لغيرك من الناس، ويدع الزنا لغيرك من الناس، أما أنت يا مسلم: فقد صرف الله عنك السوء والفحشاء فأنت من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا.
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق الله المسلم للعمل الصالح ، فيعمل بطاعة الله وينتهي عن معصيته، فإن هذه من أعظم علامات التوفيق من الله قال الله تعالى ( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) وفي المسند وسنن الترمذي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قيل كيف يستعمله؟ قال ( يوفقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه).
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق المسلم لطلب العلم الشرعي والفقه في الدين وحضور مجالس الذكر، وسماع الخطب والدروس والمحاضرات، وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ).
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق المسلم لنشر الخير بين الناس ودعوتهم وإصلاحهم قال الله تعالى { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق المسلم لنفع الناس وقضاء حوائجهم، وفي صحيح الجامع من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أحب الناس إلى الله: أنفعهم )
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق المسلم للعناية بالقرآن الكريم تعلّماً وتعليماً وفي المسند والسنن من حديث عثمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ) كلُّ يوم تقرأ في المصحف: هذا توفيق لك من الله، أبناؤك الذكور في حلقات تحفيظ القرآن: هذا توفيق من الله، أهلك وبناتك في حلقات تحفيظ القرآن: هذا توفيق من الله.
ومن علامات التوفيق من الله: أن يكون المسلم آمراً بالمعروف بالمعروف، ناهياً عن المنكر من غير منكر قال الله تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ).
ومن علامات التوفيق من الله: أن يكون المسلم كريم الخصال، حسن الأخلاق، سليم الصدر، محباً للخير لجميع المسلمين، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ). اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه كان غفارا.
.................................................................................................
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ومن علامات التوفيق من الله: أن لا يتدخل المسلم فيما لا يعنيه وفي سنن الترمذي وابن ماجة بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
ومن علامات التوفيق من الله: أن يوفق المسلم لخدمة أهله، يخدم أمّه وأباه، ويخدم زوجته وأبناءه وبناته، ويخدم قراباته ويقضي لهم حاجاتهم، فهذه من أعظم علامات التوفيق من الله وفي سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ).
ومن علامات التوفيق من الله: أن يكفّ المسلم لسانه عن أعراض المسلمين، وعن غيبتهم وأكل لحومهم، وفي المسند وسنن الترمذي وغيرهما بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بلسانه وقال لمعاذ (كُفَّ عليكَ هذا) فقال له معاذ يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: (ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِ علَى وجوهِهِم، أو علَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم).
والآن يا مسلم: تفقّد نفسك، واحرص أن تكون فيك هذه العلامات فإنّ الموفق من وفقه الله، وختم له بخاتمة حسنة، وادع الله من قلبك أن يعيذك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمرنا الله بذلك فقال {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداءك أعداء الدين، انك أنت القوي العزيز، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأعنهم على أمور دينهم ودنياهم يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.