هل أنت من الذاكرين الله كثيراً؟
هلال الهاجري
1433/08/15 - 2012/07/05 20:34PM
الحمدُ للهِ حمدُ الشاكرين، والشكرُ له شكرُ الذاكرين، أمرَ بذكرِه وشكرِه وحسنِ عبادتِه .. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تمتْ كلمتُه، وعمّتْ رحمتُه، وفاضتْ نعمتُه، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، المبعوثُ رحمةً للعالمين، فهو البشيرُ والنذيرُ والشاهدُ، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلمَ تسليماً كثيراً .. أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
جاء فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَشْتَكُون .. فما هي شكواهم؟ وممن يشتكون؟ .. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ – أي أهلُ الأموالِ- بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ ..
سبحان اللهِ .. جاءوا يشتكونَ إخوانَهم الأغنياءَ .... فما الذي نقموه منهم؟
هل لأنهم يسكنونَ أفخمَ القصورِ .. لا
هل لأنهم يركبونَ أحسنَ المراكبِ .. لا
هل لأنهم يلبسونَ أجملَ الثيابِ .. لا
قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي , وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ , وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ .. اللهُ أكبرُ .. لم ينافِسُوهم في الدنيا وإنما غبَطُوهم بما يَتقَربونَ به إلى اللهِ تعالى بما أنعمَ عليهم بهذا المالِ الوفيرِ ..
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ .. وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ .. وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ .. إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ .. قَالَ : تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ : ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً .. فذهبَ الفقراءُ تغمُرُهم السعادةُ بهذا الذكرِ العظيمِ الذي خصَهم به رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وما فيه من الأجرِ الكبيرِ .. وبعد مدةٍ قصيرةٍ .. رَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إلى النبي عليه الصلاة والسلام فَقَالُوا : سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا .. فَفَعَلُوا مِثْلَهُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.
ذكرُ اللهِ تعالى .. من أيسرِ العباداتِ .. ومع ذلك ففيه حياةُ الأرواحِ .. وراحةُ القلوبِ .. لا يستغني عنه المسلمُ بحالٍ من الأحوالِ .. يفعلُه قائماً وقاعداً وعلى جَنبِه .. قد أمرَنا اللهُ تعالى بالإكثارِ منه فقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً).
لذلك كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِه .. كما ذكرت عائشةُ رضي اللهُ تعالى عنها.
يا أهلَ الإيمانِ ..
لقد سبقَ الذاكرونَ اللهَ تعالى بالأجورِ العظيمةِ .. والدرجاتِ الرفيعةِ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ).
تعالوا بنا نبحرُ في النصوصِ الشرعيةِ في فضلِ ذكرِ اللهِ تعالى لنعلمَ كيف سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ؟
ذكرُ اللهِ تعالى قد يَصِلُ بالعبدِ درجةً يكونُ فيها أفضلُ من المتصدقِ والمجاهدِ في سبيلِ اللهِ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ, وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ, وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ تَعَاطِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ, وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ غَدًا, فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ), قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: (ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
هل تعلمُ أن اللهَ تعالى معك حين تذكرُه .. وأنه يذكُرُك كلما ذكرتَه .. قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) .. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تعالى: (أَنَا مَعَ عَبْدِي حِينَ يَذْكُرُنِي , فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ).
بل إن اللهَ جلَ جلالُه يباهي بالذاكرينَ ملائكتَه الكرامَ .. خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟) فَقَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ، فَقَالَ: (آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ؟) قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لم أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ).
عبادَ اللهِ ..
هل تعلمون الفرقَ بين الذي يذكرُ اللهَ تعالى وبينَ الغافلِ.. هو كالفرقِ بينَ الحياةِ والموتِ .. فكيفَ يجتمعانِ؟ .. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ).
عن سَلاَمِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قال: كان الرَّبيعُ بنُ خُثَيْمٍ إذا أصبحَ قال: مرحبًا بملائكةِ اللهِ .. اكتبوا .. بسم الله الرحمن الرحيم .. سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر.
إذا كَثُرَت عليكَ العباداتُ, فلا تدري بأيها تبدأُ .. وأيها تُقَدم .. اسمع إلى هذا الحديثِ .. جاءَ رَجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: (لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ).
دخلَ معروفٌ الكرخي حلاقاً, فشرعَ الحلاقُ يقصُ شاربَ معروفٍ, وهو يذكرُ اللهَ تعالى, فقالَ الحلاقُ دعني أعملُ فقال معروفٌ: أنت تعملُ وأنا أعملُ.
فإن لم تستطع أن تكونَ من الذاكرينَ اللهَ كثيراً .. فعليك بمجالسةِ الذاكرينَ .. فإن مجالسَهم من الملائكةِ مشهودةٌ .. ومن اللهِ تعالى محمودةٌ .. جاءَ في الحديثِ الصحيحِ .. (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ).
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرُكم واشكروه على نعمِه يزدكم, ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحبُ ربُنا ويرضى .. والصلاةُ والسلامُ على النبي المصطفى .. أما بعد:
عبدَ اللهِ ..
إذا علمتَ أن ذكرَ اللهِ تعالى من أيسرِ العباداتِ .. وأعظمِ الحسناتِ .. وبها يُنالُ رضا ربِ الأرضِ والسماواتِ .. فإياكَ .. ثم إياكَ أن تفرطَ في هذا البابِ الذي هو لدخولِ الجنةِ ومغفرةِ الذنوبِ من أقربِ الأسبابِ.
ما هو نصيبُك من حديثِ .. (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).
أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ يا رسولَ اللهِ؟ قَالَ: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ).
هل سمعتُم بعتقِ الرقابِ والأجورِ المترتبةِ عليها وتريدونَ تحقيقَها .. قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ).
هل عندكَ ذنوبٌ كثيرةٌ؟ .. هل تُريدُ أن تُمحى؟ قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).
هل تريدُ أن لا يكونَ بينكَ وبين الجنةِ إلا الموتَ .. عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: (سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِمُوقِناً بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ).
هل تريدُ كنزاً من كنوزِ الجنةِ .. عن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ, فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّبِاللَّهِ) فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
اغرسْ نخلةً في الجنةِ .. قال عليه الصلاةُ والسلامُ: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ).
هل تحتاجُ إلى وقايةٍ وكفايةٍ وهدايةٍ إذا خرجتَ من بيتكَ في هذا الزمانِ الذي كثُرتْ فيه الفتنُ والشهواتِ والمصائبِ .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ, تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ, لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ, قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ).
هذه أمثلةٌ يسيرةٌ على فضلِ ذكرِ الله تعالى .. جعلني اللهُ وإياكم من الذاكرينَ له كثيراً.
وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِنا وحبيبِنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
جاء فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَشْتَكُون .. فما هي شكواهم؟ وممن يشتكون؟ .. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ – أي أهلُ الأموالِ- بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ ..
سبحان اللهِ .. جاءوا يشتكونَ إخوانَهم الأغنياءَ .... فما الذي نقموه منهم؟
هل لأنهم يسكنونَ أفخمَ القصورِ .. لا
هل لأنهم يركبونَ أحسنَ المراكبِ .. لا
هل لأنهم يلبسونَ أجملَ الثيابِ .. لا
قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي , وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ , وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ .. اللهُ أكبرُ .. لم ينافِسُوهم في الدنيا وإنما غبَطُوهم بما يَتقَربونَ به إلى اللهِ تعالى بما أنعمَ عليهم بهذا المالِ الوفيرِ ..
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ .. وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ .. وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ .. إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ .. قَالَ : تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ : ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً .. فذهبَ الفقراءُ تغمُرُهم السعادةُ بهذا الذكرِ العظيمِ الذي خصَهم به رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وما فيه من الأجرِ الكبيرِ .. وبعد مدةٍ قصيرةٍ .. رَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إلى النبي عليه الصلاة والسلام فَقَالُوا : سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا .. فَفَعَلُوا مِثْلَهُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.
ذكرُ اللهِ تعالى .. من أيسرِ العباداتِ .. ومع ذلك ففيه حياةُ الأرواحِ .. وراحةُ القلوبِ .. لا يستغني عنه المسلمُ بحالٍ من الأحوالِ .. يفعلُه قائماً وقاعداً وعلى جَنبِه .. قد أمرَنا اللهُ تعالى بالإكثارِ منه فقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً).
لذلك كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِه .. كما ذكرت عائشةُ رضي اللهُ تعالى عنها.
يا أهلَ الإيمانِ ..
لقد سبقَ الذاكرونَ اللهَ تعالى بالأجورِ العظيمةِ .. والدرجاتِ الرفيعةِ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ).
تعالوا بنا نبحرُ في النصوصِ الشرعيةِ في فضلِ ذكرِ اللهِ تعالى لنعلمَ كيف سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ؟
ذكرُ اللهِ تعالى قد يَصِلُ بالعبدِ درجةً يكونُ فيها أفضلُ من المتصدقِ والمجاهدِ في سبيلِ اللهِ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ, وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ, وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ تَعَاطِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ, وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ غَدًا, فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ), قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: (ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
هل تعلمُ أن اللهَ تعالى معك حين تذكرُه .. وأنه يذكُرُك كلما ذكرتَه .. قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) .. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تعالى: (أَنَا مَعَ عَبْدِي حِينَ يَذْكُرُنِي , فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ).
بل إن اللهَ جلَ جلالُه يباهي بالذاكرينَ ملائكتَه الكرامَ .. خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟) فَقَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ، فَقَالَ: (آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ؟) قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لم أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ).
عبادَ اللهِ ..
هل تعلمون الفرقَ بين الذي يذكرُ اللهَ تعالى وبينَ الغافلِ.. هو كالفرقِ بينَ الحياةِ والموتِ .. فكيفَ يجتمعانِ؟ .. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ).
عن سَلاَمِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قال: كان الرَّبيعُ بنُ خُثَيْمٍ إذا أصبحَ قال: مرحبًا بملائكةِ اللهِ .. اكتبوا .. بسم الله الرحمن الرحيم .. سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر.
إذا كَثُرَت عليكَ العباداتُ, فلا تدري بأيها تبدأُ .. وأيها تُقَدم .. اسمع إلى هذا الحديثِ .. جاءَ رَجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: (لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ).
دخلَ معروفٌ الكرخي حلاقاً, فشرعَ الحلاقُ يقصُ شاربَ معروفٍ, وهو يذكرُ اللهَ تعالى, فقالَ الحلاقُ دعني أعملُ فقال معروفٌ: أنت تعملُ وأنا أعملُ.
فإن لم تستطع أن تكونَ من الذاكرينَ اللهَ كثيراً .. فعليك بمجالسةِ الذاكرينَ .. فإن مجالسَهم من الملائكةِ مشهودةٌ .. ومن اللهِ تعالى محمودةٌ .. جاءَ في الحديثِ الصحيحِ .. (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ).
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرُكم واشكروه على نعمِه يزدكم, ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحبُ ربُنا ويرضى .. والصلاةُ والسلامُ على النبي المصطفى .. أما بعد:
عبدَ اللهِ ..
إذا علمتَ أن ذكرَ اللهِ تعالى من أيسرِ العباداتِ .. وأعظمِ الحسناتِ .. وبها يُنالُ رضا ربِ الأرضِ والسماواتِ .. فإياكَ .. ثم إياكَ أن تفرطَ في هذا البابِ الذي هو لدخولِ الجنةِ ومغفرةِ الذنوبِ من أقربِ الأسبابِ.
ما هو نصيبُك من حديثِ .. (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).
أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ يا رسولَ اللهِ؟ قَالَ: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ).
هل سمعتُم بعتقِ الرقابِ والأجورِ المترتبةِ عليها وتريدونَ تحقيقَها .. قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ).
هل عندكَ ذنوبٌ كثيرةٌ؟ .. هل تُريدُ أن تُمحى؟ قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).
هل تريدُ أن لا يكونَ بينكَ وبين الجنةِ إلا الموتَ .. عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: (سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِمُوقِناً بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ).
هل تريدُ كنزاً من كنوزِ الجنةِ .. عن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ, فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّبِاللَّهِ) فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
اغرسْ نخلةً في الجنةِ .. قال عليه الصلاةُ والسلامُ: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ).
هل تحتاجُ إلى وقايةٍ وكفايةٍ وهدايةٍ إذا خرجتَ من بيتكَ في هذا الزمانِ الذي كثُرتْ فيه الفتنُ والشهواتِ والمصائبِ .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ, تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ, لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ, قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ).
هذه أمثلةٌ يسيرةٌ على فضلِ ذكرِ الله تعالى .. جعلني اللهُ وإياكم من الذاكرينَ له كثيراً.
وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِنا وحبيبِنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين.
المشاهدات 3336 | التعليقات 2
جزاك الله خير وبارك فيك
مقدمة مناسبة و جاذبة
وخطبة قصيرة وموفقة غفر الله ذنبك ورفع قدرك
مقدمة مناسبة و جاذبة
وخطبة قصيرة وموفقة غفر الله ذنبك ورفع قدرك
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق