نساء مجاهدات

حامد ابراهيم طه
1437/03/01 - 2015/12/12 11:50AM
قد تمت إضافة خطبة

( نساء مجاهدات )

في خطب ( نساء مؤمنات )

ويمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط

https://hamidibraheem.wordpress.com/

[info]جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد[/info]


الخطبة الأولى ( نساء مجاهدات ) 1
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إذا كان التاريخ وكتب السيرة قد روت لنا قصصا بطولية ، ونماذج مثالية ، لرجال وهبوا حياتهم للإسلام ، وقدموا أرواحهم في سبيل الجهاد لنصرة الإسلام ، فإن السيرة أيضا تروي لنا بطولات عظيمة ، قامت بها المرأة المسلمة في صدر الإسلام ، وكان دور المرأة لا يقل عن دور الرجل في الدفاع عن الدين ، ورفع راية الإسلام
وسوف أتناول معكم اليوم إن شاء الله بعضا من سيرة هؤلاء المؤمنات اللاتي حملن الراية ، وكن مجاهدات في سبيل الله
ولنبدأ بسيرة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنها صفية بنت عبد المطلب ، أخت سيدنا حمزة رضي الله عنهم أجمعين ، كانت صفية من أوائل المسلمات المهاجرات إلى الله ورسوله ، وعندما قتل أخوها حمزة في غزوة أحد ، رآها الرسول صلى الله عليه وسلم متجهة إليه في ميدان المعركة ، وقد بقرت بطنه ، ومثل بجسده
قال ابن إسحاق وغيره: ( وأقبلت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها لتنظر إلى حمزة، وكان أخاها لامها وأبيها، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تراه، فقال:
" المرأة ،المرأة " فقال الزبير بن العوام: فتوسمت أنها أمي صفية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القها فأرجعها لا ترى ما بأخيها "، فخرج يسعى فأدركها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فردها فلكمت صدره، وكانت امرأة جلدة، وقالت: إليك عني، لا أرضى لك .فقال: يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي. قالت: ولم وقد بلغني أنه قد مثل بأخي ؟ وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، فلأصبرن وأحتسبن إن شاء الله.
فجاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: " خل سبيلها "، فأتته فنظرت إليه، فصلت عليه، واسترجعت، واستغفرت له.
هكذا كانت المرأة المؤمنة صابرة ، محتسبة عند الله أخاها الشهيد
أما في غزوة الخندق ، فقد جاء في المستدرك للحاكم ، وسنن البيهقي
(عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي حِصْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ خَنْدَقَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ صَفِيَّةُ فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ فَقُلْتُ لِحَسَّانَ : إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ كَمَا تَرَى وَلاَ آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا فَانْزِلْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا قَالَتْ صَفِيَّةُ : فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ احْتَجَزْتُ وَأَخَذْتُ عَمُودًا ثُمَّ نَزَلْتُ مِنَ الْحِصْنِ إِلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قَتَلْتُهُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْحِصْنِ فَقُلْتُ : يَا حَسَّانُ انْزِلْ فَاسْتَلِبْهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَسْتَلِبَهُ إِلاَّ أَنَّهُ رَجُلٌ فَقَالَ مَا لِي بِسَلَبِهِ مِنْ حَاجَةٍ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.)
نموذج آخر من نماذج المؤمنات المجاهدات ، ألا وهي ( نسيبة بنت كعب الأنصارية )
وكنيتها (أم عمارة ) ، كان لها مواقف خالدة يوم أحد ، ودافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : ( وَقَاتَلَتْ أُمّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ الْمَازِنِيّةُ يَوْمَ أُحُدٍ . فَذَكَرَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ أَنّ أُمّ سَعْدٍ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ الرّبِيعِ كَانَتْ تَقُولُ
( دَخَلْت عَلَى أُمّ عُمَارَةَ فَقُلْت لَهَا : يَا خَالَةُ أَخْبِرِينِي خَبَرَك ، فَقَالَتْ
خَرَجْت أَوّلَ النّهَارِ وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النّاسُ وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ فَانْتَهَيْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ وَالدّوْلَةُ وَالرّيحُ لِلْمُسْلِمِينَ .
فَلَمّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقُمْت أُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَأَذُبّ عَنْهُ بِالسّيْفِ وَأَرْمِي عَنْ الْقَوْسِ حَتّى خَلَصَتْ الْجِرَاحُ إلَيّ .
قَالَتْ فَرَأَيْت عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا أَجَوْفَ لَهُ غَوْرٌ ، فَقُلْت : مَنْ أَصَابَك بِهَذَا ؟
قَالَتْ ابْنُ قَمِئَةَ أَقْمَأَهُ اللّهُ لَمّا وَلِيَ النّاسُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَقْبَلَ يَقُولُ دُلّونِي عَلَى مُحَمّدٍ ، فَلَا نَجَوْت إنْ نَجَا ، فَاعْتَرَضْت لَهُ أَنَا وَمَصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَأُنَاسٌ مِمّنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضّرْبَةَ وَلَكِنْ فَلَقَدْ ضَرَبْته عَلَى ذَلِكَ ضَرْبَاتٍ وَلَكِنْ عَدُوّ اللّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ .
أما النموذج الثالث من نماذج المؤمنات المجاهدات فهي أم سليم
ففي صحيح مسلم (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خَنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« مَا هَذَا الْخَنْجَرُ ». قَالَتِ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّى أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ.
فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضْحَكُ
قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ».
أما النموذج الرابع من نماذج المؤمنات المجاهدات فهي ( أم حرام بن ملحان) أخت أم سليم ، وخالة أنس بن مالك ، وزوجة عبادة بن الصامت )
ففي صحيح مسلم (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ حَرَامٍ وَهْىَ خَالَةُ أَنَسٍ قَالَتْ أَتَانَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ عِنْدَنَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ
« أُرِيتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِى يَرْكَبُونَ ظَهْرَ الْبَحْرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ ». فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ « فَإِنَّكِ مِنْهُمْ ». قَالَتْ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ أَيْضًا وَهُوَ يَضْحَكُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ « أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ ». قَالَ فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بَعْدُ فَغَزَا فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَهَا مَعَهُ فَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ قُرِّبَتْ لَهَا بَغْلَةٌ فَرَكِبَتْهَا فَصَرَعَتْهَا فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا.)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم




الخطبة الثانية ( نساء مجاهدات ) 1

الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون
أما النموذج الخامس من نماذج المؤمنات المجاهدات فهي (أسماء بنت أبي بكر )
وكان جهادها مع زوجها الفقير ، ففي صحيح مسلم (عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ قَالَتْ تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ –
قَالَتْ - فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِى الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ وَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ –
قَالَتْ - وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَأْسِي وَهْىَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ –
قَالَتْ - فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ « إِخْ إِخْ ». لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ - قَالَتْ - فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ
فَقَالَ وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى عَلَى رَأْسِكِ أَشَدُّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَىَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَتْنِي )

أما النموذج السادس من نماذج المؤمنات المجاهدات فهي الصحابية الجليلة فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، قد أسلمت وأخفت إسلامها هي وزوجهـا سعيد بن زيد رضي الله عنهم. وكان خبَّاب بن الأَرَتّ يأتيهما ليعلمهما القرآن خفية.
فخرج عمر يوما متوشّحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه قد ذُكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيتٍ عند الصّفا، وهم قريبٌ من أربعين ما بين رجال ونساء. فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له أين تريد يا عمر ؟ فقال أريد محمدا، فأقتله
فقال له نعيم والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال . وأي أهل بيتي ؟ قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب ، فقد والله أسلما ، وتابعا محمدا على دينه فعليك بهما ؛
قال فرجع عمر عامدا إلى أخته وختنه وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها : {طه} يقرئهما إياها، فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب في مخدع لهم أو في بعض البيت وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها،
ودخل عمر على أخته، فبطَش بخَتَنه سعيد بن زيد، وضرب أخته فشجها، فتحدثه قائلة: نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك.

ندم عمر لما رأى ما فعل بأخته والدماء تسيل من رأسها. واتعظ بصمود امرأة،
وتناول الصحيفة، وقرأ من سوره طَهَ فهداه الله للإسلام.
كانت هذه بعض النماذج للمرأة المؤمنة المجاهدة في سبيل الله
ألا فاقتدوا بأسلافكم ، وسيروا على طريق المجاهدين من قبلكم فقد قال الله تعالى :
(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 88 ، 89
وقال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69
الدعاء
خطب نساء مؤمنات على هذا الرابط

https://hamidibraheem.wordpress.com/
المشاهدات 3256 | التعليقات 0