هكذا فلتكن العدالة

محمد مرسى
1431/10/27 - 2010/10/06 07:09AM
أقدم اليوم رمزًا من رموز العدالة على مر تاريخ الإنسان ، كان واليًا تحبه الرعية كأجل ما تحب الرعية الولاة، لأنه لم يفعل ما يدعو إلى السخط والبغض .. كان يحب أن يسمع الرأي الآخَر والنصيحة، فسرى حبه في قلوب الأطفال، وفي قلوب العجائز، وفي قلوب الفقراء، وفي قلوب المساكين. ولكن لماذ اخترت هذا العنوان في هذا اليوم "هكذا فلتكن العدالة"؟.

سمعت أحدهم وهو يتهجم على العالم الإسلامي، ويصفه بأنه عالَم ظالم، ليس فيه حوار ولا حرية، فأردت أن أُظهِر للعالم، صورة براقة وضيئة، لإمام عادل نفخر به على مرِّ التاريخ.

من هو هذا العادل؟

إنه الرجل الذي قال فيه الإمام أحمد: ليس أحد من التابعين قوله حجة إلا عمر بن عبد العزيز.

السلام عليك يا عمر بن عبد العزيز، وبيننا وبينك أكثر من ثلاثة عشر قرناً، السلام عليك اليوم وغدًا وفي المستقبل، وحتى نلقى الله بك، وأنت رمز من رموز العدالة.

أيها الناس:

أنا لن أسرد حياته الشخصية، ولن أقدم ترجمة عن تفصيلات وجزئيات ما مرّ به، لكنني أَصِلُ بكم إلى سُدَّة الحكم يوم أن تولى عمر، كان شابًّا مترفًا من بني مروان، يغيِّر في اليوم الواحد ثيابه أكثر من ثلاث مرات، كان إذا مر بسكة شمَّ الناسُ طيبَه، كان يسكن قصرًا في المدينة، وعند والده قصر في الشام، وقصر في مصر، وقصر في العراق، وقصر في اليمن، وأراد الله لأمة محمد عليه الصلاة والسلام خيرًا، فتولى الخلافة.

رأى سليمان بن عبد الملك يعصره الموت عصرًا، وكان منطرحًا بين يدي ربه يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه، وكان يصرخ قائلاً:

أفلح من كان له كِبارُ إن بَنيَّ فتيةٌ صغار

يقول يا ليت أبنائي كباراً، يتولون الملك بعدي. فقد أفلح من كان أبنائه كبارًا. قال عمر بن عبد العزيز أمامه: لا والله قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربِّه فصلَّى [الأعلى:14-15]. ومات سليمان، وكتب الخلافة لرجل في كتاب سرِّيّ، لم يُعلَم بعد.

ولما وارى الناس جثمان سليمان، قام رجاء بن حَيْوة أحد علماء المسلمين، فأعلن على المنبر أن خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين للعالَم الإسلامي، عمر بن عبد العزيز.

فلما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد.

يقول نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل، ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء، زوجة الخليفة، فقال لها: يا فاطمة، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام – وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا – قال: فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك، قالت: لا والله، الحياة حياتُك، والموت موتُك، وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها، فرفَعَه إلى ميزانية المسلمين.

ونام القيلولة في اليوم الأول، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد، فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة، كلهم يسألونك يوم القيامة، فبكى عمر واستيقظ. وتوفي ابنه هذا قبل أن يكمل العشرين.

عاش عمر – رضي الله عنه – عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم.

يذهب فيصلي بالمسلمين، فكان أول مرسوم اتخذه، عزل الوزراء الخونة الظلمة الغشمة

وجعل سُمَّاره سبعة من العلماء، يسمرون معه بعد صلاة العشاء، واشترط عليهم ثلاثة شروط:

الشرط الأول: ألا يُغتاب مسلم.

الشرط الثاني: ألا يُقدِّموا له شِكاية في مسلم

الشرط الثالث: ألا يمزح في مجلسه، إنما يذكرون الآخرة وما قرب منها

أما حياته الشخصية فحدّث ولا حرج، كان إذا صلى العشاء دخل مصلاه، فيستقبل القبلة، ويجلس على البطحاء، ويُمرّغ وجهه في التراب، ويبكي حتى الصباح.

قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟ قالت: والله ما كان ينام الليل، والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض العصفور بلَّله القطْر، قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !! توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب؟!

عليك سلامُ اللـه وقفًا فإننـي رأيت الكريم الحرَّ ليس له عُمْر

ثوى طاهر الأردان لم تبْقَ بقعةٌ غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبرُ

أيها الناس:

إذا لم نخرج بعمر بن عبد العزيز أمام العالَم، فبمن نخرج؟ وما النموذج الذي نُقدمه إذا لم نُقدّم هؤلاء؟

كان يدور في ظلام الليل يسأل: هل من مريض فأعوده، هل من أرملة فأقوم عليها، هل من جائع فأطعمه. يقول أحد ولاته: ذهبت إلى إفريقيا، أوزع الزكاة، فو الله ما وجدت فقيراً في طريقي، لقد أغنى عمر بن عبد العزيز الفقراء، فما بقي فقير، ولا جائع، ولا مَدين، ولا شاب أعزب!!

كان يُصلي الجمعة، فيقوم نوّابه، معهم دفاتر بأسماء الناس، فيوزع الأُعطيات على طلبة العلم، واليتامى، والمساكين، والمرضى، والأرامل، والمحتاجين، والمعوزين، فيهتفون بعد الصلاة: اللهم اسق عمر بن عبد العزيز من سلسبيل الجنة، ونحن نقول: اللهم اسق عمر بن عبد العزيز من سلسبيل الجنة.

وقف في يوم عيد الفطر يستقبل المسلمين، ويرحب بالمؤمنين، وإذا بكوكبة من الشعراء عند باب الغرفة، يريدون الدخول، قال له البوّاب: شعراء يريدون الدخول عليك على عادتهم السابقة عند الخلفاء، يدخل أحدهم بقصيدة خاطئة كاذبة، يمدح نفاقًا، يثني بكلام مجاملة، فيصف الخليفة بأنه محرر الشعب، وبأنه كافل الأيتام، وبأنه أستاذ المشاريع، وبأنه درة الأفق.

فقال للبواب: من بالباب؟ قال الفرزدق. قال: والله لا يدخل عليَّ عدو الله وقد سمعته يتغزل في بنات المسلمين. ومن الآخر؟ قال: الآخر نصيب. قال: ليس له عندي نصيب ولا يدخل علي؛ سمعته يفتري في شعره. ثم قال والثالث: قال: الثالث عمر بن أبي ربيعة قال: أما آن له أن يتوب إلى الله، والله لا ترى عيني وجهه. ومن الرابع؟ قال: جرير. قال: إن كان ولا بد، فأدخل جريرًا، فلما دخل قال له:

فما كعبُ ابن مامةَ وابن سعدي بأفضل منك يا عمر الجوادا

تعوّد صـالح الأخـلاق إنـي رأيتُ المرء يلزم ما استعادا

قال عمر: اتق الله يا جرير، لا تكذب في شعرك، فإن الله سوف يسألك عن هذا. قال يا أمير المؤمنين: أعطني قال: ما وجدت للشعراء في كتاب الله عطاء، إن كنت فقيرًا أو مسكينًا أو ابن سبيل أعطيناك.

إنها مدرسة الجدية، والنصح، والعمق، وعدم الضحك على الذقون؛ أعرابي يدخل يمدح، ويأخذ الدنيا بما فيها، وينسى الفقراء، يموتون جوعًا وعُريًا على الأرصفة!!

شاعر كذاب متملّق، يمدح بشيء من الهراء، يأخذ من المال ما يغطي رأسه، والأطفال في حجور أمهاتهم يتضوّرون جوعًا، لا يفعل ذلك عمر، إنه عاقل، إنه جهبذ، إنه عبقري.

قال جرير: أنا فقير، قال: خذ مائتي درهم من مالي، ليس من بيت مال المسلمين. قال جرير: فو الله لقد كان هذا المال أبرك مال رأيته في الحياة.

وأتت سكرات الموت، أتدرون كم تولى الخلافة؟ سنتين، لكنها عند الله – عز وجل – أفضل من قرنين، إنني أعرف أناسًا في التاريخ، تولى الواحد منهم خمسين سنة، فلما مات لعنه المسلمون، وإن بعضهم تولى أربعين سنة، فلما مات بشّر بعض المسلمين بعضهم بموته، فليس العمر بالكثرة، العمر بالبركة، تولى سنتين، فأزال الظلم، فتح بابه، فتح صدره، فتح عينه، فتح قلبه ففتح الله عليه.

حضرته سكرات الموت، فجمع أبناءه السبعة أو الثمانية، فلما رآهم بكى واستعبر، ودمعت عيناه، ثم قال لأبنائه: والله ما خلّفت لكم من الدنيا شيئًا – عنده غرفة واحدة – إن كنتم صالحين فالله يتولى الصالحين، وإن كنتم فجَرة فلن أُعينكم بمالي على الفجور. تعالوا، فاقتربوا فقبّلَهم واحدًا واحدًا، ودعا لهم، وكأن قلبه يُسَلُّ من بين جوارحه، وخرج أبناؤه.

قال أهل التاريخ: أغفى التاريخ إغفاءة عن أبناء عمر بن عبد العزيز السبعة أو الثمانية، وقد خلّف لكل واحد منهم اثني عشر درهمًا فقط، وأما هشام بن عبد الملك الخليفة، فخلّف لكل ابن من أبنائه مائة ألف دينار، وبعد عشرين سنة، أصبح أبناء عمر بن عبد العزيز، يُسرجون الخيول في سبيل الله، منفقين متصدقين من كثرة أموالهم، وأبناء هشام بن عبد الملك في عهد أبي جعفر المنصور، يقفون في مسجد دار السلام، يقولون: من مال الله يا عباد الله!

إنَّ من حفظ الله حفظه الله، ومن ضيّع الله ضيّعه الله، هذه سنة من سنن الله – عز وجل – ثم أمر عمر أبناءه بالخروج فخرج أطفاله أمام عينيه، ينظر إليهم، ومع كل طفل يخرج، قطَرَات من الدموع تسقط، وقال: أَدخِلوا أمّكم عليَّ، فدخلت امرأته، فودعها، وسألها أن تتقي الله، وأن تبقى على الزهد وعلى الفقر، لتكون زوجته في الجنة، ثم قال: يا فاطمة، إني أرى نفَرًا، ليسوا بإنس ولا جن، أظنهم ملائكة، فاخرجي عنّي، فخرجت زوجته، وأغلقت الباب، ودخل الملائكة على عمر بن عبد العزيز مبشرة إنّ الذين قالوا ربُّنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكةُ ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنةِ التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون. نُزُلاً من غفور رحيم [فصلت:30-32].

مات عمر، وفتحت زوجته الباب فوجدته في عالم الآخرة، سلام عليك يا أيتها النفسُ المطمئنة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مَرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي [الفجر:27- 30].

"هكذا فلتكن العدالة". إنني مقصر في سيرته وترجمته، عودوا إلى عمر، فبطون التاريخ مليئة بذكره، قد غمرت فضائله الكتب والموسوعات، رحم الله عمر بن عبد العزيز، رضي الله عن عمر بن عبد العزيز، جمَعنا الله بعمر بن عبد العزيز في الجنة.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العزيز الجليل لي ولكم، ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

All praise is to Allah Almighty, peace and blessings be upon his messenger and his household .

Today, I am presenting to you a symbol of the justice. He is a symbol of justice in Islam. He was a beloved ruler by his people because he didn't do anything wrong against them; because he was pious in the affairs of his people. He liked to listen to the opinions of others and their advice! So he was loved by all: young and old; rich and poor; men and women.



So why did I choose this subject for today? Before I answer this and

First of all , I want to make it clear in front of the world, that we as muslims never accept or allow what is happening today in the world أ¢â‚¬آ¦ and I mean killing the innocent civilians , muslims or non muslims in any part of the world! And we have an example of Omar Ibn AlKhatab who whipped his ruler and and his son when they hit the non muslim young man.

However I recently heard someone attacking Muslims: describing them as being an injustice to the world! No freedom and no opinions! So I wanted to talk about a fair leader that we are all proud of أ¢â‚¬â€œ someone who left his mark in history!



Who is this leader? He is the man that Imam Ahmed Ibn Hanbel said that no body is a plea ( excuse) except Omar ibn Abdelaziz!

Omar was a very wealthy, young man!

He used to change his clothes three times a day!

People used to smell his perfume if he passed by a street!

He used to live in a palace in Almadeena!



Omar attended the death of the caliph! He saw Suleiman Ibn Abdelmalek at his death bed! He was saying, “I wish I had old sons to take the rule after me! He said " " Indeed who had old sons, shall achieve success!" But Omar replied " NO! Whosoever purifies himself shall achieve success. And remembers his Lord and prays"



After the caliph died, one of the Muslim Scholars announced that Omar ibn Abdelaziz was to be the new Caliph of the Muslims!





When Omar knew, his heart was broken because of crying! He was in the first row in the mosque. Then Scholars helped him to stand on the platform while he was shaking and shivering. He came to speak but he couldn't because of the cry! Then he said , I don't want the rule! Take it back! People said, "We don't want anyone but you!" So, he started to talk about death and meeting Allah until all the people in the mosque cried!



Then Omar moved to a room in the middle of Damascus! To be near to the poor and orphans! Then he called his wife Fatima, and said, "I was giving the rule of Mohammad's nation! And here, I want you , brothers and sisters, to remember that the map of his kingdom was from India in the east to Morocco in the west and from Turkistan in the north to South Africa in the south.

Omar added, "If you want Allah and the hereafter, give your jewelry to the general treasury of the Muslims! And if you want this life I'll give you what I can, and then I’ll send you to your father's house!" She said, “No! I just want to live with you and die with you!Then she sent all her jewelry to the general treasury of the Muslims!"



Omar made his companies seven scholars who come to sit with him after Isha.

He made three conditions for them:

First, not to talk about other Muslims.

Second, not to complain

Third, not to joke in their talks, but to talk only about the hereafter.



Omar used to wander in the dark of the nights asking, "Is there any sick person so I may visit him? Is there a widow so I may help her! Is there a hungry person so I may feed him?"



One of his rulers said, I traveled to Africa to give charity to the poor people, I swear I couldn't find any poor in my way! A group of poets came to praise him! But he refused to see any of them except one called Jareer! Later, Jareer said , Oh Ameer Almoemeen, give me ! Omar said " I can't find any thing in the Quran for poets! If you are poor I can give you! Jareer said, "I am poor!" Omar said " then take two hundred derhams from my own money! Not from the money of the Muslims!

Jareer later said, I swear I never had money with Barakah (i.e. blessings in it) like that money!



Compare this to today’s world where the rich are getting richer and the poor are getting poorer. While the poets or entertainers are making fortunes, the poor and hungry are neglected.

Then death comes! Do you know how long he ruled? Just two years! But they are better than two centuries. There are rulers in history who ruled for forty or fifty years and when they died, everyone cursed them.



When Omar died, he left 12 derhams for every son and he had seven sons. The Caliph before him had left 100 thousand dinar for every son . You know what happened to Omar's sons: Allah gave them money until they started to pay for complete armies in the Muslims wars, when at the same time the sons of a previous Caliph were asking for money at the door of the mosques, and this is as mentioned in the history!



This is a prime example of true justice. Brothers and sisters we should all go back and read about the life of Omar to be a light and an example for us in our lives.


I ask Allah to gather us with Omar bin Abdelaziz in Paradise and to help us follow the right path until the Day wemeet Him
المشاهدات 2909 | التعليقات 0