هذا مني وأنا منه " جليبيب "
منديل الفقيه
1434/05/12 - 2013/03/24 07:56AM
[align=justify] هذا مني وأنا منه
الخطبة الأولى
أما بعد فاتقوا الله حق التقوى فمن اتقى الله وقاه ومن كل ما سأله أعطاه (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) أيها المسلمون : في ظل تعاليم الإسلام العالية وقيمه السامية تسقط جميع الفوارق وتنهار جميع القيم ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف الناس في الميزان ألا إنه ميزان التقوى في ظل طاعة المولى يقول تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ذلكم هو لواء التقوى ذلك اللواء الذي رفعه الإسلام لينقذ البشرية من عقابيل العصبية للجنس واللون والعصبية للأرض والوطن والعصبية للبيت والعصبية للقبيلة وكلها من الجاهلية وإليها ترجع تتزيا بشتى الأزياء وتتسمى بشتى الأسماء ولكنها كلها جاهلية عارية من الإسلام والإسلام منها براء إذ الرسول صلى الله عليه وسلم قال " يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ألا هل بلغت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : فيبلغ الشاهد الغائب " المسند والشعب وصححه الألباني وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ " المسند بسند حسن وغضب صلى الله عليه وسلم على من عير أخاه بأمه السوداء " أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ " البخاري .أيها المسجاه لمون : أقول هذا الكلام لأنني سأتحدث إليكم عن شهيد من شهداء هذا الدين لم تكن له تلك المكانة من الجاه أو المال أو المنصب أو النسب والحسب أو الجمال ، ولولا الإسلام الذي جعل التفاضل بين الناس على حساب التقوى فقط لم يكن له ذكر أبدا . نعم إنه لم يكن ذا مال عريض ولا جاه كبير ولا نسب رفيع ولكن الله أكرمه بأعظم من ذلك كله أكرمه بالشهادة في سبيله ومات ورسول الله صلى الله عليه وسلم راض عنه قال فيه بعد ما سقط شهيدا في ساحة المعركة مضرجا بدمائه « قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ » مرتين مسلم . ليلغي بذلك رسول الله كل عادات الجاهلية من التعصب للجنس أو القبيلة وليثبت بقوله ذلك أنه لا مكانة عند الله إلا للمتقين وللمتقين فحسب ولو كان الواحد منهم دميم الخلقة قليل المال وضيع النسب فهل عرفتم أيها المسلمون من هو ذلك الشهيد ؟ إنه الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه أخرج قصته الإمام أحمد وروى بعضها الإمام مسلم عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ قَالَ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ فَقَالَ نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنُعْمَ عَيْنِي فَقَالَ إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي قَالَ فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِجُلَيْبِيبٍ قَالَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ فَقَالَتْ نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي فَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ فَقَالَتْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ لَا لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تُزَوَّجُهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا قَالَتْ الْجَارِيَةُ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ قَالَ شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ قَالَ فَلَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا لَا قَالَ لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا قَالَ فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى قَالَ فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ ثَابِتٌ هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ منها " أيها المسلمون : نتأمل هذه القصة لنخرج منها ببعض الدروس والعبر العظيمة ومنها : أولا : حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشديد لجليبيب والمكانة العظيمة التي تبوأها جليبيب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما جعله يتفقده ويسأل عنه ثم يجعل ساعديه له سريرا ويقول مرتين هذا مني وأنا منه وقبل ذلك ما ناله من شرف الشهادة في سبيل الله .
وثانيا : إن منزلة الإنسان في الإسلام بمقدار ما يقدم من تضحيات لأجل هذا الدين وما يكون في قلبه من الإيمان والتقوى ولا عليه بعد ذلك أن يكون فقيرا أو دميم الخلقة أو وضيع النسب فقد قرب الإسلام سلمان فارس فكان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ" الطبراني والحاكم . وأبعد الكفر الشريف أبا لهب فقال تعالى (( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ))
ثالثا : عناية النبي بشؤون الأمة وقضائه لحاجات الرعية حيث سعى في أمر تزويج جليبيب حتى زوجه وعندما افتقده سأل عنه مع أنه لم يكن لجليبيب تلك المكانة الكبرى في النسب أو الجاه ولكن الرسول أكبره وأحبه لأنه كان يملك شيئا أعظم من ذلك لقد كان يمتلك قلبا مليئا بالإيمان يكشف عن ذلك شجاعته وإقدامه وإيثاره للآخرة بطلب الشهادة التي نالها وفي ذلك دليل واضح على أن مكانة المرء في الإسلام ليست على حسب جمال المظهر ولا كثرة المال ولا علو النسب أو المنصب وإنما هي على حسب ما في القلب من قوة الإيمان وصدق النية وسلامة القصد فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » مسلم. وما فعله الرسول مع جليبيب درس عظيم في التعامل مع مع الناس ألا وهو أن تكون مكانة الناس في قلوبنا وتعاملنا معهم على حسب إيمانهم وتقواهم وصدق نياتهم وصلاح أعمالهم فنكرم العالم والمجاهد والعابد وبحبهم ولو كانوا فقراء ونبغض الفسقة والمجرمين ولو كانوا أثر الناس مالا وأعلاهم منصبا وأجملهم منظرا ومظهرا وأعظمهم شرفا فذلك أوثق عرى الإيمان .
رابعا : الحث على امتثال أمر الرسول في زواجه منها قالت لأمها صلى الله عليه وسلم وبيان عاقبة طاعته والرضا بما اختاره فالجارية لما علمت برد أمها لجليبيب ورغبة النبي في زواجها منه قالت لأمها " أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي " وقبلت بالزواج من جليبيب رغم فقره ودمامة خلقته تبعا لرضا رسول الله ورغبته فكان من آثار استجابتها لرسول الله أن دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم فقال " اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا " فأدركتها بركة دعوة رسول الله فما كان في الأنصار أيم أنفق منها وكان من آثار استجابتها لرسول الله أن خففت ذلك الألم الذي سيطر على أبويها عندما قبلت الزواج من جليبيب كما ورد في بعض الروايات " فكأنما حلت عن أبويها عقالا " وكان من آثار استجابتها لرسول الله أن أكرمها الله فجعل زوجها شهيدا في سبيل الله لا يزال ذكره مدونا في سجل الشهداء الأبرار إلى قيام الساعة . وخامسا : إن على الإنسان أن يحرص على تقوية صلته بالله وملئ قلبه بتقوى الله ثم لا عليه بعد ذلك أن لا يعرفه الناس أو لا يكون له بينهم المنزلة الرفيعة فجليبيب لم تكن له تلك المكانة عند الناس ولكن كانت منزلته عند الله عالية حيث أحبه رسول الله ونال شرف الشهادة مثله مثل زاهر رضي الله عنه فقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ " المسند وابن حبان بسند صحيح وعمر بن الخطاب بعد معركة نهاوند الشهيرة جاءه البشير بنصر المسلمين فيسأله عن الشهداء والقتلى فيقول له قتل فلان وفلان وعدَّ أناسا من الشرفاء ثم قال وأناس لا يعرفهن أمير المؤمنين فبكى عمر وقال وما ضرهم أنلا يعرفهم عمر فالله وحده هو الذي يعرفهم وسيجازيهم بما يستحقون من حسن الثواب حين بذلوا أنفسهم طلبا لمرضاته سبحانه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
هذا مني وأنا منه
الخطبة الثانية
أما بعد فاتقوا الله عباد الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ». قَالَ قُلْنَا الَّذِى لاَ يُولَدُ لَهُ. قَالَ « لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِى لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا ». قَالَ « فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ». قَالَ قُلْنَا الَّذِى لاَ يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ قَالَ « لَيْسَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » مسلم. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ » البخاري ومسلم . عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا " البخاري .أيها المسلمون : هكذا كان رسول الله يغير المفاهيم ويصحح القيم والموازين التي يوزن بها الناس ففي الحديث الأول سأل عن الرقوب والرقوب عند العرب هو الذي لا يولد له ولد فلما أجابوه بما يعلمون غير لهم ما يفهمون وبين أن الرقوب شرعا هو الذي لا يموت له أحد من أولاده في حياته فيصبر على موته فيكتب الله له أجرا على صبره وأجرا على مصيبته ثم سألهم عن الصرعة ما هو فقالوا بأنه الشديد القوي الذي يصرع الرجال فغير هذا المفهوم وقال إنما الصرعة شرعا هو من يملك نفسه عند الغضب ومثل هذا قل من يستطيع أن يتخلق بمثل خلقه وفي الحديث الثاني سألهم عن المفلس فأجابوه بما يفهمون ويقيمون لا يملك درهما ولا متاعا فقال ليس كذلك وبين لهم أن المفلس في هذه الأمة من يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ فهذا هو المفلس شرعا وهذا هو المفلس حقا هذا هو المفلس في ميزان الإسلام وقيم الإسلام وأما من لا درهم له ولا متاع فليس بمفلس لأنه إما أن يموت فيتخلص من الفقر وإما أن يستغني يوما ما فالأيام دول وفقير اليوم غني غدا وغني اليوم فقير الغد وفي الحديث الثالث سأل جليسه عن الرجلين الذين مرا بهما فقال جليسه عن الرجل الأول هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ لحسبه ونسبه وشرفه وقال عن الثاني هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ لفقره فهكذا يقيم الناس بعضهم بعضا بالشرف والحسب والنسب بالوظيفة أو المال والدرجة فهذه هي موازينهم فقال الرسول مصححا للمفاهيم والقيم والموازين مشيرا إلى أن الفقير لصلاحه وتقواه خير من ملئ الأرض من مثل ذلك الغني الذي ليس في قلبه تقوى ولا صلاح ولا ورع ولا خشية فبالإيمان والتقوى والعمل الصالح يقيم الناس في الإسلام وهذا هو المبدأ الذي قرره الله في سورة الحجرات (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) وأكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « إن الله قد أذهب عنك عبية الجاهلية، وتفاخرها بالآباء، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى » فلا قيمة للمال ولا قيمة للحسب ولا قيمة للنسب بل القيمة بالإيمان والتقوى وصلاح العمل فهذا هو الميزان الذي عمل الرسول جاهدا على ترسيخه وتثبيته في قلوب أصحابه رضي الله عنهم .[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
الخطبة الأولى
أما بعد فاتقوا الله حق التقوى فمن اتقى الله وقاه ومن كل ما سأله أعطاه (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) أيها المسلمون : في ظل تعاليم الإسلام العالية وقيمه السامية تسقط جميع الفوارق وتنهار جميع القيم ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف الناس في الميزان ألا إنه ميزان التقوى في ظل طاعة المولى يقول تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ذلكم هو لواء التقوى ذلك اللواء الذي رفعه الإسلام لينقذ البشرية من عقابيل العصبية للجنس واللون والعصبية للأرض والوطن والعصبية للبيت والعصبية للقبيلة وكلها من الجاهلية وإليها ترجع تتزيا بشتى الأزياء وتتسمى بشتى الأسماء ولكنها كلها جاهلية عارية من الإسلام والإسلام منها براء إذ الرسول صلى الله عليه وسلم قال " يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ألا هل بلغت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : فيبلغ الشاهد الغائب " المسند والشعب وصححه الألباني وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ " المسند بسند حسن وغضب صلى الله عليه وسلم على من عير أخاه بأمه السوداء " أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ " البخاري .أيها المسجاه لمون : أقول هذا الكلام لأنني سأتحدث إليكم عن شهيد من شهداء هذا الدين لم تكن له تلك المكانة من الجاه أو المال أو المنصب أو النسب والحسب أو الجمال ، ولولا الإسلام الذي جعل التفاضل بين الناس على حساب التقوى فقط لم يكن له ذكر أبدا . نعم إنه لم يكن ذا مال عريض ولا جاه كبير ولا نسب رفيع ولكن الله أكرمه بأعظم من ذلك كله أكرمه بالشهادة في سبيله ومات ورسول الله صلى الله عليه وسلم راض عنه قال فيه بعد ما سقط شهيدا في ساحة المعركة مضرجا بدمائه « قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ » مرتين مسلم . ليلغي بذلك رسول الله كل عادات الجاهلية من التعصب للجنس أو القبيلة وليثبت بقوله ذلك أنه لا مكانة عند الله إلا للمتقين وللمتقين فحسب ولو كان الواحد منهم دميم الخلقة قليل المال وضيع النسب فهل عرفتم أيها المسلمون من هو ذلك الشهيد ؟ إنه الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه أخرج قصته الإمام أحمد وروى بعضها الإمام مسلم عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ قَالَ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ فَقَالَ نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنُعْمَ عَيْنِي فَقَالَ إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي قَالَ فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِجُلَيْبِيبٍ قَالَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ فَقَالَتْ نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي فَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ فَقَالَتْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ لَا لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تُزَوَّجُهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا قَالَتْ الْجَارِيَةُ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ قَالَ شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ قَالَ فَلَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا لَا قَالَ لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا قَالَ فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى قَالَ فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ ثَابِتٌ هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ منها " أيها المسلمون : نتأمل هذه القصة لنخرج منها ببعض الدروس والعبر العظيمة ومنها : أولا : حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشديد لجليبيب والمكانة العظيمة التي تبوأها جليبيب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما جعله يتفقده ويسأل عنه ثم يجعل ساعديه له سريرا ويقول مرتين هذا مني وأنا منه وقبل ذلك ما ناله من شرف الشهادة في سبيل الله .
وثانيا : إن منزلة الإنسان في الإسلام بمقدار ما يقدم من تضحيات لأجل هذا الدين وما يكون في قلبه من الإيمان والتقوى ولا عليه بعد ذلك أن يكون فقيرا أو دميم الخلقة أو وضيع النسب فقد قرب الإسلام سلمان فارس فكان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ" الطبراني والحاكم . وأبعد الكفر الشريف أبا لهب فقال تعالى (( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ))
ثالثا : عناية النبي بشؤون الأمة وقضائه لحاجات الرعية حيث سعى في أمر تزويج جليبيب حتى زوجه وعندما افتقده سأل عنه مع أنه لم يكن لجليبيب تلك المكانة الكبرى في النسب أو الجاه ولكن الرسول أكبره وأحبه لأنه كان يملك شيئا أعظم من ذلك لقد كان يمتلك قلبا مليئا بالإيمان يكشف عن ذلك شجاعته وإقدامه وإيثاره للآخرة بطلب الشهادة التي نالها وفي ذلك دليل واضح على أن مكانة المرء في الإسلام ليست على حسب جمال المظهر ولا كثرة المال ولا علو النسب أو المنصب وإنما هي على حسب ما في القلب من قوة الإيمان وصدق النية وسلامة القصد فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » مسلم. وما فعله الرسول مع جليبيب درس عظيم في التعامل مع مع الناس ألا وهو أن تكون مكانة الناس في قلوبنا وتعاملنا معهم على حسب إيمانهم وتقواهم وصدق نياتهم وصلاح أعمالهم فنكرم العالم والمجاهد والعابد وبحبهم ولو كانوا فقراء ونبغض الفسقة والمجرمين ولو كانوا أثر الناس مالا وأعلاهم منصبا وأجملهم منظرا ومظهرا وأعظمهم شرفا فذلك أوثق عرى الإيمان .
رابعا : الحث على امتثال أمر الرسول في زواجه منها قالت لأمها صلى الله عليه وسلم وبيان عاقبة طاعته والرضا بما اختاره فالجارية لما علمت برد أمها لجليبيب ورغبة النبي في زواجها منه قالت لأمها " أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي " وقبلت بالزواج من جليبيب رغم فقره ودمامة خلقته تبعا لرضا رسول الله ورغبته فكان من آثار استجابتها لرسول الله أن دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم فقال " اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا " فأدركتها بركة دعوة رسول الله فما كان في الأنصار أيم أنفق منها وكان من آثار استجابتها لرسول الله أن خففت ذلك الألم الذي سيطر على أبويها عندما قبلت الزواج من جليبيب كما ورد في بعض الروايات " فكأنما حلت عن أبويها عقالا " وكان من آثار استجابتها لرسول الله أن أكرمها الله فجعل زوجها شهيدا في سبيل الله لا يزال ذكره مدونا في سجل الشهداء الأبرار إلى قيام الساعة . وخامسا : إن على الإنسان أن يحرص على تقوية صلته بالله وملئ قلبه بتقوى الله ثم لا عليه بعد ذلك أن لا يعرفه الناس أو لا يكون له بينهم المنزلة الرفيعة فجليبيب لم تكن له تلك المكانة عند الناس ولكن كانت منزلته عند الله عالية حيث أحبه رسول الله ونال شرف الشهادة مثله مثل زاهر رضي الله عنه فقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ " المسند وابن حبان بسند صحيح وعمر بن الخطاب بعد معركة نهاوند الشهيرة جاءه البشير بنصر المسلمين فيسأله عن الشهداء والقتلى فيقول له قتل فلان وفلان وعدَّ أناسا من الشرفاء ثم قال وأناس لا يعرفهن أمير المؤمنين فبكى عمر وقال وما ضرهم أنلا يعرفهم عمر فالله وحده هو الذي يعرفهم وسيجازيهم بما يستحقون من حسن الثواب حين بذلوا أنفسهم طلبا لمرضاته سبحانه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
هذا مني وأنا منه
الخطبة الثانية
أما بعد فاتقوا الله عباد الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ». قَالَ قُلْنَا الَّذِى لاَ يُولَدُ لَهُ. قَالَ « لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِى لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا ». قَالَ « فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ». قَالَ قُلْنَا الَّذِى لاَ يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ قَالَ « لَيْسَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » مسلم. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ » البخاري ومسلم . عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا " البخاري .أيها المسلمون : هكذا كان رسول الله يغير المفاهيم ويصحح القيم والموازين التي يوزن بها الناس ففي الحديث الأول سأل عن الرقوب والرقوب عند العرب هو الذي لا يولد له ولد فلما أجابوه بما يعلمون غير لهم ما يفهمون وبين أن الرقوب شرعا هو الذي لا يموت له أحد من أولاده في حياته فيصبر على موته فيكتب الله له أجرا على صبره وأجرا على مصيبته ثم سألهم عن الصرعة ما هو فقالوا بأنه الشديد القوي الذي يصرع الرجال فغير هذا المفهوم وقال إنما الصرعة شرعا هو من يملك نفسه عند الغضب ومثل هذا قل من يستطيع أن يتخلق بمثل خلقه وفي الحديث الثاني سألهم عن المفلس فأجابوه بما يفهمون ويقيمون لا يملك درهما ولا متاعا فقال ليس كذلك وبين لهم أن المفلس في هذه الأمة من يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ فهذا هو المفلس شرعا وهذا هو المفلس حقا هذا هو المفلس في ميزان الإسلام وقيم الإسلام وأما من لا درهم له ولا متاع فليس بمفلس لأنه إما أن يموت فيتخلص من الفقر وإما أن يستغني يوما ما فالأيام دول وفقير اليوم غني غدا وغني اليوم فقير الغد وفي الحديث الثالث سأل جليسه عن الرجلين الذين مرا بهما فقال جليسه عن الرجل الأول هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ لحسبه ونسبه وشرفه وقال عن الثاني هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ لفقره فهكذا يقيم الناس بعضهم بعضا بالشرف والحسب والنسب بالوظيفة أو المال والدرجة فهذه هي موازينهم فقال الرسول مصححا للمفاهيم والقيم والموازين مشيرا إلى أن الفقير لصلاحه وتقواه خير من ملئ الأرض من مثل ذلك الغني الذي ليس في قلبه تقوى ولا صلاح ولا ورع ولا خشية فبالإيمان والتقوى والعمل الصالح يقيم الناس في الإسلام وهذا هو المبدأ الذي قرره الله في سورة الحجرات (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) وأكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « إن الله قد أذهب عنك عبية الجاهلية، وتفاخرها بالآباء، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى » فلا قيمة للمال ولا قيمة للحسب ولا قيمة للنسب بل القيمة بالإيمان والتقوى وصلاح العمل فهذا هو الميزان الذي عمل الرسول جاهدا على ترسيخه وتثبيته في قلوب أصحابه رضي الله عنهم .[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
المشاهدات 9798 | التعليقات 7
دمعت عيني حينما وصلت لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا )
شكر الله لك
محمد الأحمد;15557 wrote:
دمعت عيني حينما وصلت لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا )
شكر الله لك
شكر الله لك
الشكر موصول لك على مرورك وهنيئا لك.هذه الدمعة التي عز في هذا الزمن صاحبها
منديل الفقيه;15611 wrote:
الشكر موصول لك على مرورك وهنيئا لك.هذه الدمعة التي عز في هذا الزمن صاحبها
بارك الله فيك ، موضوع مناسب للواقع الذي تبدَّلت فيه القيم ، وغلب عليه المادة !!
سأجعلها خطبة الغد إن شاء الله
ملاحظة .. هذه العبارة قد تُحدث إشكال عند بعض المستمعين: ( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن )
وقد ذكر بعض أهل العلم: المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .
جزيت خيرا
أبو آلاء;15674 wrote:
بارك الله فيك ، موضوع مناسب للواقع الذي تبدَّلت فيه القيم ، وغلب عليه المادة !!
سأجعلها خطبة الغد إن شاء الله
ملاحظة .. هذه العبارة قد تُحدث إشكال عند بعض المستمعين: ( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن )
وقد ذكر بعض أهل العلم: المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .
سأجعلها خطبة الغد إن شاء الله
ملاحظة .. هذه العبارة قد تُحدث إشكال عند بعض المستمعين: ( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن )
وقد ذكر بعض أهل العلم: المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .
آمين وإياك
وملاحظتك تشكر عليها ولم أنتبه لها إلا عندما ذكرتني فجزاك الله خيرا ونفعنا وإياك بما نكتب وأشكرك على الخطبة بها فذاك تشريف لي بارك الله فيك
محمد يعقوب;15676 wrote:
جزيت خيرا
آمين وإياك وشرفت بمرورك فمرحبا بك
منديل الفقيه
قال صلى الله عليه وسلم(( يا بني هاشمٍ لا تأتيني الناسُ بأعمالهم وتأتونِي بأنسابِكم ))
تعديل التعليق