هذا الوطن وطن لجميع المسلمين
محمد البدر
1438/04/08 - 2017/01/06 02:16AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد،قَالَ تَعَالَى : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾.
في هذه الآية يقول السعدي -يرحمه الله : ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أن ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾الذي هو أجل المساجد على الإطلاق ﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى﴾الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء ...إلخ
عِبَادَ اللهِ:فلسطين الأرض المباركة والأرض المقدسة فيها المسجد الأقصى أول القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهي أرض الأنبياء ، وأرض المحشر والمنشر ، نسأل الله ان يعيدها ويعيد الأقصى المبارك إلى حوزة المسلمين وان يخرج اليهود من فلسطين أذلة صاغرين ،الله الله ياعباد الله بقضية فلسطين لا ينسينكم التعتيم الاعلامي ولا الحروب الطاحنة في البلدان المجاورة وما تشهده الساحة الإسلامية من فتن وتغيرات وثورات وانقلابات وصراعات مسلحة وإرهاب أثّرت سلباً على هذه القضية ،فالقضية ليست أرض فيها شجر وجبال وانهار وغيرها إنها قضية بين كفر وإسلام إنها قضية مقدسات الاسلام بيوت الله في الأرض .
عِبَادَ اللهِ: ولا يظن احد ان بلاد الحرمين لا تعنيه بل تعنيه فكما أننا نحب فلسطين فيجب علينا ان نحب هذه البلاد بلاد الحرمين مهبط الوحي وبلدِ التوحيد والسنة والعقيدةِ الصافية النقية ، ولأن فيها قبلة المسلمين بيت الله الحرام ومأوى افئدة الناس وفيها مسجد سيد الأنبياء وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ومأرِز الإيمان ، فعلينا أن ندافع عنها بالغالي والنفيس كما ندافع عن اعراضنا وأبناءنا وأموالنا ، فحب مقدسات الاسلام دين ومن تكلم او مس أو نوى أو خطط للنيل من الحرمين الشريفين فسوف يعاقبه الله عقاباً عسيراً قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقْهُ مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾نَعَم ، مَن يُرِيدُ وَلَيسَ مَن يَفعَلُ ، مَن يَهُمُّ وَلَيسَ مَن يُنَفِّذُ ، يُذِيقُهُ اللهُ مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ ، وَهَذَا الهَمُّ وَتِلكَ الإِرَادَةُ الَّتي يُعَذِّبُ اللهُ عَلَيهَا .
عِبَادَ اللهِ :هذا الوطن وطن لجميع المسلمين وإِنَّ حُبَّ هذه البلاد نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى ،فهنيئاَ لمن وفقه الله لسكنى هذه البلاد لان بِهَا تَستَقِرُّ نُفُوسُ السَّاكِنِينَ، وتَطْمَئنُّ قُلُوبُ القَاطِنينَ وتنعم بالأمن والأمان ..
عِبَادَ اللهِ :فمن الناس من يحبون أوطانهم مهما كان حالها وحالهم وهذا الحب حب فطري ،وما خرج منها الا لضيق حاله في وطنه أو لفراره بدينه من بلاد الكفر والإلحاد إلى بلاد الاسلام او لأي سبب كان وهذا حال الكثير ممن ترك وطنه وأهله ليعيش في هذه البلاد ويسعى في طلب الرزق الحلال ،وأما حب هذه البلاد كما اسلفنا هو مطلب شرعي يشترك فيه كل المسلمين في بقاع الأرض قاطبة
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَّةَ: «مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وهذا الحديث يدل على حب الرسول لمكة موطنه الأول ومهبط الوحي الأول ، فنحن نحج ونصلي إلي بلد هي أحب البلاد إلي قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فهو القائل لها حينما أجبر علي تركها :والله إنك لأحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" فعلي المسلم أن يقتدي بالحبيب المصفي والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم حبه لمكة ، فنحب مكة لأنها بلد الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها بيت الله الحرام ونحب وطننا اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
عِبَادَ اللهِ :ينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نعمة الاسلام ونعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن والأمان ونعمة إقامة شرع الله ، في ظل شريعة سمحة وتحت ظل قيادة حكيمة..فلنترجم هذا الحب إلى أقوال صادقة، وأفعال نافعة...ولنحافظ على الأمن والاستقرار ، وعدم السماح لأي عابثٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن هذه البلاد بلاد الحرمين .
الا وصلوا عباد الله ...
[/align]
أما بعد،قَالَ تَعَالَى : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾.
في هذه الآية يقول السعدي -يرحمه الله : ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أن ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾الذي هو أجل المساجد على الإطلاق ﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى﴾الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء ...إلخ
عِبَادَ اللهِ:فلسطين الأرض المباركة والأرض المقدسة فيها المسجد الأقصى أول القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهي أرض الأنبياء ، وأرض المحشر والمنشر ، نسأل الله ان يعيدها ويعيد الأقصى المبارك إلى حوزة المسلمين وان يخرج اليهود من فلسطين أذلة صاغرين ،الله الله ياعباد الله بقضية فلسطين لا ينسينكم التعتيم الاعلامي ولا الحروب الطاحنة في البلدان المجاورة وما تشهده الساحة الإسلامية من فتن وتغيرات وثورات وانقلابات وصراعات مسلحة وإرهاب أثّرت سلباً على هذه القضية ،فالقضية ليست أرض فيها شجر وجبال وانهار وغيرها إنها قضية بين كفر وإسلام إنها قضية مقدسات الاسلام بيوت الله في الأرض .
عِبَادَ اللهِ: ولا يظن احد ان بلاد الحرمين لا تعنيه بل تعنيه فكما أننا نحب فلسطين فيجب علينا ان نحب هذه البلاد بلاد الحرمين مهبط الوحي وبلدِ التوحيد والسنة والعقيدةِ الصافية النقية ، ولأن فيها قبلة المسلمين بيت الله الحرام ومأوى افئدة الناس وفيها مسجد سيد الأنبياء وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ومأرِز الإيمان ، فعلينا أن ندافع عنها بالغالي والنفيس كما ندافع عن اعراضنا وأبناءنا وأموالنا ، فحب مقدسات الاسلام دين ومن تكلم او مس أو نوى أو خطط للنيل من الحرمين الشريفين فسوف يعاقبه الله عقاباً عسيراً قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقْهُ مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾نَعَم ، مَن يُرِيدُ وَلَيسَ مَن يَفعَلُ ، مَن يَهُمُّ وَلَيسَ مَن يُنَفِّذُ ، يُذِيقُهُ اللهُ مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ ، وَهَذَا الهَمُّ وَتِلكَ الإِرَادَةُ الَّتي يُعَذِّبُ اللهُ عَلَيهَا .
عِبَادَ اللهِ :هذا الوطن وطن لجميع المسلمين وإِنَّ حُبَّ هذه البلاد نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى ،فهنيئاَ لمن وفقه الله لسكنى هذه البلاد لان بِهَا تَستَقِرُّ نُفُوسُ السَّاكِنِينَ، وتَطْمَئنُّ قُلُوبُ القَاطِنينَ وتنعم بالأمن والأمان ..
عِبَادَ اللهِ :فمن الناس من يحبون أوطانهم مهما كان حالها وحالهم وهذا الحب حب فطري ،وما خرج منها الا لضيق حاله في وطنه أو لفراره بدينه من بلاد الكفر والإلحاد إلى بلاد الاسلام او لأي سبب كان وهذا حال الكثير ممن ترك وطنه وأهله ليعيش في هذه البلاد ويسعى في طلب الرزق الحلال ،وأما حب هذه البلاد كما اسلفنا هو مطلب شرعي يشترك فيه كل المسلمين في بقاع الأرض قاطبة
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَّةَ: «مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وهذا الحديث يدل على حب الرسول لمكة موطنه الأول ومهبط الوحي الأول ، فنحن نحج ونصلي إلي بلد هي أحب البلاد إلي قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فهو القائل لها حينما أجبر علي تركها :والله إنك لأحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" فعلي المسلم أن يقتدي بالحبيب المصفي والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم حبه لمكة ، فنحب مكة لأنها بلد الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها بيت الله الحرام ونحب وطننا اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
عِبَادَ اللهِ :ينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نعمة الاسلام ونعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن والأمان ونعمة إقامة شرع الله ، في ظل شريعة سمحة وتحت ظل قيادة حكيمة..فلنترجم هذا الحب إلى أقوال صادقة، وأفعال نافعة...ولنحافظ على الأمن والاستقرار ، وعدم السماح لأي عابثٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن هذه البلاد بلاد الحرمين .
الا وصلوا عباد الله ...
[/align]