هذا يوم البعث!

تركي بن عبدالله الميمان
1445/08/11 - 2024/02/21 08:05AM

هَذَا يَوْمُ الـبَـعْث!

 

ا

 

 
 
 

 

 

 

 

 

قناة الخُطَب الوَجِيْزَة

https://t.me/alkhutab
 
(نسخة مختصرة)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخُطبةُ الأولى

إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْد: فَاتَّقُوا اللهَ، وَتَمَسَّكُوا بِهُدَاه؛ فَالتَّقْوَى تَدْفَعُ السُّوْءَ والبَلْوَى! ﴿وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

عِبَادَ الله: إِنَّهُ نَبَأٌ عَظِيْمٌ لا يَنْبَغِي نِسْيَانُه، وَأَمْرٌجَسِيْمٌ لا يُحْتَمَلُ إِهْمَالهُ؛ إِنَّهُ البَعْثُ والنُّشُور، وقِيَامُ النَّاسِ مِنَ القُبُوْر! قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ﴾ قال السِّعْدِي: (أَيْ مَا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ مِنَالبَعْثِ والنُّشُوْرِ، خَبَرٌ عَظِيمٌ يَنْبَغِي الاِهتِمَامُ الشَّدِيدُ بِشَأنِهِ).

وَأَقْسَمَ اللهُ بِذَاتِهِ العَلِيَّةِ، على أَنَّ البَعْثَ حَقٌّ لا رَيْبَفِيه، وأَنَّه كائنٌ لا مَحَالَة! قال U: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾. قال اللهُ -في الحديثِ القُدْسِي-: (كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ...فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ؛ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي! وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ!).

وَكَمَا أَحْيَا اللهُ الأَرْضَ بِالنَّبَاتِ؛ فَإِنَّهُ قَادِرٌ على بَعثِ الأَمْوَاتِ! قال تعالى: ﴿وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾.

وجَمِيعُ الْخَلائِقِ عِنْدَ الله: كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ؛ فَلا وَجْهَلاسْتِبْعَادِ البَعْثِ، إِلَّا الجَهْلُ بِعَظَمَةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ!﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. قال الطَّبَرِيُّ: (يَعْنِي إِلَّا كَبَعْثِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ).

وأَوَّلُ مَنْ يُبْعَثُ مِنَ الْقَبْرِ، هُوَ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَكُلُّ مَنْ عَدَاهُ فَإِنَّمَا يُبْعَثُونَ بَعْدَهُ! فَفِي الحديث: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ... وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ).

وَمَهْمَا تَفَرَّقَتِ الأَجْسَادُ وتَحَلَّلَتْ، وَتَمَزَّقَتِ الأَشْلَاءُ وَفَنِيَتْ؛ فَإِنَّ اللهَ قَادِرٌ على إِرْجَاعِ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِالجَسَدِ إلى مَكَانِهَا! قال U: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

ويُعِيْدُ اللهُ الأَرْوَاحَ إلى أَجْسَادِهَا بَعْدَ بِنَائِهَا كَمَا كَانَت! ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾.

قال الشَّوْكاني: (أَيْ: نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى بِالبَعْثِ وَالنُّشُورِ، وَتَأْلِيفِ الْأَجْسَامِ، وَرَدِّ الأَرْوَاحِ إِلَيْهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ المَوْت).

وَيُبْعَثُ النَّاسُ، والسماءُ تُمْطِرُ عَلَيْهِم! قال ﷺ: (يُنْزِلُ اللهُ مَطَرًا؛ فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ).

وَحِيْنَ يُبْعَثُ النَّاسُ مِنْ قُبُوْرِهِمْ؛ يَخْرُجُونَمُسْرِعِيْنَ ﴿كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾؛ لِكَثْرَتِهِمْوَانْتِشَارِهِمْ وَذِلَّتِهِمْ! قال ابنُ عُثَيْمِيْن: (لَوْ تَصَوَّرْتَهَذَا المَشْهَد؛ لَتَصَوَّرْتَ أَمْرًا عَظِيمًا لا نَظِيرَ لَه!فهَذا العَالَمُ -مِنْ آدَمَ إلى أَنْ تَقُوْمَ السَّاعَةُ-؛ كُلُّهُم يَخْرُجُونَ في آنٍ واحِد، في مَشَارِقِ الأَرضِوَمَغَارِبِها!).

وَيُبْعَثُ الإِنسَانُ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ! قَالَ ﷺ: (إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا): أَيْ غيرَ مَخْتُوْنِينَ! ثُمَّ قَرَأَ: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾.

ويُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ؛ فَمَنْ مَاتَ مُحْرِمًا؛يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا! ويُبْعَثُ آكِلُ الرِّبَا مَجْنُونًا يُخْنَقُ!قال U: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ﴾. قال ابنُ كَثِير: (أَيْ: لَا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا يَقُومُ المَصْرُوعُ!).

أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه.

عِبَادَ الله: اليَقَظَةُ بَعْدَ النَّوْمِ؛ هِيَ البَعْثُالأَصْغَر، الَّذِي يُذَكِّرُنَا بِالبَعْثِ الأَكْبَر؛ لِأَنَّ النَّوْمَأَخُو المَوْت، وَالِانْتِبَاهُ: نُشُورٌ وَحَيَاة! وَكان ﷺ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ قَالَ: (الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).

وَمِنْ أَدْوِيَةِ القَلْبِ: زِيَارَةُ القُبُورِ، وتَأَمُّلُ مَا بَعْدَهُ مِنَالبَعْثِ والنُّشُوْرِ! وَأَعْظَمُ الزَّادِ، لِيَوْمِ البَعْثِوَالمَعَادِ، هُوَ إِصْلَاحُ القُلُوْبِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَعَلَى نِيَّاتِهِمْ! وَمِنْ دُعَاءِ إِبرَاهِيمَ u: ﴿وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ* يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

*******

* اللَّهُمَّ اَرْحَمْ غُرْبَتَنَا في القُبُور، وَآمِنَّا يَومَ البَعثِوَالنُّشُور، وَارزُقنَا فِعلَ المَأمُورِ، وَتَركَ المَحظُورِ، والصَّبرَ على المَقْدُوْر.

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن.

* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين.

* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لما تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.

* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

قناة الخُطَب الوَجِيْزَة

https://t.me/alkhutab

 

المرفقات

1708491891_‎⁨(هذا يوم البعث!) نسخة مختصرة⁩.pdf

1708491891_‎⁨(هذا يوم البعث!) نسخة للطباعة⁩.pdf

1708491891_‎⁨(هذا يوم البعث!) خط كبير⁩.pdf

1708491892_‎⁨(هذا يوم البعث!) نسخة للطباعة⁩.docx

1708491892_‎⁨(هذا يوم البعث!) خط كبير⁩.docx

1708491892_‎⁨(هذا يوم البعث!) نسخة مختصرة⁩.docx

المشاهدات 494 | التعليقات 0