نعمة الامن

يحيى جبران جباري
1445/10/16 - 2024/04/25 22:45PM
#الخطبة الأولى :
الحمدلله بلا حصر ولا عدد ، أحمده سبحانه وأشكره على نعمة الدين والأمن والرَشَد ، وأستعينه وأستهديه وأستغفره من كل ذنب شرد أو ورد ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولد ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله بعثه ربه واصطفى له خير الصحبة والسند ،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم لايغيب عنه أحد.
ثم أما بعد: فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله جل وعلا ، سرا وجهرا، قولا وفعلا، واحذروا الشهوات والهفوات ولا تغرنكم بزينتهاالحياة الدنيا ،فكل جديد فيها يبلى ، وكل شيء بها يفنى ، فبيعوها واشتروا بها الأخرى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقواالله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا١(النساء)
إخوة الدين أهل وسكان بلاد الحرمين ، نحمد الله غاية الحمد، ونشكره على نعمه التي هيهات تحصى أو تعد قال سبحانه وله الحمد( وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ٣٤ (إبراهيم) ومن أجل النعم وأعظمها بعد نعمتي الدين والعقل،نعمة الأمن،الذي بين الله فضله في كتابه وأنه به على عباده امتن ( أَوَلَم يَرَوا أَنّا جَعَلنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النّاسُ مِن حَولِهِم أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَةِ اللَّهِ يَكفُرونَ ٦٧ (العنكبوت) بل واختار البلد الأمين وبه أقسم ( وهذا البلد الأمين ٣ (التين) والله لا يقسم إلا بعظيم،وأخرج البيهقي والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال ( من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )وكما هو لأهل الدنيا خير عميم، هو لأهل الجنة من أتم النعيم (ادخلوها بسلام آمنين ٤٦ (الحجر) أيها الأحبة : إن المقصد من دليل تقدم، من السنة المطهرة أو من الكتاب المحكم أن نعلم ، أن الأمن مطلب من أهم مطالب الحياة، وضرورة من أهم ضروريات البشر، لا تتحقق مصالح العباد والبلاد إلا بوجوده، ولا تتم أهداف المجتمعات وتطلعاتها إلا بانتشاره، ولا تسعد نفوس الناس ولا يهنأ عيشهم إلا بازدهاره،وبهذا جاءت هذه الشريعة الغراء،ومن أهم قواعدها ومقاصدها العامة،حفظ الأمن العام، بحفظ الضروريات الخمس التي لا تنعقد معيشة الناس إلا بحفظها ألا وهي: الدين، والعقل، والنفس، والعرض، والمال وهل يتأتى ذلك بلا أمن،هيهات هيهات ومن به نؤمن ، فالأمن إذا ما رُفع ، رفعت معه سعادة العباد، ورخاء ونماء البلاد، وحل مكانه الخوف والجوع،والنهب والسرقة،وانتهاك الأعراض،وضياع الحقوق والأموال، وفشا الخراب والدمار،والمنصف لن يتفكر في الإيقان بذلك أو يحتار، ولن يستتب أمن،مالم يكن هناك ولي أمر يطاع ، ورعية لما يدعوهم إليه من الحق تنصاع (ياأيهاالذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ... الآية ٥٩ (النسا) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي، وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بتَقْوَى اللَّهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلكَ أجْرًا وإنْ قالَ بغَيْرِهِ فإنَّ عليه مِنْه)رواه البخاري. ولكم أعظم المثل، بكل من خرجوا على ولاة أمرهم،والشر الذي و قع عليهم وبهم حصل ، نسأل الله السلامة وطناُ وأهل، فالأمن يستلزم جمع الكلمة واتحاد الصف وطاعة الحاكم ، وإلا فلن يتم .أعوذبالله من الشيطان الرجيم (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون١٠٢ واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النارفأنقذكم منهاكذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون١٠٣(آل عمران) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرالحكيم وبهدي سيد المرسلين أقول ماتسمعون وأستغفرالله العظيم الجليل الكريم لي ولكم ولسائرالمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات من كل ذنب فاستغفروه إنه هوالغفورالرحيم.
#الخطبة الثانية :
الحمدلله بالأمن والرخاء على هذه الأرض أنعم ، احمده سبحانه وأشكره أكمل الدين وأتمم ، وأشهد أنه الإله الحق وحده والكل يعلم ، وأن محمدا رسول له أسلم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد يامن تنصت طاعة لله ولرسوله ولاتتكلم ، إتق الله فمن اتقاه ينجو ويسلم(ومن يتق الله يكفر عنه سيئآته ويعظم له أجرا ٥ (الطلاق) عبادالله : شعب المملكة العربية السعودية وساكنيها،كلمة حق أقولها لله أدين بها،
مانحن فيه،من نعم وآمن ورخاء واستقرار، قليل جدا من يلاقيه ، وكثير جداً من يغبطنا ومن يحسدنا عليه،
فالحمدلله أولاً وآخرا وظاهراً وباطنا، ثم الشكر لمن ولي في هذه الدولة حفظها وحفظه الله أمرنا،ولمن تشبع حبها من أبنائها أو ممن سكنها من غير أهلها، فأثمر ذلك استقرارا ورخاء وأمنا ، فالحذر الحذر ممن يبطنون غير مايظهرون ، وممن ينشرون الإشاعات الباطلة ومنها يكثرون، همهم التأليب،وتدمير الوطان والتخريب، وضياع نعمة الأمن، التي لنا منها ولله الحمد أوفر الحظ والنصيب، ولا أريد الإسهاب ، فإملالكم أصيب ، فدينكم دينكم، وأرضكم أرضكم، وولاة أمركم ولاة أمركم، والتفافكم عليهم ووحدتكم، نتائجها دوام أمنكم،
يا أرض غزة دمعة العينين دم **
يا شامنا أعليك من يبكي يلم **
يا أهل دجلة هل برئتم من سقم **
يا أيها اليمن السعيد إلى متى تخفي الألم **
ياأيها السودان قل يكفي فكم شخص ظلم **
يا أيها الرحمن لطفك بالديار وبا الأمم **
واحفظ عليناأمننا في أرض طيبة والحرم **
ثم الصلاة على الذي من جاء بالنور الأتم **
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد....
المشاهدات 712 | التعليقات 0