نصرة الشام للشيخ صلاح البدير مع إضافة لحملة نصرة أطفال سوريا

أبو عبد الرحمن
1435/04/21 - 2014/02/21 08:12AM
الحمد لله، الحمد لله ناصرِ المظلومين، وقامِع الظلَمة المُعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائلُ: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) ، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تبقَى وسلامًا يَتْرَى إلى يوم الدين. أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله؛ فإن تقواه أقوى ظَهير، وأوفَى نصير: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .
أيها المسلمون: المُشرَّدون في الأرض صُورٌ من المأساة، وفصولٌ من المُعاناة، مُشرَّدون ومُهجَّرون، ولاجِئون ونازِحون، فرُّوا من وَيلات الحُروب والصِّراعات، والعُنفِ والمُواجَهات، هجَروا دُورَهم ودِيارَهم، هربًا من القصفِ والقتل والدمار، والمجازِرِ المُفجِعة، والجرائمِ المُروِّعة التي يرتكِبُها الخونةُ الفجَرة في شام العزَّة والكرامة و في يمن الإيمان وفي أنبار السنة والإباء، وفي غيرها من بلاد المُسلمين. حتى أضحَوا يعيشون في العراءِ، لا مساكنَ تُؤوِيهم ولا دُورَ تَقِيهم، سوى خيامٍ تُمزِّقُها الرِّيح، وتقتلِعُها العواصِف، وتجرِفُها السيول، يُقاسُون شدَّة الجوع، وقسوةَ الشتاء، وخطرَ المرض والفناء، في زمنٍ قاتمٍ بالقسوة والعُنف والرُّعب والدماءِ ورائحةِ الموت. نسألُ الله أن يُفرِّجَ كربَهم، نسألُ الله أن يُفرِّجَ كربَهم، نسألُ الله أن يُفرِّجَ كربَهم، وأن يُهلِكَ عدوَّهم.
أيها المسلمون: والنُّصرةُ لازِمةٌ مع القدرة، فكونوا أهلَ العون والغوث والمُواساة، كونوا أهلَ البَذلِ والعَطاءِ، ولا تكونوا من أهل التخاذُلِ والتقاعُس والإبطاءِ، كونوا من أهل الشَّفَقَة والصَّدَقة والإحسان، ولا تكونوا ممن كرِهَ السَّخَاءَ واستثقَلَ النداءَ وأخلَفَ الرَّجاءَ. أمِدُّوهم وأعينُوهم وأغيثُوهم وأغنُوهم ، عن طريق الجهات المأمونة الموثقة والجمعيات الإغاثية المرخصة ، ولا تُسلِموهم ولا تخذُلُوهم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من نفَّسَ عن مُسلمٍ كُربةً من كُرَب الدنيا نفَّسَ الله عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّرَ على مُعسِرٍ يسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن سترَ على مُسلمٍ ستَرَه الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبدِ ما كان العبدُ في عون أخيهِ". أخرجه أبو داود.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته". متفق عليه.
فطُوبَى لمن أعانَ نازِحًا أو لاجِئًا أو مُشرَّدًا بسكنٍ، أو كِساءٍ، أو غِطاءٍ، أو غِذاءٍ، أو دواءٍ، أو ماءٍ يبتغي بذلك وجهَ الله تعالى، لا يرجُو عرَضًا زائلاً، ولا غرَضًا دُنيويًّا حائِلاً.
ولا أقسى قلبًا ولا أكثرَ شُحًّا ممن يشبَعُ وجارُه جائِع، وممن يبِيتُ وأخوهُ مُشرَّدٌ ضائِعٌ؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس المُؤمنُ الذي يشبَعُ وجارُه جائعٌ إلى جنبه". أخرجه الحاكمُ، وصحَّحه الذهبي.
فيا مَن أنفقتُم الأموالَ الكثيرة في اللَّهو والبَذَخ والسَّرَف، والطَّرَب! اتَّقُوا اللهَ -عز وجل-، واحذَروا حُلولَ سخَطه، وتحوُّلَ عافيته، وتذكَّرُوا أن إخوانَكم يُعانُون الحِصار، ويلُفُّهم الدمار، تستغيثُ منهم الحرائرُ ويصرُخُ منهم الصِّغار. فهُبُّوا لنُصرتهم، وابذُلُوا المالَ لمُواساتهم، حتى تزولَ مِحنتُهم، وتنكشِفَ شِدَّتُهم.
عن أنسٍ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصدقةُ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ". أخرجه الترمذي.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه، فقد فازَ المُستغفِرون، وربِحَ التائِبون.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رِضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) .
أيها المسلمون: انكشَفَ الغِطاءُ وسقطَ القِناع، تحالَفَت الأفاعي، وتمالأت الأعادي، ولا يُرجَى من الحيَّةِ الرَّقطاء سِلمٌ ولا حلٌّ، وخبيثُ المذهَب نتِنُ المشرَب، لا أمانَ له ولا عهد، وأما القاتلُ السفَّاحُ فسينالُ عاقِبةَ ظُلمِه وجزاءَ صُنعِه، وما ربك بغافلٍ عما يعملُ الظالمون. عجَّلَ الله حتْفَهم، ومنحَ المُجاهِدين كتِفَهم، ومزَّقَ مُلكَهم وحِزبَهم وجُندَهم، ونصرُ الله قريب، وآمالُ أهل الشرك تخيب.
(أيها الإخوة : استجابة للنصوص الشرعية ومقتضيات الأخوة الإيمانية والنصرة الإسلامية وما يعانيه الأشقاء في سوريا من أوضاع مأساوية قاسية وبخاصة آلاف الأطفال الذين فقدوا سبل الحياة الكريمة، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بإقامة يوم للتضامن مع الأطفال السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار. ، تتم خلاله جمع التبرعات للمساهمة في سد احتياجاتهم و الحد من تدهور الحالة المعيشية لهم وقد حدد لذلك يوم الثلاثاء القادم فالله الله في نصرة إخوانكم فهذا باب للخير موثوق قد فتح وسبيل مأمون للنصرة والإغاثة قد تهيأ وتجدد)
(هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة على نبيه ..فاللهمّ صلّ وسلّم... ومن تبعهم ... وعنا معهم ...اللهم أعز ..اللهم رحمتك بأمة .. اللهم أنج.. اللهم رحمتك بإخواننا المستضعفين والمشردين ..اللهم قاتل الكفرة الذين ..اللهم أفرغ على إخواننا ..اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والتبرج والسفور والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم أسبغ عليه ثوب الصحة والعافية ، عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون) فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
المشاهدات 2792 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا