نعم الله علينا عظيمة أفلا نكون له شاكرين؟!

 

 

نعم الله علينا عظيمة

أفلا نكون له شاكرين!

خُطْبَةَ اَلْجُمْعَةِ . "موافقة للتعميم"

اَلْخُطْبَةُ اَلْأُولَى:

الحمد لله المنعم المتفضل بالعطاء، هدانا للدين القويم، وألهمنا الإيمان به واليقين،

وأنعم علينا بالأمن في الوطن، بالصحة والمال والبنين، نحمده تعالى على نعمه، وبها على شكره نستعين.

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي أنعم علينا قبل أن نسأل وأعطانا قبل أن نطلب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الأكرم الذي شكر الله على كل حال، واجتهد في العبادة والطاعة لربه حتى قيل له يا رسول الله: أوليس قد غفر لك ما قدمت وما أخرت!؟ فقال: "أفلا أكون عبدا شكورا

-صلى الله عليه وسلم- ما تعاقب الليل والنهار

وصلى الله وسلم عليه بأعداد التسابيح والتهاليل والتكبيرات والآيات والخيرات.

أما بعد:

فيا عباد الله اتقوا الله! وتأملوا إلى أحوالكم انظروا كيف كنتم صغارا فكبركم! وتائهون فهداكم، كلنا والله من يهدينا إلا هو ومن يعطينا إلا هو ومن يحفظنا إلا هو ومن يكفينا إلا هو ومن يؤمننا إلا هو ومن يجيب دعواتنا إلا هو ومن يرحمنا إلا هو ومن يرزقنا إلا هو! له الحمد حمدا على الكثير وله الشكر شكرا على المزيد؛ لا نحصي له ثناء ولا مديحا، الحمد له والشكر له، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

ثم لننظر يا عباد لهذا النعم العظيمة التي وهبنا إياها الكريم -عز وجل-

أنت موحد وغيرك مشرك

فاحمد الله

وأنت مسلم وغيرك ملحد

فاشكر الله

وأنت آمن في سربك

وغيرك في قلق ورعب وخوف

فاحمد الله!

وأنت في عافية في دينك وبدنك

وغيرك يعاني الكثير والكثير

فاشكر الله

أعطانا رغم تقصيرنا

وستر رغم ذنوبنا

ولطف رغم بعدنا

ورحم رغم جفائنا

ولا يزال يرحمنا

أفلا نكون له شاكرين

وعلى طاعته مواصلين

ولمرضاته مقبلين ومبادرين

عباد الله

إن الله يحب من عباده الشكر

ويعطي الشاكرين مزيدا مزيدا

ويمقت الكافرين ولا يحبهم

فقد قال عز من قائل عليم:

(إن تكفروا فإن الله غني عنكم ۖ ولا يرضىٰ لعباده الكفر ۖ

وإن تشكروا يرضه لكم)

وقال -عز وجل- (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)

عباد الله

ماذا لو حضر إلينا رجل كان يعيش قبلنا ب 100 سنة أو مائتين

ثم نظر للنعم التي نعيشها!

نظر إلى مآكلنا الكثيرة ومشاربنا العديدة ومطاعمنا الوفيرة

والله ليتعجب أيما عجب

ونظر إلى بيوتنا الواسعة وتلك الخدمات العظيمة فيها

الماء يدخل إليك بسهولة

ويخرج صرفه بسهولة

والله ليتعجب أيما عجب

ولو نظر إلى الأثاث المريح

والملابس الجميلة

والله ليتعجب أيما عجب

ولو نظر إلى توفر الأدوية والتطعيمات والمستشفيات

والله لتعجب أيما عجب!

ولو نظر إلى سياراتنا ووسائل النقل في زماننا وكيف نتقل في وسائل مريحة وفي طرق معبدة وفي أمن وأمان!

والله ليتعجب العجب العجاب

ولو نظر إلى ما نعيشه من الأمن والأمان نخرج من بيوتنا لا نخاف على أنفسنا ولا نخاف على أهلنا

ننام مطمئنين ساكنين لا رعب ولا خوف ولا قلق! آمنين مطمئنين !!

والله لو رأى ذلك ليتعجب أيما عجب!

ولربما ظن إذا رأى هذه النعم أنه قد وصل إلى شيء من نعيم الجنة!

أحبتي إنا والله لنعيش جنات من النعم؛ والله إننا نعيش زحاما من النعم

فاتقوا الله واستحوا من الله

بأن تؤدوا شكرها وأن تستخدموها فيما يرضي من أنعم بها!

اللهم وفقنا لأن نشكرك وأعذنا من أن نكفرك وزدنا من واسع فضلك واجعل ما أنعمت علينا عونا لنا على طاعتك أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الكريم المنان، المتفضل على عباده بأصناف النعم وأنواع الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالهدى والرحمة وصلاح القلوب والأبدان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما مزيدا … أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من النعم العظيمة، نعم الدنيا ونعم الدين، نعم كثيرة وافرة: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم}

وقال سبحانه: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} (112) سورة النحل.

أيها المسلمون:

إن شكر الله على نعمته هو القيام بطاعته، أن تفعلوا ما أمركم الله به، وتتركوا ما نهاكم عنه، سواء في كتابه أو في سنة رسوله ﷺ فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا

إن العاصي ليس بشاكر لربه ولو قال شكرا لله بلسانه، فأي فائدة لشكر الإنسان ربه بلسانه وهو مقيم على معصيته؟

عباد الله!

إن من شكر الله -عز وجل- أن نشكر من جعلهم الله سببا في ما نعيشه من النعم

ومن ذلكما والدينا الذين والله لولا الله ثم هم لما كنا على هذه الحياة!

رعونا ورحمونا وأعطونا وتعبوا من أجلنا فاشكروهم ببركم لهم أحياء وأمواتها ادعو لهم ليلا ونهارا وفي جميع أحوالكم.

وممن ينبغي علينا شكرهم ولاة أمرنا وفقهم الله فبهم اجتمعت الكلمة بفضل الله وبسط الأمن وعم الرخاء وهم يعملون ويحملون هما عظيما فاشكروهم بالدعاء لهم والوفاء بعهدهم وعدم الخروج عليهم أو منازعتهم.

وترك أصحاب الإشاعات المغرضة ودعاة الشر والفتن ونبذهم وعدم متابعتهم.

ومن شكر النعمة أن نشكر كذلك رجال الأمن بجميع قطاعاتهم؛ المخلصين لدينهم وبلادهم فإنهم يواجهون الأخطار لننعم نحن بنعمة الأمن والأمان فحق علينا أن نشكرهم بالدعاء لهم والتعاون معهم.

عباد الله!

ليس من شكر النعم التباهي بها

وليس من شكرها النوم عن الصلاة وتضييعها

وليس من شكرها

أن نألفها وننسى شكرها

وليس من شكرها النوم عن الصلاة

وليس من شكرها هدر الطعام والتباهي بالولائم والمناسبات.

وليس من شكرها أن نطمئن بها وكأننا خلقنا لها بل علينا أن نتعامل معها بأنها ابتلاء واختبار من الله لنا! فنتقي الله فيها ونتقوى بها على طاعة الله لنفوز بالنعيم والخير الكثير.

عباد الله!

‏يقولﷺ:

{من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا}.

اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم لك الحمد يا من أظهر الجميل وستر القبيح،

يا عظيم العفو ويا حسن التجاوز،

يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى،

يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا ويا غاية رغبتنا، اللهم إنا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ودوام ذكرك

اللهم آمنا في أوطاننا ووفق ولاة أمرنا

اللهم يا من قال (وقليل من عبادي الشكور) اجعلنا من هؤلاء القليل الذين شكروك ليلا ونهارا يا رب العالمين.

اللهم اشكر لوالدينا ما قدموه لنا

اللهم زدهم وأكرمهم وارحمهم وارضى عليهم.

عباد الله!

اذكروا الله يذكركم

واشكروه على نعمه يزدكم

ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

1713894742_نعم الله علينا عظيمة.docx

المشاهدات 770 | التعليقات 0