نعمةُ الوطن ..

حسام الحجي
1444/02/26 - 2022/09/22 22:36PM

الْحَمْدُ للهِ خَلَقَنَا مُسْلِمِينَ، وَأَكْرَمَنَا بِالْبَلَدِ الْأَمِينِ، وَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَه لَاشرِيكَ لَهُ، رَبِّي وَرَبُّكُمْ وَرَبُّ النَّاسِ أَجْمَعِينَ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَمَنْ عَلَى النَّهْجِ سَائِرِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ بِمَا يُحِبُّهُ تَعَالَى وَيَرْضَاهُ.

أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ: لَا شَيْء فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بَعْدَ الدِّينِ يُسَاوِي نِعْمَةَ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي الْأَوْطَانِ، فَبِلَا وَطَنٍ وَاجْتِمَاعِ كَلِمَةٍ، يَذْهَبَالْأَمْنُ، وَيَبْقَى الْخَوْفُ، وَيَجُوعُ الْجَوْفُ، وَيَشِحُّ الْمَلْبَسُ، فَلَا قُطْنَ وَلَا وَبَرَ وَلَا صُوف، وَهَيْهَاتَ لِتَاجِرٍ أَنْ يَعْرِضَ سِلْعَةً، أَوْ يَنَالَ أَحَدٌمَكَانَةً وَرِفْعَةً، وَلَنْ يَطْمَئِنَّ أَبٌ عَلَى أُسْرَةٍ، وَلَا أَزْوَاجٌ عَلَى دَوَامِ عِشْرَةٍ، فَالْأَمْنُ يُقَابِلُهُ الْخَوْفُ، وَالشِّبَعُ يُقَابِلُهُ الْجُوعُ، وَالِاسْتِقْرَارُيُقَابِلُهُ الِانْتِقَالُ وَالسَّفَرُ، وَنَحْنُ وَللهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ، سَلَّمَنَا اللهُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ، بِكَرَمٍ مِنْهُ وَنِعْمَةٍ، وَثُمَّ بِوُلَاةِ أَمْرٍ أَعْطَاهُمُ اللهُ الْمُلْكَوَالْحِكْمَةَ، لِيُقِيمُوا هَذِهِ الدَّوْلَةَ، الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ حَفِظَهَا اللهُ، فَقَامَتْ عَلَى نَهْجِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَجَمْعِ الْكَلِمَةِ وَدَحْرِ الْفُرْقَةِ،عَمَلاً بِقَوْلِ رَبِّ الْعِزَّةِ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولَاتَفَرَّقُوا) فَتَوْحِيدُهَا كَانَ خَيْرًا عَظِيمًا، وَنَصْرًا مَجِيدًا، لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، فَقَدْدُحِرَ وَللهِ الْحَمْدُ الْجَهْلُ، وطُمِسَتْ قُبُورٌ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، وَأُسِّسَتْ جِهَاتٌ تَخْدِمُ عِبَادَ اللهِ، وَسُخِّرَتْ كُلُّ الطَّاقَاتِ لِعِمَارَةِ بَيْتِ اللهِالْحَرَامِ وَمَسْجِدِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْكُلُّ يَرَى ذَلِكَ بِأُمِّ عَيْنِهِ وَلَا يُنْكِرُهُ، نَاهِيكُمْ عَنِ الْأَمْنِ الَّذِي أَتَمَّهُ اللهُ بِالسُّلْطَانِ،وَدَحَرَ بِهِ الظُّلْمَ وَالْعُدْوَانَ، عَنْ كُلِّ مَنْ يَسْكُنُ هَذِهِ الْأَرْضَ أَوْ يَفِدُ إِلَيْهَا، بَعْد أَنْ كَانَ السَّلْبُ وَالنَّهْبُ مُنْتَشِرًا فِيهَا، وَمَشْهُورًا بَيْنَأَهْلِيهَا، فَالْحَمْدُ للهِ أَوَّلاً وَآخِرًا.

أَقُول مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفَرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورْ الرَّحِيم.

 


الخطبة الثانية/

الْحَمْدُ للهِ أَسْكَنَ فِي الْقُلُوبِ حُبَّ الْوَطَنِ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّهِ الْمُؤْتَمَنِ وَبَعْدُ:

عِبَادَ اللهِ: حُبُّ الْوَطَنِ أَمْرٌ مَشْرُوعٌ، لِذَلِكَ سُمِّيَ الدِّفَاعُ عَنْهُ جِهَادًا وَفَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ، فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعَمِهِ الْعُظْمَى عَلَيْكُمْ فِي هَذَاالْبَلَدِ، وكُونُوا مَعَ وُلَاةِ أَمْرِهِ يَدًا بِيَدٍ، وَاحْذَرُوا كُلَّ مَنْ حَقَدَ وَحَسَدَ، وَخُذُوا الْعِبْرَةَ مِنْ أَوْطَانٍ، دَمَّرَتْهَا الْفُرْقَةُ، وَعَاثَ فِيهَا فَسَادًامُدَّعُو الْإِصْلَاحِ، فَكَانَ الْخَرَابُ فِيهَا بَدِيلَ النَّجَاحِ، وَصارَ الِاجْتِمَاعُ فِيهَا شَتَات، وَعَزَّ عَلَى أَهْلِهَا حَتَّى الْفُتَاتُ.

وَصَلُوا وَسَلِّمُوا…

المشاهدات 884 | التعليقات 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الشيخ والأخ الفاضل حسام الحجي تابعت خطبك فاستفدت منها كثيراً كانت خطباً حاسمة فيها البلاغة والإيجاز والفصاحة والسهولة وقوة الحجة واضحة 

جعل الله لك من اسمك نصيب فتبارك الله ولا قوة إلا بالله واستمر على النهج الصافي والأسلوب الوافي زادك الله حجة ومحجة حفظك الله ورعاك وسددك ووفقك ومن كل خير أعطاك والسلام ...