هذه خطبة للشيخ ابراهيم وفّقه الله أحسب أنّي هذّبتها وليسمح لي بذلك
أبو البراء
1431/10/29 - 2010/10/08 22:12PM
الخطبة الأولى من حقوق الأخوات الجمعة
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, r
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ), (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد: أيّها المسلمون، إنّ سعادةَ المجتمع وضمانَ استقراره يكمنُ في ركيزةٍ عظمى وقاعدةٍ كبرى يحققها بإذن الله وفضله الثباتُ على مبادئ الإسلام ومبانيه وأركانه العِظام, ثمّ القيام على حياة اجتماعية مترابطة، بإحسانٍ لوالدين, ومودّةٍ ورحمة بين زوجين, وصلةٍ للأرحام , وعواطفَ مشترَكة مشاعةٍ لعموم المسلمين, لصاحبه وجاره وصديقه, مع النأيِ بالنفس عن الضغائن والبغضاء، و التقاطع والجفاء، والأحقاد والشحناء.
وأَخْبَرَ الْنَّبِيُّ $ أَنَّ اللهَ تَعَالَىْ أَرْسَلَهُ«بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ أَوْصَافِ الْنَّبِيِّ $ الَّتِيْ وَصِفَتْهُ بِهَا خَدِيْجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِبَّانَ نُزُوْلِ الْوَحْيِّ عَلَيْهِ قَوْلُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:«كَلَّا وَالله مَايُخْزِيكَ اللهُ أَبَدَاً إِنَّكَ لَتَصِلُ الْرَّحِمَ...»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فأَقْرَبِ الْقَرَابَاتِ الْآَبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ، وَهُمْ أَوْلَى الْنَّاسِ بِالصِّلَةِ, فالاعتزاز يكون بهم, وَالْأَمْن مَعَهُم وفيهم.. الفْرَحُ لِفَرَحِهِم،وَالحْزَنُ لِمُصَابِهِم، وَالبكِاء المرّ لِفِرَاقِهِم، لذا فلا عجب أن تجد شِدَّةَ المَحَبِّة لهم، وَالوَجْد عَلَيْهِم، وَالوَفَاء لِعَهْدِهِم،وَالحَفِظ لِعِشْرَتِهِم، وَعَدَم نِسْيَانِ أفضالهم؛ مهما طال الزّمن!
وبَيْنَ الْأَخِ وَأُخْتِهِ مِنْ الرواِبطٍ ما يفوق العدّ فهُمَا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ، وحْوَاهُمَا رَحِمٌ وَاحِدٌ، و رَضَعَا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ؛ عَاشُوْا طُفُوْلَةً وَاحِدَةً، وَكَانُوْا تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِدٍ، وَاشْتَرَكُوْافِي الْطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ، وَتَقَاسَمُوْا الْأَفْرَاحَ وَالْأَحْزَانَ.. ومرة واحدة من هذا تقدّره النّفوس الأبيّة, فكيف إذا كان ردحا من الزّمن, فَوَالله لَا يَنْسَى العِشْرَةَ فِيْ أَرْوَعِ أَيَّامِ الْعُمُرِ إِلَّا مَنْ بَاعَدَ عَنِ الْوَفَاءِ، وَتَنَكَّرَ لَأَوْثَقِ رَوَابِطِ الْإِخَاءِ..
فحَقِيْقٌ بالأخ حِفْظَ حَقِّ أخته ومَكَانَتِهَا وَمَوَدَّتِهَا ؟!
ولكم أن تتأمّلوا فِي خَبَرِ وِلَادَةِ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ، وَدورِ أُخْتِهِ بِاسْتِطِّلَاعِ خَبَرِهِ [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيّهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُوْنَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُوَنَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَىَ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُوْن.
ولمَّّا كَلَّمَ اللهُ تَعَالَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ ذَكَّرَهُ بِسَعْيِّ أُخْتِهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِ [إِذْ تَمْشِيَ أُخْتُكَ فَتَقُوْلُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّعَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ.
وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ $ كَانَ وَحِيْدَ أَبَوَيْهِ، وَلَكِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فالْشَّيْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ حِيْنَ وَقَعَتْ فِي الْأَسْرِ مَعَ بَنِي سَعْدٍ قَالَتْ:«يَا رَسُوْلَالله، إِنِّي أُخْتُكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَعَرَفَها رَسُوْلُ الله $ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ وَخَيَّرَهَا وَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُحَبَّبَةٌ مُكَرَّمَةٌ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُمَتِّعَكِ وَتَرْجِعِيْ إِلَى قَوْمِكِ فَعَلْتُ، فَقَالَتْ: بَلْ تُمَتِّعُنِي وَتَرُدُّنِي إِلَى قَوْمِي فَنَحَلَهَا غُلَامَاً وَجَارِيَةًوَرَدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا» وَفِيْ رِوَايَةٍ قَالَ لَهَا:«سَلِي تُعْطَي وَاشْفَعِي تُشَفَّعِي».
وهذا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ورعايته لأَخَوَاتِهِ السّت فلِمَااسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ فِيْ أُحُدٍ وَخَلَّفَهُنَّ تَزَوَّجَ جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَةً تَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ، وَضَحَّى بِرَغْبَتِهِ لأَجْلِهِنَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ الله $ : «تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، قَالَ: بِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبَاً، قَالَ: أَفَلَاجَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ»
وَفِيْ رِوَايَةٍ:« إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَخَشِيْتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ» رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ. فَأَقَرَّهُ الْنَّبِيُّ $ عَلَى مَا فَعَلَ لِأَجْلِ أَخَوَاتِهِ.
والْرّجُلُ العدلُ الحكيم لَا يَبْخَسُ أُخْتَهُ حَقّهَا إِرْضَاءً لِزَوْجَتِهِ كما أنّه لَا يَظْلِمُ زَوْجَتَهُ لِأَجْلِ أُخْتِهِ، بَلْ يَحْفَظُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حَقَّهَا.
وَصِلَةُ الأخ أُخْته تكون بِالمَالِ وَالْهَدِيَّةِ وهي أَوْلَى مِنَ الْصَّدَقَةِ عَلَى غَيْرِهَا، وَلمَّااسْتَشَارَتْ مَيْمُوْنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ الله $ فِيْ جَارِيَةٍ تُرِيْدُ عِتْقَهَا قَالَ لَهَا:«أَعْطِيهَا أُخْتَكِ وَصِلِي بِهَا رَحِمَكِ تَرْعَى عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكِ»رَوَاهُ مَالِكٌ مُرْسَلَاً.
وَفي إِعَالَةِ الْأَخِ لِأَخَوَاتِهِ من الْثَّوَابِ الجزيل والأجر العظيم؛ كَمَا فِيْ حَدِيْثِ أَبِيْ سَعِيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله $ :«لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَيَتَّقِي اللهَ فِيْهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ألا فرَحِمَ اللهُ تَعَالَى زَوْجَاً أَعَانَ زَوْجَتَهُ عَلَى صِلَةِ أَخَوَاتِهَا، وَأَمَرَهَا بِذَلِكَ،وَلَمْ يَمْنَعْهَا مِنْهُنَّ.
وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى زَوْجَةً أَعَانَت زَوْجَها عَلَى صِلَةِ أَخَوَاتِه، وَأَمَرَته بِذَلِكَ،وَلَم تمْنَعْه مِنْهُنَّ.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَىْ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ والتّقوى، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْعُقُوقَ وَالْقَطِيْعَةِ والنّجوى, أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم: [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوْا فِيْ الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُوْنَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوْبٍ أَقْفَالُهَا] بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ... لولا تستغفرون الله لعلّكم ترحمون.
الخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يَلِيْقُ بِجَلَالِ رَبِّنَا وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ الله- وَأَطِيْعُوْهُ
أَيُّهَاالمُسْلِمُونَ: وَمِن الإِحْسَانِ إِلَى الأَخَوَاتِ حْفَظُ حَقَّهُنَّ مِنْ المِيْرَاثِ،فَلَا يَحْتَالُ لِأَخْذِهِ، وَلَا يُفَرِّطُ فِيْ صَرْفِهِ.. وَمَنْعَهُنَّ من الْمِيرَاثِ هَوَ مِنْ أَفْحَشِ الْظُّلْمِ، وَأَعْظَمِ الْجُرْمِ؛كيف يعطّل ما فرضه الله لهن في كتابه؟
وَمِن الإِحْسَانِ لهنّ تزويجهن الكُفْؤَ من الرّجال, فلا يحلّ له عضلها من أن تنكحَ زوجها؛ لِمَا رَوَى مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ آَيَةَ [فَلَا تَعْضُلُوْهُنَّ] نَزَلَتْ فِيْهِ، قَالَ:«زَوَّجْتُ أُخْتَاً لِي مِنْ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَا حَتَّى إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا جَاءَ يَخْطُبُهَا فَقُلْتُ لَهُ: زَوَّجَتُكَ وَفَرَشْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ فَطَلَّقْتَهَا ثُمَّ جِئْتَ تَخْطُبُهَا! لَا وَالله لَا تَعُوْدُإِلَيْكَ أَبَدَاً، وَكَانَ رَجُلَاً لَا بَأْسَ بِهِ، وَكَانَتِ المَرْأَةُ تُرِيْدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآَيَةَ [فَلَاتَعْضُلُوْهُنَّ] فَقُلْتُ: الْآَنَ أَفْعَلُ يَا رَسُوْلَ الله، فَزَوَّجَهَاإِيَّاهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن الإحسان إلى الأَخَوَاتِ بَعْدَ زَوَاجِهِنَّ، توثيقُ الصِّلَةِ بهنّ، بزيارتهنّ حَسَبَ المُسْتَطَاعِ وإلاّ فَلَاأَقَلَّ مِنْ أَنْ يَتَعَاهَدَهَا بِالمُهَاتَفَةِ بَيْنَ حِيْنٍ وَآَخَرَ.. أو برسالة فيها كَلِمَةٌ طَّيِّبَةِ, ودعَاءُ لَهَاوَلِذُرِّيَّتِهَا, وَإِكْرَامُ الْأَخِ زَوْجَ أُخْتِهِ هُوَ إِكْرَامٌ لَهَا؛ وَحذار حذار من التماس الأعذار فِيْ قَطِيْعَةِ الْأَخِ لِأُخْتِهِ؛ُ فربّما كانا الضَحِيَّة في وشاية ونميمة وغيبة أو مُشكلة كبيرة، لذا فمن أطاع الله تعالى فعليه أنْ يُطَّهِرَ قَلْبَهُ عَلى إخوانه وأخواته و أرحامه، وَلْيَنْسَ المَاضِي بِمَا فِيْهِ مِنَ سُوءٍ، ولا يتحدّث فيه البتة, وَلْيَصِلْهم مَا اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيْلَاً.
أَلَافَاتَّقُوا اللهَ رَبّكُمْ، وَصِلُوا أرحامكم بِكل مَا تَسْتَطِيْعُوْنَ ؛ طَاعَةً لله وابتغاءً للأجر والثّواب من الله, فِي الْدُّنْيَا والْآَخِرَةِ.. فَإِنَّ فِي الصِّلَةِ بَسْطَاً فِيْ الْرِّزْقِ وَطَوْلَاً فِيْ الْعُمُرِ، وَلَا يُحْرَمُ فَضْلُ ذَلِكَ إِلَّا مَحْرُومٌ.
الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آَلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدْ وَآَلِ مُحّمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آَلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, r
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ), (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد: أيّها المسلمون، إنّ سعادةَ المجتمع وضمانَ استقراره يكمنُ في ركيزةٍ عظمى وقاعدةٍ كبرى يحققها بإذن الله وفضله الثباتُ على مبادئ الإسلام ومبانيه وأركانه العِظام, ثمّ القيام على حياة اجتماعية مترابطة، بإحسانٍ لوالدين, ومودّةٍ ورحمة بين زوجين, وصلةٍ للأرحام , وعواطفَ مشترَكة مشاعةٍ لعموم المسلمين, لصاحبه وجاره وصديقه, مع النأيِ بالنفس عن الضغائن والبغضاء، و التقاطع والجفاء، والأحقاد والشحناء.
وأَخْبَرَ الْنَّبِيُّ $ أَنَّ اللهَ تَعَالَىْ أَرْسَلَهُ«بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ أَوْصَافِ الْنَّبِيِّ $ الَّتِيْ وَصِفَتْهُ بِهَا خَدِيْجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِبَّانَ نُزُوْلِ الْوَحْيِّ عَلَيْهِ قَوْلُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:«كَلَّا وَالله مَايُخْزِيكَ اللهُ أَبَدَاً إِنَّكَ لَتَصِلُ الْرَّحِمَ...»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فأَقْرَبِ الْقَرَابَاتِ الْآَبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ، وَهُمْ أَوْلَى الْنَّاسِ بِالصِّلَةِ, فالاعتزاز يكون بهم, وَالْأَمْن مَعَهُم وفيهم.. الفْرَحُ لِفَرَحِهِم،وَالحْزَنُ لِمُصَابِهِم، وَالبكِاء المرّ لِفِرَاقِهِم، لذا فلا عجب أن تجد شِدَّةَ المَحَبِّة لهم، وَالوَجْد عَلَيْهِم، وَالوَفَاء لِعَهْدِهِم،وَالحَفِظ لِعِشْرَتِهِم، وَعَدَم نِسْيَانِ أفضالهم؛ مهما طال الزّمن!
وبَيْنَ الْأَخِ وَأُخْتِهِ مِنْ الرواِبطٍ ما يفوق العدّ فهُمَا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ، وحْوَاهُمَا رَحِمٌ وَاحِدٌ، و رَضَعَا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ؛ عَاشُوْا طُفُوْلَةً وَاحِدَةً، وَكَانُوْا تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِدٍ، وَاشْتَرَكُوْافِي الْطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ، وَتَقَاسَمُوْا الْأَفْرَاحَ وَالْأَحْزَانَ.. ومرة واحدة من هذا تقدّره النّفوس الأبيّة, فكيف إذا كان ردحا من الزّمن, فَوَالله لَا يَنْسَى العِشْرَةَ فِيْ أَرْوَعِ أَيَّامِ الْعُمُرِ إِلَّا مَنْ بَاعَدَ عَنِ الْوَفَاءِ، وَتَنَكَّرَ لَأَوْثَقِ رَوَابِطِ الْإِخَاءِ..
فحَقِيْقٌ بالأخ حِفْظَ حَقِّ أخته ومَكَانَتِهَا وَمَوَدَّتِهَا ؟!
ولكم أن تتأمّلوا فِي خَبَرِ وِلَادَةِ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ، وَدورِ أُخْتِهِ بِاسْتِطِّلَاعِ خَبَرِهِ [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيّهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُوْنَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُوَنَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَىَ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُوْن.
ولمَّّا كَلَّمَ اللهُ تَعَالَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ ذَكَّرَهُ بِسَعْيِّ أُخْتِهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِ [إِذْ تَمْشِيَ أُخْتُكَ فَتَقُوْلُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّعَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ.
وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ $ كَانَ وَحِيْدَ أَبَوَيْهِ، وَلَكِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فالْشَّيْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ حِيْنَ وَقَعَتْ فِي الْأَسْرِ مَعَ بَنِي سَعْدٍ قَالَتْ:«يَا رَسُوْلَالله، إِنِّي أُخْتُكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَعَرَفَها رَسُوْلُ الله $ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ وَخَيَّرَهَا وَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُحَبَّبَةٌ مُكَرَّمَةٌ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُمَتِّعَكِ وَتَرْجِعِيْ إِلَى قَوْمِكِ فَعَلْتُ، فَقَالَتْ: بَلْ تُمَتِّعُنِي وَتَرُدُّنِي إِلَى قَوْمِي فَنَحَلَهَا غُلَامَاً وَجَارِيَةًوَرَدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا» وَفِيْ رِوَايَةٍ قَالَ لَهَا:«سَلِي تُعْطَي وَاشْفَعِي تُشَفَّعِي».
وهذا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ورعايته لأَخَوَاتِهِ السّت فلِمَااسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ فِيْ أُحُدٍ وَخَلَّفَهُنَّ تَزَوَّجَ جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَةً تَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ، وَضَحَّى بِرَغْبَتِهِ لأَجْلِهِنَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ الله $ : «تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، قَالَ: بِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبَاً، قَالَ: أَفَلَاجَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ»
وَفِيْ رِوَايَةٍ:« إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَخَشِيْتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ» رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ. فَأَقَرَّهُ الْنَّبِيُّ $ عَلَى مَا فَعَلَ لِأَجْلِ أَخَوَاتِهِ.
والْرّجُلُ العدلُ الحكيم لَا يَبْخَسُ أُخْتَهُ حَقّهَا إِرْضَاءً لِزَوْجَتِهِ كما أنّه لَا يَظْلِمُ زَوْجَتَهُ لِأَجْلِ أُخْتِهِ، بَلْ يَحْفَظُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حَقَّهَا.
وَصِلَةُ الأخ أُخْته تكون بِالمَالِ وَالْهَدِيَّةِ وهي أَوْلَى مِنَ الْصَّدَقَةِ عَلَى غَيْرِهَا، وَلمَّااسْتَشَارَتْ مَيْمُوْنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ الله $ فِيْ جَارِيَةٍ تُرِيْدُ عِتْقَهَا قَالَ لَهَا:«أَعْطِيهَا أُخْتَكِ وَصِلِي بِهَا رَحِمَكِ تَرْعَى عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكِ»رَوَاهُ مَالِكٌ مُرْسَلَاً.
وَفي إِعَالَةِ الْأَخِ لِأَخَوَاتِهِ من الْثَّوَابِ الجزيل والأجر العظيم؛ كَمَا فِيْ حَدِيْثِ أَبِيْ سَعِيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله $ :«لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَيَتَّقِي اللهَ فِيْهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ألا فرَحِمَ اللهُ تَعَالَى زَوْجَاً أَعَانَ زَوْجَتَهُ عَلَى صِلَةِ أَخَوَاتِهَا، وَأَمَرَهَا بِذَلِكَ،وَلَمْ يَمْنَعْهَا مِنْهُنَّ.
وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى زَوْجَةً أَعَانَت زَوْجَها عَلَى صِلَةِ أَخَوَاتِه، وَأَمَرَته بِذَلِكَ،وَلَم تمْنَعْه مِنْهُنَّ.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَىْ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ والتّقوى، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْعُقُوقَ وَالْقَطِيْعَةِ والنّجوى, أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم: [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوْا فِيْ الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُوْنَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوْبٍ أَقْفَالُهَا] بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ... لولا تستغفرون الله لعلّكم ترحمون.
الخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يَلِيْقُ بِجَلَالِ رَبِّنَا وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ الله- وَأَطِيْعُوْهُ
أَيُّهَاالمُسْلِمُونَ: وَمِن الإِحْسَانِ إِلَى الأَخَوَاتِ حْفَظُ حَقَّهُنَّ مِنْ المِيْرَاثِ،فَلَا يَحْتَالُ لِأَخْذِهِ، وَلَا يُفَرِّطُ فِيْ صَرْفِهِ.. وَمَنْعَهُنَّ من الْمِيرَاثِ هَوَ مِنْ أَفْحَشِ الْظُّلْمِ، وَأَعْظَمِ الْجُرْمِ؛كيف يعطّل ما فرضه الله لهن في كتابه؟
وَمِن الإِحْسَانِ لهنّ تزويجهن الكُفْؤَ من الرّجال, فلا يحلّ له عضلها من أن تنكحَ زوجها؛ لِمَا رَوَى مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ آَيَةَ [فَلَا تَعْضُلُوْهُنَّ] نَزَلَتْ فِيْهِ، قَالَ:«زَوَّجْتُ أُخْتَاً لِي مِنْ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَا حَتَّى إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا جَاءَ يَخْطُبُهَا فَقُلْتُ لَهُ: زَوَّجَتُكَ وَفَرَشْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ فَطَلَّقْتَهَا ثُمَّ جِئْتَ تَخْطُبُهَا! لَا وَالله لَا تَعُوْدُإِلَيْكَ أَبَدَاً، وَكَانَ رَجُلَاً لَا بَأْسَ بِهِ، وَكَانَتِ المَرْأَةُ تُرِيْدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآَيَةَ [فَلَاتَعْضُلُوْهُنَّ] فَقُلْتُ: الْآَنَ أَفْعَلُ يَا رَسُوْلَ الله، فَزَوَّجَهَاإِيَّاهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن الإحسان إلى الأَخَوَاتِ بَعْدَ زَوَاجِهِنَّ، توثيقُ الصِّلَةِ بهنّ، بزيارتهنّ حَسَبَ المُسْتَطَاعِ وإلاّ فَلَاأَقَلَّ مِنْ أَنْ يَتَعَاهَدَهَا بِالمُهَاتَفَةِ بَيْنَ حِيْنٍ وَآَخَرَ.. أو برسالة فيها كَلِمَةٌ طَّيِّبَةِ, ودعَاءُ لَهَاوَلِذُرِّيَّتِهَا, وَإِكْرَامُ الْأَخِ زَوْجَ أُخْتِهِ هُوَ إِكْرَامٌ لَهَا؛ وَحذار حذار من التماس الأعذار فِيْ قَطِيْعَةِ الْأَخِ لِأُخْتِهِ؛ُ فربّما كانا الضَحِيَّة في وشاية ونميمة وغيبة أو مُشكلة كبيرة، لذا فمن أطاع الله تعالى فعليه أنْ يُطَّهِرَ قَلْبَهُ عَلى إخوانه وأخواته و أرحامه، وَلْيَنْسَ المَاضِي بِمَا فِيْهِ مِنَ سُوءٍ، ولا يتحدّث فيه البتة, وَلْيَصِلْهم مَا اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيْلَاً.
أَلَافَاتَّقُوا اللهَ رَبّكُمْ، وَصِلُوا أرحامكم بِكل مَا تَسْتَطِيْعُوْنَ ؛ طَاعَةً لله وابتغاءً للأجر والثّواب من الله, فِي الْدُّنْيَا والْآَخِرَةِ.. فَإِنَّ فِي الصِّلَةِ بَسْطَاً فِيْ الْرِّزْقِ وَطَوْلَاً فِيْ الْعُمُرِ، وَلَا يُحْرَمُ فَضْلُ ذَلِكَ إِلَّا مَحْرُومٌ.
الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آَلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدْ وَآَلِ مُحّمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آَلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
المشاهدات 6421 | التعليقات 3
اقتباسك للجملة المحددة يدل على ذوق رفيع ومحبة كامنة في نفسك للوفاء أختنا الكريمة منيرة ...
زادك الله محبة لهذا الخلق النبوي الكريم ...
كم والله نحب هذا الخلق ونتذكر به حبيبنا ووفاءه لزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو عندي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية . فقال : بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ .
قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! فلما خرجت ؛ قلت : يا رسول الله ! تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان . أخرجه الألباني في السلسة الصحيحة برقم 216
جزاك الله تعالى خيرا أبا البراء على جهدك المبارك ونفع بك..
منيرة بنت عبدالله
بارك الله فيك ياشيخ ونفع الله بهذ الخطبة
فَوَالله لَا يَنْسَى العِشْرَةَ فِيْ أَرْوَعِ أَيَّامِ الْعُمُرِ إِلَّا مَنْ بَاعَدَ عَنِ الْوَفَاءِ، وَتَنَكَّرَ لَأَوْثَقِ رَوَابِطِ الْإِخَاءِ
تعديل التعليق