نقص الرواتب - خالد الباتلي+ماجد بلال

د. ماجد بلال
1437/12/29 - 2016/09/30 09:16AM
خطبة نقص الرواتب – خالد الباتلي+ماجد بلال
إن الحمد لله .. اتقوا الله ..
فقد تابع الجميع ما صدر عن ولي الأمر من قرارات تتعلق بإلغاء وتعديل بعض البدلات والحوافز والمزايا المادية، وما يتعلق بذلك، وصار هذا حديثَ الناس في مجالسهم ومكاتبهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن أمام هذه القرارات نذكر ببعض الوقفات:
الوقفة الأولى: الرزق مقدَّر
نعم أيها المسلم رزقك مكتوب مقدر ستأخذه كاملا دون زيادة أو نقصان.
لما كنت جنينا في بطن أمك أرسل الله الملك وأمره بكتابة رزقك وأجلك وعملك ونهاية أمرك، ... عن ابن مسعود t أن رسول الله rقال: (إن روح القدس – هو جبريل - نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته)، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]. {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}، ثم أقسم جل وعلا تأكيدا: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات:22)، {الشيطان يعدكم الفقر}، ويخوف كذلك من المستقبل. فاستعن بالله.
#أيها الإخوة .. من تأمل حال الناس وجدهم في قلق وخوف من أمرين: الرزق والأجل.
فهذا يخاف أن يضيق رزقُه، وتتكدر حالُهُ إذا قلَّ راتبُه، وإذا سمع بكارثة اقتصادية أو هبوط في الأسهم انخلع قلبُه، وذاك يخاف من الأمراض خوفا من الموت.
وهذان الأمران (الرزق والأجل) قضي أمرهما وسبق حسمهما، فلم القلق؟
نعم، عليك بذل الأسباب في طلب الرزق والصحة، لكن إن تغير شيء، أو تبدل الحال فلا تقلق وتظلم الدنيا في وجهك.
الذي رزق النملة في جحرها، والسمكة في أعماق البحار لن يضيعك

الوقفة الثانية: وصية قرآنية
إن كنت ممن نقص راتبه؛ فاستمع إلى قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
اصبر واحتسب، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا "، صحيح مسلم (2/ 631)
احمد الله على ما أنت فيه من نعم كثيرة.نعمة الإسلام والسنة والرزق والعافية والأمن وغيرها.
هناك فئام من الناس يخرج من بيته إلى المستشفى ليأخذ جرعة الكيماوي بسبب مرض السرطان، ولست منهم.
وآخرون يترددون في كل أسبوع مرتين أو أكثر لغسيل الكلى ولست منهم.
وآخرون يمسون على قصف الطائرات، ويصبحون على قذائف المدافع، تدك البيوت على أهلها، يمسي الرجل ولا يدري أيصبح أم يدفن في بيته؟ وأنت آمنٌ مطمئنٌ في بيتك مع أولادك ، فاللهم لك الحمد والشكر.
# أيها الإخوة .. الوصية بالتوبة والاستغفار، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } [النساء: 79]، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)} [الأعراف: 96].
قال ابن عباس: إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن, ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق.

# الوقفة الثالثة: مراجعة ومحاسبة
نعم .. إن هذا الحدثَ يجب أن يكون نقطةَ انطلاق، وبدايةَ تصحيح في تدبير المال، وطريقة صرفه، يجب أن نتغير ونعيد سياسة الإنفاق.
يعاني كثير من الناس من ضائقة مالية، لا من قلة، ولكن من سوء تدبير.
يجب أن نعيد حساباتنا وعاداتنا في صرف المال، دعونا نتخفف من الكماليات والمظاهر:
السفر إلى الخارج، البذخ في الولائم والمناسبات، التفاخر في الأثاث والمقتنيات والسيارات، المبالغة في الملابس والعطور وتطلب الماركات لا سيما عند النساء، المطاعم والأسواق .. وغيرها.... من المؤسف أن نجد أناسا لهم عشرُ سنوات وأكثر في الوظيفة، ولم يملك بيتا، ولم يوفر شيئا، بل تجاوز ذلك إلى القروض والديون!.
أيها الإخوة .. اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم
والنفس راغبةٌ إذا رغبتها *** وإذا تُرد إلى قليل تقنع
النفس كالطفل إن تتركه شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم


الوقفة الرابعة: السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف
وهذا أصل شرعي، عن عبادة بن الصامت t قال: بايعنا رسول الله r على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان. رواه البخاري
وقد ورد الوعيد الشديد على من كانت بيعته لولي الأمر لأجل الدنيا فقط، فعن أبي هُرَيْرَةَ t قَالَ رَسُولُ اللهِ r : (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .. – وذكر منهم: - وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ) خ
وعلينا أن نقدر الظرف الذي تمر به البلاد وما يدور في المنطقة من أحداث وصراعات، وأن نكون عونا لولاة الأمر على ما فيه مصلحة البلاد والعباد.
كما ينبغي الحذر من استغلال الأعداء والمتربصين لهذه الأحداث في شق الصف، وتفريق الجماعة، وإثارة الفتنة بين الراعي والرعية، والدعوة إلى نزع الطاعة، أو إثارة الناس وشحنهم، فالأعداء كثر، يتربصون ويترقبون، فعلينا أن نكون صفا واحدا، وأن نفوت الفرصة لكل دخيل وعميل، وأن ننظر إلى المصالح الشرعية فنعمة الأمن خير من كنوز الدنيا كلها.
اللهم أدم علينا الأمن والأمان والرخاء يا رب العالمين
بارك الله ..





الخطبة الثانية:
الوقفة الخامسة: العبرة في المال بالبركة لا بالكثرة.
فكم من قليل كثره الله بالبركة، وكم من كثير لا بركة فيه.
ال فاستجلبوا البركة لأموالكم أكثر مما تحرصون على كثرتها ووفرتها،
اتقوا الله في وظائفكم حتى يبارك لكم في رواتبكم، أيها الموظف كيف يبارك الله لك وغيابك أكثر من حضورك، تشتكي الضيق، وانت تضييق على المراجعين، تشتكي تأخر الفرج، وأنت تؤخر معاملات الناس بالأيام والاسابيع، فكلما حللت راتبك بالمواظبة على وظيفتك وعلمك واديته على الوجه المطلوب، كلما بارك الله لك في رزقك وراتبك، وأغناك الله بفضله عن غيره.
تجنب الابتزاز والرشوة وأخذ أموال الناس بالباطل وأكل المال الحرام، فإنك تقوى على الجوع، ولا تقوى على نار جهنم التي تأكل كل لحم نبت من السحت.
ابحث عن عمل إضافي فلا خير في الجلوس في البيت ومشاهدة التلفاز ، وقديما قيل في التجارة أنها تسعة أعشار الرزق.
أيها الاخوة:
يعلن الاخوان في هذا الجامع المبارك عن بدء الدراسة في حلقات تحفيظ القرآن الكريم فالله الله في حث ابنائكم بالالتحاق بركب الرفقة الصالحة أهل القرآن ودعمهم بكل ما نستطيع.


صلوا وسلموا .....
اللهم بارك لنا فيما أعطيت، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيك، وبفضلك عنما سواك
اللهم كن لاخواننا في حلب يا رب العالمين اللهم عليك ببشار ...
المرفقات

خطبة نقص الرواتب - خالد الباتلي ماجد بلال.docx

خطبة نقص الرواتب - خالد الباتلي ماجد بلال.docx

المشاهدات 1383 | التعليقات 0